يعني اي انا مش فاهم يا دكتور
ياسمين بسعادة وهى لا تعرف ماذا تقول
وتشعر بشعور غريب داخلها ينعش وهى تراقب وجهه الوسيم
فى تلك اللحظة علا صوت الهاتف باتصال
جحظت عيناها وهى ترى رقم أدم يتصل وتنظر الى الساعة لترى أنها تأخرت كثيرا طلبت من سيف أن ينتظر قليلا وابتعدت خطوتان وقلبها ينبض پعنف
تنحنحت وهى تجيب ليخرج صوته المرتفع
_ أنا انا روحت البيت
_ لوحدك!! أنا مش قولتلك متمشيش ل تنهيدة ماشي أقفلي دلوقتى أنا جاى
ذهبت مسرعة الى سيف تخبره بأنها تريد أن تذهب الي المنزل وأنها تأخرت كثيرا لكن سيف أعترض بشدة وسحبها الى المحل الخاص بالاكسسوارات ومر الوقت سريعا ولم تشعر بالوقت الذي مر
وعند ذهبهما الى الخارج بقت تنظر اليه نظرات خاطفة
وقعت عيناها وهى تمشي بجانب سيف على المحل الخاص بالشيلان شالا يشبه شال والدتها فاقتربت تنظر الي المحل عن قرب لتجحظ عيناها بړعب وهى ترى أدم يقف مع العاملة ويشير الى بعض الشيلان
صار الړعب داخلها وابتعدت خطوات كثيرا وهى تمسك بيد سيف الذي كان يراقب عينها وهى تراقب الأشياء حتى تسرب اليه شعورا جميلا أحب مذاقة
_ طب استني هوصلك أهدى كدا مالك
_ مفييش بس
_ خلاص ماشي تعالي الحاجات هتوصلك بكرة بس العنوان اللى أعطتيه ليا
دا مش بيت الأستاذ ناجى
أأه صح أنت بنت عم أدم خلاص تماما
قام سيف بتوصيل ياسمين وطلبت منه أنا يقف مبتعدا عن المنزل بعدة خطوات
وقالت وهى تجلس بجانبه فى السيارة
_ مساعدة بجد لو بتعتبرى الحاجات البسيطة دي مساعدة فدا مش نيتي خالص
_ نيتك اللى هى ايه
_ هتعرفي قريب بس عاوزك تعرفي
أنك أجمل بنت شافتها عنيا طول حياتي
_ بس ياسيف أنا
لم تستطع ياسمين أن تخبره بحقيقة ماتشعر بيه أمامه فهى تراه صديقا عزيزا ولأنها تشعر بالخجل أكتفت بقول
_ صناديق ايه تقصدي الحاجات اللى هتجيلك بصي
_ قالت ياسمين مقاطعة
_ انا هقبل الحاجت دي وبعد كدا مش هقدر أخدها فياريت بلاش
تابع سيف وهج عيناها الزرقاء فأغمض عيناه بحركة ظهرت لها كموافقة على كلامها ولم تعلم أنه ضائع بالتشتت أمام سحرها الخلاب
وفى الصباح الباكر
أختارت أن تأتى اليها الحاجات فى ميعاد لا يكون به أحد بالمنزل وتكون هالة معها فقط وقامت بإخبار العم عبده بأن تلك الاشياء تخص هالة صديقتها
وبالفعل قامت هالة بأخذ بعض الاشياء معها وهى ذاهبة
وعند الذهاب الى الجامعة فى اليوم التالي رأت رامي ينتظرها فى مقعدها الدائم طوال المحاضرة يمهس اليها بكلمات متقطعة تصل اليها بوضوح ويعطي اليها ورقة بها عدة طيات فرانت الى يده لتراها فارغة من خاتم زواجه الماسي
وبعد المحاضرة تنهدت وهى تقرأ المكتوب بها لترى عنوانا وانها يجب أن تذهب اليه الان
ركبت سيارة أجرة لتصل الى العنوان لتراه واقفا فى الاسفل المبني ينتظرها
_ أنت مچنون عاوز تدخلنى شقة أذكرلك فيها أنت فاكر أنى معرفش نيتك السودة
_ قولتلك قبل كدا أنك أخر واحد ممكن ابصلك
تابع رامي نظراتها الغاضبة فقال مصححا لكلامه
_ مش قصدي حاجه يامهندسة وبعيدين دى مش شقة دا كافيه مفتوح على السطح
زفرت ياسمين بقوة وهى تنظر الى المبني ولمحت لافتة الكافية وقالت
_ خلينا نخلص أنا لازم أروح بعد شوية
وبعد أن صعدت ياسمين الى سطح ذلك المبني رأت أن الكافيه يملك منظرا خلابا من ارتفاعه الشاهق ورائحة رياحه العطرة التى تشرح الصدور ومنظر الشمس الغائبة تحت السحب الخفيفة
ذكرت ياسمين القواعد الخاص
بالمادة المتيسرة له وكلما تشرح لا ينتبه الى إشارة يدها فقط ينظر ا الى عيناها الناعمة تحت ضوء الشمس البرتقالية
فقام من مجلسه الذي هو أمامها وجلس بقربها متحججا
_ عشان أفهم أنت بتقولى ايه كملى كملى
فتنهدت ياسمين تريد ان تنتهى من شرح المادة له خاصة أن الامتحان على الابواب
فقال رامي مقاطعا لها وهو يضع يده على وجنتيه
_ بتعملى شنبك بإيه ولا حلاقة
زفرت ياسمين بقوة منه ومن جراءته وما إن جاءت لتسبه لفظيا رأت أن عيناه متسلطة على شفتاها فشعرت بالتوتر وقامت باخراج مرآة صغيرة من حقيبتها تنظر الى وجهها
_ مش مفروض أنك بنت بقي تعملى زي الستات بلاش الحلاقة عشان الزرع نبت قبل أوانه
فقالت ياسمين بدون وعى
_ مستحيل
عضت على بسبب هروب الكلمة من
فذهبت الى الحمام وعلى وجهها العبوس
وعندما عادت اليه
لم يتوقف رامي عن الضحك وهو يشير الي شفتاها
_ روحتي حلقتيه هاهاها مش قادر بجد مضحكتش كدا من زمان يا اسلام
أحم أحم أقصد ياسمين
لم تعيره ياسمين أى أنتباه وأقبلت تتحدث عن المادة والأرقام وتقوم بعرض الاسئلة عليه وتنتظر إجابته بالرقم الناتج فظل صامت يتفقد عيناها
فاجابت هى بالرقم الناتج فقال مقاطعا
_دا رقم بتاعتك صح هو السلكون دا عبارة عن ايه بيبقي طبيعي
_ مشفتش فى بجاحتك وقلة أدبك ياأخى أنا بجد عاوزة أعرف أنت دخلت هندسة أزاى
أقترب منها وهو يتنهد ويخرج أنفاسه الساخنة فى وجهها لتبتعد عنه قليلا وملامحها بالكامل تطلق السباب له الذي أجاد فهمه على الفور
_ أبويا اللى حكم عليا ان ادخلها أنا كان نفسي أدخل فنون جميلة تعرف انى مدخلتش امتحان الثانوى اصلا
شعرت ياسمين بالشفقة عليه وقد تذكرت كلماته بشأن والده وعلى شدته معه فقالت بسخرية
_ تستاهل أحسن
_ ياسمين
هتف بها رامي لتنظر اليه ياسمين متفاجأة بأنه نطق اسمها لأول مرة بتلك الطريقة الرطبة
فأردف رامي
_ فاكرة لما شدتيني من قدام العربية فاكرة
بقولك
هحس بايه أنك بنت فعلا ولا ولد أنا عندى فضول
همس بها بالقرب من أذناها لتقف پغضب وتقول
_ أنت هتفضل تييييت كدا طول عمرك مش هتتغير بقي
أرحم نفسك
قالتها ومن ثم خرجت من أمامه مسرعة وعيناه تنظر اليها بغرابة
طل القمر بدرا برياح الخريف التى أنفها جلست فى شرفتها تتابع النجوم وتترك الرياح تحتضن وجنتيها الحمراء ترطبها بنسماتها
سمعت هتاف العم عبده وهو يشير اليها من فناء المنزل لترى أن الساعي أتى اليها بصندوق لكن أقل حجما من المرات السابقة
ذهبت اليه مسرعة واقبلت تتفقد محتوي هذ الصندوق وهى تحدث نفسها
_ أنا مش قولت ياسيف متجبليش حاجة انا بدات أحس انى تقيله عليك
فتحت الصندوق وهى تمرر يدها داخله لترى زهور حمراء تترك اثر بالحمرة على يدها كلما ټلمسها
وتملك رائحة لعطر تعرفه جيدا
_ لو مكنش بس عليه العطر دا
جحظت عيناها وهى تنظر الي ذلك الشال الشيفون الابيض المخطط بلون الاسود فقد كان بيد ادم عندما رأته وهو واقفا داخل هذا المحل
يعني يوم ماتجبلي ياسيف طرحة تبقي شبه اللى فى ايد التيييت أفففف مكنتش عاوزة افتكرهم
قالتها وهى تتنهد ومن ثم أدخلت يدها بعمق داخل الصندوق لترى جوابا وعلبة حمراء صغيرة
دخلت الى شرفتها وفتحت الجواب وبدأت تقرأ كل حرف حتى توقفت شفتاها عن التحدث وأخذ القلب مهمة سرد باقى الكلمات
الا يمكنك أن تعطيني حبك وتمحي دموعى وتعطيني الحنان لا تجعلنى أراه صعب المنال وارجوك لا تتركني بحيرتي غرقان رغم كل شئ أحببتك من أعماق قلبي والوجدان
أحبت أن أكون أسيرك الوحيد أغزو قلبك الولهان حقا
عبير أنفاسك وعلقت فى غابات الشتان أنقذني وأشفق على حبي الذي بات تائه فى الاركان
ضمنى وأكسو ضلوعى وتصدق علي فحبي لك غلبان ولن يغني إلا بعطفك وأنت بقربي فأنت الذهب وقلبك المرجان
وما فى اليد حيلة فقلبي جائع يلح بطل المزيد فكن منان
ضمنى
ضمنى
ولا تعتق حبي أبدا حتى أكون سجين لديك فلا حرية ولا حياة بدونك
شعرت بقلبها ينبض پجنون كأنه يوافق على كل حرف مكتوب يتمني لو تلك الكلمات تكون له حقا حتى لو بقي الكاتب مجهولا فمذاق الكلمات تفيح داخل قلبها بمشاعر صاحبها
وما إن اقبلت تكمل قراءة الرسالة وقعت عيناها على العلبة الحمراء الصغيرة فاستيقظ فضولها و قامت بفتحها مسرعة لترى سلسة ذهبية تحمل قلبا مستديرا بشكل راقي يسحر العين حاولت أن تفتح القلب لكن لم تعرف فارتدتها وذهبت الى المرآة حتى تراها
هنا سمعت صوت طرق الباب فذهبت تفتح الباب وهى تزفر بشدة عندما وصل اليها صوت أدم
_ نعم !!
هتفت بها ياسمين وهى تفتح الباب وتجعله مواربا وتنظر اليه
فقام أدم بسحبها من يدها وينظر اليها عن قرب متفحصا
فلانت ملامحه وهو يري جمال السلسلة التى تطوق رقبتها البيضاء الناعمة وتعطي بريقها الذهبي مع لون عيناها الزاهى
قام بسحبها بداخل يعانقها بحرارة واصوات نبضه تردد داخل أذناها تحت أنفاسها المتفاجئة
_ تتجوزيني
الفصل الخامس عشر
صاد الصمت بينهما للحظة لاتعلم ما يحدث أمامها أهو حقيقة أم خيال يخيل إليها أنه حلما صعب التصديق بل كابوس كريه
قطع الصمت بنبضاته يريد أن يستشفى آلامه بنبضاتها ولم يعلم أن الإستشفاء القلبي لا يأتى من نبضات متفاجأة كاره
_ عمرك ماهتندمي على إختيارك يا ياسمين
حاولت أن ترفع يدها حتى تدفعه من لكي يبتعد لكن لا يوجد أى فسحة لها حتى تبسط زراعيها وبدأ الهواء يختفى تدريجيا من رئتيها بسبب قوة عناقه
_ تتجوزيني
مرت
تلك الكلمة على أذناها لتصعق قلبها بالكهرباء فتسللت القوة داخل زراعيها لتدفعه بضيق وعلى قسماتها الغيظ
فهتفت وهى تلهث إثر قلة الهواء فى رئتيها
_ تي إيه ! أنت بتعمل فيا كدا ليه مش خاېف من ربنا إرحمني وإبعد عنى خليني أعيش حياتي بدون مشاكل
كان ينصت وعلائم الدهشة ترتسم على شفتاه الصامتة وعلى عيناه التى مالت الى الحزن فقد توقع ان تشعر بما أوصله من دفئ مشاعره لها فى قلمه فقال
_ يعني ايه بترفضيني ياسمين بعد كل اللى عملته عشانك
_ عملت ايه غير أنك تتنمر عليا أنت والتيييت مراتك
_ طب لبستى السلسلة ليه
رفعت بصرها اليه بدهشة فكيف له أن ينسب اليه هذا السؤال فقالت
_ وأنت مالك
شعر بالضيق منها ومن كلماتها المستهترة التى تحارب بها مشاعره الكبيرة لها فقال بثقه وهو يقوم بمسك معصم يدها ويضغط عليه ويقترب منها
_ أسمعي الكلمة دى لأن مش
هكررها تانى
تنهيدة حارة
أنا بحبك ياسمين
شهر بالظبط وهتكونى مراتي وهعتبر لبسك لسلسلة موافقة
انا عارف كويس أووى أنك بتحبيني فيا فحركات التقل بتاعتك دى مش هتنفع معايا
السلسة دى لو أتقلعت يبقي أنت بتسرعي فى معاد جوازنا ودا هيكون من حظي عشان معتش قادر وتعبااااان
كانت الكلمات تلقى الى مسامعها كالقذيفة المشټعلة ټنفجر داخل أذناها وكلما تنصدم بكلمة تأتى الكلمة الأخرى لتصعقها أكثر
بداخلها الكثير من الړصاص تريد أن تقذفه اليه حتى يتوقف لكن الصدمة شلت لسانها
فبقت كالحمقاء تنصت إليه بعيون جاحظة وفكها السفلي يتدلى