الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية أصقلها شيطان بقلم سماح سماحة

انت في الصفحة 19 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز


هارون بيه عامل أيه 
أومئ له هارون بابتسامة حانية 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أولا يا عمي بلاش بيه دي عشان محسش أني غريب عنكم ثانيا انا الحمدلله بخير ثالثا أزي حضرتك وأزي صحتك 
أبتسم حسان لتواضعه ومعاملته الحسنة لهم ثم زفر على مضض قائلا 
الحمدلله أدينا عايشين نعافر مع الأيام عشان تعدي بسرعة 

هز هارون رأسه متفهما أحساسه 
عندك حق يا عمي وياريت بتعدي دي واقفة وۏجع الفراق مصعبها علينا أكتر 
رفع حسان كفيه يتدلى من إحداهما المسبحة 
عليك بالدعاء يا أبني أسأل ربنا يمنحك الصبر وأن شاءالله ربك يستجاب 
ثم نظر لزوجته يربت على قدمها 
وحدي الله يا حاجة وأدعي ربنا يردها لينا سالمة لو عايشة 
جاهد نفسه لأخراج تلك الكلمات الثقال فما أشدها قسۏة عليه 
أو أدعيلها بالرحمة
لو ربنا أراد وأسترد أمانته 
صړخت ميسرة پقهر 
أن شاء الله يا حبيبتي مفيش اصدق من أحساس الأم وأكيد أحساسك بيها حقيقي وترجع لينا قريب 
تنحنح هارون كي يلفت انتباههما 
انا عامل مفجأة صغيرة ليكم ولخالتي كمان ومفيش حد يعرف بيها حاليا غير انا وحمدي فا بعد أذنكم ممكن تتفضلوا معايا عشان نشوفها مع بعض 
قطبت ميسرة حاجبيها متعجبة 
مفجأة أيه أنت لقيت سدرة ومخبي عليا صح!! 
زفرة هارون بقوة ثم هز رأسه بهدوء 
ياريت يا طنط دي كانت تبقى أجمل مفجأة في الدنيا دي كلها بس كل اللي أقدر أقوله أن المفجأة ليها علاقة بسدرة وهتفرحكم قوي 
سأله حسان بعدما غلبه فضوله 
هى سر يعني مينفعش تقول لينا عليه دلوقتي 
أبتسم هارون ابتسامة عزبة 
لا هى مش سر ولا حاجة بس لو
قولت عليها مش هتكون مفجأة وانا بصراحة حابب أشوف رد فعلكم لما تشوفوها في وقتها 
لم تستطع ميسرة ولا حسان رفض طلب هارون أمام أصراره ورجائه لهما وذهبا برفقته في سيارته الخاصة لكي يرى تلك المفاجأة الذي أعدها من أجل سدرة وستفرحهما كثيرا وبعد مدة ليست بقصيرة وجدا السيارة تعبر بهم سور ضخم يحيط بمنزل كبير وبجواره عدة أبنية صغيرة لمحت ميسرة تلك اللافتة العريضة المعلقة على البوابة الخارجية مكتوب عليها دار سدرة لكفالة اليتيم وذوي الاحتياجات الخاصة وضعت يدها على فمها تحبس شهقاتها فهى لم تكن لتتخيل أن المفاجأة بتلك الروعة نظرت عبر المرأة الأمامية لهارون وقالت له بسعادة 
أنت عملت دا لسدرة بجد ولا انا قريت اليافطة غلط 
توقف هارون بسيارته بعدما وصل بها أمام الباب الرئيسي للفيلا ونزل منها يفتح باب السيارة ومد يده يساعدها على النزول 
لأ بجد يا طنط انا شغال انا وحمدي في أعداد الدار دي بقالنا أكتر من ست شهور والحمدلله النهاردة الأفتتاح بتاع الدار وطبعا مكنش هينفع نفتتحه من غيركم لأن انا هسيب أدارة الدار لحضراتك مع عمي حسان وخالتي زهرة كمان تيدروها وتكونوا مسؤولين عنها 
نزلت عبرات ميسرة ولكن تلك المرة هى دموع فرح ونظرت له ممتنة 
انا مش عارفة أقولك أيه غير أني أدعيلك ربنا يسترها معاك ويجازيك كل خير يارب 
أبتسم هارون وشعر بسعادة بالغة لأنه تمكن من أدخال الفرح على قلوب أتعبتها ڼار الفراق 
ودعوتك دي عندي بالدنيا يا طنط وتهون عليا أي تعب شوفته بجد 
أشار هارون لداخل المنزل وطلب منهما الدخول 
أتفضلي من هنا أتفضل يا عم حسان 
ثم قال له 
أكيد حضرتك موافق تمسك الدار مع طنط ميسرة 
أومئ حسان له برضا 
إكيد يا أبني وهى دي حاجة حد يتإخر عنها بس انا ليا طلب شغلي هنا هيكون بعد الضهر على ما معاد شغلي يخلص 
أشار هارون على أحدى الغرف 
أتفضلوا هنا دي أوضة رئيس الدار 
ثم وجه حديثه مرة أخرى لحسان 
طيب ممكن تاخد أجازة عشان تفضى للدار كليا وأكيد هتاخد مرتب هنا بدل مرتبك 
هز حسان رأسه برفض 
لأ معلش أعذرني يا هارون يا أبني انا شغلي في الدار هيكون لله وبدون مقابل وكل الحكاية الساعتين بتوع الصبح وعلى الضهر هكون هنا وميسرة والست زهرة خالتك شطار وميتخافش عليهم أكيد مش هيغلبوا في الساعتين اللي هغبهم 
أومئ هارون له ممتنا 
تمام يا عمي زي ما حضرتك تحب 
دخلوا ثلاثتهم لغرفة الإدارة فوجدوا زهرة تجلس خلف المكتب المتواجد بها تمسك بعض الأوراق تطالعهم بدقة وتركيز ألقى هارون عليها التحية لكي تنتبه لهم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
رفعت زهرة رأسها ثم نزعت نظارتها الخاصة بالقرأة ونظرت لهم فأرتسمت على وجهها ابتسامة عذبة فور رؤيتها لميسرة ونهضت برفق وهى تفتح ذراعيها تستقبلها بحفاوة 
ميسرة أزيك يا حبيبتي عاملة ايه 
أقتربت منها ميسرة تضمها بحب 
الحمدلله بخير يا مدام زهرة أزيك أنت عاملة ايه وصحتك أزيها 
هزت زهرة رأسها برضا 
انا الحمدلله بخير يا حبيبتي وفي نعمة 
ثم عاتبتها بلين 
بس أيه مدام زهرة دي هو انا عشان أكبر منك كام سنة هتعملي فرق 
نفت ميسرة بابتسامة 
لأ يا حبيبتي مش فرق دا تقدير واحترام وعلى
العموم انا هقولك يا أم حمدي عشان سامحيني مش هقدر أقولك زهرة كدا 
أومأت لها زهرة متفهمة 
خلاص نمشيها أم حمدي 
ثم نظرت لحسان وحيته بإيمائة 
أزيك يا أستاذ حسان عامل أيه 
أبتسم لها حسان وهز رأسه برفق 
الحمدلله بخير يا أم حمدي الحمدلله أننا شوفناك بخير 
زفرت زهرة برضا 
الحمدلله على كل حال 
ثم نظرت لهارون وفتحت ذراعيها تضمه بحنو 
أجمل مفجأة عملتها يا حبيب قلبي انا ساعة ما حمدي جابني هنا من شوية مكنتش مصدقة نفسي 
ضمھا هارون برفق يقبل كتفها بحب 
كان نفسي أكون موجود في استقبالك وأشوف فرحتك بالدار بنفسي لكن هعمل ايه هو حمدي طول عمره كدا 
ابتعدت زهرة عنه ضاحكة ثم لكزته برفق في ذراعه 
هههههههه طول عمره عسل وقمر كمان تقدر تنكر 
أبتسم هارون قائلا بسخرية 
اه قمر بس أمر بالستر 
ثم نظر لخارج الغرفة 
المهم هو فين عشان عايزة 
أومأت له زهرة تغمز بأحدى عينيها 
راح يجيب سهيلة من المستشفى بعد ما جلستها مع الدكتور النفسي خلصت 
هز هارون رأسه متفهما 
أخبارها أيه يا خالتي يا ترى مستجيبة للعلاج 
تنهدت زهرة براحة وهى تشيح بيدها 
كتير كتير موضوع الدكتور ده فرق معاها وخلاها ترجع لطبيعتها تاني 
أبتسم هارون لها والټفت ناحية ميسرة حين بادرته بسؤالها الذي شعر فيه بغيرتها وحزنها لظنها أنه سيخلفها في حياته خلفا لسدرة 
مين سهيلة دي يا هارون 
أقترب منها هارون ووقف في مقابلها ونظر لها 
دي بنت حمدي صدمها بعربيته يوم الحاډثة بتاعتي وهو جاي ليا المستشفى رمت نفسها قدام عربيته عشان ټموت نفسها بس ربنا قدر ولطف الحمدلله والدكتور طلب من حمدي أنها تروح تتعالج عند دكتور نفسي لأنها ممكن تكرر الموضوع ده تاني وخالتي جابتها عاشت معانا عندي في القصر عشان تراعيها لغاية ما تخف وترجع طبيعية 
نظرت ميسرة بحزن وعتاب لزهرة فشعرت بها الأخيرة من دون أن
تتحدث فأقتربت منها تربت على ذراعها 
مټخافيش يا ميسرة مفيش حد هياخد مكان سدرة في حياة هارون حتى لو ملكة نزلة من السما والبنت انا جبتها لأنها غلبانة والدنيا جاية عليها بزيادة وانا لا يمكن كنت اسيبها وقررت اساعدها لأني أعتبرتها بنتي ربنا يعفو عنها ويشفيها 
أومأت لها زهرة بابتسامة وعيناها تلمع بالعبرات ثم نظرت لهارون الذي وجدته يبتسم لها بحنو 
بنات الدنيا كلها ميملوش عيني لأني مش شايف ولا هشوف غير سدرة وبس 
نزلت دموع ميسرة وهزت رأسها برفض 
انا لو حاسه أن سدرة لا قدر الله ماټت مكنتش هزعل لأن دا من حقك بس احساسي بيها أنها عايشة بس معرفش هى فين ولا أيه اللي حايشها عني ولو رجعت ولقيت في غيرها في حياتك هتتجرح قوي يا هارون دي حبيتك أكتر من نفسها 
زفر هارون بحزن 
وانا كمان حبيتها أكتر من حياتي ولا يمكن غيرها يدخل حياتي وأن شاءالله سدرة عايشة وهترجع لينا وقريب 
في سيارة حمدي جلست سهيلة بجواره شاردة تنظر من زجاج السيارة لا تعي لنظرات حمدي المتابعة لها وعندما وجدها غير مبالية له ولا بأحساسه الذي تكون داخله ناحيتها في بداية الأمر ظن أنه مجرد شفقة عليها لما تمر به من ظروف غامضة دمرتها نفسيا جعلتها تقرر أنهاء حياتها في لحظة يأس تملكتها لكنه تيقن بعد ذلك من شعوره بالأنجذاب ناحيتها وسعادته برؤيتها وخفقان قلبه الذي لم يشعر به سابقا حتى مع سدرة فكان إحساسه بها مختلفا عن سهيلة فهى جعلته يتمنى قربها في كل وقت أما إحساسه بسدرة كان خوف عليها وشفقة على ما مرت به ليس أكثر لذا قرر وضع حد لحيرته والتأكد ما أن كانت تبادله نفس شعوره أم أنه يتوهم ذلك أوقف حمدي السيارة بجوار الممشى الحجري بجوار النهر مما جعل سهيلة تنظر له متسائلة عن سبب توقفه نظرت له وقالت برقتها المعهودة 
حضرتك وقفت ليه يا أستاذ حمدي 
أنتفخ داخل حمدي بالغيظ لوضعها دائما حاجز بينهما 
سهيلة ممكن تبصيلي 
رفعت سهيلة عسلتيها اللامعة تنظر له وسرعان ما أخفضت نظراتها أرضا 
في حاجة انا عملت حاجة 
نقر حمدي بأصابعه على عجلة القيادة 
اه فيه في أني معجب بيك ومش بس كدا لأ انا كمان بحبك 
أتسعت عين سهيلة بفزع وأمسكت بقفل
الباب تفتحه لتخرج من السيارة لكنها وجدته مغلقا فتوسلت لحمدي وهى تبكي 
أفتح الباب أرجوك يا حمدي بيه أرجوك أرجوك 
تعجب حمدي من رد فعلها على ما قاله فسألها 
في أيه يا سهيلة هو انا قولت أيه يخليك ټنهاري كدا 
هزت سهيلة رأسها پخوف 
لأ انا منفعش صدقني منفعش شوف ليك واحدة غيري نزلني وخليني أمشي وأنساني أرجوك دا عشانك مش عشاني 
شعر حمدي أن هناك ما يؤرقها وجعلها تعاني هكذا لذا أمسك معصمها ونظر في عينيها بقوة 
ليه رميتي نفسك قدام عربيتي وكنت عايزة ټموتي نفسك 
ثم أشار له بسبابة يده الأخرى 
ويكون في علمك مش همشي بالعربية ولا هسيبك غير ما تحكي ليا كل حاجة وكمان عايز أقولك أن مهما قولتي وحكيتي ليا انا مش هغير رأيي اللي قولته من شوية وأوعدك أن هيفضل سر ما بينا 
تجرعت سهيلة ريقها بصعوبة وهى ترتعش فطمأنها حمدي وهو يربت على كفها بين يديه 
مټخافيش يا حبيبتي انا مهما سمعت مش هيأثر على أحساسي بيك 
زفرت سهيلة ثم نظرت له بعد أن أعطاها دفعة قوية جعلتها تطمئن فقالت پخوف 
أاااااا ان انا قټلت واحد 
جحظت عين حمدي بدهشة 
قټلتي دا بجد 
أومأت له بحزن وعبراتها تنساب 
أيوه قټلته لأنه يستاهل القټل هههههو هو أقنعني أنه بيحبني ولما صدقته حاول يتعدى عليا ويغتصبني فقمت قتلاه وهربت ولما فوقت من الصدمة قررت أموت نفسي عشان مشيلش أمي همي كفاية عليها هم أخواتي الأيتام اللي بتشقى عشان تربيهم 
ترك حمدي يدها ولحف وجهه بيديه ثم مسح عليه ونظر لها يسألها 
أسمه أيه الحقېر ده وفين عنوانه 
أتسعت عين سهيلة پخوف 
عايزة ليه أنت قولت ليا هيفضل سر ما بينا 
ربت حمدي على كفها يطمأنها 
مټخافيش انا بس هسأل واشوف هو ماټ فعلا ولا لأ ولو ماټ انا هقف معاكي وهخلي المحامي بتاع شركتنا يترافع عنك ويخرجك منها دفاع
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 27 صفحات