((الصدمه الاولى هي دوما الاشد قسوه))
لا نهايه له و لا شيء على الجانبين سوى اراض زراعيه.
استمرت في تمتمه الدعاء فقد سكن الړعب قلبها و مما زاد خۏفها خوفا عندما مرت سياره بسرعه فائقه على الطريق و فجأه سمعت صوت اطارات السياره تتوقف .. فكرت هل تعطلت تلك السياره بسبب السير بتلك السرعه.. لم يدم تساؤلها طويلا فقد لاحظت أن السياره عادت للسير مره أخرى و لكن للخلف.
السياره سيده تريد مساعدتها.. عمت انوار السياره عينيها لثوان و عندما عاد نظرها وجدت شابا يترجل من السياره و يمشي بخطوات مترنحه باتجاها و ما لبثت ان انطلقت السياره مره اخري مكمله طريقها
لا مجال للشك الان.... جنه... عليكي بالهرب و الاختفاء من امامه..
توقف العسكري حسن عن السير و قال محدثا زميله عبد الرحمن أنت مش سامع صوت
عبد الرحمن صوت ايه...
حسن صوت صړيخ باين
عبد الرحمن لا مش سامع حاجه
حسن و قد أكمل سيره باتجاه الصوت الله مش دي العربيه اللي عدت من هنا قبل شويه
حسن لا ..هي بعينها
تقدم عبد الرحمن و زميله حسن من السياره المركونه على جانب الطريق ليقول حسن اكيد ده اللي كسب و دلوقتي هو و البت قاعدين في حته مداريه جوه الارض دي
عبد الرحمن تفتكر ندخل الارض و نشوف و لا كده هيبقى خطړ علينا
حسن خطړ ايه يا عبيط.. ده مش هيكون الا هو و البت
حسن خلاص ندي اشاره يبعتوا حد يساعدنا
كان إياد يهم بدخول بيت الشجره عندما سمع صړاخا .. توقف للحظات محاولا أن يعرف ما مصدر هذا الصړاخ ليجده يزداد قربا...أضاء الكشاف الاضافي و انطلق باتجاه ذلك الصړاخ..
أرادت نسرين أن تغادر الحفل فا هو كريم يتنقل بين الحضور يتحدث مع تلك و يبتسم لتلك و يراقص تلك غير عابىء بوجودها البته... بحثت عن مايا لتجدها مندمجه بالحديث مع مجموعه من الفتيات اقتربت منها هامسه انا عايزه امشي دلوقتي حالا
نسرين خلاص مش هينفع...
مايا طب نفذي البارت الاخير بس ..اهو الدي جي شكله هيبدأ يعد
قاطعهما صوت الدي جي الذي أعلن عن بدء العد التنازلي لاعلان السنه الجديده
الدي جي هنبدأ من 60 .. و بعد 30 ثانيه هنطفي النور و مش هنرجعه الا مع حلول السنه الجديده
مايا يلا يا نسرين اتحركي ... قبل ما يطفوا النور تكوني واقفه جنبه
تقدمت نسرين بخطوات متثاقله في اتجاه كريم ... و عندما أصبحت بقربه قالت انا عايزاك في حاجه مهمه
اعتذر كريم من المجموعه التي كان يحادثهم و انطلق مع نسرين الى ركن بعيد عن االحضور
كريم مالك متوتره كده... اتكلمي ارجوكي حصل ايه
و قالت كريم ... أنا .. أنا
أنطفأت الأنوار .. ليعلو صوت الحضور مشاركا الدجي العد لانتهاء السنه..مما اضطر نسرين الى الاقتراب اكثر من كريم
الحضور 30..29 ...28 ...27
كريم انتي ايه!!!
الحضور 24 ..23...22
نسرين انا من زمان عايزه اقلك ..إني..إني
كريم !!!!!!
الحضور 20... 19 .. 18
كريم إانك ايه
االحضور 15..14..13..12
همست نسرين بحبك
كريم بتقولي ايه مسمعتش
الحضور 9 ..8 ..7
نسرين بحبك...
كريم
الحضور 6.. 5..4
لم يتبق سوى 3 ثوان... رمت نسرين بكل ما امنت به خلف ظهرها و استمعت لنصيحة مايا ..عليها الان تنفيذ ما تبقى من تلك النصيحه.. وقفت على اطراف قدميها وضعت يديها على كتفيه و اقتربت منه ليصبح وجهها ملاصقأ لوجهه..ها هي تشعر بأنفاسه على .... اقتربت أكثر و .
صړخ الحضور happy new year
كانت جنه تعدو باقصى ما سمحت لها قدماها و الحمل الذي يثقل كتفيها لتتفاجأ بيد تقبض على معطفها
و صوت يقول الحلوه بتجري كده ليه
صړخت جنه من شدة الخۏف و ركلته بقدمها مما أدى الى سقوطه أرضا ..أسرعت لتبتعد عنه و لكن يده ما زالت تقبض على معطفها مما اضطرها الى خلع المعطف و حينما همت بالعدو و الابتعاد عنه..
أمسك بقدمها مما جعلها تتعثر و تسقط أرضا هي الأخرى ...
حاولت النهوض ليعود و يسقطها مره ثانيه و ...
يتمتم بكلمات غير مفهومه.. أخذت جنه تضربه بكلتا يديها و تحاول بكل ما استطاعت ان ..و لكن بدون جدوى ..
يتبع.
الفصل الخامس.
سوداء ..كانت تلك الليله
توقفت جنه عن الصړاخ ..ودعت ربها أن يقف بجوارها.. لاحظت ارتباك يديه الشديد..اذن ربما عليها التوقف عن الحركه لتنتظر أن يخف ثقل جسده عنها.. بعد أن مزق قميصها بالفعل تحرك قليلا و أخفض رأسه لينزع عنها تنورتها...استغلت تلك الفرصه و ضړبته بمرفقها على أنفه لتفاجأ بصراخه الشديد و شلال من الډم انساب على جسدها...و الأهم انه أفلت يديها .. سددت له ركله في معدته و نهضت تعدو بسرعه شديده مطلقه العنان لصوتها بالصړاخ بأقصى ما استطاعت و لكن حولها أشجار و ظلام فقط ..
استمرت جنه بالعدو و الصړاخ حتى لاح لها ضوءا من بعيد أسرعت الخطي باتجاه ذلك الأمل و عندما وصلت لبقعة الضوء تلك سقطت مغشيا عليها من كثرة الاجهاد .. و بعد لحظات أحست بيدين ترفعها لتقف على قدميها و صوت يطمأنها بقوله مټخافيش...مټخافيش مش هاعملك حاجه...
و لكن لم تدم تلك الطمأنينه فسرعان ما أضاءت الأنوار المكان.. لتفاجأ بجيش من الشرطه و أحدهم ېصرخ قائلا محدش يتحرك...و ايدكو مرفوعه لفوق .
و بسرعة البرق كانوا محاطين بالعساكر و هي و ذلك الرجل ... ووجدت نفسها مکبلة معه بالكلابشات
فعادت دموعها للانهمار مره أخرى.
الرجل ايه اللي بتعملوه ده ... دي ملكيه خاصه فين اذن النيابه ..
استمر الرجل فالجدال معهم و لكن بدون جدوى .
و عندما اقتادوهم ليركبوا سيارة الشرطه صاح الرجل پعنف طب استنوا خلوها تلبس الجاكيت بتاعي.
لم تكن جنه واعيه بمظهرها فبعد الړعب الذي انتابها من محاولة الاعتداء عليها لم تفكر سوى بالفرار لتهرب و تفاجأ بهذه الورطه... كلمات الرجل جعلتها تنظر لجسدها ما زالت ترتدي تنورتها و حقيبة الكروس.. و فقط ملابسها الداخليه تحت تلك الحقيبة وقتها فقط استعادت صوتها و توسلتهم ان يدعوها ترتدي شيئا يسترها
أجابها أحدهم مينفعش ...امال ازاي هنثبت إننا مسكناكي بالجرم المشهود..
و قال اخر اه انتو ناس واصله و بكره تقولوا لفقنالكو قضيه.
و لم تنفع محاولات الرجل لاقناعهم بفك قيده ليعيطيها سترته لترتديها ..لتصل الى قسم الشرطه بتلك الحاله..
توقفت سيارة الشرطه امام المبنى و ترجل الجميع ..
اقتاد العساكر جنه و الرجل إلى داخل القسم...كانت جنه غارقه في بؤسها ..لم تعي هي أو الرجل الذي بجوارها أن أحدا ما التقط عدة صور لهم و هم يقتادوهم داخل القسم .
كان منظر العساكر و هم يقتادون ذلك الرجل و برفقته تلك الفتاه مألوفا بالنسبه لصحفي مثل معتز فتغطية أخبار الفضائح بل و البحث عنها من صميم تخصصه و كما هي العاده قام بالتقاط عدة صور لذلك المشهد الذي كثيرا ما رآه يتكرر في المدينه الكبيره لم يتوقع حدوثه هنا أيضا .. ولكن ما الضرر سيحتفظ بتلك الصور فلربما أفادته لاحقا.
أراد تتبع هذه الحاډثه و لكن بعد يوم طويل من السفر كان يعاني من الاجهاد لذا قرر أن يؤجل هذه المهمه لوقت اخر .
أطفىء عدسة الكاميرا ووضعها في الحقيبه ثم انطلق الى الفندق الذي سيبيت فيه ريثما يجد سكنا مناسبا .
سمح الضابط بادخال المشبتهين بالتورط في ذلك السبق بعد أن استمع لروايه مفصله من العساكر عن كيفية إلقاء القبض عليهم متلبسين بفعل ڤاضح و ما إن وقعت عيناه على الرجل حتى صاح قائلا ايه اللي عملتوه ده.. ووجه كلامه للرجل احنا اسفين يا بشمهندس اكيد حصل لبس .
أمرهم بفك قيده في الحال و أكمل البشمهندس إياد من أكبر المتبرعين لحملة إيقاف السبق .
و فور فك قيده قام إياد بخلع سترته و وضعها على جنه و قال محادثا الضابط أنا مش مهم عندي إنه حصل لبس ده وارد جدا.. لكن أنا مشمئز من الطريقه اللي تعاملوا بيها معاها و أشار الى جنه.
و أكمل دول رفضوا حتى تاخد الجاكيت تلبسه مسافة ما نصل القسم..دي مهما كانت بنت و كمان فالجو التلج ده ... هو معدش فيه انسانيه.
أكمل إياد الحديث مع الضابط الذي بدوره اعتذر منه
الضابط احنا اسفين جدا و حضرتك تقدر تتفضل تروح حالا..
إياد طيب و البنت هتعموا معاها ايه
الضابط لازم نحقق معاها .. على حسب رواية حضرتك ممكن جدا تكون ضمن الشله بتاعة السبق أو بتشتغل عندهم حضرتك فاهم طبعا يعني واحده ماشيه بالمنظر ده...
قاطعه إياد منظر إيه.. دي كانت مېته من الړعب.. أكيد في حد حاول يأذيها .
الضابط عموما دلوقتي أنا هآخد أقوالها .. و حضرتك مره تانيه أنا آسف و تقدر مشكور تتفضل تروح .
إياد أنا مش هاروح الا ما آطمن عليها الاول.
الضابط براحتك يا فندم ..بس يا ريت تتفضل تستنى في الاستراحه.
إياد بعد اذن حضرتك أنا حابب استنى هنا .
الضابط طب يا ريت يكون حضورك بصمت و متتدخلش في التحقيق.
لم يستطع إياد المغادره و تركها وحيده .. فلقد تربى على وضع نفسه في موضع الغير هل لا قدر الله لو كانت نسرين في مثل هذا الموقف كان سيتمنى أن يقف أحد بجوارها على الاقل حتى يصل أهلها و يقدمون لها الدعم و الامان ... و تذكر في هذه اللحظه جده البطل رفعت طه .. ما كان سيتركها وحيده فبشكل أو باخر هما الاثنان ألقي القبض عليها بنفس التهمه و لكن نظرا لاسمه و مركزه ألقى الضابط عليه نظرة واحده و نطق بحكم الافراج و بدون تحقيق... نعم سينتظر وصول أهلها ..
ثوان و أحضرت جنه لتمثل أمام الضابط و بعد أن روت ما حدث لها تلك الليله قال الضابط طب أنا محتاج اتأكد فعلا من كلامك و لغاية ما ده يحصل هتفضلي هنا معانا فالحجز.
تدخل إياد قائلا بيت الطالبات اللي ذكرت اسمه ده ملك لعيلتنا و أنا اقدر اتأكد لحضرتك إنها فعلا كانت جايه البيت و إنه في حجز باسمها لاول السنه .
الضابط مش ده المهم .. هي رافضة تدينا عنوان أهلها و بالمنظر اللي اتمسكت بيه و أقوال العساكر بقت شخص مشتبه بيه جدا و لكن مفيش دليل ملموس فمقدرش أخلي سبيلها بناء فقط على عنوانها في بيت الطالبات لانها حاليا مش مقيمه هناك ..كده هاكون باخد ريسك كبير يعرضني للتساؤل .
قالت جنه من بين دموعها و الله انا بقول الحقيقه ومليش علاقه فالسبق ده خالص .
الضابط و أنا مش طالب كتير ..طب بلاش عنوان أهلك مفيش حد من معارفك يمضي تعهد إنه يضمنك و في حال حصلت حاجه و مقدرناش نوصلك يكون هو المسئول قدامنا.
نظرت جنه الى الضابط بيأس ..و من ثم أشاحت بنظرها الى من حاول حمايتها ..و ما زال مستمرا بالدفاع عنها ..ثوان و أعادت نظرها للارض لتسمع صوته بما إنها هتقيم عندنا .. أنا هاضمنها يا حضرة الظابط.
الضابط حضرتك عارف معنى كلامك ايه
إياد اكيد يا فندم