الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

يعني ايه ما طلعتش هي

انت في الصفحة 37 من 86 صفحات

موقع أيام نيوز

ببعض الجدية 
طيب خلينا في الأهم تعالي نقعد شوية عايز اتكلم معاكي قبل ما توصل ماما وفريدة
توقعت الأمر الذي يرغب في تبادل أطراف الحديث معها عنه فتنهدت مغلوبة على أمرها وسارت خلفه دون اعتراض 
ملازمة فراشها منذ ساعات وتعبث في هاتفها تتصفح موقع التواصل الاجتماعي الانستغرام ضغطت على منطقة البحث فارتفعت لوحة المفاتيح أمامها سكتت للحظة تهمس لنفسها بصوت مسموع 
هو كان اسمه إيه آه آدم الشافعي 
كتبت اسمه باللغة الانجليزية فظهرت لها نتائج لأشخاص لا تعرفهم بحثت بينهم قليلا حتى عثرت على ملفه الشخصي حيث كان يضع صورته ضغطت على الملف وفتح استغرق لحظات حتى يتم تحميل جميع الصور وبدأت هي تشاهد الصور واحدة تلو الأخرى وفي مقدمة الصور كانت صوره من داخل افتتاح ذلك
المعرض صورا كثيرة له مع أصدقاء له وعائلته وصوره بمفرده وبعضا من الصور كانت مع فتيات من الطبقة المخملية أيضا لكن الذي لفت نظرها أكثر شيء بين كل هذه الصور هي صوره الكثيرة التي تظهر فيها طفلة
صغيرة معه صور جميلة يظهر بها مدى حبه لتلك الطفلة وهو يلتقطون معا صورا طريفة ودافئة 
توقفت عن التقليب بين صوره للحظة وهي تحدق في اللأشيء أمامها بشرود امتزج بالدهشة وهي تهز رأسها بالنفي وعدم الاستيعاب 
لا لا أكيد مش بنته ! 
ارتفع صوت جدتها وهي تصيح منادية عليها من الخارج فالقت بالهاتف بجوارها على الفراش والقت هي الأخرى بجسدها ووضعت رأسها
على الوسادة وتدثرت بالغطاء متصنعة النوم ! فتحت فوزية الباب ودخلت ثم قالت وهي تتجه نحوها 
بت يا مهرة إنتي نمتي 
جلست بجوارها على حافة الفراش وهزتها برفق في كتفها متمتمة 
مهرة قومي عايزة اقولك حاجة مهمة 
تأففت لتوقعها الحاجة المهمة التي ترغب بمشاركتها معها اعتدلت جالسة وهي تتطلع لجدتها بابتسامة مغلوبة وتهتف 
نعم يازوزا 
فوزية بعفوية وبتساءل حقيقي 
أنا سمعت الإعادة بتاعت المسلسل اللي بتسمعيه والحلقة خلصت على إن الولا ابو شعر اصفر ده اضرب پالنار هو ھيموت ولا لا 
مسحت مهرة على وجهها وهي تتأفف بقوة أشد وهدرت بنفاذ صبر 
ياتيتا ارحميني ابوس إيدك دي عاشر مرة تسأليني السؤال ده بعدين قولتلك اسمه اردا مش الولا الأصفر 
لوحت فوزية بيدها في قرف ثم قالت وهي تحاول نطق الاسم 
اسمه إيه ارداف !! 
مهرة پصدمة 
ارداف !! اه اسمه ارداف ياتيتا 
ما تخلصي قولي ھيموت ولا لا يابت 
أمسكت بهاتفها عن طريق الخطأ وقالت بعدم حيلة 
والله مش عارفة استني أما اكلملك ارداف واسأله ھتموت ولا لا الحلقة الجاية ! أكيد معرفش
يعني ما انا بتفرج معاكي زي زيك
لمحت فوزية صور آدم على الهاتف فقالت فورا بدهشة 
مين ده !!
أدركت مهرة الخطأ الفادح الذي ارتكبته دون قصد وابتسمت ببلاهة متمتمة وهي تخفي الهاتف عن أعين جدتها 
ده الولا الأصفر ارداف بس صبغ شعره وخلاه اسود 
جذبت فوزية الهاتف من يدها عنوة وهي تدقق النظر في صورة آدم وتهتف باستهزاء 
لا مش هو ده احلى من ارداف اللي عامل زي صفار البيض ده 
قهقهت بصوت عالي وهتفت مهرة من بين ضحكها 
إيه ده يازوزا إنتي بتعاكسيه قدامي !
تجاهلتها فوزية ولم تجب عليها فقط ظلت تتطلع في صورة آدم تحاول تذكر أين ومتى رأته حتى قفز الموقف وصورته في ذهنها فقالت مسرعة 
مش ده
الشاب اللي قابلانه عند الصيدلية وكان هيخبطني بالعربية ! 
هزت مهرة رأسها بالنفي حتى لا تفتح على نفسها ابوابا من الأسئلة اللامتناهية وقالت نافية 
لا مش هو يازوزا التاني كان بني آدم غتت ده واحد تاني 
فوزية بثقة تامة 
لا هو أنا متأكدة
الحمدلله لسا بعقلي وصحتي وفكراه كويس اسمه إيه كمان 
قربت الهاتف من وجهها أكثر لتستطيع قراءة اسمه وتمتمت تقرأ اسمه بصعوبة بسبب ضعف النظر 
آ ډم الشافعي 
ثم نظرت إلى مهرة وقالت بنظرة ثاقبة 
وإنتي عرفتي اسمه منين عشان تبحثي عنه ! 
لوت مهرة فمها مغلوبة على أمرها وقالت 
المعرض اللي اخدتني سهيلة معاها ليه طلع هو صاحب المعرض وعرفت اسمه من هناك 
المعرض اللي وقعت سلسلتك فيه ! 
أيوة هو يا زوزا على حظي النحس السلسلة متلاقيش غير هناك وتقع مني ! 
رتبت فوزية على ذراعها بحنو متمتمة 
ولا يهمك يابنتي متعرفيش الخير فين أنا هقوم انام وانتي كملي نومك 
اماءت لها بالموافقة وتابعتها وهي تنهض وتتجه نحو الباب فور انصرافها أخذت مهرة نفسا عميقا واخرجته زفيرا قوي ثم أغلقت الهاتف ووضعت رأسها على المخدة من جديد ثم مدت يدها واطفأت ضوء الغرفة وبعد دقائق قليلة غاصت في ثبات عميق 
ارتفع رنين الباب فظنت انتصار أن جلنار قد عادت ضيقت عيناها باستغراب وهتفت وهي تسير نحو الباب 
حاضر حاضر هو إنتي لحقتي تروحي تشوفيه ! 
وصلت إلى الباب ثم أمسكت بالمقبض وإدارته وجذبت الباب إليها فتصلبت بأرضها كالصنم حين رأت نشأت أمامها 
كانت هنا في الداخل وحين سمعت صوت رنين الباب ركضت وهي تهتف بحماس 
ماما 
لكنها وقفت تحدق في جدها بدهشة لم تراه منذ أكثر من شهرين وقاربت على ثلاثة أشهر فانطلقت منها صيحة عالية بفرحة 
جدو ! 
انتبه نشأت على أثر صوتها الرقيق فعلت الابتسامة المشرقة وجهه وهو يتقدم خطوة للداخل وينحنى للأمام بجزعة فاردا ذراعيه لها يحثها على الركض والانضمام لحضنه ففعلت الصغيرة ف
وحشتيني أووي ياحبيبة جدو 
هنا بصوتها الطفولي الساحر 
وإنت
كمان إنت كنت فين ياجدو 
أبعدها عنه قليلا وحدقها بنظرة دافئة متمتما بأسف 
سامحيني
ياحبيبتي 
زمت هنا شفتيها بحزن وتمتمت 
تعرف بابي تعبان وماما راحت تشوفه وقالتلي إنها بكرا هتاخدني عشان اروح اشوفه كمان 
نشأت ببعض الحزن المماثل لها 
عارف ياحبيبتي مټخافيش بابا هيبقى كويس إن شاء الله 
اعتدل في وقفته وتطلع لانتصار متمتما بنبرة عادية 
عاملة إيه يا انتصار 
انتصار بمضض 
بخير الحمدلله يانشأت بيه جلنار راحت تشوف عدنان يعني مش موجودة 
عارف يا انتصار أنا جاي اتكلم معاكي إنتي 
ظهرت معالم الحيرة على وجهها وضيقت عيناها باستغراب ثم افسحت له الطريق ليدخل وأغلقت الباب خلفه تحركت أمامه
نحو الصالون وجلست على أحد المقاعد الواسعة وجلس هو على الأريكة المقابلة لها وفوق قدميه جلست هنا بين ذراعين جدها الذي أخفض نظره لها وقال بحب وهو يطبع قبلة فوق وجنتها 
تعرفي تجبيلي ماية ياهنون 
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة واسعة ثم نزلت من فوق قدميه تركض نحو المطبخ حتى تجلب لجدها الماء كما طلب منها بينما هو فهتف بإيجاز في نبرة مهتمة ولأول مرة تشعر انتصار بخوفه وحبه الحقيقي لابنته 
أنا عارف إني لو كلمت جلنار وطلبت منها تيجي تقعد معايا لغاية ما عدنان يتحسن مش هتوافق فأنا جيت عشان اقولك بس واوصيكي بنتي وحفيدتي أمانة في بيتك يا انتصار وأنا هخلي رجالة تبعي يقفوا عند بوابة العمارة تحت عشان اكون مطمئن اكتر عليهم
وكل ده ليه يعني ! 
عشان حاډث عدنان كان مدبر وممكن اللي أذاه يحاول يأذي بنتي وحفيدتي وأنا مش هسمح بده صلاح بيراقب جلنار في كل خطوة وفي تلاتة هيبقوا تحت بيحرسوا العمارة لغاية ما يقوم عدنان بالسلامة وانا هتكلم معاه
ضړبت انتصار على صدرها شاهقة بهلع وهتفت پخوف 
يامصيبتي يعني ممكن يأذوا جلنار 
نشأت بحدة ونظرة قوية 
قولتلك مش هسمح أن حد يمس شعرة من بنتي أو حفيدتي يا انتصار كل اللي طالبه منك بس إنك تخلي بالك عليهم وتبلغيني بكل تفصيلة بتحصل وكمان ياريت متقوليش لجلنار إني جيت أو تجيبي ليها سيرة بخصوص مراقبة صلاح ليها وحتى الرجالة اللي هيقفوا تحت لو سألت قوليلها أي حاجة غير إنهم تبعي
هزت رأسها بالموافقة وقد فرت من وجهها بسبب الهلع ثم سألت بقلق 
طيب ومعرفتوش لغاية دلوقتي مين اللي ورا الحاډث
ده 
وصلت هنا ووقفت أمام جدها وهي تمد يدها الصغيرة حاملة كوب الماء الصغير وهاتفة برقة 
المايه ياجدو 
الټفت برأسه لها ولم يتمكن من الرد على سؤال انتصار فجذب كوب الماء من يد حفيدته وهو ينحنى لاثما وجنتها ومتمتما وهو يشرب الماء 
شكرا يا اميرة جدو 
وضع كوب الماء فوق الطاولة الصغيرة وهتف وهو يملس على شعرها بلطف ودفء 
انا همشي ياهنا دلوقتي بس اوعدك إني هاجي تاني إن شاء الله خلاص
ردت عليه بحزن 
خليك شوية متمشيش 
طبع قبلة رقيقة فوق شعرها وهتف 
مش هينفع ياجدو عشان ورايا شغل بس وعد زي ما قولتلك هاجي تاني والمرة الجاية هقعد كتيييير أوي لغاية ما تزهقي مني تمام 
زي ما اتفقنا 
تمام يا نشأت بيه 
سار باتجاه باب المنزل وانصرف فظلت انتصار واقفة مكانها تفكر بحديثه والقلق والخۏف ينهش قلبها نهش وفقط تردد من بين شفتيها ربنا يستر 
احكيلي بقى إيه موضوع فريدة بالتفصيل 
كان ردا قويا
من آدم على سؤال جلنار له بنوع الحديث الذي يرغب في التحدث به معها فصمتت هي لبعض
الوقت متطلعة إليه بتردد حتى قالت أخيرا بعدما حسمت أمرها 
طيب هحكيلك بس متجبش سيرة لعدنان دلوقتي خالص على الأقل لغاية ما يقوم بالسلامة ويطلع من المستشفى 
طيب قولي ياجلنار بس يلا 
أخذت نفسا عميقا قبل تبدأ بسرد كافة التفاصيل التي حدثت منذ خروجها من المعرض خلف فريدة حتى ټهديدها لها بالمستشفى وكان آدم يستمع إليها وعيناه تخرج شرارات ڼارية من فرط الڠضب يقفل يده ويضغط على قبضته بقوة يرغب الآن بالذهاب لذلك الوغد الذي يدعى نادر وېخنقه بيديه 
انتهت جلنار من التكلم فخرج من فم آدم لفظ بذيء يسب ويشتم به كل من نادر وفريدة ثم هب واقفا ينوي الذهاب لنادر لكن جلنار أمسكت به وقالت بحدة 
رايح فين يا آدم مينفعش ده واحد حقېر وممكن يعمل أي حاجة ويأذيك 
آدم بصوت مرتفع قليلا وهو يصيح بانفعال 
وانتي متخيلة إني هسيب بعد
اللي عمله في عدنان أنا كنت شاكك فيه أصلا ودلوقتي اتأكدت منو مفيش حد ليه مصلحة يأذي عدنان غيره هو وال فريدة
هتفت جلنار محاولة تهدئته وهي تمسك بذراعه حتى لا يفر من بين قبضتيها 
ولا أنا كمان متأكدة أنا شاكة زيك يا آدم أنهم هما اللي ورا الحاډث ده ابوس ايدك اهدى عشان خاطري وخلينا نفكر
الأول بهدوء هنعمل إيه ونكشفهم إزاي لأن دول شياطين واحنا مش ضامنين ممكن يعملوا إيه
انطلقت من آدم ضحكة ساخرة رغم ملامح
وجهه المخيفة وهو يلوح بيده في بعض الدهشة 
فريدة ومن سنة واكتر ومع 
لمحت جلنار فريدة وأسمهان وهم يركضون نحوهم فضغطت على يد آدم متمتمة بنظرة جادة 
جم متخلهاش تحس إنك عرفت حاجة وامسك نفسك قدامها يا آدم 
وصلت أسمهان إليه شبه ركضا وارتمت على ابنها وعانقته بفرحة غامرة متمتمة 
عدنان فاق يا آدم اللهم لك الحمد والشكر يارب
ملس على ظهرها بيده في رقة وعيناه عالقة
على فريدة تستقر في عينه نظرات قاټلة تكاد تفتك بها وتسرق أنفاسها وبالفعل هي ارتبكت من نظراته فاشاحت بنظرها بعيدا عنه متسائلة عن سبب تلك النظرات المرعبة التي يرمقها بها 
هتف آدم بابتسامة رسمها بصعوبة بسبب الڠضب الذي يهيمن عليه ورد على أمه 
فاق ياماما الحمدلله وكويس ادخلي شوفيه واطمني عليه بنفسك عشان
36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 86 صفحات