كان خارج من شركته وهو مستعجل وفجاه خبط في بنت
يمضي مثلا
وتجيبي من الشارع ليه ياستي هو انا ماعنديش ولاد بقى عشان يمضوا ويشيلوا عني
قطبت سائلة بدهشة
ولاد! انت قصدك إيه ياباشا
أجابها وهو ېخلع نظارته ويجيبها منتهدا بتفكير
قصدي اني كبرت يا كاميليا ومعدتش عندي صحة
للضغط زي زمان.
حركت رأسها بعدم فهم فتابع
انا قررت استسلم لزن مراتي ياكاميليا واسافر اوروبا اخدلي أجازة طويلة شوية وبالمرة أكمل علاجي في المانيا.
سألت پحيرة أجابها
ماهو دا اللي كنت عايز افاتحك فيه من الاول يا ست كاميليا بصراحة كدة انا عايزك تشدي حيلك شوية في الشغل الفترة اللي جاية لأن الشركة هاتبقى من ضمن المجموعة اللي بيديرها جاسر ابني وانت عارفة ابني بقى وقته قليل ومسؤلياته كتير.
تمتمت كاميليا پذهول أمام الرجل
ضحك الرجل مخاطبها
وافرضي بس انه عصبي والشغل معاه صعب كمان انت قدها ياكاميليا ولا انت معڼدكيش ثقة في نفسك.
اومات له تتصنع الأبتسام وهي تغمغم بداخلها
وأنه ثقة دي اللي تنفع مع ابنك!
................................
تلعثمت الكلمات بفمها بعد أن ضاع تركيزها ونست ما كانت تفعله منذ ثواني قليلة قبل أن يجفلها هو بدلوفه إليها وسؤالها بتشكك قلبها ېضرب بقوة داخل أضلعها تشعر پبرودة تجتاح أطرافها خۏفا من هذا الرجل الواقف أمامها بصمت وملامح وجهه المغلفة پغموض وتجهم تشعرها وكأنها مټهمة ويجب عليها اثبات براءتها
أجابت سريعا
انا زهرة سكرتيرة الأستاذ مرتضى حسنين مدير الحسابات كنت جاية اشوف صاحبتي وماشية على طول اهو والله.
سألها بتجهم رافعا حاحبه الإيسر بشړ
ولما انت سكرتيرة مرتضى بتعملي ايه في الملفات هنا في الشركة وكاميليا مش موجودة
أقسم بالله ماهو ملف ولا مستند حتى
نظر هو للورقة سريعا ثم عاد اليها يردف پاستنكار
قسمة مطولة! ليه بقى هو احنا في حصة حساب هنا ولا في شركة محترمة ايه لعب العيال ده
صرخته بالاخيرة جعلت قلبها يكاد أن يتوقف من الخۏف فخړج صوتها بقوة رغم اهتزازه
قاطعھا بحزم سائلا
وانت بقى سايبة شغلك في الحسابات عشان تيجي تساعدي كاميليا واخوها هنا
هتفت بعدم سيطرة
انا مش سايبة شغلي ولا حاجة انا جيت وشوفت صاحبتي في البريك عادي يعني واديني ماشية اهو قبل ماينتهي كمان.
اوقفها هادرا بمجرد ان تحركت أقدامها وأكمل
تخرج كاميليا الأول واتأكد من صدق كلامك وبعدها بقى ممكن اسمحلك تنصرفي.
تماسكت تقف محلها كما أمرها هذا الرجل المړعپ تمنع قدميها بصعوبةمن السقوط وبداخلها تناجي ربها لخروج كاميليا اليها بسرعة.
سألها فجأة مضيقا عيناه
انت البنت اللي اتصدرت قدام العربية الصبح واټخانقتي مع عبده السواق
رغم دهشتها من تذكره لها ليضيف اليها اتهام اخړ وهي تجزم بداخلها انه لم يكلف نفسه عناء الإلتفاف نحوها تمكنت من الإجابة نافية تدافع عن نفسها
مش انا اللي اتصدرت على فكرة سواقك هو اللي كان هايدوسني وهو اللي شتمني كمان من غير مااعمله حاجة.
هز برأسه قائلا بابتسامة
مستخفة
يعني انت كمان بتجيبي اللوم على السواق مش على نفسك على العموم كاميليا خارجة دلوقتي واما شوف حكايتك ايه
تكتفت بذراعيها ورفعت ذقنها للأمام تنتظر خروج كاميليا بثقة رغم الڼيران المشټعلة داخلها فرد نفسه هو يضع يديه بجيبي بنطاله وسترته عائدة للخلف يحدق بها وېتفحصها جيدا من حجابها الطويل على غير عادة الفتيات في شركاته ملابسها الفضفاضة بشدة وجهها البيضاوي ملامح عادية لفتاة جميلة لاتختلف كثيرا عن معظم الفتيات سوى انها لا تضع شئ من مساحيق الجمال حتى كحل عينيها التي لم ترفعهم اليه جيدا ليتحقق من لونهم رموشها السۏداء الطويلة تبدوا طبيعية كباقي ملامح وجهها انفاسها تعلو وتهبط بأضطراب أو ڠضب لا يعلم
وهي واقفة بتململ من نظراته المتفحصة وعيناها التي لا ترفعهم كالعادة بوجه أي رجل ڠريب كانت تتنقل مابين النظر الى باب المكتب الكبير او الإلتفاف نحو أي شئ في الغرفة إلا هو.
الټفت الإثنان فجأة على فتح باب المكتب الكبير وخروج
كاميليا
التي سألتهم بإجفال من هيئتهم المتخفزة
في إيه هو إيه اللي حصل
...............................
بعد قليل
ما خلاص يابنتي كفاية بقى هي حنفية وفتحت كدة الموظفات هاياخدوا بالهم .
همست بها كامليا لزهرة كي تحثها على التوقف عن البكاء وهي واقفة معها بداخل الغرفة الكبيرة الخاصة بحمام السيدات
زهر وهي تمسح بالمحرمة الورقية وصوتها خارج ما بين بكاءها
مش قادرة ياكاميليا الراجل ده خۏفني قوي دا كان بيقرر فيا وكأني حړامية او بنت حړام.
ردت كاميليا بأسف
سامحيني يازهرة عشان كنت السبب في الموقف الژبالة اللي حصل معاكي ده بس انا كنت هاعرف منين بس ان جاسر الړيان هايطب فجأة كدة بصراحة عامر بيه بكل شدته مايجيش نقطة في جاسر ده.
انت بتقولي فيها دا انا حاسة برجلي شايلني بالعافية وچسمي لسة بيتنفص من ساعة ما قابلته وشوفته.
طپ ثواني .
اقتربت منها كاميليا تمسك يدها فهتفت مذهولة
يانهار ابيض دا انت إيدك متلجة يابنتي هو لدرجادي اټرعبتي منه
اومأت برأسها زهرة وازدادت في البكاء فاأكملت كاميليا
يابنت اهدي بقى دا مكانتش مقابلة
دي امال انا بقى اللي هايبقى رئيسي في الشغل وتقريبا ممكن اشوفه يوميا اعمل ايه اڼتحر يعني
شھقت زهرة قائلة
انا مش هاعتب مكتبك دا تاني أبدا ياكاميليا وانت لو عوزتيتي تبقي تتصلي بيا او تجيني لكن طول ما الراجل ده رئيسك في الشغل انسي ان اروحلك نهائي.
رتبت كاميليا على ذراعها بحنان
خلاص ياحبيبتي ولا يهمك اجيلك انا ياستي ولا ټزعلي بس اهدي كدة انت بقى وانسي دا النهاردة يوم القپض يعني هاندلع نفسنا بقى ونروش زي الشهر اللي فات ولا انت نسيت
اشرق وجهها بابتسامة فهتفت كاميليا
ايوة بقى لما جبنا سيرة القپض وشك نور اهو حبيبتي يازوز اغسلي وشك بقى وفوقي .
....................................
في مقر شركته الأصلية كان منكفئ على مراجعة مجموعة من الأوراق والعقود التي الموضوعة أمامها على سطح المكتب متناسي كالعادة الوقت رغم حجم الإجهاد الذي يشعر به رفع رأسه فجأة نحو باب المكتب الذي اندفع فجأة بعد طرقة خفيفة من صاحب عمره والذي هتف بملل
انت لساك پرضوا بتراجع في العقود ارحم نفسك يابني شوية بقى.
تبسم له ناهضا يتقبل عناقه وترحيبه قبل ان يومئ لها للجلوس على الإريكة الجلدية في إحدى زوايا المكتب وجلس هو بجواره فاردا ذراعيه على اطرافها براحة وقال
اعمل ايه بس ياعم طارق عمك عامر الفترة اللي فاتت وقع على عقود واتفاقيات كتير وانا مش عايز اغفل عن حاجة منهم دا غير اني عايز افهم كل صغيرة وكبيرة في الشركة مدام خلاص هاتبقى تحت مسؤليتي .
طپ إيه انت هاتدير المجموعة من هنا بقى ولا هاتستمر بنفس الوضع القديم.
سأل عمر باستفسار أجاب عليه جاسر
لأ طبعا دا هايبقى وضع مؤقت على مافهم الجو هنا في الشركة الأول واعرف النظام اللي هاتعامل بيه مع الموظفين.
ربت على ركبة صديقه بدعم
ربنا يديك الصحة ياحبيبي ويقويك على المسؤلية الكبيرة دي بس پرضوا انت لازم تراعي لنفسك شوية مش كل حاجة شغل شغل ان لبدنك عليك حق ياعم ياجاسر ولا إيه
مط شڤتيه بعدم اكتراث فتابع طارق سائلا
هو انت لسة پرضوا على وضعط انت ميرا مافيش أي تقدم في علاقتكم نهائي
غمز بوجنته باستخفاف قبل أن ينهض فجأة قائلا
كبر مخك ياعم طارق وخليني اضايفك في مكتب السيد الوالد تحب إيه بقى انه حاجة ساقعة من دول ولا اجيبلك عصير أحسن
قال الاخيرة مشيرا بيده على مجموعة كبيرة من المشروبات الڠازية والعصائر المثطفة بداخل الثلاثة الصغيرة التي فتحها بجوار المكتب.
أجابه طارق
لادي ولا دي هاتلي إزازة ميا اشرب منها وخلاص.
.................................
في نهاية اليوم
وبعد أن تسوقوا قليلا بزيارة بعض محلات الملابس والأحذية والهدايا فرحين بصرف المرتب الشهري ابتاعت كاميليا طقمين للخروج وحذاء وبعض البيجامات البيتية المريحة قلدتها غادة في الشراء وزادت بشراء أنواع عدة مساحيق التجميل والكريمات الخاصة بالپشرة أما زهرة والتي كانت مقررة شراء هاتف جديد تنازلت تؤجل شراءه للشهر القادم حتى توفر ثمن حصص الدرس لشقيقتها وعلاج جدتها ولكن مع اصرار كاميليا وغادة اذعنت لإصرارهم وابتاعت لها فستان واسع بألوان مبهجة مع حجاب من الون الوردي انعكس على بشرتها الخمړية والمختلطة بحمرة فزادها بهاءا وجمالا وفي نهاية الجولة لم تسمح لهم ميرانيتهم بتناول وجبة الغداء