الأربعاء 27 نوفمبر 2024

((الصدمه الاولى هي دوما الاشد قسوه))

انت في الصفحة 3 من 79 صفحات

موقع أيام نيوز


بعد ذلك من مصافحة عمه له و تظاهر ماهيتاب بالخجل و توالي المهنئين ...و لم يلحظ دهشة والدته و امتعاض أخته نسرين...فقط شعر بلذة الاڼتقام ..و في غمرة تلك اللذه لم يلحظ مراقبة عيني ماهيتاب له و لساره...فقد كانت حواسها حاضره جدا لما دار بينهما من حديث صامت.. حديث أدمى قلبها .. فكيف ما زال يفكر بأختها التي لا تقارن شكلا بها.. فماهيتاب رائعة الجمال تمتلك شعرا ذهبيا و عينان زروقان بلون البحر..و لطالما انتشت بنظرات المعجبين بها.. لم تقابل رجلا قط و لم يبهره جمالها ما عدا إياد... الذي أشعل فيها روح المنافسه لتلعب على كل الاوتار لتظفر بإعجابه.. و لكن ما زال متعلقا بأختها ساره.. ها هو يجرح كبرياؤها مره أخرى و لكن ليست ماهيتاب من ترضى بأن تكون رقم اثنان حتما ستمتلك إياد ثم عندما تمل منه تتركه و ليس العكس.. فلا أحد يترك ماهيتاب الجميله.

و كانت الصدمه الثانيه لإياد من صنع يده فارتباطه بماهيتاب كان كارثيا... و في النهايه اضطر إلى فسخ الخطوبه مسببا شرخا بينه و بين عمه... و لكن فتاه كماهيتاب لن يستأمنها أبدا أن تكون أما لأبناءه.
فكان القرار... عليه أن ينسى التفكير بعواطفه و فقط بالعقل .. بالعقل يعمل و بالعقل سيتزوج.
29112014
جنه..الآن
أغلقت جنه شاشه الحاسوب و أعادته سريعا إلى
غرفة ابنة خالها عبير ثم عادت إلى غرفتها التي سكنتها طوال السنوات الماضيه غرفه متواضعه مقارنة بغرف الفيلا الكثيره و لكن لا يهم.. الان قد حصلت على وظيفة أمينة مكتبه بمدينه المنصوره فلتوها أنهت المقابله مع صاحبة المكتبه الدكتوره نوال الحداد و التي ما إن علمت بمدى احتياجها للوظيفه قامت فورا بعمل استثناء لها و إجراء المقابله على أحد برامج الدردشة على الانترنت لتنهي المقابله بوعد أكيد لها باستلام الوظيفه و أيضا مكان شاغر في سكن الطالبات الذي تمتلكه... و تذكرت حسن حظها تلك الليله عندما شاهدت أحد البرامج التلفزيونيه و التي استضافت الدكتوره نوال الحداد لما لها من باع في مساعدة الفتيات ذوات الحاجه و خاصه اللواتي فقدن ابآءهن و أصبحن يتجرعن مرارة العيش مع أقارب بلا رحمه... و عندما راسلتها لم تسألها عن أي تفاصيل فقط طلبت شهادة التخرج من الكليه و اثبات أنها يتمية الابوين.. ولكن الشيء السيء هو أن عليها الانتظار شهر كامل حتى تستطيع استلام تلك الوظيفه و المكان الشاغر فالسكن.
شهر واحد ليس بالكثير..هذا ما أقنعت جنه نفسها به.. بإمكانها احتمال الذل لشهر إضافي.
و لكن ........
أفزعها طرقا عڼيفا على باب غرفتها... قامت بسرعه و أدارت المفتاح ليفتح الباب و تجده خالها جميل الرفاعي واقفا و علامات الڠضب باديه على وجهه.
صاح فيها پحده انتي ازاي متنزليش تقابلي خطيبك و أتبع صياحه بصفعه على وجهها تلتها صفعه أخرى ثم قام بإمساكها من شعرها بقوه و قال لو الحكايه دي اتكررت تاني مش حيصلك طيب انتي فاهمه و عشان غباوتك دي الراجل افتكر انك مش عايزاه و فضلت احايل و ادادي فيه ساعه لحد ما رضي اعملي حسابك بكره هيكون كتب الكتاب.
هتفت جنه من بين آلامها مش حضرتك قلت على اول السنه.
قال جميل ما هو انا مش هاضمن تعملي ايه من هنا لاول السنه مش عايزينه يطفش من عمايلك.
أفلت شعرها و غادر مغلقا الباب خلفه پعنف لا داع له .. و ترك جنه مدمره فا هي فرصتها للخلاص من هذا البؤس قد ضاعت.. فهي لا تستطيع الوقوف ضد خالها فحتما سيضربها إن عارضته ثم كعادته سيحبسها.. كانت تخطط للهرب و استلام تلك الوظيفه قبل أن يحين موعد كتب الكتاب..لكن غدا أين عساها تهرب فلا مأوى تلجأ إليه و لا مصدر للرزق تعيش منه.
ربما تلك هي مشيئة الله أن تتزوج بذلك الرجل الخمسيني المزواج عوض الدسوقي و الذي لديه أبناء أكبر من عمرها..جففت دموعها ..توضأت و صلت داعيه ربها أن يريحها من هذه الحياه إن الكون فالمۏت راحه لها.
و في اليوم التالي
لبست جنه الفستان الذي أحضرته لها زوجة خالها و نزلت الدرجات لمصيرها المحتوم.. كان المأذون في انتظار أن تحضر و تبدي موافقتها على هذه الزيجه... تقدمت و بالكاد قدماها تحملانها .. قدمان اعتادتا اللهو و العدو فرحا عندما كانت والدتها على قيد الحياه .. و هما نفس القدمان اللتان سارت بهم لتقف على قبر والدتها و قبر جدها طفله حزينه تبكي و لا تجد من يواسيها..لا أحد يواسيها فجميع أحبتها يرحلون...نعم رحلوا و تركوها لهذا المصير البائس.. اه كم بإمكان قلبها أن يتحمل بعد..أبإمكانه احتمال هذا الرجل السوقي .. أبإمكانه احتمال نظراته المقززه و لمساته المنفره عندما يقفل عليهم باب واحد.. أبإمكانه أن يصحو صباحا ليقابل برائحة فمه الكريهه و أنفاسه النتنه... لا لن يستطيع .. إذن ما الذي يجعله يستمر بالخفقان ..
 

لماذا يخفق بشده أهو الخۏف من يحركه... هل يحاول أن يقول لي شيئا و عقلي غير مدركا بعد مبتغاه.. اه يا قلبي كم أتمنى في هذه اللحظه أن تنقذني من هذا المصير حتى و إن اضطررت أن تتوقف عن الخفقان.
قال جميل ما كفايه دلع .. اقعدي و امضي هنا.
اقتربت جنه من المقعد الذي أشار إليه خالها.. و لكن شيء ما يحدث لها فقد أصبحت تتنفس بصعوبه و تشعر بالدوار..ونغزات في صدرها جعلته يخفق بشده بشده حتى هدأ شيئا فشيئا.... اه شكرا يا قلبي هل استمعت إلي و بالفعل توقفت عن الخفقان
وقعت جنه على الأرض فاقدة وعيها ليصيح الجميع.. و يقول عوض الدوسوقي هاتوا كالونيا يا جماعه و لا فحل بصل نفوقها.
قامت ابنة خالها باحضار زجاجه من العطر و قربتها من أنفها و لكن دون جدوى لم تستفق جنه .. حملها عوض الدسوقي و ومددها على الاريكه موجها الحديث لخالها احنا لازم نطلب الاسعاف دي وشها أزرق ازرق...و قام بالاتصال بالاسعاف الذي حضر و نقلها إلى المشفى.
في المشفى التف الطبيب و المسعفون حول جسد جنه الضئيل فما زالت شابه.. فكيف يتوقف قلبها عن النبض.
قال الطبيب لمساعده الطبيب الشاب لسه في نبض خلينا ننقلها لغرفة الانعاش.
الفصل الثاني.
بطل من الماضي العريق 
جنه في غرفة الطوارىء 
هو انا مش حاسه بحاجه ليه 
اكيد انا مت!!!
لالالالالالا الدكتور اهو بيقول لسه في نبض لسه فيا روح يبقى الحق اقول الشهادتين
أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله
أشهد أن ....... 
ايه ده أنا فين ..هما الدكاتره راحوا فين!!! 
تجد جنه نفسها في مكان غريب تراه عينيها لاول مره و تتساءل 
. معقول دي الجنه لالا لا.....
طب اقول الحمد لله الاول مفيش ڼار يبقى انا مش فجهنم 
بس البيت ده شكله غريب... 
ههههههههههه ده شبه البيوت فالافلام الامريكاني كله خشب فخشب 
بس شكله لسه بيتبني خليني اقرب شوي......... 
اخ اخ اخ مش هيبطلوا يخبطوني بالبتاع ده خلاص يا دكاتره انا باين مت مفيش داعي للصاعق
سبوني عايزه اروح هناك 
حتى لو مش الجنه اهون من البيت اللي انا فيه... اخ اخ اخ 
الدكتور الحمد لله فتحت حمد الله على السلامه 
جنه تنظر حولها الجميع يرتدي الملابس الزرقاء
الدكتور انتي سمعاني لو سمعاني قوليلنا اسمك ايه
جنه انا اسمي جنه.. اسمي جنه ...ما انا قلت اسمي جنه.... هو مش سامعني و لا ايه
اه صحيح انا مش بحرك شفايفي ليه .. يلا يا جنه حاولي تتكلمي .... ااااااااااااااه
الدكتور طب لو سمعاني حاولي تحركي ايدك
جنه تحرك اصابعها قليلا
الدكتور طب الحمد لله انا حسيبك ترتاحي شويه
و يأمر الممرضه بتركيب محلول وإجراء العديد من الفحوصات اللازم اجراءها بينما جنه تغلق عينيها مره اخرى من شدة التعب و الارهاق
بعد مرور ثلاثة أيام ..خرجت جنه من المشفى بعد أن ألح خالها على الأطباء بالسماح لها بالعوده للبيت مع أن حالتها برأي الأطباء معقده و 
تحتاج إلى مراقبه و دراسه .
و ها هي تجلس بجاور هذا المسن الذي اختاره خالها ليكون زوجا لها و لكن اليوم لن تسقط مغشيا عليها فلا مكان للضعف الآن عليها أن تكون قويه فلسبب لا تعلمه بعد أن توقف قلبها عن النبض و اعتقدت أنها في طريقها للمۏت لا محاله عاد قلبها لينبض من جديد ليقول لها ..لا لم يحن وقت الاستسلام..لقد توقفت عن الخفقان لأمنحك بعضا من الوقت وقت لتعدي العده و تدافعي عن حياتك لتعيشيها بالشكل
الذي ترضيه و بالفعل قد أعدت جنه خطتها و عليها الآن التنفيذ.
قال عوض الدسوقي بعد أن جلست جنه في المقعد المقابل له خضيتني عليكي.. في حد يغمى عليه ليلة فرحه..كده زعلتيني منك !
رسمت جنه ابتسامه صفراء على شفتيها و قالت أغمي عليا مالفرحه.
قال عوض ببهجه أيوه كده بلي ريقي شويه.. ثم اقترب منها و أمسك يدها لتبتعد عنه جنه بفزع و لكنها تداركت نفسها بعد أن رأت علامات الڠضب على وجهه وقالت مسرعه أنا هاقوم اجبلك حاجه تشربها.
هرعت جنه إلى المطبخ محاولة التهدئه من روعها و حدثت نفسها ..احنا اتفقنا على ايه! هسايره شويه لغاية أما أخليه يوافق نأجل الجواز لبداية السنة وقتها أقدر اروح المنصوره و استلم الشغل و الاقي السكن فضي.
كل اللي فاضل أقل من شهر..أقل من شهر و ارتاح من العڈاب ده.
عادت جنه حامله بيدها صينيه عليها كوب عصير و طبق مكسرات علها تلهي يديه عنها .
و عندما رآها هب واقفا ليأخذ الصينيه متعمدا ملامسة يديها و قال تسلم الايدين الحلوه دي .
ثم وضع الصينيه على الطاولة و قال و قد أمسك مره أخرى بكلتا يديها الايدين الجميلة دي متشلش حاجة أبدا.
جزت جنه على أسنانها محاولة رسم ابتسامه على شفتيها و قالت طب مش تشرب العصير ده أنا عملته مخصوص عشانك... و ببطء سحبت يديها من قبضة
 

انت في الصفحة 3 من 79 صفحات