هي المدام موجوده
قائلة
يسلم لسانك يانبيلة
مال أدهم علي أذن خالد يقول بهمس مرح
رد يافالح خالتك وعمتي اتفقوا عليك وهتدخل عش الزوجية ياحبيبي
مستحيل
قالها بدوره بهمس قبل أن يقول لنبيلة
بصراحة ياخالتي اللي اتجوزوا سدوا نفسي عن الجواز وحسيت انه شراكة فاشلة فخليني في الشراكة الناجحة صحيح ياأدهم الشركة عاملة ايه في غيابي
كانت الأمور ماشية زي الفل لحد النهاردة مصممة أزياء الشركة وهي جاية تمضي العقد طلبت نص مليون جنيه زيادة وطبعا موافقتش فبكل وقاحة قدمت استقالتها وسابت الشركة عرفت بعدها ان جالها عرض من المنافسين لينا في السوق زي ماكنت شاكك وعشان كدة كانت بتطلب بقلب جامد
هم المصممين بياخدوا كل الفلوس دي
قال أدهم
وأكتر لإن مصممة أزياء اي دار أزياء بتبقي هي أساس نجاحهم بأفكارها وابداعها
قالت منيرة
ولما انت كنت شاكك في انها جالها عرض من المنافسين مديتلهاش الفلوس اللي طلبتها ليه ياأدهم
قال خالد
أدهم معاه حق ياماما مادام عملت كدة يبقي كان سهل قوي يشتروها وساعتها هياخدوا منها التصميمات وينزلوا زيها في السوق بسعر أرخص والمجموعة تخسر
طب والحل
قال أدهم وهو يهز كتفيه
مفيش قدامنا غير التعاقد مع مصممة تانية بس نلاقي فين بسرعة مصممة موهوبة وتكون أمينة في نفس الوقت
موجودة
الټفت الجميع إلي صفية بينما هزت لها هند رأسها نهيا فقطبوا جبينهم في حيرة ليقول خالد
هي مين دي ياآنسة صفية
المصممة اللي بتدوروا عليها قدامكم أهي
أشارت لهند التي احمر وجهها من تسلط النظرات عليها بينما تقول صفية
قال خالد
الكلام ده بجد ياهند بتعرفي تصممي أزياء
قالت نبيلة بفخر
بتعرف دي أستاذة وياما قلتلها تفتح محل بس هي اللي مكانتش بترضي دي حتي هي اللي صممت فستان فرح صفية ونفذته في يومين
صمتت تضع يدها علي فاهها بړعب وملامح صفية تتجمد كلية يظهر الألم في مقلتيها قبل أن تواريه قائلة بهدوء
أسرعت من أمامهم تتجه إلي حجرتها بينما قالت نبيلة بحزن
يقطعني كان لازم أفكرها
قالت هند بحزن
القلب لما بيحب مستحيل ينسي حبيبه حتي لو ادعي العكس ياخالتي بيفضل الحزن مستخبي فيه لكن أوقات لازم يظهر والا البني آدم ېموت من القهر
وجد خالد نفسه يفكر في هذه المخلوقة رقيقة لكنها قوية ومخلصة سندا لكل من حولها لا تفكر في نفسها قدر الآخرين تماما كأخته ربما مازال في جنس النساء هذه الأيام من تستحق كل الاحترام والتقدير بينما فكر أدهم في كلمات هند ليجد نفسه يتساءل
عادت صفية تمسك الفستان وتمنحه لخالد الذي أخذه منها قائلا بسعادة
أيوة بقي أختي فنانة والله طالعالي
نهض أدهم يقول بمرح
طالعالك إيه دي عديتك بمراحل انت آخرك تصميم العرض لكن الأزياء فن تاني خالص تسلم ايدك يامدام هند
اكتفت بابتسامة خجولة بينما قال خالد
يبقي نبتدي الشغل من بكرة
علي شرط
قطب خالد جبينه بحيرة حين سمع كلمات اخته قائلا
شرط ايه
هحتاج صفية معايا دي خياطة شاطرة قوي وذوقها يجنن في اختيار الألوان
أكيد انت معانا ياآنسة
قطع كلماته وهم يبحثون بعيونهم عنها فلم يجدوها ليدركوا مدي تأثرها بالماضي حتي انها لم تتحمل وجودها مع فستان زفافها في ذات المكان ليتعجب خالد عن احتفاظها به واحضاره معها ان كانت رؤيته تحمل لها كل هذا الألم
يتبع
الفصل التاسع
إلي متي سيظل القلب يإن للذكريات يوجعه أقل شيء يجعلني أدرك غيابك أختنق حين أتلفت حولي ولا أجدك وأشعر بالألم حين أري طيفك وأدرك أنه لا يستطيع احتوائي أصبح نهاري كليلي ظلمات لا يتخللها ضوء الحزن يرعي لحظاتي والدموع تؤنسها ليقفا بين الجسد والمهاد ويتركاني أعاني مرارة الفراق
مسحت دموعها برقة تطالع الحديقة من حولها فانتفضت علي صوت يأتي من خلفها قائلا
واقفة لوحدك ليه
استدارت تواجهه قائلة
مفيش حبيت أشم شوية هوا
في اللحظة اللي فرحنا فيها بسببك فضلتي متحتفليش معانا و تبعدي عننا عشان شوية هوامعتقدش
منحته ظهرها قائلة
مش يمكن حبيت أكون لوحدي في اللحظة دي
استدار يواجهها قائلا
الوحدة قاسېة قوي بتاخدك في دوامة تكبر فيها مشاعرك السلبية هتخلي حزنك أعظم ومرارتك توجع القلب هتاخدك سكة مش هتعرفي ترجعي منها الوحدة عمرها ماكانت حل قد ماهي هروب من الحل والحل الحقيقي للۏجع هو وجودك بين اللي بيحبوكي انت بتحاولي تبني مابينك وبين الناس سد عشان ميحسوش بوجعك بس مش آخدة بالك ان السد ده هيمنع كل المشاعر الحلوة كمان تدخل قلبك وتسعدك السعادة زي الحزن لو مشاركتيهاش حد تقتلك
انت عايز توصل لإيه بالظبط
مش عايزك تستسلمي لحزنك أنا كنت زيك مجروح من الدنيا وقلبي موجوع انت حبيبك ماټ وأنا حبيبتي غدرت والۏجع في الحالتين رغم اختلافه بېقتل ولقيت دوا چرحي وسطكم لقيته لما لقيت حب أكبر من أي حب حب العيلة والسند
طالعته بعيون حائرة فتردد للحظة قبل ان يمسك يدها فانتفضت ولكنها لم تترك يده وهو يقول
اتمنيتي المۏت ألف مرة مش كدة حسيتي ان الحياة مبقالهاش طعم وان حتي أنفاسك مليانة مرارة زي الحنضل بټوجعك كل مابتخرج وتدخل بقيتي زي اللي لابس نضارة سودا صحيح مش أعمي وشايف الدنيا بس شايفها كئيبة ومتستاهلش الحياة لحد ما فجأة النضارة اتشالت من علي عنيكي لما بدأتي متفكريش في ألمك وتفكري في ألم غيرك هند ۏجعها خلانا نعرف قيمة الحياة حبنا ليها خلانا نقوي عشانها هي ابتديتي تعرفي زيي ان كان لازم تعيشي لان دورك في الحياة أكبر من أي دور ممكن حد يقوم بيه انت السند لكل اللي حواليكي ومن غيرك هيضعفوا وينكسروا مش ممكن نحسسهم بضعفنا لانه هيوجعهم ويخوفهم ويكسرهم ودي حاجة مش ممكن نسمح بيها أبدا مش كدة ياصفية
اغروقت عيناها بالدموع تهز رأسها ببطىء فابتسم بحنان قائلا
يبقي تمسحي دموعك دي حالا وتدخلي تفرحي هند بوجودك جنبها زي مافرحتينا باقتراحك شاركيها فرحة كنت لوحدك السبب فيها اسنديها وقويها وصدقيني هتلاقي نفسك أقوي من الماضي وقادرة تعديه
ترك يدها في هذه اللحظة فهمست قائلة
انت أخ عظيم قوي ياخالد وانا فرحانة بجد لانك موجود في حياة هند وياريت تعتبرني أختك لانه شيء هيسعدني بجد
اكتفي بابتسامة هادئة بينما تستدير صفية عائدة للداخل بينما يهمس خالد قائلا
دقة قلبي بتقوللي انك مش هتنفعي تكوني اختي ياصفية وان قدامي مهمة شبه مستحيلة عشان اقنعك بمشاعر اتولدت جوايا من يوم ماشفتك بس عندي يقين انك قدري وان مهمتي حتي لو مستحيلة ففي النهاية هنجح فيها وهفوز بقلبك اللي زي الدهب ده
سار يتبعها إلي الداخل بعزم ويقين محب
قال أدهم باعجاب وهو يري دفتر رسومات هند
انت كنت فين من
زمان ايه الجمال ده التصاميم فيها لمسة مش قادرة أوصفها بس فعلا مبهرة وكإني بتفرج علي تصاميم لمصمم عالمي
قالت بخجل
مش للدرجة ياأستاذ أدهم انت أكيد بتبالغ
بتقولك بتبالغ بص ياسيدي علي التصاميم وقولها انت جايز تصدقك
تطلع خالد إلي الدفتر يقلب صفحاته بعيون امتلأت بدورها اعجابا ينظر إليها قائلا
بيبالغ علي فكرة ياهند دي اجمل تصاميم فساتين سهرة وقعت عليها عينيا من يوم ما دخلت المجال يمكن سر جمالها وتميزها أناقتها وشياكتها وأنوثة تفاصيلها وفي نفس الوقت مش واخدة منحني العري اللي موجود علي الساحة انا مستغرب لحد دلوقت ازاي مابدأتيش كارير خاص بيك وانت بالموهبة دي
ظهر الحزن علي وجهها فأطرقت قائلة
لما حسيت ان تصميم الملابس مبقاش هواية بالنسبة لي وبس لأ بقي حاجة أكبر من كدة اتجوزت والجواز بيبقي مقپرة الأحلام او الطموح رفض عا
صمتت للحظة ليشعر الجميع بثقل أحرف اسم طليقها علي روحها ربما يذكرها بطعڼة الغدر التي تلقتها منه لتردف قائلة وهي ترفع عينيها إليهم
رفض وطلب مني أركز في بيتي وفي الأطفال اللي هنجيبهم للدنيا استسلمت ووافقت الحب أصله أعمي والواحدة فيه بتسلم أمورها لحبيبها وبتحاول ترضيه من غير ماتاخد بالها انها بترضيه علي حساب نفسها
قالت خالد
مش كل الجواز بيبقي مقپرة للأحلام عندك أدهم أهو كانت مراته الله يرحمها خريجة اعلام ولما اتجوزها مطلبش منها تتوقف عن حلمها بانها تكون مراسلة للقناة اللي شغالة فيها رغم انها كانت بتضطر تسيبه وتسافر كتير وحتي أجلت مشروع الأطفال لحد ماتحقق طموحها لكنه عمره مااشتكي ولا طلب منها تتخلي عن طموحها
نظرت هند إلي أدهم تقول بابتسامة باهتة
الأستاذ أدهم مبقاش منه في زمانا ده ياخالد
طالعها بنظرة طويلة وقد تسارعت خفقاته من جراء بضع كلمات بسيطة جاءت كإطراء له من هذه الملاك بينما لم تستطع هي اشاحة نظراتها عنه وقد جذبتها نظرة عيونه الحانية حتي قطع تواصل أعينهم صوت خالد الذي قال وهو يراجع دفتر الرسومات
ناقص بس شوية تصاميم لأطقم صباحية ومسائية وبدل عملية للشغل وتبقي المجموعة كاملة
رفع عيونه إلي أخته يقول
تقدري تخلصي الشغل ده كله في قد ايه ياهند
أسبوعين بالكتير
قال أدهم بسرعة
خدي راحتك احنا لسة قدامنا وقت انت لسة خارجة من عملية خطېرة وأكيد مش حابين نتعبك
القلق بصوته رق له قلبها فقالت بابتسامة
مفيش تعب ولا حاجة ياأستاذ أدهم دي حاجة بعملها وانا قاعدة في مكاني والجنينة هنا تجنن هتديني باور جامد
قال خالد بمرح
نفسي أعرف سر الجنينة دي اللي كل شوية حد يتسلل من وسطنا ويروح يقعد فيها من شوية صفية ودلوقتي ماما وخالتي
قالت صفية
جمال الطبيعة ياأستاذ خالد جنة ربنا علي الأرض قد ايه بتكون مريحة للنفس ومهدئة للأعصاب ومٹيرة للتفكير الإيجابي والإبداع أكيد
كجمالك صغيرتي
فكر خالد قبل أن يقول بمرح
خلاص يبقي ننقل شغلنا للجنينة هنا
قال أدهم
والله فكرة
ضحك الجميع ينظرون إلي بعضهم البعض وقد عمت الفرحة قلوبهم ليدرك كل فرد فيهم ان أيام الحزن قد ولت وأن السعادة باقية لاريب
قبل يد والدته مودعا ثم اتجه إلي الباب تصحبه دعواتها خرجت وردة من الحجرة توقفه قائلة
سي عادل متنساش تاجي بدري انت وعدتني تخرجني الليلة أني بفكرك أهو
قال عادل بابتسامة باهتة
منسيتش ياوردة وعامل حسابي سلام
غادر المنزل بينما استدارت وردة تنوي العودة إلي حجرتها حين وصلها صوت حماتها الهامس بحنق
شايفة البت لا صبحت ولا حتي عبرتني بكلمة لأ وكل اللي يهمها الدلع الماسخ والخروج
استدارت تواجهها قائلة
بتجولي حاجة يامرت عمي
نهضت نجية تقول بحدة
آه يااختي بقول ومقولش ليه ماانا فاض بيا الواد في النازل وكل يوم ياضنايا بشوفه قدامي حاله يصعب علي الكافر البسمة اللي كانت مبتفارقش وشه راحت وبقيت أشوف لها طيف باهت ملوش طعم وانت ولا همك غير نفسك وخروجك