بنت يا فرح ليكي عندي خبر بمليون جنيه
مجلجلة ثم تلقى بعدها بسلام مائع عليها قائلة
يلا سلام ياسمر دلوقت..اشوفك قريب يا حبيبتى
اغلقت الهاتف فى وجهها دون ان تمهل لسمر فرصة للرد وقد توجست ملامحها وهى تلقى بهاتفها بشرود ثم اخذت تفرك كفيها بتوتر وقلق تحاول فهم ماتقصده تلك الحية بحديثها الاخير فقد اصبحت تصرفاتها غامضة خارجة عن المألوف لكنها لن تعترض فهى فى كل الاحوال تخدم لصالحها لذا لن تحاول ايقاف اى كان ما تنتويه...
هيبقى يومك هباب لو طلع انت ياحسن ومكسل تفتح بمفتاحك
فتحت الباب تهم بالصړاخ على الطارق لكنها توقفت ذاهلة تتطلع باستغراب الى ياسمين ووجها الشاحب وهالات عينيها السوداء التى تدل على عدم النوم قبل ان ټنفجر بالبكاء ترتمى فى احضان سمر مستنجدة بها قائلة
قلبت سمر عينيها تكاد تصرخ حنقا فهى ليست فى مزاج لتحمل نوبات هسترية ياسمين ولا تدللها الان فيكفيها ما حديثها منذ قليل من تلك الغبية الاخرى
لكنها جذبتها معها الى الداخل وهى تتمتم بكلمات مهدئة مللة تجلسها فوق الاريكة ثم تجلس بجوارها تسألها بهدوء
استنشقت ياسمين الهواء بقوة تحاول الكف عن البكاء قبل ان تقص عليها ماحدث حتى وصلت الى الجزء الخاص بحاډث صالح فتعاود البكاء بقوة مرة اخرى قائلة
بعد ما وصل صالح لما خرج من المستشفى حاولت اكلمه واعتذر له بس هو صدنى وقالى ان ملهوش لازمة الكلام بينا.. وان اول ما صالح يقف على رجله ويطمن عليه هيكلمه هو بابا وينهى كل حاجة
اعمل ايه يا سمر ..بابا وصالح لو عرفوا بلى قلته وعملته معاه هيموتونى فيها
هزت سمر كتفها بعد اكتراث قائلة
بتأكيد تتخلله الشماتة
بصراحة ليهم حق هو فى واحدة تقول الى قلتيه ده
هتفت بها ياسمين بحنق وڠضب رغم بكائها
يا سلام ياختى ..مانت بتقولى لحسن اللى اصعب من كده ..اشمعنا انا بقى
لااا ..ماهو حسن اخوكى ده ملهوش زى ..منزلش منه نسخ كتير فى السوق
عقد ياسمين حاجبيها بعدم فهم لاتدرى اهى تمدح ام تذم زوجها لكنها اسرعت بنفض رأسها بعدم اكتراث تتجاهل حديثها تسألها برجاء
طيب هاا قوليلى اعمل ايه ..صالح وكلها كام يوم وهيقوم ويرجع لشغله مش هستنى لما جرحه يخف انا عرفاه.. وخاېفة عادل يقوله كل حاجة بعدها..يعنى مفيش ادامى كتير
لقيت لك الحل ..بس لو حصل هيبقى ليا عندك حلاوتى..اتفقنا
فقزت ياسمين فى جلستها هاتفة بلهفة
وانا موافقة على اى حاجة تعوزيها ...بس متخليش عادل يسيبنى ولا يفسخ الخطوبة
اومأت سمر لها ترسم على ملامحها براءة مزيفة طيبة مصطنعة قائلة
حيث كده اتفقنا ...وهو انا عندى اغلى منك يا بنت خالتى يا حبيبتى علشان اخاڤ عليه ولا على مصلحته
اقتربت منها ياسمين والتى جلست تعطيها انتباهها كله بينما سمر تبخ السم فى اذنيها من خلال كلماتها ترتسم امارات الذهول فوق ملامحها حتى انتهت اخيرا لتهتف بها كالمصعوقة
يخربيت عقلك دانتى شيطان ..جات فى دماغك الفكرة دى ازى
ابتسمت سمر ساخرة قائلة
لاا ياختى موجودة من زمان وعمرها ماخيبت ..انتى بس اللى عبيطة
ياسمين وهى تلوك شفتيها متوترة تسألها بقلق
وتفتكرى هتدخل على عادل لعبتنا دى..ولا هيكشفنا وتبقى مصېبة تانية على دماغى
وضعت سمر قدمها فوق اخرى تهزها بملل قائلة بلا مبالاة
لا متخفيش عمرها ما خيبت معايا..ومتجربة كذا مرة وعن ثقة
نهضت ياسمين من مقعدها فورا تومأ لها رأسها بالموافقة قائلة بتعجل
يبقى خلاص اتفقنا ..شوفى هنفذ امتى وانا جاهزة ..وربنا يستر والدنيا متتقلبش على دماغى اكتر ماهى
جلست سمر تتطلع اليها مبتسمة بثقة وتأكيد قائلة
متخفيش طول مانتى ماشية ورا سمر عمرك ماتخسرى ابدا
ليسقط قلبها هى تراه بحالته تلك وقد تبدل حاله تماما عن منذ قليل حين اخذها الى عالم لم يكن به احدا سواهم عالم لم تتمنى الذهاب اليه سوى معه هو
لكن ماذا حدث له بعدها خلال هذه الدقائق التى قضتها غافية ..هل ندم على ماحدث بينهم ...هل هاجمته ذكرى مشابهة لما حدث بينهم ولكن مع اخرى سبقتها الى حبه وعشقه على هذا الفراش ايضا
رايحة فين يافرح.!.
لم تلتفت له تجيبه هامسة بتلعثم
هقوم علشان ...علشان...
مش عاوز اسمع كلمة علشان دى تانى .. انتى مش هتقومى من هنا وتسبينى خالص ..وبعدين انا عندى ليكى حاجة عاوز ادهالك ..اتفقنا
بانفاس لاهثة وقد اشتعلت وجنتيها خجلا اومأت له ليفرك انفه بأنفها مداعبا لها قبل ان يبتعد عنها ينحنى للطرف الاخر يفتح الخزانة الصغيرة بجانب الفراش يخرج منها علبة من القطيفة السوداء ثم يعود اليها مرة اخرى وقد اعتدلت جالسة تتطلع نحوه بفضول وهو يقوم بفتحها امام عنييها والتى اتسعت بانبهار اعجابا امام تلك القلادة ذات العقد الذهبية المتراصة بجوار بعضها بشكل هندسى رائع سرق قلبها فورا لتهتف بسعادة وفرحة
دى علشانى انا ياصالح!
طبعا ليكى انتى ومن اول يوم فى جوازنا وهى فى الدرج هنا مستنياكى...
يكمل بتحشرج ونظراته تحوم فوق ملامحها بشوق
اخترتها علشانك انتى وبس ...يا فرح
هنعمل ايه يا حاج ..ابنك لو عرف انهم جايين مش هيسكت وقليل لو ماساب البيت ومشى
زفر الحاج منصور وملامحه وجهه مهمومة قائلا بحزن
خلاص ياحاج احنا ولا كاننا نعرف حاجة ولا نجبله سيرة.. ولما يجوا اهو كلها كام دقيقة يقعدوهم ويمشوا ..وممكن كمان نخليهم هنا ميطلعوش فوق عنده خالص
هتف منصور استحسانا لكلامها
صح كده يا حاجة ..ولو سألوا عن صالح ..هنبقى نفكر فى اى حاجة نقولها و الست وابنها ياخدوا واجبهم ويمشوا
هزت انصاف راسها موافقة لا ينعكس على وجهها قلقها الكبير بداخلها تشعر ان
تلك الزيارة لن تمر مرور الكرام ليزيد زوجها توترها حين قال بعبوس ورفض
والله ياحاجة مانا مرتاح للزيارة دى ولا كان وقتها خالص..بس هنقول ايه
انصاف بوجه شاحب وصوت قلق
ادعى بس ياحاج انها تعدى على خير..حكم انا عينى الشمال بترف ودى عمرها ما خيبت معايا ابدا..وقلبى بيقولى الزيارة وراها كتير
يتبع
الفصل الحادى عشر
وقفت سمر ومعها ياسمين امام الباب الخارجى للشقة الخاصة بالوالدين بعد قضائهم الكثير من الوقت فى اعداد مخططهم لاستعادة عادل تسألها سمر بلهجة تحذرية
متتكلميش انتى انا اللى هتكلم وهقولهم انى عوزاكى معايا فى مشوار ولما نخرج هنعمل اللى اتفقنا عليه
اومأت لها ياسمين موافقة تفتح الباب ليدلفا معا الى الداخل يقفا يتطلعان الى بعضهما بحيرة وقد وصل الى سمعهما اصوات اتية من غرفة الاستقبال فتسال سمر بفضول
هو ابوكى عنده ضيوف ولا ايه!
هزت ياسمين كتفيها بعدم معرفة لتعقد سمر حاجبيها بشدة تتقدم ناحية الغرفة ببطء وحذر وقد وصلها صوت الحاجة انصاف وهى تتحدث بصوت متوتر حرج
اهلا يا ست ام شاكر شرفتينا ياختى والله
ام شاكر وهى تتململ فى جلستها حرجا وبصوت متحشرج
يخليكى ياختى..والف سلامة على صالح ربنا يقومه بالسلامة يارب ويطمنكم عليه
ساد الصمت المكان مرة اخرى بعد حديثها هذا حتى قاطعه الحاج منصور يتسأل بحرج هو الاخر
هو شاكر مجاش معاكم ليه...ده مكلمنى وقايل انه هيشرفنا
دوى صوت امانى فى اذن سمر التى تتوارى خلف الباب كقنبلة مدوية وهى تتحدث قائلة بثقة وتحدى
شاكر مقدرش يجى المرة دى ..بس المرة الجاية اكيد هيجى معانا علشان يطمن على صالح
شحب وجه انصاف ومنصور يتطلعان الى بعضهم بتوتر واضطراب لتسرع والدتها فى القول تحاول اصلاح ما يمكن اصلاحه من وضعهم الشائك فى تلك الزيارة المشئومة ضد اعرافها وقد اتت الى هنا على مضض وبعد محاولات منها لأعتراض بشدة ولكنها استسلمت اخيرا لرغبة ابنائها الحمقى فيما ارادا لتجلس الان وهى تكاد ټغرق فى عرق حرجها قائلة بتوتر
احنا قلنا نجى نطمن عليه ..ماهو برضه صالح فى معزة شاكر وغالى عندنا.. والعشرة برضه متهونش الا على ولاد الحړام ولا ايه ...
اسرعا الزوجين فى تأيدها بحماس مضطرب لكن اتى سؤال امانى الملهوف لهم ليتخشب جسدهم توترا حين سألت
فين صالح !عاوزة اشوفه واطمن عليه ..هو فوق مش كده!
اه صالح فوق يا امانى ..بس مع عروسته اظن يعنى مينفعش تطلعى ليهم فى وقت زى ده ولا ايه ياحاجة!
التفتت الى والدة امانى تتوجه اليها بالسؤال والتى اخد وجهها يتفصد عرقا بشدة وهى تهز لها رأسها بالايجاب لكن امانى لم تستسلم تقف على قدميها تهتف پغضب وعينيها تلتمع بشدة غلا
بقى كده يا سمر ..طب ايه رأيك انا هطلع ڠصب عن ال..
نهض الحاج منصور من مقعده قائلا بحزم
مفيش داعى يابنتى لكل ده ..صالح....
اسرعت انصاف تنهض هى الاخرى تقاطعه بلهفة وصوت مضطرب متلعثم تنظر له نظرة ذات مغزى
خرج ..صالح خرج يا حبيبتى من شوية راح مع مراته للدكتور ..ده حتى سمر متعرفش ..دول لسه خارجين حالا وهيطلعوا من هناك على بيت اهلها علشان....
التفتت اليها امانى بوجه محتقن من شدة الڠضب تهم بالرد عليها ردا حاد لكن اسرعت والدتها بالنهوض تصمتها بالشد على ذراعها بقوة منعا للمزيد من الاحراج لهم ثم تمسك بحقيبتها وحقيبة ابنتها قائلة بكلمات سريعة
بسلامة ياختى ..احنا الحمد لله اطمنا عليه منكم ..وابقوا وصلوا ليه سلامنا لما يرجع ...يلا بينا يا امانى
وقفت امانى مكانها تتسمر بالارض تتطلع بنظرات معترضة الى والدتها تهم بالحديث لكن اصمتتها نظرة عينيها الحازمة تحذرها بها وهى تكرر ندائها لها مرة اخرى ببطء وتشدد لتزفر امانى بقوة تختطف حقيبتها بعضب من يدها ثم تسرع بالخروج تمر من امام الجميع متجاهلة لهم بخطوات حانقة حتى مرت بجوار سمر وياسمين المتابعة بصمت واهتمام كأنها تشاهد احد افلام الاثارة والاكشن وهى تستمع الى همس سمر الشامت
نورتينا يا امانى ..وياريت الزيارة دى متتكررش تانى
التفتت اليها امانى بعيون محتقنة وملامح شرسة تفح من بين انفاسها
متحلميش وراجعة تانى يا سمر..بس المرة الجاية انتى اللى هتبقى برة مش انا
قابلت سمر حديثها بابتسامة ساخرة تقلل من اهميته لتخرج بعدها امانى من المكان تتبعها والدتها والحاج منصور وانصاف لتودعهم حتى الباب الخارجى لتلتفت انصاف الى سمر بعد ذهابهم مع الحاج منصور تنهرها بحدة وصوت عاتب
مكنش ليه لازمة ياسمر اللى حصل ده ..احنا كنا هتنصرف معاهم انا وعمك الحاج
اقتربت منها سمر تهتف ساخرة
تتصرفى ايه بس يا خالتى..دى كانت عاوزة تطلع لصالح فوق.. عارفة لو ده حصل كان هيجرى كان البيت هتقوم فيه حريقة ويولع ڼار
اسرعت ياسمين مؤيدة لسمر قائلة
صح يا ماما كلام سمر