يعني ايه ما طلعتش هي
بس برجع واقول عندها حق هي استحملت معاملتي لسنين وجه دوري استحمل شوية وده اللي مصبرني
ابتسمت بسماجة
وردت عليه في برود اعصاب مستفز
بظبط استحمل طالما دي رغبتك يبقى هتستحمل
قبض على فكها يضمه للأمام مانعا تلك الابتسامة المستفزة من الظهور فوق شفتيها وهو يجيبها بغيظ مكتوم
وماله نستحمل يارمانتي حقك !
في مساء ذلك اليوم
مر نشأت مرة أخرى على المنزل أثناء عودته من العمل وكمان توقع كان عدنان بالمنزل وتحديدا بمكتبه الخاص يقوم بإنهاء بعض الأعمال حتى قطعه نشأت الذي استقبله بترحيب عادي
اهلا اتفضل اقعد هو الموضوع مهم للدرجادي اللي يخليك تيجي مرتين !
نشأت بحزم
بنسبالي مهم جدا
عدنان باستغراب وفضول
خير !!
جلنار
انتبهت جميع حواس عدنان فور همس نشأت باسم جلنار ليقول بعدم فهم واهتمام
مالها جلنار !!
نشأت في حدة وصلابة
هتطلقها ياعدنان !
تستطيع رؤية العقاپ في السماء
لكن لا يمكنك تعقبه
فانقضاضه يكون مفاجيء وغير متوقع !
طالت النظرات الثاقبة في عيني عدنان يصوبها كالسهوم الچارحة في عين نشأت الذي يجلس بدوره في صلابة وقوة
لم يسمع قط عن انقضاض الجوارح المفترسة كيف يكون ولكنه سيكون من المميزين الذين سيشاهدون العرض بعيناهم !
اطلقها ليه !
هتف نشأت پغضب
عشان هي مش عايزاك ياعدنان !
بس هي مقالتليش كدا !
نشأت بعصبية حقيقية
اسمع ياعدنان أنا سبق وغلطت لما جوزتك بنتي ودلوقتي جه الوقت اللي اصلح غلطتي
رفع القلم وقلبه بين أنامله ومازال يحتفظ
بإطار بروده وهدوئه المزيف حيث رد عليه
هو قرار حلو ويحترم طبعا بس أنا مش هطلقها
يعني إيه مش هتطلقها دي بنتي وأنا بقولك هي مش عايزاك ولازم تطلقها
وقف عدنان هو الآخر بدوره وسار نحوه يهتف بنبرة صوت بدأت تظهر خشونتها
بنتك مراتي وهتفضل مراتي سواء وافقت أو رفضت
إنت متستاهلش جلنار وأنا اللي كنت قذر وبعت بنتي عشان شغلي ومصلحتي
فقد أعصابه ولم يعد لديه القدرة على تصنع البرود أكثر من ذلك فاڼفجر بنشأت كالثور ېصرخ به بعينان حمراء كالډماء
كنت قذر ومازالت يانشأت
متعملش قدامي دور الأب المثالي والمحب دلوقتي افتكرت بنتك وجاي تقولي طلقها عايز تصلح علاقتك بيها يبقى بعيد عني ومتحاولش تفصلها عني لأن ده مش هيحصل جلنار وبنتي هيفضلوا معايا وجنبي ومش هطلقها تحب أعيد تاني ولا المعلومة دخلت !
ابتسم نشأت بسخرية وقال في نظرات
شيطانية وساخطة
إنت عارف إني اقدر اخليك تطلقها إن مكنش برضاك يبقى ڠصب عنك وإذا كنت أنت ابن الشافعي فمتنساش إني نشأت الرازي والاسم ده إنت عارف كويس أوي يقدر يعمل إيه
ضيق عدنان عيناه باستغراب يجيبه بصوت متحشرج
تقصد إيه !
نشأت بشيطانية وڠضب عارم
يعني زي ما الصفقات اللي بينا من سنين واللي كنت أنا السبب فيها خلت من اسم عدنان الشافعي يبقى ليه وضعه ومقامه في السوق كله بحركة واحدة مني اقدر اهد كل ده زي ما عملته بڤضيحة ليك مثلا ! عشان كدا تبعد عن بنتي بالذوق وتنهي كل حاجة بهدوء زي ما بدأت
انطلقت شهقة مدهوشة من جلنار بالخارج فور سماعها لكلمات أبيها ستندلع الحړب الآن إن لم تسرع وتتدخل لتنهي هذه المهذلة وتوقفهم عند حدودهم أسرعت وفتحت الباب تهرول وتقف بينهم صائحة بعصبية شديدة
إنتوا إيه اللي بتعملوه ده لو هنا نزلت وسمعت كلامكم ده هتقولولها إيه بباها وجدها بيهددوا بعض !! ثم إن محدش فيكم ليه الحق ياخد قرارات تخص حياتي ډمرتوها مرة قبل كدا ومش هسمحلكم تدمروها تاني أنا بس اللي اقرر عايزة إيه سواء اكمل معاه أو لا
تطلعت لعدنان هاتفة بشجاعة
أنا لو لسا مكملة معاك يبقى اكيد مش عشان إنت رافض تطلقني أنا لو عايزاك تطلقني هيحصل وڠصب عنك
ثم التفتت لأبيها تقول باستياء
وإنت لو عايز تساعدني بجد يبقى تسيبني إنا اللي اتحكم في حياتي إنت لما جيت الصبح قولتلي إنك هتتكلم مع عدنان وهتخليه يطلقني مسألتنيش عن رأى حتى هل لسا عايزة اتطلق ولا غيرت رأى
نشأت بتعجب وصوت حاد
وهو مش إنتي اللي دايما بتقوليلي طلقني منه ولو عايز تثبت ندمك يبقى صلح غلطتك وخلصني من عدنان إيه اللي اتغير !! لو مش عايزة تتطلقي امال عايزة إيه بظبط !
صړخت بانفعال شديد ونفاذ صبر
مش عارفة مش عارفة أنا عايزة إيه كفاية بقى ابوس ايديكم أنا تعبت من أني أكون دايما الضحېة وسط خنقاتكم ومشاكلكم واتفاقتكم أنا اللي في النص بينكم ومبقتش عارفة اعمل إيه زهقت من انانيتكم
اندفعت إلى خارج الغرفة مسرعة فتبادلا هم النظرات المستاءة فيما بينهم وكان عدنان هو أول من يغادر ليلحق بها
وأثناء صعوده الدرج قابل صغيرته التي كانت خائڤة قليلا ومدهوشة
تسأله
بابي هو في إيه !
مفيش حاجة ياملاكي إنتي قاعدة صاحية لغاية دلوقتي ليه
هنا بعبوس
مامي كانت بتحكيلي قصة عشان انام وقالتلي هتنزل تشلب تشرب مايه وبعدين مرجعتش وأنا سمعت صوت عالي وخۏفت
عاد يلثم وجنتيها بحب تعبيرا عن اعتذراه ثم رفع نظره لأعلى تجاه غرفة زوجته فتنهد بعدم حيلة ويأس ليحمل ابنته فوق ذراعيه ويتجه بها للأعلى نحو غرفتها هامسا
ايه رأيك اكملك أنا القصة اللي كانت بتحكهالك ماما لغاية ما تنامي
استندت برأسها فوق كتف أبيها وتمتمت برقة
ماشي
بينما نشأت فصعد الدرج خلفهم مباشرة يتجه نحو غرفة ابنته حتى يتحدث معها
رآها تجلس على الأريكة وتستند بمرفقها فوق ذراع الأريكة وبيدها الأخرى ترفعها لوجهها تجفف دموعها المنهمرة فتنهد بحزن ودخل ثم اغلق الباب بهدوء شديد وتقدم إليها ببطء ثم جلس بجوارها فابتعدت هي للجانب تترك مسافة بينهم دون أن تتطلع إليه لكنها سمعته يهمس بحنو ومشاعر أبوية صادقة
جلنار أنا دلوقتي مش عايز حاجة غير سعادتك وراحتك والله يابنتي فراقك وبعدك عني كان صعب أوي وأنا فهمت غلطي وإني مكنتش الأب اللي تفتخري بيه ولا الأب اللي بيكون السند والأمان والحنان والحب لبنته غلطت ومفيش حد فينا معصوم من الغلط بابنتي مامتك لو كانت عايشة
اندفعت جلنار تكمل جملته
بحړقة ودموع تملأ وجهها
ماما لو كانت عايشة مكنتش هتسمح إن كل ده يحصلي ولا اتظلم كدا مكنش أي حاجة من ده كله حصلت
أجفل أنظاره بخزي والم ثم تمتم بعد لحظات
يمكن فعلا مكنش حاجة حصلت كنا هنفضل كلنا مع بعض ومكنش في حاجة هتفرقنا هي أكيد مش مبسوطة وهي شيفانا متفرقين كدا يابنتي
اڼهارت أمامه تهمس پبكاء وصوت متقطع تشهق بقوة
وحشتني أوي يابابا
اقترب منها يضمها لصدره لأول مرة منذ سنوات يملس على شعرها وظهرها بحنو متمتما في صوت مبحوح
وأنا كمان وحشتني أوي ياحبيبتي والله بس دايما بصبر نفسي وبقول إنها في مكان افضل مننا
أدركت أنها بين ذراعيه بعد لحظات فابتعدت
عنه بعبوس مازالت لا تتمكن من العفو بسهولة هكذا ستحتاج لوقت طويل حتى تصفح له
أخذ نشأت نفسا عميقا قبل أن يسألها بجدية
إنتي عايزة تطلقي منه ولا لا ياجلنار
سكتت لوهلة تفكر في سؤاله وتبحث في عقلها عن أجابة هل تريد الشتاء أم الخريف بقائها معه يعني المزيد من شتاء قارص وحاد لكنه أيضا يبعث السعادة في نفسها ويحمل احيانا بعض الدفء أما أنفصالهم فسيكون خريف عاصف وچنوني لا يحمل سوى الرياح القاسېة وربما يكون بداية جديدة أو نهاية !
لا تجد إجابة تنسحق بين عضوين لا يجتمعان على رأى واحد كل منهم يريد ما يهواه وكلاهما يتميزان بالعناد أي منهما عليها أن تتبع !!
هزت رأسها باليأس مردفة بعبوس
مش عارفة يمكن أنا محتاجة وقت اكتر عشان اقدر اقرر أنا عايزة إيه واخد القرار الصح
أصدر
نشأت زفيرا حارا مغلوبا على أمره ويجيبها بتفهم
طيب مش هضغط عليكي ياجلنار فكري براحتك بس اتأكدي إن أي كان قرارك أنا معاكي فيه زي ما قولتلك أنا دلوقتي يهمني سعادتك بس
تصبحي على خير ياحبيبتي عايزة حاجة
انكمشت على نفسها كدليل على أنها مازالت لم تسامحه واكتفت بهز رأسها بالنفي في حزم بسيط فتنهد هو واستدار يبعتد عنها حتى غادر الغرفة بأكملها
سمعت صوت الباب ينفتح من جديد بعد رحيل والدها بدقائق لا تحتاج للالتفات حتى ترى من ذلك ! أساسا لا يوجد غيرهم بالمنزل الآن
كانت متسطحة فوق الفراش تنام على الجانب مولية ظهرها للباب ضړبت خطواته بأذنها
وهو يقترب منها حتى شعرت به يشاركها الفراش وصوت زفيره وتنهده هو الوحيد المسموع
بالوضع الطبيعي لن تسمح له بإن يبقى بجانبها لكنها ليست في مزاج لتتحمل جدال مختلف بينهم استمر الصمت والسكون يملأ الغرفة حتى أحست بأنامله تمر فوق خصلات شعرها برقة تارة يغلغلها في لطف وتارة يملس فوقه فقط كانت على وشك أن تلتفت له وتوقفه لولا أنها سمعت صوته وهو يسألها پضياع
إنتي بتكرهيني بجد ولا دي مجرد كلمة بتقوليها في وقت غضبك مني !
تجمدت بمكانها فور وقع سؤاله المريب عليها ذلك السؤال وضعها في مهب الريح لوهلة ظنت أنه صوت عقلها من كثرة تفكيرها هل تريده أم
لا تبغضه أم تحبه !
ليس وحده من يحتاج للإجابة على السؤال هي أيضا تحتاج للإجابة التي تبحث عنها في ثناياها !
استدارت برأسها للخلف تتطلعه بعمق ثم همست
عايز تسمع إيه !
الحقيقة
تنهدت بقوة واعتدلت في نومتها لترتفع بجسدها للأعلى قليلا مستندة على ظهر الفراش تجيب بصدق
مش عارفة يمكن اكون بكرهك ويمكن لا
عدنان باستغراب
معناه
إيه !
جلنار ببساطة
يعني مقدرش اجاوبك على سؤال أنا مش لاقية إجابته أساسا
غمغم مبتسما بعبس بسيط ولهجة شبه استنكارية
زي الطلاق كدا مش عارفة إنتي عايزة إيه !
طالت النظر في عيناه بتدقيق وقوة تحاول الولوج والوصول لما يجول داخل ذلك العقل المعقد لكنها فشلت فقالت باستسلام ونفاذ صبر
إنت عايز إيه ياعدنان !!
توقعت
أن سيمهل نفسه اللحظة للتفكير ثم يجيب لكنه خيب ظنها ووجدته يجيب دون تردد
عايزك
لم تكن سوى كلمة واحدة لكنها نجحت في ثرك بصمتها دهشها بثقته وعدم تردده في قول ما يريده بالضبط لم يبدي لها قط من قبل عن رغبته بها ربما لذلك ادهشتها الكلمة !
اكمل كلامه بجدية
امبارح قولتلك مش مستعد اخسرك لأي سبب كان وطبيعي لما اسمع نشأت بيقولي اطلقك هتكون دي ردة فعلي
اعتدلت حتى انتصبت جالسة وحدقت في عيناه بقوة تهدر بعناد
ليه عايزة افهم عايزاني ليه !!!
عم السكوت للحظات بينهم تراه يرمقها مبتسما بشكل غريب