دع الخلق للخالق
لكن الشيطان لم يدعه.. فقرّر أن يرى هذا الزوج الذي منَّ اللهُ عليه بهذه الحسناء..
فسارَ وراءها حتى وجدَها تدخلُ في كوخٍ صغيرٍ فقير..
و ظلّ متوارياً عن الأنظار حتى يرى زوجها فإذا به يجدُ رجلاً دميمَ الخلقة فقيراً ليس به ما يجذبُ النساءِ!!
إنتظر مرةً أخرى حتى خرجت المرأةُ من بيتِها.. و ظلّ يتبعها حتى وصلت إلى مكانٍ ليس به أحدٌ غيرهما..
يا أختاه هل لي أن أتحدث معك في شيء؟!
أجابت:
إن كنتَ تريد خيراً فقل و إلا فلا.
قال: كيف لجميلةٍ مثلك أن تتزوج مثل هذا الرجل الفقير دميم الخلقة؟!!
نظرت إليه المراة و قالت في ثبات:
يا عبد الله إنني و زوجي سعداء بما أنعم الله علينا من تقارب و رحمة و مودة...
أما اذا سلّمتُ بما تقوله فلعله قد قام يوماً بعمل خيرٍ كثير و أراد الله سبحانه أن يكافئه على خيره و كنت أنا المكافأة..
أو لعلي قد قمتُ بعملٍ سيءٍ فأراد الله أن يعاقبني فكان هو العقاپ..
سكتت قليلا ثم أكملت:
يا عبد الله دعِ الخلق للخالق.. و لا تسال لمَ أنعم الله على أحدٍ أو ابتلى أحداً فإن الله أعلم بخلقه..