الأحد 24 نوفمبر 2024

شهقت عندما رأته يقف امامها

انت في الصفحة 16 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز


أهي تزيح عني الهم والنكد اللي عايش فيه من يوم ما أتجوزت البومة مريم. 
تجلس أمام التلفاز تشاهد أحد الأفلام الأجنبية الرومانسية وبها حكايات عن الحب والفراق ظلت تتأمل ذلك المشهد وكان البطل قد رأى حبيبته برفقة رجل أخر في احتفال جعلها تتذكر ذلك المشهد الذي لن تنساه قط نظرة عيناه التي تلاقت بعينيها وكم الاتهام الذي وجهه إليها من خلال تلك النظرة التي أخبرتها إنها قد أصبحت أمامه مجرد

خائڼة.
أخذت هاتفها من فوق المنضدة التي أمامها وترددت قبل أن تجري الاتصال عليه كل ما تريده أن تدفع عنها اتهاماته لها وتخبره أن هذا الزواج كان رغما عنها.
قامت بالاتصال تلقت رسالة صوتية مسجلة محتواها أن الرقم غير موجود بالخدمة يبدو إنه أوقف الخدمة لهذا الرقم واستبدله بأخر هل قرر استبدالها من حياته كما استبدل شريحة الاتصال
فقررت أن تتصل بخالها والذي أجاب عليها
أزيك يا مريم عاملة إيه يا بنتي
الحمد لله يا خالو أنا بخير.
دايما يا بنتي.
تسلم يا حبيبي بقولك يا خالو عايزة أسألك بس يا ريت ما تفهمش سؤالي غلط بس ڠصب عني والله.
أدرك خالها ماهية سؤالها قبل أن تتلفظ به فأخبرها بحزم
غلط يا مريم وأوعي تعملي كدا انتي دلوقتي ست متجوزة حتى لو ما بتحبيش جوزك بس لو سألتي على راجل تاني كان ما بينك وما بينه أي مشاعر دي تعتبر خېانة وأنا ما ربتكيش على كدا أبدا انتي بينضرب بيكي المثل في الأخلاق والأدب.
أجابت على مضض
حاضر يا خالو اطمن بالتأكيد ماكنتش هعمل كدا كان مجرد سؤال مش أكتر.
اوعي تكوني زعلتي يا بنتي
طيف ابتسامة لاح على ثغرها فقالت
وهزعل من إيه مفيش حاجة ابقى سلملي على أمنية وطنط سلام.
أنهت المكالمة وعادت لمتابعة الفيلم صدح رنين جرس المنزل فأمسكت بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز وضغطت على زر كاتم الصوت ثم ذهبت لترى من الزائر نظرت عبر فتحة الباب أولا
مين
أجابت في الخارج
أفتحي يا مريم أنا خالتك راوية.
قامت بفتح الباب فألقت راوية التحية فرحبت بها مريم مشيرة إليها نحو الداخل
أتفضلي يا طنط حضرتك تحبي تشربي إيه
أنا مش جاية عشان أشرب أنا عارفة إن ابني مش هنا وزمانه سهران في الكباريهات وأنا اللي كنت بقول ربنا هداه واتجوز رجع أنيل من الأول ليه سيباه يعمل كدا يا مريم
تعجبت من لوم هذه السيدة وكأنها لا تعلم طريقة زواج ابنها منها تحت الټهديد والمساومة جزت على أسنانها ثم قالت
أعتقد حضرتك مش واضحة لك الرؤية خالص ابنك مين اللى ربنا هداه ابنك يقول للشيطان قوم وأنا أقعد مكانك.
نظرت إليها والدة زوجها بلوم وعتاب
ما هو ده دورك يا بنتي المفروض تخليه يتغير أنا عارفة إنه فيه كل العبر مش لو حبتيه وغيرتيه يمكن ينصلح حاله ويرجع الحقوق لأصحابها و يبقي كسبتي فيه ثواب.
قد فاض بها الأمر ولم يعد للصبر مكانا الكل يلقون عليها اللوم وكأنها هي الجانية وليست المجني عليها صاحت بكل ما يجيش في صدرها
انتي أصلا بتقولي إيه ابنك اتهم خالي بقضية سړقة لفقها له عشان يساومني علي تنازله عن المحضر مقابل إنه يتجوزني ووافقت ڠصب عني عشان الراجل اللي رباني وعمره ما خلاني محتاجة حاجة.
اقتربت خطوة وعيناها تنضح بالشرر وتلوح بيدها مردفة
ابنك اللي أكل ميراث أخوه ومليون في المية زور في الأوراق وعارف إن أنا وأخوه بنحب بعض و أتجوزني عشان يقهره مش عشان بيحبني و انتي جاية تقولي لي حبيه! أنا بكرهه وكل يوم بكرهه أكتر وبدعي عليه ومش هقولك غير حسبي الله و نعم الوكيل عشان معرفتيش تربي.
لم تكن راوية قادرة على الرد تعلم أن مريم لديها كل حق في كل كلمة و تذكرت ما تم تداوله بين أهل الحارة و هو أن ابنها يريد الزواج من ابنة خالها عرفة لكن وجدت أن هذا لم يؤثر في مريم سواء علمت بذلك أم لا.
حقك علي يا مريم ومعلش جيت أخدت من وقتك عن إذنك.
قالتها وغادرت خالية الوفاض تاركة مريم في بحر من الأحزان.
الفصل الخامس عشر
تجبرنا الحياة على خوض معارك نحن الطرف الأضعف فيها ومع ذلك علينا الصمود حتى الرمق الأخير فكيف لنا أن نحارب في معركة خاسرة مجهولة النتائج!
مرت

أيام معدودة وتم زواج جاسر وأمنية في حفل عائلي فكلا والديها رافضين هذه الزيجة التي ستأتي من خلفها الخلافات والمصائب كما أخبرتها والدتها لكن كان إصرار ابنتها عجيبا فهي تخوض معركة وتريد أن تنتصر فيها بشتى الطرق.
كانت مريم حينذاك تتصفح حسابها علي تطبيق التواصل الاجتماعي الفيس بوك وقع أمامها اقتراح إرسال لطلب الصداقة خفق قلبها حينما رأت الاسم بالإنجليزية وصورته داخل الشركة التي رأت إعلان لها من قبل أخذت تتصفح حسابه وعلمت إنه شريك مالك لهذه الشركة ضغطت على اسم الشركة وكان أزرق اللون فانفتحت الصفحة الخاصة بالشركة في الأعلى خريطة للموقع الجغرافي وأسفله تفاصيل والعنوان التقطت علي الفور صورة للصفحة والجزء الخاص بالعنوان.
وصل إلي سمعها صوت زغاريد يدوي صداها في الخارج هذا الصوت ليس بغريب عنها فهي تعلمه جيدا أسرعت إلي باب الشقة وقامت بفتحه لتجد جاسر يرتدي حلة سوداء وتمسك بساعده ابنة خالها التي ترتدي ثوب زفاف أبيض حدقت إليها أمنية بنظرة لإغاظتها وقالت
معلش بقى يا مريم نسينا
نعزمك على فرحي أنا وجاسر أصل مفيش واحدة عاقلة هترضى تحضر فرح جوزها.
لم تشعر مريم بأي مشاعر سلبية نحو ابنة خالها بل أسعدها أنها تزوجت من الرجل الذي أحبته وتمنت أن تكون زوجة له فابتسمت وقالت لها نقيض ما كانت تتوقعه
ألف مبروك يا أمنية أنا فرحت لك قوي.
جز جاسر على أسنانه بغيظ من ردة فعل مريم والتي تبدو أنها سعيدة بزواجه عقبت هويدا بعدما تنفست الصعداء خوفا أن تنشب معركة بين ابنتها وبين مريم
الله يبارك فيكي يا حبيبتي طول عمرك عاقلة ما شاء الله عليكي.
نظرت مريم إليها وقالت
تسلمي يا مرات خالي يعلم ربنا إن أنا بعتبر أمنية زي أختي وأكتر والنهاردة فرحت لها جدا.
ثم حدقت في جاسر وهي مازالت تبتسم قائلة بتمني
عقبال يا جاسر لما نتطلق.
أقسمت إنها ترى نيران من الچحيم تندلع داخل عينيه وقبل أن يقترف فعل أحمق معها أمام زوجة خالها و ابنتها قالت
عن إذنكم هروح أنام تصبحوا على خير.
أغلقت الباب قبل أن يفتك بها جاسر أمامهم فصب غضبه علي والدة أمنية قائلا
مش زغرطي يا حماتي ووصلتي بنتك لحد باب الشقة يلا بقى انزلي لعمي عرفة تحت هتلاقيه بينادي عليكي.
نظرت إليه بامتعاض وقالت
مقبولة منك يا بني أهم حاجة عايزاك تاخد بالك من بنتي.
صاح الأخر بنفاذ صبر
ما أنا واخد بالي منها اهو ليه محسساني إن هاكلها يلا بقى أتكلي علي الله.
لكزته أمنية وأخبرته بنهي
اتكلم مع أمي عدل يا جاسر
تسحبت والدتها و هبطت علي الدرج بينما جاسر لم يتحمل أكثر من ذلك فقبض علي عضد أمنية و دفعها أمامه
قدامي يا عروسة وأنا هوريك هاتكلم ازاي.
و بعد قليل...
كانت نافذة غرفة النوم التي تتمدد فيها مريم مقابل نافذة غرفة النوم داخل الشقة المقابلة دوي صوت صړخة ابنة خالها وأتبعه صوت جاسر يوبخها
اكتمي صوتك دا خالص.
أدركت ما يفعله معها فوضعت الوسادة على رأسها لا تريد سماع أي شيء أخر تذكرت ما ستفعله غدا ابتسمت وظلت تفكر في الرجل الوحيد الذي امتلك قلبها وإنها سوف تراه غدا برغم خۏفها من ردة فعله.
ترجلت من السيارة أمام مبنى الشركة وأخذت تتأمل البناء من خلف نظارتها الشمسية السوداء دقات قلبها تخفق بقوة عليها أن تتشبث بثباتها حتى لا ټنهار أمامه لديها يقين إنه سيلقي عليها أقسى الكلمات من لوم و عتاب.
دخلت إلي بهو الاستقبال فوجدت فتاة استقبلتها بابتسامة وسألتها بلباقة
اتفضلي يا فندم أنا تحت أمرك.
بادلتها مريم الابتسامة وأخبرتها
أستاذ يوسف موجود
أومأت الفتاة إليها وقالت
آه يا فندم أقوله مين
كان يوسف في غرفة المكتب يتابع طلبات العملاء على الحاسوب ويتواصل مع الشركات التي يشتري منها المنتجات المطلوبة.
طرقت الفتاة الباب فقال
أدخل.
دخلت إليه وقالت
مستر يوسف فيه واحدة عايزة تقابلك اسمها...
قاطعتها مريم التي ودخلت للتو
أزيك يا يوسف
وبعد أن خرجت الفتاة وأغلقت الباب جلست مريم أمام المكتب ما زالت تحتفظ بجمالها وسحرها الذي لا يليق إلا بها أنيقة وثيابها تنم عن ذوقها الرفيع يبدو أن شقيقه يغدق عليها بأمواله التي سلبها منه ضاحكة ساخرة اختتمت تلك الأفكار داخل رأسه.
خلعت النظارة الشمسية فنظر إليها بجدية وسألها
يا ترى إيه سبب الزيارة يا مدام مريم.
كانت وقع ذلك اللقب كالسکين التي اخترقت قلبها وبدون تردد أنكرت بدفاع
أنا مش مدام يا يوسف.
أطلق زفرة غير مكترث إلى ما تخبره به فسألها بأسلوب أكثر فظاظة
أمال تبقي إيه يا مرات أخويا.
صاحت بنبرة على مشارف البكاء
والله العظيم ما كان بإيدي أخوك هدد خالي يطردوا من المحل وعشان يضغط علي أكتر اتهمه بالسړقة و جاب شهود تبعه يشهدوا زور وكان شرطه عشان يتنازل عن المحضر إنه يكتب علي.
رفع إحدى حاجبيه بتهكم يخبرها
وانتي لو كنتي لجأتي ليا وقتها ماكنتش هعرف أجيب لخالك حقه وأخلي جاسر يلزم حدوده بس الظاهر الموضوع كان على هواكي.
صړخت بنفي
ورحمة ماما أبدا والله ما حصل انت ليه مش عايز تصدقني أنا بقالي

شهرين في عڈاب عايشة في ټهديد كل يوم بنام والسکينة تحت مخدتي عشان لو قرب مني أنا محافظة على نفسي يا يوسف.
اهتز قلبه لما تفوهت به ولا يعلم ماذا يفعل وكأنه مقيد بأغلال في قاع محيط مظلم نهض من المقعد وذهب نحو النافذة موليا إليها ظهره فسألها
وإيه المطلوب مني أعمله ليكي عايزاني أروح لأخويا أقوله عن إذنك ممكن تطلق حبيبتي عشان أتجوزها أنا!
نهضت ووقفت خلفه وقالت
أنا فعلا كل يوم بطلب منه الطلاق فبيسبني ويمشي أو بيمد إيده علي أنا عندي استعداد أروح حالا لأي مكتب محامي وأرفع عليه قضية طلاق بس عايزة أعرف أنت هتسامحني ونرجع لبعض ولا لأ
الټفت إليها وكان بداخله ما زال يلقي عليها اللوم فقرر أن يختبرها بإجابة على نقيض ما يريده فأجاب
لو قلت لك لأ
تراجعت خطوتين إلى الوراء وهي تحدق إليه
پصدمة قائلة
بقولك إيه أنا ولاهكمل معاه ولا هرجع لك أنا بكره اليوم اللي دخلت فيه وسطكم يا ولاد يعقوب
قالتها وركضت مغادرة المكان بينما هو تسمر في مكانه حاول أن يستوعب نتيجة قوله لها وإجابتها التي جعلته يشعر بالندم ذهب ليلحق بها مناديا
مريم يا مريم
انطلقت سيارة الأجرة التي كانت تنتظرها في الخارج ظل واقفا ينظر في إثرها و يديه خلف رأسه.
استيقظت على صوت رنين جرس المنزل خرجت من الغرفة منهكة القوى تشعر بدوار خفيف كافحت هذا الشعور
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 20 صفحات