الإثنين 25 نوفمبر 2024

خليكي عارفه انا مش عايزك وتقدمتلك وتدبست فيكي

انت في الصفحة 18 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

قبل ان يبتسم وهو يفرك جبينه تراها هى حوريته الجميلة التى لاتفارق باله والتى افقدته توازنه وجعلت قلبه ينبض كمراهق دون ادنى ارادة منه هل قضت الليلة بأكملها تخط ملامحه هل يشغل نفس الحيز الذى تشغله فى حياته هل يشاركه قلبها تلك النبضات الغريبة التى يشعر بها للمرة الاولى لا يعرف لماذا اصبح شعوره يقينا وهو يعطيها رده بتغيير صورة ملفه الشخصي الى تلك الرسمة الدقيقة التى أرسلتها واستوعبت هي هذا الرد منه ولم تصدقه ولكن تراه فهم ما تعنيه 
أو بالأحرى هل تفهم هي ماذا تعني من خلف ما فعلته الأمر قد تعدى كثيرا مجرد انجذاب لقد وصل بها الى تنحية فكرة سفرها تماما فوجودها في مصر لم يعد مقتصرا على مرض محمود فقط كما تدعي 
تنهد يوسف وهو يتهالك على مقعده متمتما فى حزن لاحول ولا قوة الا بالله 
تلقى الخبر من أبيه منذ لحظات عبر الهاتف أخبره بصوت متهدج يحاول أن يسيطر على نبرته بأن رفيق العمر انتقل الى جوار ربه ماټ الرجل قبل أن يستمتع بدفء وطنه ويعوض حرمان الغربة ماټ بعد
أن اطمئن الجميع الى استقرار حالته وهجرته الامه ماټ قبل موعد جراحته بيوم واحد فلله في خلقه شئون 
وكل اليه والده مهمة ابلاغ ايلينا بالأمر بقي على وضعه هكذا لدقائق ينظر الى الباب في شرود ينبش به عقله عن أي طريقة تحمل الخبر دون أن يصدمها به مرر يده على وجهه في ألم فكل الطرق ستؤدى الى حقيقة واحدة 
لقد رحل والدها الذى لمس بنفسه كم تحبه وتحترمه وتعده صديقا وليس مجرد اب كيف ستسقبل خبر مۏته بعدما عاشت في أمل نجاته طيلة الأيام الماضية مجرد تخيل الحزن على وجهها يفزعه ماذا عساه ان يفعل 
نهض من كرسيه اخيرا واتجه للباب الذى يفصل بينهما ليفتحه فى بطء لم تنتبه له وقد انهمكت فى العمل فبعد ان اطمأنت على صحة ابيها عادت لتنجز بعض الاعمال الهامة التى كانت تحت مسئوليتها رغم انه اعفاها من ذلك ظل واقفا للحظات وهو يبحث مجددا عن أكثر الكلمات رقة لينقل لها به الخبر 
شعرت برائحة عطره كالعادة فرفعت اليه رأسها بابتسامة متعبة وقالت 
يوسف انا قربت اخلص اهو بس فيه حاجات كتير محتاجة امضتك عليها 
نظر اليها
للحظات في حزن عقد لسانه عن نطق حرف فأطرق برأسه في عجز لتشعر بأن هناك خطب ما نهضت من مكتبها وسألته فى حذر 
يوسف مالك حصل ايه 
انتفض قلبها ليضرب صدرها في قوة وهو يشيح بوجهه عنها وضعت يدها على على صدرها تقاوم ألم انقباضه فالأمر يبدو انه يخص صحة ابيها التمعت الدموع فى عينيها وهى تقترب منه أكثر قائلة فى تلعثم وشفتاها ترتجف فى خوف 
الموضوع ليه علاقة ببابا رجع انتكس تانى رفض يعمل العملية ولا 
وصاحت به وهي على وشك الاڼهيار 
يوسف رد عليا بقا 
أمسكت بذراعه في توسل وهي تكرر سؤالها فرفع نظره اليها والمته نظرة الهلع والخۏف والضياع فى عينيها فلم يشعر بنفسه تماما وهو يحتويها بين ذراعيه كأنه يحميها من قسۏة الحقيقة ويخفيها عن مرارة واقعها وأدركت هي كل شىء فبقيت جامدة وهى تتمتم فى صدمة 
ازاي انا سايباه كويس ازاي 
وسالت دموعها ليشعر بها يوسف تبلل قميصه لتحرقه تماما وهو يراها للمرة الأولى زاد من ضمته لها وهي تهمس فى اڼهيار 
بابا ماټ يا يوسف بابا ماټ 
مسح على رأسها فى حنان قائلا بنبرة متهدجة 
انتى ايمانك قوى يا ايلينا ادعيله حبيبتى 
نطقها بصدق وباحساس عاشق يتعذب من اجل محبوبته نطقها دون ان يشعر أنه قالها نطقها دون أن يفكر كيف خرجت بتلك السهولة نطقها من أعماقه حين اعترف ألمه من أجلها بالحقيقة ولسوء حظه لم تشعر بها أبدا لم تشعر بأنها انتزعت اعترافا صريحا منه ألم فقدان الأب والصديق كان كافيا لعزلها عن العالم بأسره كافيا عن عدم ادراكها أنها بين ذراعيه تتلقى منه حنانا لم تعهده مطلقا أغمضت عينيها فى ألم وهي ترفع رأسها من على صدره هامسة بايمان تحاول به مقاومة اڼهيارها 
انا لله وانا اليه راجعون 
اخذت ترددها وهو يمسك بكتفيها ويشعر بارتجافها حتى خفتت حركتها فجأة لتسقط فجأة بين ذراعيه مغشيا عليها ليهتف فى ذعر ايلينا 
تكفل محمود وابنائه بډفن سمير واقامة العزاء له فى الوقت الذى كانت ايلينا فيه تحاول التماسك قدر المستطاع هى واخيها وتعينها على ذلك صوفيا وسميرة وايتن 
وبعد مرور اسبوع دق الباب ففتحته صوفيا لتجد يوسف ومعه زين يحملا بعضا من الطعام كعادتهما كل يوم منذ ۏفاة محمود ألقى يوسف التحية عليها وسألها فى روتينيه عن أحوالها وأحوال علي ليذهب بعدها الى ايلينا مباشرة التي أخبرته صوفيا انها لاتفارق غرفة ابيها 
تركها مع زين التى نظرت اليه وسألته في تردد 
تشرب ايه زين 
ابتسم زين قائلا 
مش عاوز اتعبك 
شبكت اناملها قائلة 
يبقى قهوة مظبوطة انا بشوفك على طول بت وتوقفت عن استرسالها وهي تحك رأسها فى خجل لقد اخبرته ببلاهة انها تهتم بأدق التفاصيل به فتنحنح هو ليخفى سعادته قائلا 
خلاص يبقى قهوة مظبوط 
راقبها وهي تدلف الى المطبخ وتلتفت اليه فى توتر لقد كاد ان يخبرها حين وقعت عيناه عليها منذ لحظات الأسود يليق بك يا جميلة ولكن لا ليس الاسود فحسب بل كل الوان الدنيا كأنها خلقت من اجلك كأنك من تعطينها رونقها وبريقها وتميزها بريئة كالاطفال وعيناك تلك اه منها لم أعرف من قبل عينين بصفائهما أبدا حدائق الجنة ورياضها يعيشها من ترمقينه فقط بنظرة منهما 
لمح على المائدة كراس رسم صغير فابتسم في خبث وهو ينظر باتجاه المطبخ ليتأكد انها لا تراه اخذ يبحث فيه عن شىء واحد يؤكد له حقيقة ظنه ظل يبحث ولكنه لم يجد مبتغاه حتى انتفض على صوتها وهى تقول بينما تضع القهوة أمامه 
عجبك رسمي 
تنهد زين وهو يهز رأسه بالايجاب وقال في احباط لاحظته صوفيا على الفور 
حلو اوي فنانة بجد 
وأعاد اليها دفترها وهو يتساءل في نفسه هل لم تكن هي بالفعل لا ربما امتلكت دفترا غيره 
قالت صوفيا فى خبث وقد أدركت ما يفكر فيه 
شكله معجبكش وبتجامل وشك باين عليه انه متضايق 
ارتشف زين من القهوة أمامه ليزدردها عوضا عن ريقه الذى كاد ان يجف من فرط التوتر والاحباط 
أبدا اصل وهز رأسه وهو يتمتم 
الظاهر اني كنت فاهم غلط 
رسمت صوفيا البلاهة على وجهها وقالت 
بتقول حاجة زين !! 
تنهد في عمق قائلا 
متاخديش فى بالك 
دلف يوسف الى غرفة ايلينا فوجدها تقف بجوار النافذة وهى تحمل بيدها صورة لأبيها وتتأمل الدنيا في شرود شعور بالضياع يراه فى عينيها ويمقت ان تشعر به فى وجوده لم يخفي ألمه وهو يراها على هذا الضعف الذى لم يعهدها عليه التفتت له وابتسمت فى شحوب وقبل أن تمد اناملها لتمسح دموعها كانت أنامله هى الأسرع تلك المرة فمسح دموعها بابهاميه وتأملها للحظات وهو يضع كفيها فى كفيه قبل أن يأخذها لتجلس على أريكة قريبة ويأخذ الصورة منها ليضعها على المنضدة المقابلة ركع على ركبتيه أمامها قائلا 
ايلينا اتكلمى معايا قولى اى حاجة 
ازداد بكائها وهى تقول بصوت تمزقه الدموع 
مد ابهاميه ليمسح دموعها ويحتوى وجهها بين كفيه قائلا 
وأنا روحت فين كلنا روحنا فين انا جنبك ايلينا ومش هسيبك ابدا 
وأخفض رأسه وهو يحفز نفسه بقوة هيا خذها بين ذراعيك الان واخبرها بالحقيقة وكفى مراوغه أخبرها انك تحبها كما لم تحب أنثى من قبل تحبها !!!! أجل أنت تحبها وهذا هو أدق مسمى لكل ما مررت به معها معها تألمت 
معها شعرت بالغيرة 
معها عشت كل المتناقضات 
معها 
عرفت الحب لأول مرة 
أنت أنت تحبها يا يوسف 
تلك المخلوقة 
تلك الأنثى 
ليست أي أنثى 
انها التي نبض خافقك بحبها 
أنت تحبها تحبها تحبها 
وهي تستحق لن تخذلك 
هيا كن شجاعا وواجه مشاعرك 
خذ بيدها الى جنتك وعلمها العشق بمبادئك انت 
رفع رأسه من جديد وحين هم أن
ينطق سمع صوت جلبة فى الخارج فنظر اليها فى استفهام لتهز رأسها فى حيرة وهي تخرج معه لترى ماذا هناك وحين خرجت تفاجئت بفؤاد ابن عمها وهو يقول فى سخرية 
الله الله يا ست هانم خارج من أوضة نومك كمان ابوكي ماټ من هنا وانتى قلبتهالى مفروش !!!!
يتبع
الفصل الحادى عشر والثاني عشر
تراجع فؤاد من ألم اللكمة ووضع يده عليها يتحسسها قائلا فى وقاحة 
اتجوزتيه يا ايلينا اتجوزتي وانتى عارفة انى بحبك وعاوزك ماشي مسيرك فى يوم تكونى ليا وبكرة تشوفي 
لم يحتمل يوسف نظراته ولا كلماته لها أكثر فعاد يكيل له اللكمات الموجعة مجددا ولولا تدخل زين لفقد الرجل حياته على يدي يوسف الذي يفوقه فى البنيان والقوة تابعت ايلينا مايحدث في هلع وتحررت من صډمتها سريعا وهي تصرخ بيوسف أن يتوقف حتى لا يفتك به بينما تابعت صوفيا ما يحدث بتلذذ غريب فقد رأت بعينيها ان يوسف يغار على ايلينا پجنون يشي ببساطة عن حجم ما يحمله لها من مشاعر والأحمق مثلها تماما ينكر كل شىء 
تنهد يوسف مغمضا عينيه للحظات حين سمع صرخات ايلينا لتنحرف قبضته الى تلابيب فؤاد ويوقفه أمامه هاتفا في ټهديد لا يقبل المزح تماما 
لو فكرت بس تعدي من شارع هيا بتعدي منه قسما بالله ما اخلي الدبان الأزرق يعرفلك طريق جرة واسأل عليا كويس هتعرف أن يوسف البدرى مبيهوش 
وجره ليدفعه خارج المنزل ويصفق الباب خلفه فى عڼف 
الټفت لينظر الى ايلينا مجددا ليلمح علامات الذعر لازالت تكسو ملامحها اقترب خطوة ليضمها اليه فأوقفته نظرات صوفيا وزين المسلطة عليه في منتصف الطريق فلازال اعتقاده السخيف ان الحب ضعف لايجب اظهاره يلازمه تنهد طويلا قبل أن يبدل النظر بين الفتاتين ويقول فى حسم 
كدة الموضوع زاد عن حده انتو هتيجو تعيشو معانا ايلينا 
همت ان تعترض فأوقفها بكفه 
انتي وصوفيا وعلي هتقعدو فى الأوضتين اللي في الجنينة برة دول دايما كنا بنستقبل فيهم الضيوف وميقلوش أبدا عن القصر فى حاجة 
هزت رأسها فى إرهاق وأخبرته بنبرة متعبة 
لا يا يوسف أنا مش هقدر ا 
قاطعها فى ضيق 
بلاش تعاندي وخلاص لو كان الحيوان ده جه وانا مش موجود فكرتى ايه اللى ممكن يحصل يا ستي اعتبرى نفسك قاعدة فى فندق 
وقبل أن تعترض مجددا لحقتها صوفيا هذه المرة 
معاك حق يوسف ابن عمها زودها أوي اتفضلو انتو دلوقتي وأنا وهي هنجهز كل حاجة وهنستنى علي يرجع من مدرسته ونكون جاهزين على آخر النهار 
نظرت لها ايلينا فى غيظ فرمقتها الأخرى فى رجاء حتى لا تعترض فنظر يوسف الى صوفيا بابتسامة ممتنة قائلا خلاص هسيبكو دلوقتي تجهزو نفسكو على ما أرجع تاني 
رمقته ايلينا وهو يخرج بابتسامتها الحزينة وقبل أن يلحق به زين نادته صوفيا 
زين استنى 
نظر يوسف الى أخيه وإلى
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 69 صفحات