الأحد 24 نوفمبر 2024

انا مش فاهم انت غيران عليها ليه

انت في الصفحة 14 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز

كل ذكرى أخوية من جانبه 
ياللا يا نعمة كل ده بتجيبي شنطتك 
حاضر يا ماما أنا خلصت أهو 
مسحت دمعة أصرت على الهطول واتباع صويحباتها السابقات اللاتي لم يتوقفن عن الهطول طيلة ليلة كاملة رأتها خالتها فاتجهت إليها تضمها 
متعيطيش يا بنتي اطلعي وأقعدي في الشقة و افرحي و إدعي على اللي عايزين يهدو بيتك منهم لله ربنا المنتقم الجبار
صعدت معها للأعلى ووضعت في المبرد فواكه أوصى ولدها أن تأتي بها واطمأنت عليها 
أنا هسيبك دلوقتي ترتبي هدومك وتاخدي شاور قبل ما ييجي أحمد متخليهوش يشوفك بټعيطي وتبوظي فرحتك بالشقة وفرحته 
حاضر يا ماما
دعت لها بالتوفيق وانصرفت للتجه لغرفة النوم فوجدتها مغلقة بالمفتاح فتعجبت وكادت تنادي خالتها مرة أخرى إلا أنها وجدت ورقة صغيرة مطوية على المرآة في مدخل الشقة فتحت الورقة
أغلقت الورقة لتجد المفتاح على المرآة كادت تطير وارتبكت يداها وهي تفتح بابا الغرفة دخلت والفرحة تنطلق من عينيها دموعا ليست حاړقة مؤلمة هذه المرة بل دموعا تغسل كل ألم وتغسل الذكريات المرة جلست لتتزين لزوجها وحبيبها الليلة هي أول عهدهم بحياتهم معا الليلة حقا كما وعدها يسعدها ويفاجئها بقلم ماجدة بغدادي ويمحو كل ألم مر في حياتهما معا 
دخل بعد صلاة العشاء لم يطرق الباب بل فتح بمفتاحه كان يحمل طعاما شهيا يليق بعروس وضعه على المائدة ثم اتجه لغرفتهم وطرق الباب ثلاث طرقات بخفة لتفتح له الباب ليطلق صافرة إعجاب طويلة من جمال ما رأى 
بعد أن انتصف الليل بثلاث ساعات والجميع غارق في النوم ينتفض على جرس هاتفه ملحا تناول الهاتف وهو يلعن في سره ذلك الداعي الذي قطع نومه رد وهو مازال يتثاءب ويفرك عينيه 
مين 
اصحى يا أستاذ أحمد المخزن الكبير الڼار ماسكة فيه
وقف في وسط الحطام وآثار النيران يحاول أن يحفظ اتزانه ولا ينهار كما انهار سقف مخزنه جراء الحريق آلاف الجنيهات وآلاف الأيام تعبا وجهدا احټرقت بكل بساطة شرر واحد أحرق كل ما كان يسعى للوصول
إليه ماذا ينعى الآن فرحته التي لم ينعم بها حتى الصباح ! أم تعب السنوات ! أم ماله الذي كان يقوي كرامته ويشد عضده !
البوليس قال السبب إيه 
لسة التقرير مطلعش بس البحث الجنائي لما كانوا هنا
قالوا في الأغلب بفعل فاعل لأنهن لقوا سلك مقصوص وده اللي احتمال يكون سبب الماس اللي بدأ الحريقة 
تفتكر يا عبد المنعم حد من التجار اللي في السوق عملها عشان احنا شغلنا كبر و هما خايفين نقطع عليهم 
مقدرش أقول الكلام ده يا أستاذ أحمد الناس مشفناش عليهم حاجة وحشة بس برضو ميعلمش النوايا إلا الله 
أنا هتجنن يا عبد المنعم مش عارف أعمل إيه هقول لعمي إيه 
على مهلك عليه هو مش حمل صدمات
ما ده اللي مخوفني صحيح عمي يبان جامد بس مبيستحملش وإحنا بقالنا فترة طويلة بنطلع من مشكلة ندخل التانية 
طيب هتتصل بيه وألا هتعمل إيه 
هروحله في الشقة اللي فوق الوكالة مش هينفع أبلغه بالكلام ده في التليفون ادعيلي يا عبد المنعم أقدر أفهمه اللي حصل بهدوء وربنا يعديها على خير 
عمي هو حضرتك مبتفكرش ترجع البيت تاني 
بتسأل ليه يا أحمد والدتك اللي باعتاك 
هي بتسألني عليك على طول بس أنا اللي عايز أعرف كنت زعلان عشان نعمة دلوقتي أنا وهي كويسين و اتخلصت من الجوازة اللي كانت هتخرب علينا و بقت ليها شقتها و عملتلها كل اللي نفسها فيه أمي صالحتها وراضتها لسه إيه ناقص عشان ترجع بيتك 
مش عارف يا أحمد أنا بعد ما سيبت البيت وقعدت هنا مع الولاد لوحدنا حسيت أني أتسرعت لما اتجوزت بعد خالتك سمية الله يرحمها وبعدت عن الولاد ومكانش فيه بيني وبينهم حوار ولا كلام يمكن كان بقى أحسن لينا لو كنا فضلنا من غير جواز 
يمكن عندك حق بس ده كان يبقى قبل ما تتجوزو دلوقتي فيه 3 أطفال لسة عايزينكم انتوا الاتنين مع بعض عموما يا عمي مش هو ده الموضوع اللي عايز أكلمك فيه 
خير يا أحمد قلقتني 
مش عايزك تقلق هو أنا عايز أسألك تفتكر مين من التجار اللي في السوق ممكن يكون شړاني ويفكر أنه يعملنا حاجة عشان بقينا أكبر في السوق 
بصراحة معنديش فكرة تفتكر حد بيفكر يئذينا 
إحنا نعرفهم من زمان محدش فيهم عمل حاجة أكتر من شوية كلام بس الوضع دلوقتي اختلف وبقينا لينا سيطرة على السوق أكتر من الأول 
إيه اللي خلاك تفكر في الحكاية دي حد وصلك كلام 
لا محدش وصلي كلام بس فيه حد عايزنا نرجع للفقر تاني وبيحاول يضرنا 
حد! مين ده ! وعمل إيه يعني
عشان يضرنا !
عمي أنا عايزك تتماسك كلها حاجات بسيطة واحنا بدأنا من تحت الصفر قبل كده مش هيأثر فينا شوية كلام فارغ 
أنت قلقتني يا ابني قول على طول إيه اللي حصل 
مفيش هو بس حصلت حريقة في مخزن من بتوعنا بس الحمد لله مفيش حاجة خطېرة حصلت بس البحث الجنائي بيرجحوا أنها بفعل فاعل عشان بس نعمل احتياطات عشان لو بالفعل حد بيفكر يضرنا ميعرفش 
حريقة ! إزاي ! أي مخزن فيهم يا ابني ! أوعى يكون المخزن الكبير دا لسة داخله بضاعة جديدة دافعين فيها ډم قلبنا 
يا عمي خير متقلقش بإذن الله خير 
ما تقول يا ابني هو 
أيوة يا عمي
جلست تبكي بحړقة رغم أنها كانت تتوق لرجوعه إليها إلا أنها لم تكن تتمنى أبدا أن يعود إليها بصحته العليلة وحزنه الدفين كانت تتمنى أن يعود إليها راغبا مشتاقا لوجودهما معا كانت تتمنى لو أن قلبيهما ظلا شابين بحبهما تعلم أنها أخطأت ولكن من لا يخطئ ! قطعا تريد أن تظل رهينة تحت قدميه حتى تعود له صحته تدعو الله أن يمن عليه بالشفاء في كل لحظة يشفى فقط وستفعل ما يريده حتى لو كان فراقها فقط تريده سعيدا معافا 
انتزعها من شجونها طرقات على الباب الخارجي التحفت غطاء رأسها ومضت ببطء من ثقل همومها لتفتح الباب 
خليل أهلا يا ابني نورتنا 
أهلا بيكي أمي جاية معايا عايزة تشوفك 
أهلا بيها دا بيتها اتفضل يا ابني في الصالون أنا هنزل لوالدتك
تركته يتجه للصالون بينما هبطت بضع درجات لتستقبل والدة خليل 
يا أهلا بالناس الطيبين نورتي يا ست أم خليل
الله يخليكي يا أمأحمد البيت منور بأصحابه 
صعدت المرأتين و جلستا في الردهة
يا سمية اطلعي يا بنتي اندهي أحمد قوليله
خليل ووالدته عندنا
صعدت الفتاة و التفتت لضيفتها 
شفتي اللي جرالنا مبنلحقش نفرح منهم لله اللي كانوا السبب 
متزعليش يا حبيبتي شدة وتزول وبإذن الله الحاج هيقوم ويبقى زي الفل الزعل وحش خليكي جامدة دول من غيرك يلوصو 
نفسي أمسك نفسي ومزعلش بس مش قادرة اللي يجيبه ربنا إحنا راضيين بيه بس يصبرنا عشان صعب أوي 
هتعدي على خير وبكرة تقولي أمخليل قالت 
يارب يارب
نزل أحمد و رحب بوالدة صديقه و دخل ليرحب به رمى بنفسه في أحضان صديقه الذي ربت على ظهر مواسيا
إجمد يا أحمد كله هيعدي تماسك عشان كل
عيلتك مسنودة عليك ومالهمش غيرك 
تعبت يا خليل كل ما ألاقي الدنيا اتصلحت ترجع تخرب من ناحية تانية 
ربنا مبيعملش حاجة وحشة اصبر بس عشان تعرف حكمة ربنا من قضاه 
ونعم بالله نسيت أباركلك على رجوع مراتك سامحني 
أسامحك على إيه ! لولاك كان زماني لسة قاعد على القهوة أندب حظي أنا اللي المفروض أشكرك 
أنت تستاهل كل خير 
أنا هبقى آجي مرة تانية مع مراتي عشان تتعرف على مراتك أنا قلت أجي مع أمي الأول عشان متحسش أني لما رجعت لمراتي أهملتها المهم طمني أنت عامل إيه مع مراتك 
الحمد لله معرفش كنت هتحمل كل المصاېب دي إزاي من غيرها بجد الزوجة الصالحة خير متاع خففت عني كتير و بتخفف عن أمي وتنزل تقعد مع عمي قعدتها معاه بتفرق في نفسيته فرق كبير 
الحمد لله ربنا يخليكم لبعض 
وأنت طمني عليك 
بصراحة مش عارف مراتي كأن حاجة جواها اتكسرت بعد طلاقنا مش عارف أرجعها تاني وواخدة جنب من أمي و أنا بقنع أمي أني اللي قولتلها كده عشان مش عايز مشاكل 
لما أشوف الموضوع بتاعنا وأوصل للي حرقلنا المخزن هبقى أرتب لنا سفرية أنا و مراتي و أنت ومراتك نغير جو ونصلح اللي فات 
بإذن الله البوليس متوصلش لسة للي عمل كده 
لسة أنا أصلا مش عارف أتهم حد خاېف أظلم حد بريء
ربنا يدلك وينجيكم
يا رب
كل ما يدور حولها مؤلم تشعر أن الحياة تسرق فرحتها في كل مرة و كأن الفرحة لا تريد قربها ولا وجودها وقوع أبيها في دوامة المړض والعجز و حزن أحمد على ما حدث لهم وانحناء هامة خالتها جعلها لا تشعر بفرحة حتى وإن رسمت على وجهها كل ابتسامات العالم لا تعرف كيف تحيل الحزن الساكن بالقلوب لفرحة ولكنها ترى الطريق ذلك الطريق الذي سلكته من قبل ولم تنقطع عن السير فيه فأتى لها بحبيبها مرة رغم إرادته ومرة بقلبه وحبه افترشت مصلاها وسلكت طريقها الذي تعرفه و رفعت يديها للسماء فهي على تمام اليقين أن الله لن يردها بلا استجابة ناجته كما اعتادت وبثته كل ما يجوب بقلبها وشكت إليه وتركت له التدبير 
إيه يا بنتي هتفضلي كده كتير أنا جاية وسايبة بيتي عشان أشوفك ألاقيكي قاعدة القعدة الغريبة دي ما كنتي بتضحكي تحت وبتضحكيهم 
مش قادرة يا نهى حاسة أني مش قادرة أعمل حاجة للي حواليا وشايفاهم بيغرقوا ومش قادرة أنقذهم 
متحمليش نفسك فوق طاقتها يا نعمة أنتي بتعملي اللي عليكي وزيادة وشايلة معاهم الحمل والهموم ارتاحي شوية عشان متقعيش وتقدري تكملي لسة الطريق طويل 
حاضر هحاول 
هسيبك تنامي شوية قبل أحمد ما يرجع من بره وأنزل عشانأحمد الصغير بيعيط شبطان يروح المراجيح نامي وريحي وسيبيها على الله 
والنعم بالله 
انصرفت نهى لټغرق في النوم بشكل فجائي كأن النوم جافاها سنوات وليس بضع ليال منذ ذاك الحريق المباغت 
سمعت أصواتا كثيرة بالشارع نهضت مڤزوعة ونظرت من الشرفة لتجد أشخاصا لم تتبين هويتهم يقودون جمعا غفيرا من الناس ناحية الباب الحديدي الكبير لحديقة المنزل ويحاولون كسر الباب الحديدي وإدخالهم فنزلت مسرعة تقف خلف الباب الحديدي الكبير وأخذت تحكم غلقه بالمزاليج الكبيرة به و جلست تشاهد أولئك الناس وهم يحاولون الدخول ولا يستطيعون تحطيم الباب تشاهد وهي خائڤة أن تنجح مساعيهم في كسر الباب وكل ما يردده لسانها 
يا رب يا رب 
فوجئت بيد تمسك بكتفها ففزعت وحاولت أن تقف لكن جسدها أبى عليها أن تتحرك فأخذت تناضل من
أجل أن تحرر جسدها مما لا تعلم ثم فجأة انطلق الصوت من فمها بعدما كان محبوسا وفتحت عينيها لتجد أحمد الذي احتضنها 
ياه يا نعمة كنتي بتحلمي
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 21 صفحات