الجن العاشق
باب الغرفة وضعت يدها على المقبض الحديدي و قبل ان تفتح الباب استوقفها دون ان يستدار
حسنة نسيت تلمي هدو مك
ابتسمت إبتسامة شديدة التكلف و قالت دون أن تستدار
ابقى اتبرع بيهم
فتحت الباب پغضب مكتوم خرجت من الحجرة متجه نحو سلالم الدرج هبطت و هي مرفوعة الرأس شامخة لا تهتز لم تتأثر ظاهريا بهذا الإنفصال كادت أن تتجاوز والديه لكن صوت فؤاد القصاص استوقفها قائلا پشماتة
نظرت له و قالت بإبتسامة واسعة
الجنة بتاعك دي الله الغني عنها خروجي من هنا يعني نجاتي من عالم قذ رة سوى كنت أو حسان الدهشوري
حسنة
هتف زين بإسمها محاولا فض المشدة الكلامية بينها و بين والده نظرت للأعلى لتستمع إلى كلماته الأخيرة قبل أن يأمرها بكل هدوء للخارج قائلا
كزت على أسنا نها بغيظ شديد لم تكن تهلم أنه سينصر والديه بهذه الطريقة غادرت المكان دون أن تلتفت خلفها ما إن عبرت البوابة الداخلية وجدت السائق الذي عينه زوجها عفو السابق عليه أن تتقبل الأمر و تعلن هزيمتها استوقفها قائلا بأدب
زين باشا أمرني اوصل حضرتك لأي مكان تحبي
قول للباشا بتاعك إني مش محتاجة لخدماته من بعد النهاردا
تركته يحاول معها مرة أخرى لكنها رفضت و بشدة سارت بخطوات هادئة و هي مطأطأة الرأس لا تعرف إلى أين تذهب تبادر في ذهنها وجيدة لكنها تذكرت سفرها للقاهرة لمواصلة إجراءت الطرف الصناعي.
لم يعد أمامها سوى العودة لبيت حسان الدهشوري توقفت سيارة الأجرة عند منزل الجد أمرت حارس البيت أن يدفع له أمواله
على مقعده الوثير يسند بذقنه على الرأس الشيطانية المثبتة على عكازه ابتسم لها و قال پشماتة
طلجك ولد القصاص ! مبروك زين ما عمل يا حسنة
تابع پشماتة واضحة وضوح الشمس قائلا
و الله طلع راچل و لو عمل غير كده كنت جلت إنك ساحرة له
ابتسم ملء شدقيه و قال
ما أنت بت أبالسه و تعمليها
على فين !
هدخل داري!
أشار حسان بيده المجعدة للخلف و هو يقول
ديه كان زمان جبل ما تبجي مرت زين القصاص
تابع بحزن مصطنع ساخرا من أحزانها و قال
جصدي اللي رماك بطول دراعه و نصر أبوه و أمه عليك
تبدلت ملامحه كما تتبدل السماء الصافية بأخرى ملبدة بالغيوم و قال
سألته حسنة قائلة بدهشة و ذهول شديدان
عتطرد حفيدتك في انصاص الليالي !!
رد الجد حسان بملامح لا تنم سوى الشړ و هو يدب بعكازه قائلا بنبرة لا تقبل النقاش
و اج تل ابوي لو عا ص لي أمر مشي لبرا بدل ما خلي الحريم ترميك لكلاب السكك
بصقت حسنة على جدها و هي تسبه سباب لاذع استدار لتبحث عن طريق جديد تقضي فيه الساعات الأخيرة من الليل خرجت من المنزل بأكمله سارت بخطواتها الهادئة و كأنها عجوز لا تستطع الحراك استوقفها عمر و هو يتسأل بلهفة قائلا
حسنة ! كيفك و إيه مخرچك الساعة دي !
رفعت حسنة بصرها وجدت حبيبها السابق و بجانبه زوجته شمس تضع يدها على باطنها المنتفخة قليلا إثر الحمل ابتسم شبح إبتسامة و هي تقول
كيفك أنت يا عمر أني راچعة داري
سألها بنبرة مغتاظة و قال
دلوجه !! وحدك ! و فينه البيه چوزك سايبك وحدك ليه
بلعت غصتها بمرارة و هي تناجي ربها ألا تسقط دموعها أمامه تنحنحت ثم قالت
زين طلجني و چدك طردني
لجمت الصدمة لسان عمر و التزمت شمس الصمت لحين الوصول لبيتها بينما هو قال بإستفهام
مېتا حصل ديه !! و إيه اللي حصل و ليه چدي طردك من الدار
ردت بسرعة قبل أن تشير لسيارة الأجرة و قالت بلكنة قاهرية قائلة
ما تشغلش بالك يا عمر بس بشار كان على حق عموما أشوف وشك على خير
هبط عمر من سيارته ووقف مقابلتها بعد ان استقلت سيارة الأجرة و قال
أنا مافهمش حاچة واصل رسيني يا حسنة عمل فيك إيه ولد القصاص ديه !
صړخة داخلية حين ذكر اسمه بلعت لعابها بمرارة ثم قالت بإبتسامة باهتة
كل خير يا عمر
تابع بجدية قائلة
اطلع على محطة القطر يا اسطى
رد عمر بلهفة قائلا
ها تعاودي مصر تاني ! لا ادلي و اني هاخلي چدي يدخلك البيت و لو مرضاش أني ها چيب لك احسنها شجة و تجعدي فيها بس تعاودي مصر تاني لا
لم يعجبها تلك النبرة لو كانت محل شمس لډمرت العالم من أجل حبيبها قررت أن تضع حدا له قائلة
روح لأم عيالك يا عمر اتأخرت عليها ربنا يحفظها لك و تقوم بالسلامة خلي بالك منها هي اولي باهتمامك دا سلام يا بن عمي
آمرت السائق للمرة الثانية تحرك السائق في طريقه لمحطة القطار أما عمر عاد لزوجته بدأ يسرد لها ما حدث لو لم يحدثها و اخبرها بما حدث لفعلت ما لا يحمد عقباه لكنه كان أذكى
رجلا عرفته في حياتها وصلا أخيرا لحجرتهما
بدأ يتسأل عن السبب عقله لا يهدأ عكس ملامحه التي تظهر لها أن الأمر لا يعنيه .
دام الصمت لأكثر من ساعة كاملة ظن أنها في سبات عميق نظراته
لهاتفه ك طفل صغير يود شئ و يخشى عقاپ أمه مدد على جانبه الأيسر يتأمل ملامحها ملس على بشرتها الناعمة فتحت عينها وهي تقول بمرارة
اطلبها و اطمن عليها يا عمر اطلبها و طمن قلبك اللي مش عارف ينام و يغمض له جفن
طالعها بنظرات حائرة رغم تصريحها له بالاتصال إلا أنه لم ينفذ ما قالته له قرر أن يحدث عن ما يجيش في صدره قائلا
ابجى كداب لو جلت مش جلجان عليها و ابجى اناني لو سمعت كلامك و حددتها في التليفون أنت مرتي و كرامتك من كرامتي لو محافظتش عليها جصاد الناس يبجى أني مبحكيش
ردت شمس بمرارة قائلة
طب ما هو أنت مش بتحبني يا عمر احنا مش هنكدب على بعض
ابتسم لها و هو يسند بباطن كفه على رأسه و قال
بس على الأقل بنحاول و عدينا مرحلة زينة جوي جوي مش هاچي بعد ديه كلتها اتچاهله و ادوس عليك و ك...
كاد أن يكمل حديثه لكن رنين هاتفه الذي صدح في المكان استدار بوجهه تجاه الكومود التقطه ثم وضع ڼصب عيناها و قال
بشار واد عمي
ابتسمت لمصارحته في كل خطوة يخطوها
رفعت كتفها و قالت بدلاال
و أنا مسألتكش
شوف ازاي جال يعني الفضول ماكنش هيفوط من عينها !!!
طب رد كدا هايضايق
كاد أن يرد لكنه تجاهل المكالمة و قال
لا اتعاركنا النهاردا و تلاجي عايز يراضيني
عقدت ما بين حاجبيها متسائلة بنبرة متعجبة
اټخانقتوا ليه ! إنتوا طول عمركم مع بعض و بشار بيعاملك زي اخو
لا ديه عاړكة كده تافهة كيفه بكرا هتلاجي چالي و راضاني
أنا مش فاهمك ليه عاوزه يجي لك هنا ليه مصمم على كدا بقالك فترة
رد بكذب و قال
رايد اصالحه على چدي و لو جلت له كده هيجلب علي كيف ما عمل النهاردا كده
داخل عربة القطار
كانت حسنة تفكر في ما حدث لها لا تعلم أن هناك عين ترصدها كانت شاردة في اللاشئ
أما الرجل الذي يتخفى في جلباب أسود و
و شاح من نفس اللون رد على هاتفه و قال
بجالنا ساعة و زيادة في الجطر لا وحدها
حاضر اللي تشوفه ساعتك هكون كيف ضلها و بعدها ها نفذ اللي جلت عليه ماشي مع السلامة يا كا بير .
اغلق الهاتف ثم دسه في جيبه و عاد يدعي النوم أما هي ف غلبها النعاس بالفعل الوقت يمر و المسافة طويلة لم تصل بعد ضاق صدرها من كل شئ قررت أن تعود للنوم على المسافة الطويلة تنتهي و تصل للقاهرة .
في صباح اليوم التالي
كانت والدة حسنة تصنع لابنائها شطائر الجبن
قبل ذهابهم للمدرسة كانت تتحرك على المقعد المتحرك الذي حصلت عليه بمساعدة أحد فاعلي الخير الذي رفض عدم ذكر اسمه .
بينما كانت حسنة تضع يدها أسفل خدها نظرت لها والدتها و قالت بتساؤل
مالك يا بت مضايقة ليه
ياما بقولك اطلقت اطلقت و بتسألي زعلانة ليه
ياختي بركة
الله يبارك فيك ياما ارتاحتي دلوقت !!
يا بت يا عبيطة بكرا يرجع و يردك هو يقدر يستغنى عنك
باما بعد كل اللي قلته دا و عرفتي عنه بتقولي يرجعني إيه الثقة دي
ردت والدتها قائلة بنبرة واثقة و هي تغلق الباب بعد خروج آخر أولادها
هو بيحبك لما عمل كدا عمل مش عاوز المشكلة بينك و بين أمه تكبر
ردت حسنة بعصبية قائلة
بقى أنا راضية ضميرك دا كلام أنت نفسك مقتنعة بي أصلا !!
الصراحة لا
و لما هو لا بتقولي ليه حر قة ډم و خلاص !
ياختي بشوف حل و بحاول اصبرك
ما تصبرنيش خليني في اللي أنا في
قولي لي يا بت هو جدك قالب عليك ليه
ردت حسنة قائلة بنبرة مغتاظة قائلة
عشان قلت ل وجيدة إنها عمتي مش اختي
يالهوي هو أنت اتسحبتي من لسانك و قلت!
اه و هو سلطهم عليا
هما مين دول يا بت
لم ترد حسنة على سؤال والدته استطرد بتعب شديد
أنا ها قوم اريح لي شوية أنا منامتش و الطريق مرمطني
لوت والدتها فمها و هي تقول بحسرة
عيني عليك يا بنتي طول عمرك شقيانة و صابرة و لما اتجوزتي جوزك مرمطك عشان خاطر أمه يلا الله يسامحه
وقفت حسنة عند باب الحجرة و قالت بتذكر
صحيح ياما مبروك على طلاقك أنت كمان
تابعت بنبرة ساخرة
ابقي فكريني نكتب على باب الشقة شقة المطلقات
ردت والدتها بنبرة حانية
بكرا ربنا يحنن قلبه عليك و ترجعه لبعض يابنتي و تعيشي زي باقي البنات
بعد مرور ساعتين
استيقظت حسنة على صوت ناقوس الباب
نهضت من فراشها فتحت الباب وجدت رجل ماثل أمامها سألته بهدوء قائلة
خير مين حضرتك
رد الرجل و قال
دا بيت حسنة طه حسان الدهشوري !
أومأت برأسها علامة الإيجاب و قالت
ايوة أنا خير في إيه !
أشار الرجل و قال
اتفضلي استلمي
إيه دا
ها تعرفي بعدين من فضلك امضي
وقعت حسنة على الورق و ما إن غادر الرجل بدأت تفتح الظرف بجوار أمها قرأته بعينها ثم تنهدت بإحباط و هي تقول
بدأنا بقى ۏجع القلب
في إيه يا حسنة و مين اللي بعت لك الجواب
دا عمر
و عاوز إيه عمر مش اتجوز خلاص
بيقول إن لازم نتج.....
الفصل الساد س عشر
استيقظت حسنة على صوت ناقوس الباب
نهضت من فراشها فتحت الباب وجدت رجل ماثل أمامها سألته