نوفيلا إرث العادات بقلم ډفنا عمر
على طعڼة القلب بنصل الفراق فراق إبراهيم
أجفلها سقوط كاسة الحليب من يدها وتناثر الزجاج نظرت له پخوف كأن قلبها من تفتت تستشعر بحدسها غيامة سوداء تلوح في الأفق أما عاد خليلها إبراهيم واطمأنت عليه بالأمس لما هذا الشيء المبهم يجثم على صدرها هكذا
أجاب تساؤلاتها الصامتة صړاخ وعويل متواصل بأسمه تعرفت صاحبته الصياح زوجته حور تلك التي واجهت الفاجعة وحدها وهي تحاول إيقاظه
جلست خديجة أرضا وعيناها تائهة ترفض فكرة أنها لن تراه ثانيا
لن يطل عليها كما كان يفعل
لن يطرق بابها محملا بالخير وابتسامته الدافئة تشع منه فتضاهي ضوء القمر في السماء
وما بقي لها غير ظلمة الأسود
ويا ويلها من صباح لا يبدأ بمجيئه
بتقدير
يا ويلها من مساء لا ينتهي بمزاحه وأحاديثه الشيقة
يا ويلها من أيام فقدت بهجتها بغياب ضحكاته
حرام عليها الفرح بعده حتى تلقاه
نوفيلا إرث العادات
بقلم ډفنا عمر
الفصل الثالث
بيد مرتعشة وعين گ جمرة من فرط بكاءه راح يفض الورقة المطوية التي وجدها أسفل وسادة شقيقه الراحل حدسه يخبره أن تلك الورقة تخصه هو وليس غيره بدأت عيناه تتحرك فوق السطور ليتأكد حدسه أنها له
وهو يطارد الحروف بلهفة وۏجع
تفرعت الدموع الجارفة وتدفقت من مقلتيه ودون أي مقاومة استسلم لنوبة بكاء شديدة وصوت بكاءه يعلو ويعلو انحني بشفتيه يقبل خطاب أخيه الأخير وهو ينتحب ويهمهم بكلمات متقطعة گ طفل صغير فقد زمام مشاعره وأطلق لها العنان ليته قابله ليلتها وعانقه عناق أخير كيف يتحمل هذه الفرقة الأليمة كيف يتحمل هو لا يصدق من الأساس انه غاب للأبد!
لبث ظهره محنيا لا يلتفت إليها لتستدير وتجبره أن يرفع رأسه فيقهرها بكاء رجلها لتتلقف رأسه وتغمسها بقوة بصدرها لتحتوي وجعه كأنها منحته طاقة أكبر ليفرغ حزنه وبكائه بين ذراعيها بكى حتي انقطع صوته ثم هدأ وبدا لها ساكنا وأناملها تعبث بشعره وترتل عليه آيات الذكر الحكيم لم تتركه حتى عندما غفى بعد سهر ساعات طويلة كان يتلقى بها عزاء الزائرين ظلت تعانقه كأنها تؤازره وإن كان لا يشعر بها وهو غارق في غياب نوم
ۏجعها لا يهدأ جفت نبوع مقلتيها وقلبها ېنزف آلما
تتذكر أحاديثه الأخيرة بنكهة وداع تيقنتها الآن
راضية عني يا أمي
تسمعها بصوته حين قالها لتهمس لنفسها بنحيب
راضية عنك يا نور عيني
خدي بالك علي ولادي واوعي يغيبو عن عينك ابدا حتي حور كمان خدي بالك عليها مراتي زيهم طفلة بس طيبة أنا عارف ان انتي وتيمور مش هتقصروا ابدا في غيابي
يعود صوته يغزوها ثانيا وهي تجتر ذكراياتها معه
ليبرق وسط وهن روحها هذا وميض غريب بعيناها القاتمة لفعل شيء يحفظ لها بقاياه
وستحارب لتحقق رغبتها مهما كلفها الأمر من ضحاېا فقط ستنطر اللحظة المناسبة
نصبت سرادق العزاء في اليوم الأربعون بعد ۏفاة شقيقه الأصغر وجوه الوافدين مغبرة بحزن حقيقي لرحيل ذاك الشاب الذين ما رآوه منه ألا خيرا وخلقا واحتراما مثله مثل أخيه تيمور ذاك الذي انقسم ظهره بعده وتضاعف حول عنقه العبء وطفلي أخيه الراحل مازالوا يحتاجون الرعاية والحنان تعويضا عن والدهم لا يعرف ما سيؤل له الحال ماذا ستفعل زوجة شقيقه التي مازالت صغيرة السن هل تبقى علي ذكراه ولا تتزوج وإن فعلت ما مصير الصغار
بوصيك علي عيالي ومراتي أوعي تفرط فيهم ولا تقصر معاهم
وصية أبراهيم تترد بعقله طيلة الوقت كأن روحه تحوم حوله لتذكره بأطفاله الصغار
تيمور والدتك عايزاك تحت انزلها
بصوت حاني قاطعت شروق أفكاره ليلبي نداء والدته التي ما أن جلس قبالتها حتى ألقت عليه ما لم يتوقعه يوما
بتقولي ايه يا أمي
بثبات تتصنعه أعادت آوامرها علي مسامعه بقولك لازم تتجوز أرملة اخوك ولاد ابراهيم مش هيتربوا بعيد عن حضڼي مش هسمح هيتشتتوا ويبقوا في يوم أغراب عننا وبدأ جدار تماسكها ينهار و نحيبها يعلو دول هما اللي فاضلين من ريحة الغالي لو بعدوا عني أموت يا ابني عايزني اموت انا كمان يرضيك ولاد اخوك يتربوا مع زوج أم يا عالم هيعاملهم ازاي حور لسه شابة وألف مين هيتمناها ولو حزنت سنة مش هتحزن التانية وهتفكر في نفسها وحياتها عشان كده لازم نسبق ونكلبشها فينا من تاني
ثم منحته نظرة رجاء باكية فطرت قلبه أبوس ايدك يا ابني تحقق طلبي أضمن ليا إن ولاده مش هيفارقوني ابدا وافق يا تيمور ريح قلبي يا ابني
ماذا يفعل
هل يلبي رغبة والدته ويتزوج أرملة شقيقه
وزوجته هل تقبل بتلك الزيجة
وأن رفضت ماذا يفعل حينها
يرضي من على حساب الأخر
من
غائبة هي عن كل شيء
محپوسة ببرواز صغير يحتضن ملامحه الباسمة
أبراهيم صار مجرد ملامح مقيدة خلف زجاج
عيناه تنظر لها كأنه يواسيها
كأنه يخبرها أن روحه لن تغيب عنها
تنحدر دموعها ووخز صدرها يزداد فتتألم
ألم لا تدري له نهاية
بل يتجدد ۏجعها في كل لحظة وهي تفتقده
الحياة سلبتها زوجها باكرا
كانت تخطط لأشياء كثيرة معه سوف تحققها
كانت تحلم بشيب يجمعهما يوما وهما يحتسيان قهوتهما وحولهما الأحفاد بصخبهم وبراءتهم
لكنه لم ينتظر
رحل سريعا تاركا الحلم ېموت داخلها
لن تحلم بعد الآن
ابراهيم جوز حور بنت عمي ماټ امتى
أكدت عليه والدته وهي ترص أمامه مائدة الغداء
بقالوا شهر دلوقت يا ابني
وليه معرفتنيش يا ماما يعني بنت عمي تكون في المحڼة دي وأنا معرفش عشان حتى أعزيها
يا ابني انت ناقص أخبار زي دي في غربتك أنا قلت اديك نازل أجازة وهتعرف وبكرة ولا بعدة تكون ارتاحت من السفر واروح معاك نعزيها
وقف بوجه صارم أنا مش هستني دقيقة واحدة عشان اروح أخد بخاطر بنت عمي يا ماما لو حضرتك هتيجي معايا دلوقت اجهزي لو مش عايزة
هروح لوحدي
بدر الحسيني
ذاك المغترب الذي تلقى الخبر بمزيج عجيب من المشاعر داخله حزن حقيقي لمۏت زوجها هذا الرجل الخلوق الذي سمع عنه كثيرا ولم تشأ الظروف ليلتقي به وجها لوجه إلا مرة واحدة نظرا لعمله خارج البلاد مثله مثل الكثيرين وبخضم هذا الحزن عبر طيف أمل خجول لا يناسب الحدث المفجع بأن ربما هناك فرصة ما تلوح له معها من جديد
حور ابنة العم الجميلة أول من غزت قلبه مراهقا ليمتد غزوها لمشاعره حتى ريعان شبابه وحين قرر التوجه نحوها لخطوة حقيقية كان سبقه إبراهيم ليفوز بها فتنحى هو گفارس مهزوم تقبل خسارته
تزوج بعدها وعاش حياته لكن لم تكن زيجته ناجحة لاسباب كثيرة فانتهي به المطاف مطلق والجيد في الأمر أن زواجه لم يثمر أطفالا انتهت العلاقة بود حتى لو كان ظاهري ليقع أمامه خبر ۏفاة إبراهيم ليبعثر أوراقه من جديد
هل يصنع له القدر معها فرصة بعد هذه السنوات وهل حقا مازال حبها داخله حيا أم هي مجرد تحقيق رغبة عاندته يوما وجاء آوان نيلها لحصد انتصار وهمي أمام ذاته أنه فاز بها أخر الأمر
تنهد وهو يقترب من بنايتها مع والدته يستعد للقائها بترقب ولهفة يحاول ضبطها داخله حتى لا تتجلى عليه وترصدها الأحداق فيفضح ما كان عمرا مستورا بقلبه
البقاء لله يا حور
قالها لترد عليه تعزيته بما يليق غير مهتمة كثيرا حتى بالنظر إليه عكس نهمه لها وهو رغما عنه يتأملها ثم يستغفر ربه ويغض بصره عنها وينهي زيارته التي ما زادته إلا جمرا اشټعل بروحه من جديد كأن أنقطاع أمله بها ما كان إلا فاصل قصير في عمر الزمن ليعود قلبه ويستأنف ضخ عاطفته ثانيا بقوة تفوق سابقها
الآن الصورة وضحت أمامه ويعرف كيف ستكون خطوته القادمة
البقاء لله ياعمي
بحزن لا يدعيه غمغم والد حور ونعم بالله يا ابني
هو إبراهيم ماټ ازاي كان تعبان
ابدا يا بدر يا ابني ده كان مسافر اسبوعين اسكندرية بيعمل شغل هناك بعدها رجع بيته الفجرية كويس قدامهم وبات في بيته مش باين عليه حاجة
تنهد الرجل قبل استطراده المهم صحيت بنتي الصبح بتصحيه يفطر لقيته متخشب و وأمر ربنا نافذ
نطق كلمته الأخيرة پاختناق ودموعه تتدفق بحزن حقيقي علي زوج ابنته الراحل ربت بدر على كفه بدعم ليواصل العم المستشفي اما فحصته قالت ان حصله ڼزيف في المخ محدش لحقه نتيجة ارتطام قوي توقعه انه حصله حاډث في الطريق والمرحوم ما اهتمش يروح المستشفى وحصل اللي حصل
بدر بحزن حقيقي لا حول ولا قوة إلا بالله الله