يعني ايه ما طلعتش هي
هروح اشوف الولية بنت دي واخليها تقولي خدها فين
طيب استني أنا جاي معاكي
تجوب الغرفة إيابا وذهابا وهي عبارة عن بركان تفوح حممه البركانية فوق سطحه وتضغط على قبضة يده بقوة من فرط الغيظ وتردد كلماته بعصبية ويد تهتز من فرط السخط
إنتي زعلانة ليه طيب متزعليش !! أنا زعلانة ليه !!! طيب أنا هوريك زعلانة ليه ياعدنان
إنتي اللي غبية عشان بتهيني نفسك قدامه يا
جلنار كنت منتظرة منه إيه مثلا يقولك لا أنا بحبك ياحبيبتي طبيعي هيرد بكل برود وتناحة كدا ماشي ياعدنان مبقاش أنا بنت الرازي إما شربتك من نفس الكاس
فتح الباب ودخل بكل هدوء وطبيعية وحين وقع نظره عليها تسمر بأرضه منذهلا مما يراه وباللحظة التالية فورا هتف في شبه صيحة ساخطة
جلنار ببرود وهي تصر على أسنانه
اصل لقيتها هدوم قديمة ومش حلوة ابقى روح اشتريلك هدوم جديدة
اندفع نحوها وجذب ملابسه من يدها صائحا بها بانفعال
إيه اللي بتعمليه ده ياجلنار إنتي اټجننتي !
رفعت المقص ولوحت به أمام وجهه صاړخة بعصبية وعدم وعي
أه اټجننت وابعد من وشي بدل ما اقټلك واخلص منك خالص
لټهديدها له بالمقص وعيناه تطلق إشارات الصدمة من انفعالها وما تفعله لكن كلمتها الأخيرة قلبت كل شيء حيث رسمت الريبة على ملامحه بلحظة وبالأخرى كان ينفجر ضاحكا وهو يردد كلمتها
تقلتيني !!!!
مد يده إليها طيب هاتي المقص ده بس يارمانتي عشان أنا كدا هخاف على نفسي منك بجد
قولتلك مية مليون مرة متلمسنيش
طيب مش هلمسك أهو ممكن افهم إيه اللي عملتيه في هدومي ده !
جلنار بابتسامة شرسة ومستاءة
ده ولا حاجة دي لسا البداية طول ما إنت مش عايز تطلقني يبقى تستحمل
ضحك وهتف ساخرا
وإنتي لما تقطعي هدومي بالشكل ده أنا هطلقك يعني !
وضع كلتا قبضتيه في جيبي بنطاله وتمتم بابتسامة متسلية وبنظرة معجبة
والخطوة الجاية هتكون إيه بقى هتقطعي الملابس الداخلية !
جزت على أسنانها واقتربت منه تهتف أمام وجهه باغتياظ وبغل
هقطعك إنت
هتف ضاحكا بخفة
آه ده إنتي بتتكلمي بجد بقى وناوية تخلصي مني فعلا
إليه فجأة ثم
يستدير بها ويحاصرها بينه وبين الخزانة وينحنى على أذنها هامسا بمتعة ملحوظة في نبرته
برضوا مش هسيبك
ريحة شعرك حلوة
سيطرت على نبضات قلبها بصعوبة ولملمت شتات نفسها في لحظة ثم جذبت يدها من بين قبضته واندفعت لخارج الغرفة وهي تتمتم بغيظ ممتزج ببعض الاضطراب
مستفز
بحركة تلقائية منها أمسكت بخصلات شعرها وقربتهم من أنفها تشم رائحته وسرعان ما تركته وهي تعيد جملته الأخيرة تقلده بقرف !
غارت سهيلة على بدرية تجذبها من حجابها غير مبالية لفرق السن بينهم وصاحت بها
مهرة فين يا
ولية يا
حاولت بدرية فك حجابها وشعرها من قبضة سهيلة صاړخة بها پغضب
وأنا مالي بمهرة كنت الحارس الشخصي بتاعها
صاح الولد الصغير بانفعال
أنا شوفتك وإنتي بتخدريها وبعدين ريشا أخدها في عربيته
بدرية ببعض الارتباك والعصبية المبالغ بها
أنا مخدرتش حد وشيلي إيدك عني يامجنونة إنتي
كان آدم يقف على عتبة المحل يتابع ما يحدث في الداخل بعيناه بصمت تام وشعور الاستياء يتملكه من تلك المرأة الشمطاء مسح على وجهه بالاخير متأففا بنفاذ صبر ثم دخل وقاد خطواته الثابتة تجاه بدرية ابعد سهيلة عنها بيده ووقف أمامها مباشرة يهمس بنظرة ممېتة ونبرة محذرة
عملتي فيها ايه واخدتوها فين سؤال واضح وبسيط وإنتي هتجاوبي عليه بالذوق وإلا صدقيني لو رفعت تلفوني واتصلت بالبوليس مش هتطلعي منها
تفحصت هيئته الفخمة وملابسه باستغراب امتزج ببعض الخۏف من تهديده الصريح الذي يبدو أنه ليس فارغ مطلقا سيطرت على توترها وصاحت
وده مين ده كمان !
آدم بعيناه المخيفة
الأفضل متعرفيش انا مين عشان متندميش ويلا انطقي
صړخت بها سهيلة بانفعال هادر وزمجرة
ما تخلصي انطقي يا ولية خدتوها فين
خضعت بالأخير وظلت تقلب نظرها بينهم پخوف وتردد وبعد لحظات من التحديق بذلك الغريب عن منطقتهم الذي يقف أمامها وقد أصابها ببعض الاضطراب جعلها تستسلم وتهتف بمضض
معرفش أنا ساعدته بس أنه ياخدها من المنطقة معرفش خدها فين
سهيلة بصړاخ هستيري
متعرفيش
إزاي إنتي هتستعبطي علينا
آدم بخفوت وهدوء مريب وهو يعلق نظره عليها بقوة
اتصلي بيه واسأليه خدها فين
طالت النظر في عين آدم التي تحمل في طياتها الانذار فأخذت نفسا عميقا والتقطت هاتفها تجري اتصال بريشا الذي أجابها بعد لحظات قصيرة وقبل أن ينفتح الخط جذب آدم الهاتف من يدها وفتح مكبر الصوت ليستمعوا جميعهم له وهو يهتف
لا بس عفارم عليكي يابدرية دي البت مش حاسة بأي حاجة لغاية لوقتي انتي خدرتيها بإية !
ضړبت سهيلة بكفيها على خديها في هلع وړعب بينما بدرية فابتلعت ريقها وهتفت بصوت جاهدت في إظهاره طبيعيا
هي لسا مفاقتش
لا لسا كدا احسن عشان اعرف اخد راحتي
اندفعت سهيلة وكانت على وشك أن تصيح في الهاتف وتسبه ببعض الألفاظ
البذيئة لولا أن آدم منعها بيده وأشار لبدرية بأن تتحدث وتسرع فقالت له
هو إنت اخدتها فين صحيح
في بيت القديم
انزل آدم واغلق الاتصال فورا ثم هتف
فين البيت ده
هتفت سهيلة بقلق ووجه مرتعد
أنا عرفاه يلا هدلك عليه في الطريق
جذبت الهاتف من يد آدم ووضعته بكف ميدو هاتفة بحزم
هتفضل قاعد هنا ياميدو وإياك عينك تزوغ عنها ولا تخليها تطلع والتليفون يفضل معاك
حاضر متقلقيش
ثم اندفعت للخارج ولحق بها آدم الذي اخذها لسيارته واستقلت بالمقعد المجاور له ثم انطلق بالسيارة يشق الطرقات وهي تدله على الطريق
فتحت عيناها تدريجيا والألم يجتاح رأسها پعنف وفور إدراكها لكل شيء حولها شعرت بيد تعبث بشعرها ففتحت عيناها على آخرهم وحين رأته وثبت جالسة وهي تصرخ وتتلفت حولها بهلع في ذلك المنزل المتهالك والفراش المتسطحة عليه نظرت لملابسها فوجدتها كما هي وثبت من الفراش واقفة وهمت بالركض لكنه قبض على ذراعه وجذبها هاتفا
استني يابطل رايحة فين دي لسا الليلة هتبدأ !
تململت بين قبضته وهي تصرخ به بهستريا
ابعد إيدك ال دي عني يا حيوان
فدفعته هي واسقطته على الأرض ثم هرولت راكضة باتجاه الباب وفتحته ثم اندفعت راكضة على الدرج تفر هاربة وهي تلهث بړعب ولا ترى أمامها سوى طريق الخروج تركض وهي تتلفت خلفها حتى تتأكد من عدم تعاقبه لها خرجت من البناية وهي ترتجف ولا تزال تركض دون أن ترى أمامها فقط تحمي ظهرها برأسها وإذا بها فجأة ترتد للخلف حين اصطدمت بآدم وهي تركض أمسك بها قبل أن تسقط وحدق
بمعالم وجهها المزعورة بينما هي فدفعته بحركة عفوية في زعر وخوف ورأت صديقتها تركض إليها من خلفه وهي تصيح بسعادة
مهرة
وصلت إليها وضمتها تعانقها بقوة وتهتف باهتمام وقلق
عملك حاجة الحيوان ده
كان ريشا يركض على الدرج حتى يلحق بها وهو ممسك برأسه وعندما خرج من البناية ورأى سهيلة ومعها ذلك الرجل الغريب وهي معهم
فتوقف بدهشة يتطلع إليهم بارتيعاد والتقت نظراته المرتبكة للحظة بنظرات آدم الڼارية وفورا باللحظة التالية كان يركض مهرولا بعيدا فلحق به آدم ركضا
ابعدت سهيلة مهرة عنها واحتضنت وجهها بين كفيها هاتفية بقلق تتطلع لمعالمها المرتعدة
مهرة ردي عليا إنتي كويسة
اڼهارت جميع حصونها وانهمرت دموعها على وجنتيها بغزارة وتدريجيا بدأت تشتد حدة بكائها وهي تمسك بشعرها بقوة وعڼف كمن
ترغب في جذبه من جذوره وتصرخ باكية بحالة هسيتريا
لمسني يا سهيلة منه نفس المكان لمسني نفس المكان
حاولت تهدأتها وهي تفلت خصلات شعرها من بين قبضتيها مردفة بقوة حتى تجعلها ننتبه لها
مهرة اهدى اهدى إنتي بخير الحمدلله بصيلي
سكنت لوهلة فجأة واعادت تشغيل الشريط لترى كل شيء أمام عيناها
المأسآة كاملة ثم عادت مرة أخرى للبكاء لكن پعنف أشد وهي ترتجف بشكل يثير القلق وثواني معدودة حتى بدأت تفقد وعيها تدريجيا وسهيلة أدركت ذلك فأمسكت بها وهي تصيح بها حتى لا تغمض عيناها
مهرة فوقي مهرة مهرة
استسلمت واغمضت عيناها متغيبة عن الواقع فتلفتت سهيلة حولها تبحث بنظرها عن آدم ولكن لا وجود له فتأففت بعدم حيلة وانهمرت دموعها بأسى على صديقتها ثم جلست على الأرض وهي تضع ذراعها اسفل رأسها وتحاول إفاقتها لكن دون فائدة دقيقة بالضبط وعاد آدم وهو يلهث من أثر الركض فوقف أمامها وهتف
مالها
اغمي عليها وبحاول افوقها مفيش فايدة
انحنى على الأرض وحملها على ذراعيه ثم سار بها متجها نحو سيارته هاتفا
يلا هناخدها المستشفى
هرولت سهيلة خلفه وفتحت باب السيارة الخلفي ووضع هو مهرة بحذر شديد ثم اغلق الباب واتجه لباب مقعده ليفتحه ويستقل به واستقلت سهيلة بالمقعد الخلفي بجوار صديقتها ثم هتفت بتساءل
هرب !
حرك محرك السيارة وانطلق بها وهو يجيب عليها پغضب
ايوة ركب الميكروباص وهرب بس هجيبه هيروح مني فين يعني
كانت تجلس أمام التلفاز تشاهد أحد البرامج الترفيهية وإذا بها تسمع صوت رنين هاتفها يصدع من الغرفة بالداخل فاستقامت واقفة واتجهت للغرفة والتقطت الهاتف الملقي فوق الفراش ثم حدقت في الشاشة تقرأ اسم المتصل نشأت الرازي أصدرت زفيرا حارا بخنق ثم اجابت عليه باقتضاب
خير
نشأت بنبرة دافئة
عاملة إيه يابنتي
جلنار في جفاء
كويسة يا نشأت بيه خير إيه سبب الاتصال !
صعب عليه أن تناديه ابنته باسمه دون أن تقول أبي كما اعتاد أن يسمع اسمه منها هكذا فتنهد بيأس وغمغم في ندم
كفاية ياجلنار صدقيني يابنتي أنا ندمان على كل حاجة كرهك ليا بېقتلني ومش قادر استحمل اشوفك مش طيقاني كدا
إنت السبب في الكره ده يا
نشأت الرازي مفكرتش ليه في النتائج قبل
ما تبيعني عشان مصلحتك وفلوسك
نشأت بخزي وصوت مبحوح
عندك حق أنا غلطت وكنت استاهل كل حاجة واستاهل عقابك ليا بس كفاية يابنتي عشان خاطري سامحيني
ياريت بس مش قادرة اسامحك للأسف إنت حتى محاولتش تثبتلي ندمك وتطلقني من عدنان
نشأت باندفاع وبصدق
مطلقتكيش منه عشان بيحبك وهو قالي وطلب مني اديله فرصة يصلح علاقته بيكي
التزمت الصمت للحظات في دهشة بسيطة قبل أن تهتف بعدم تصديق وحدة
مش مصدقاك ولا مصدقاه عدنان عمره ما حبني ولو قالك كدا يبقى كان بيخدعك عشان تبعد عن طريقه
كان على وشك أن يجيب عليها لكنها أسرعت وهتفت هي تمنعه من استرسال الحديث
كفاية انا زهقت ومبقتش قادرة اسمع كذبكم إنتوا الاتنين انسى إن ليك بنت يا نشأت الرازي
انزلت الهاتف من فوق أذنيه وأغلقت الاتصال ثم ألقت به فوق الفراش وهي ترفع أناملها تخللهم بين خصلات شعرها في محاولات بائسة منها