في قصر ما يجلس رجل كبير على رأس طاوله الطعام
بيده على المقعد فتفهم مكرم وجلس قال سلطان بنبرة غامضة تعثر على مكرم فهمها
وعلشان كدة هكافأك يا
مكرم
حدق به مكرم بعدم فهم فوضح سلطان بمغزى
هجوزك منى بنتي ايه رأيك
توتر مكرم فلم يتخيل زواجه من منى في يوم فكم احبها ولكن فارق العمر ما ابعدها عنه وجعلها تتزوج من عيسى وها قد اتت فرصته للزواج منها دون عناء طال صمت مكرم فسأله سلطان بجدية
انتفض مكانه لينفي بشدة
مش موافق ايه بس يا عمي دا منى هتبقى في عنيا
حدجه سلطان بنظرات مظلمة قال بمكر
انت بتحبها يا مكرم
ارتبك مكرم وتلعثم في الحديث بشدة فضحك سلطان وهتف بنبرة غير مزعوجة
عادي لو بتحبها انا اكره ده انا اللي يهمني أن اللي يتجوز بنتي يحطها في عينه
هحطها في عنيا يا عمي متقلقش عليها
مط سلطان شفتيه باعجاب قال بمفهوم
يعني انت مش مضايق انها اكبر منك وكانت متجوزة ومعاها ولد وبنت
حرك مكرم رأسه كأنه لا يهتم بكل هذا رد بجدية
انا بحب منى من زمان ياعمي وكنت عارف أنه مستحيل جوازي منها علشان هي اكبر مني
نظر له سلطان بمكر فشعر مكرم بالحرج اعتذر منه
قال سلطان بهدوء
حاجة تفرحني يا مكرم واعمل حسابك بقى علشان اول ما تخلص عدتها هتكتب عليها على طول
اتسعت ابتسامة مكرم وهو ينظر له بامتنان فاستطرد سلطان حين تذكر
صحيح فين عمار انا مشفتوش من انبارح
وصلت اسماء للقصر لتدعوها لعقد قرانها حيث ارسلتها فريدة لتأتي بها لتكشف كذبها عليها ولجت اسماء بابتسامة تصل لأذنيها لعدم وجود هذا الأحمق عيسى قابلتها راوية ونظرت لها مطولا بنظرات غير مفهومة لم تخشاها اسماء كما السابق
انا جاية لمارية علشان اعزمها على فرحي انا وفؤاد
لاحظت راوية محوها للألقاب وابتسمت بشدة لم تعلق على ذلك ورد مشيرة بيدها للأعلى
اتفضلي اطلعيلها واقعدي براحتك
تعجبت اسماء تغييرها معه وفطنت ذلك كونها ستتزوج من فؤاد اعطاها هيبة من الآن ابتسمت لها ثم صعدت للاعلى وسط نظرات راوية التي تبتسم ساخرة في حين لفت انتباه اسماء اثناء سيرها في الرواق المؤدي للغرفة تلك الفتاة التي ولجت احدى الغرف شبهت عليا فليست المرة الأولى تراها فقد ارشدها قلبها وعقلها بأنها قابلتها قبل مرة ولم تتذكر أين مطت بعدم اهتمام واستدارت لتكمل طريقها
ابتسمت لها اسماء لتقول بحماس
انا مش بس جاية اشوفك انا جاية اخدك معايا
انفرجت شفتي مارية فرحة بأنها سترى والدتها نظرت لها وتذكرت أنهن على الباب ادارت رأسها لعمار وخطفت نظرة اطمئنان علية ثم عاودت النظر لها قالت وهي تدفعها للخارج وهي معها
تعالي نقعد في البلكونة اللي برة نتكلم براحتنا علشان عمار نايم
عاملة ايه مع عمار شكلك بيقول أنك انتي وهو حلوين
استحت
مارية وردت بإماءة خفيفة من رأسها والفرحة تكسو طلعتها
أنا وعمار حلوين قوي قوي خلاص مبقتش بفكر انتقم منه هو حبيبي وكل حاجة عندي
نظرت لها اسماء بذهول وهي تسأل نفسها ماذا حدث لتتغير هكذا فابتسمت مارية حينما رأت معالم الدهشة على وجهها وضحت مارية بمفهوم جاد وهي تأخذ حذرها بعدم تدنيس اخلاق والده فهو وسيظل امام الجميع والدها فلتتكتم على الامر الآن فقد ذهب إلى طريق اللا رجوع
عمار شرحلي أنه مكنش بإرادته ابوه هو اللي غصبه على كدة هدده پالقتل لو معملش كدة وبصراحة كدة ابوه معذور بابا قتل اخته فعلشان كدة اخد بتارها
تستمع لها اسماء بعدم اقتناع وايقنت أن بالأمر ما هو مضمر عن انظار الجميع لكشفه بينما اهتزت نظرات مارية نحوها مرتبكة لا تريد ڤضح السبب
الرئيسي لما حدث وادركت عدم اقتناعها بذلك نظرت لها مبتسمة بصعوبة واردفت لمغايرة الموضوع
مش هتباركيلي يا اسماء
انتبهت لها اسماء وحملقت فيها بعدم فهم فاستأنفت مارية بابتسامة ذات مغزى وهي تضع يدها على بطنها المسطح
أنا حامل
شهقت اسماء وهي تنظر لها پصدمة رددت بعدم تصديق
بجد يا مارية انتي حامل !
اومأت برأسها وردت مؤكدة بنبرة هادئة رغم فرحتها الجارفة
حامل في شهر يعني من اول مرة لمسني فيها
فرحت اسماء لها وتمنت صلاح حالها تبدلت تعابيرها فجأة لتتذكر أمر والدتها فماذا عنها إن علمت تعجبت مارية منها واستفهمت
ايه يا اسماء بتفكري في ايه
نظرت لها ضاغطة على
لبعض الوقت عقدت بين حاجبيها لترد عليها بتردد
والست فريدة هترضى بكدة انتي عارفة انها وافقت تخليكي تيجي هنا علشان بس ټنتقمي دي لو عرفت ه
بترت اسماء بقية حديثها لا تريد اثارة ريبتها من والدتها إن علمت فهي لن تتقبل بسهولة او بالأحرى لن تتقبل نهائيا الأمر وعن مارية شردت في حديثها
فهذا ما كانت تفكر فيه قبل أن تأتي تنهدت بأسى وردت عليها بنبرة باتت حزينة
هعمل ايه يعني مش بإيدي يا اسماء انا بحب ومقدرش اضيع حبيبي ابو ابني اللي جاي علشان
لم تستطع مارية اكمال جملتها فقد اعهدت نفسها بأن تضمر السبب بداخلها استطاعت هي تفهم القصة وتأقلمت معها وتناستها لتكمل حياتها معه بسلام كما تمنت من قبل فماذا عن البقية تنهدت بضيق ونظرت لها وقالت بتنبيه حاد
اوعي يا اسماء تقولي لحد على اللي بيني وبين عمار لأي حد ماما لو وصلها الخبر مش بعيد تقتلني انا راضية بحياتي مع عمار ومش عايزة اخسره او اضيع ابني مني
انصتت لها اسماء بتفهم فهي عاشقة مثلها وتفهم عليها تصنعت ابتسامة وقالت بامتثال
خلاص يا مارية مش هقول لحد
صمتت لتتابع بنفاذ صبر ونبرة حالمة
ويلا بقى قومي جهزي نفسك علشان الست فريدة مأكدة عليا تيجي انا ماصدقت فؤاد هيكتب كتابنا النهاردة
صعد مكرم للأعلى للإطمئنان عليه بعدما علم بمجيئه اليوم عرج لغرفته ولكن اثناء سيره وجدها تتقدم منه بهيئتها الهادئة التي طالما احبها ساقته قدماه ناحيتها وهو هائما فيها وزائغا في لقاءه الأول بها فكم كره ابن عمه حينما يجده يدخل الغرفة عليها لتطارده هواجس اقترابه منها ومبادلتها الحب له لم يبين مكرم حبه لاحد لفارق العمر بينهم حيث تكبره منى بعامين تحمل ذلك متمنيا لها السعادة كان هناك ما جعله يكن الكره لعيسى حين علم بتطاوله عليها بالضړب ومعاشرته لهؤلاء النسوة الاقل منها شأنا وجد أن قټله مستباح فقد ساعد عمار في التخطيط لقټله بطريقة غير مباشرة وذلك بعدما دس عمار الافكار السامة في فكر شركائه لينهوا امره بنفسهم دون ان يلوثا ايديهم بدماءه لم ينتبه لعقله الذي شرد مجرد رؤيتها في أنها واقفة امامه وتنظر له بتعجب وعي مكرم لنفسه وابتسم بعذوبة جعلت منى تسأل نفسها ما به حدثته بمعنى
على فكره أنا كنت عند عمار هو صحي لو جاي تشوفه
تجاهل هذا الحديث الغير مجدي ليتناول مناقشة حديثه هو الهام قال بنبرة والهة
عرفتي بالقرار اللي اخده عمي بخصوصي انا وانتي
كانت منى تعلم به ولكن لم تهتم كثيرا ففارق العمر جعلها لا تستمتع بالأمر كونها تتمنى الزواج شأنها شأن أي امرأة ولكن في حالتها وجدته مجرد زواجا عاديا تنهدت لترد بعقلانية
عندي علم وعلشان كدة مش عايزاك تشيل هم حاجة جوازي منك هيبقى على الورق ولو حبيت تتجوز انا معنديش مانع
نظر لها بعدم رضى وظهر الحزن على قسمات وجهه بينما استطردت منى بنبرة متفهمة
ومش عايزاك تقلق يعني لو مفكر أن بابا ممكن يعارض تعمل كدة متخافش انا كلمته وهو قال زي ما احب طالما مش هتضايق لو اتجوزت عليا
صر مكرم اسنانه كلحت ملامحه فلم يعجبه ما تفوهت به او حتى تفكيرها بأنه لا شيء مجرد زواج عابر فقط دنا منها بشدة فشهقت باضطراب ونظرت له بتوتر قال هو بجدية منزعجة
ومين قالك أن انا هتجوز عليكي ولا حتى جوازي منك هيبقى على الورق وان أنا متضايق اني هتجوزك
ارتبكت منى من حديثه الجريء
معها قالت بنبرة مهزوزة
انت اټجننت ازاي تفكر أني ممكن اخليك تلمسني أنا اكبر منك ومش هسمح بده
ظهر الإرتباك عليها فابتسم فمهما اخفت رغبتها بزواج تام لن تقدر على تمنيها لذلك رد مكرم
وفرق
عمرو ايه اللي بتتكلمي عنه بصي لجسمي وجسمك انا قدك عشر مرات
تأملت منى بنيانه بشرود ونظراتها اللعېنة ټقتلها على النظر له اتسعت ابتسامة مكرم الماكرة واكمل بنبرة موحية
يلا روحي جهزي نفسك من دلوقتي علشان لما نتجوز
قال جملته وابتسامته الخبيثة لم تفارق وجهه ثم تركها خلفه مصډومة مرتبكة حين تفهمت مقصده ازدردت ريقها وهتفت بنبرة متذبذبة خفيضة
قليل الأدب
ثم صمتت لتتذكر حديثه معها لما تنزعج منه فقد احبت ذلك منه ابتسمت منى بأنه لم يمانع في العيش معها رغم مجموعة العوارض التي تبغضها هي كونها اكبر منه ولديها
اولاد من الآخر اغمضت عينيها بهيام شديد ولكن لم يدم طويلا حيث افزعها بصوته
انتي لسة واقفة متروحي يلا
انتفضت منى موضعها وتحركت موضعها لا تعرف اين تذهب فضحك مكرم عليها لم تجد امامها سوى الركض لغرفتها لم يبتعد مكرم حين تركها ووقف يتأمل تأثير كلماته عليها بابتسامة سعيدة اراد ان يخرجها من شرودها ليخبرها بأنه استشعر رغبتها هي الأخرى في زواج حقيقي بينهم حين ناداها وافزعها تنهد بحبور حين رحلت مجرد أنه امرها بذلك وابتسم انتبه لسبب مجيئه والټفت ناحية باب جناح عمار طرق الباب عدة مرات وانتظر أن يسمح له بالدخول
في نفس التوقيت بالداخل انتهت مارية من ارتداء ملابسها وسط نظرات عمار المتيمة بها وابتسامته الجانبية مع ظلام عينيه الذي اوضح تمنيه لها كانت تشعر مارية بنظراته نحوها وهذا ما اسعدها هو حبه الذي
لم يقل رغم ما