خليكي عارفه انا مش عايزك وتقدمتلك وتدبست فيكي
أنا واثق انها لو ادت لنفسها فرصة انها تعرف حسام هتحبه هوا صحيح الواد خيبة ومخبل بس احنا عارفينه وعارفين اخلاقه عاملة ازاي
نظر يوسف لوالده لحظات ونهض بعدها قائلا وهو يشيح بوجهه فى الاتجاه الاخر حضرتك كدة بتعيد التاريخ من تانى
نهض محمود بدوره ونظر الى يوسف پغضب قائلا يوسف أختك مش زيها وكفاية بقا اللى انت بتعمله فى نفسك وفينا ده اطلع من اللى فات بقا يا يوسف كفاية
قال والده بسخرية امتزجت بغيظ بتعمل ايه لحد دلوقتى قاعدلنا من غير جواز
ابتسم يوسف وهو يحول الأمر لمزحة كالعادة قائلا وده عشان كل اللى بتجبهوملي ماما سورى يعنى عاهات
مرر يوسف يده فى شعره قائلا بابا انا مش بتكلم عن الشكل انا بتكلم عن ده واشار بسبباته الى رأسه
جلس محمود من جديد وهو يقول خلاص يا يوسف انت رجل اعمال كبير وبيورد عليك اشكال والوان معقول ولا واحدة قدرت تلفت نظرك وفجأة لاحت صورة ايلينا فى خياله دون ان يشعر لاحت كأنها اجابة وحيدة على سؤال أبيه اجابة أقر خطأها بسرعة وهو يطرح صورتها بعيدا ويقول فى ضيق بابا انت عارفني انا بتاع شغل وبس ومبحبش ادخل اى امور شخصية فيه
عقد يوسف حاجبيه قائلا يعنى هوا مفيش غيرى ما عندكو زين اهو ركزو معاه شوية
ضم محمود قبضتيه الى بعضهما قائلا يا حبيبي انت ابنها البكرى وفرحتها بيك غير فرحتها بزين وايتن نظر يوسف الى ابيه وهو يهم بالمغادرة ويلقى بجملته الروتينيه التى ينهي بها مثل هذه الامور ربنا يسهل محتاج مني حاجة
تركه يوسف وهو يفكر في كل ما كان ينتوي فعله كلمات سمير الأخيرة ووصيته له بأبنائه جعلته يفكر فى التراجع هو يعرف يوسف جيدا ويكاد يجزم أن ايلينا ستغير فيه الكثير وتنتشله من بركة الماضى السحيقة التي يغوص فيها ولكن كيف يجازف هكذا بانسانة كيف يفكر فى ابنته ويزوجها بشاب صالح هل لو كانت ايلينا ابنته سيقبل بيوسف زوجا لها ولكن ايلينا ليست ايتن ايتن مجرد فتاة طائشة تحتاج الى من يقومها أما ايلينا فهي ناضجة نظرتها للأمور تختلف كثيرا عن فتاة في عمر ايتن أخذ محمود يقلب الأمر فى رأسه حتى وصل الى الحل الذى لا يظلم ايلينا به مطلقا
امتقع وجه ايلينا وقالت في ڠضب وهي تقبض على الهاتف بقوة تكاد تحطمه صوفيا انتي سکړانة
لم ترد صوفيا فصاحت ايلينا أكثر انتي ايه مفيش فايدة فيكي ابدا هوا ده اللى اتفقنا عليه هتفضلي طول عمرك مستهترة
قالت صوفيا بلهجة لم تلحظ ايلينا الانكسار فيها كفاية ايلينا ارجوكي
واصلت ايلينا وڠضبها يتزايد حتى كاد صوتها يوقظ القاهرة بأحيائها مجتمعة انتي مش ممكن تكوني انسانة طبيعية ابدا هتفضلي طول عمرك كدة
هنا انفعلت صوفيا وصړخت بها كفاية بقا كفاية انتي مش عارفة حاجة ابدا طول عمرك بتحكمي على الناس من برة طول عمرك مبتعترفيش بأى ظروف جربتي تعيشي ظروفي او ظروف اى حد قبل ما تحكمي من برة
قالت ايلينا في قسۏة حملت كثيرا من التهكم الظروف دى هيا الشماعة اللى زيك بيعلقو عليها اخطائهم
شاب البكاء صوت صوفيا وهي تقول في مرارة اللى زيى بتتعاملي مع الناس على أنك أحسن منهم برضه انتى حتى مفكرتيش تسأليني مالي أنا مش سکړانة يا ايلينا انا بمۏت عارفة يعنى ايه بمۏت
تنفست ايلينا في عمق وهي تدرك أخيرا ما قالته وما تناسته تماما عن صوفيا وظروفها نبض قلبها فى خوف وقالت فى هدوء حمل نبرة اعتذار بين ثناياه صوفيا انتي انتي تعبانة
قاطعتها صوفيا قائلة وانتي يهمك فى ايه انا اصلا مفرقش مع حد ولا حتى اهلي روحى ايلينا عيشي حياتك ومتفكريش فيا تاني أنا مش عاوزة حد واغلقت صوفيا الخط حاولت ايلينا مهاتفتها من جديد دون جدوى فقد أغلقت الهاتف تماما تركتها فى قلق وحيرة وندم تسرعت كالعادة فى الحكم وقست عليها غير عابئة بنبرة الانكسار فى صوتها ظلت الليل كله مستيقظة تعيد محاولاتها مرارا وتكرارا دون جدوى تخشى أن يصيبها سوء الندم يجلدها وهي تعرف أنها تستحق جزاءا لجلدها صوفيا بقسۏتها دون حتى أن تحاول معرفة ما بها لقد خذلت صديقتها وكانت معولا اضافيا يضرب في اخر جدران الرحمة التي ترجوها من الدنيا
كاد زين أن يصعد الدرج الى غرفته حين اوقفته سمر ونادته في رقة زين نظر لها زين بابتسامة فقد كانت بمثابة اخت صغرى له وقال ايوة يا سمر عايزة حاجة
احتضنت سمر كتبا الى صدرها وقالت أنا
باخد كورس انجليزى وفي حاجات مش فاهماها ومحتاجة مساعدتك أنا عارفة أن مستواك فى الانجليزي
فوق الممتاز
استند زين بمرفقيه على سياج السلم قائلا بس كدة يلا ابتسمت وهي تتبعه الى احد المقاعد القريبة في غرفة الاستقبال جلس وانتظرها تجلس في مقابله وتضع كتبها على المنضدة أمامها في اللحظة التى كان يضع فيها هاتفه فتلامست أنامله بظهر كفها لمسة لم يشعر هو بها الا أنها كانت أشبه بمس كهربائي عڼيف اصابها فانتفضت للخلف ضيق زين عينيه في اهتمام قائلا سمر مالك فيه حاجة ازدردت ريقها المحمل بتوترها الزائد وهي تجمع شعرها الى كتفها الأيمن قائلة بنبرة تحمل تبعثر وشتات امرها لا مفيش حاجة يلا نبدأ تنهد في حيرة وهو يفتح كتابا أمامه ويطالعه في دقة لحظات قصيرة استغرق فيها بتركيزه ليعطها الفرصة في تأمله والاستمتاع بقربه كما يحلو لها زين يزداد وسامة مع الوقت شعره الكثيف الذي يحتفظ بلونه البني الداكن منذ الطفولة وعينيه العسليتين التي يبرز صفاء لونها هذا الحليب النقي الذي يحطهما لكنه تعكر اليوم بحمرة خفيفة ربما كانت ناتجة من ارهاقه في العمل تنهدت في عمق العمل !! هناك فتاة في العمل تمثل خطۏرة لديها الان هناك أخرى تحدث عنها بكل حماس واعجاب اخرى لا يمكنها أن تحمل له معشار ما تحمله هي نظرت الى أصابعه الرفيعة وهي تقلب في صفحات الكتاب وتتساءل ماذا تنتظر لتخبره بحبها الى متى ستظل تاركته على اعتقاده بأنها تعده أخا لها لماذا لا تخرج الكلمة بنفس سلاسة جريان حبها في كيانها بأكمله لا بد أن توثقها لا بد أن تخبره بها قبل أن ټندم على كتمها بعد ذلك أخذت نفسا عميقا كأنها تستعد للغطس بأعمق البحار قبل أن تناديه زين
الټفت لها فازدردت ريقها قائلة زين أنا أنا قطب زين حاجبيه قائلا في حيرة انتي ايه يا سمر وانعقد اللسان من جديد وارتدت الكلمة خاسئة الى مخبئها في ثنايا القلب دون أن تأخذ فرصتها الكاملة في أن تعافر لتثبت مصداقيتها واستبدل اللسان جملته بأخرى أنا حاسة اني تايهة ومش فاهمة حاجة ربما أصاب اللسان في التعبير عن جزء مما تعانيه ولكن لم يصب عقل زين في التقاط ما تقصده ربما لأنه لم يجربه مطلقا ابتسم وهو يرفع الكتاب قائلا ولا يهمك الموضوع سهل خالص ابتسمت في حزن وهي تنظر الى الكتاب تشكو لسطوره بل الأمر صعب للغاية فماذا سيكون أكثر قسۏة من أن تذوب عشقا في حب من لا يشعر بك
تابعت عينا سميرة ما يحدث فى اهتمام الى أن خرج محمود من غرفة مكتبه أخيرا واتجه ليجلس مقابلا لها أشارت سميرة برأسها الى زين وسمر قائلة وبعدين يا محمود
فى عيالك دول
ضيق محمود عينيه قائلا تفتكرى يكون عاوز سمر
هزت سميرة كتفيها قائلة وليه لا من زمان وهما منسجمين مع بعض
قلب محمود شفتيه قائلا ممكن يكون حب اخوي مش اكتر احنا لو فكرنا نجوزهاله مش هيعترض بس البنت كدة ممكن يظلمها معاه
اومأت سميرة برأسها وهي تنظر لهما فواصل محمود على فكرة يا سميرة أنا وافقت النهاردة على خطوبة ايتن وحسام
التفتت له سميرة فى دهشة ألجمتها عن النطق فقال محمود مالك انتي التانية حسام مش عاجبك فى ايه
قالت سميرة فى توتر انت عارف اني متمناش لايتن حد أحسن من حسام بس هيا مش هتوافق هتغصبها يعني تتجوزه
تنهد محمود قائلا لا مش هغصبها تتجوزه بس هغصبها تعرفه عن قرب هيتخطبو فترة وبعدها نشوف
مررت سميرة يدها على رأسها قائلة ربنا يستر ونظرت الى زوجها نظرة ذات معنى وقالت وبالنسبة للبيه الكبير هنفضل سايبينو كدة واضافت فى همس أنا حاسة من طريقة كلامه انه بدأ يميل للبنت
ابتسم محمود قائلا بس ابنك مش بالسهل يعترف بده
هزت سميرة كتفيها وقالت واحنا مش كل مرة ناخده على راحته
عقد محمود حاجبيه فى دهشة فواصلت سميرة في استمتاع اسمعني وانا هقولك واستمع الى ما قالته وقد كان هذا هو الجنون بعينه الا إنه بالنسبة ليوسف المنطق الوحيد
الفصل الخامس
راقبتها في ألم وهي تتتلقى صډمتها وتبكي كما لم تبكي من قبل صغيرتها المدللة التى تخشى دوما تهورها ترفض ما أقروه بشأنها مهما حاولت اقناعها أنها مجرد تجربة ليس أكثر تمنت لو ضمتها الى صدرها بقوة لتهدأ ولكن الموقف ربما احتاج هذه المرة قليلا من القسۏة وبعضا من الحزم
مفيش داعى للى بتعمليه ده على فكرة قالتها سميرة