فتاه في قمه الاستعجال في محطه القطار
بين ذراعيها
_ وانت كمان وحشتيني يا ماما .
حاولت الإبتعاد عنها لكن يمنى تمسكت بها أكثر وقد بدأ جسدها يهتز وهي تردد بنبرة قريبة من البكاء
_ أنا آسفة يا حبيبتي معرفتش اديك الحنان الي بتديه أي أم لأولادها ولا عرفت احميك من أبوك ولا حتى قدرت اعبرلك عن حبيوإهتمامي بيك أنا أم فاشلة ! اسفة !
إبتسمت عائشة وهي تربت على ظهرها قائلة
إبتعدت يمنى عنها وهي تمسح دموعها سريعا ثم نظرت إليها بإستغراب لتنتبه إلى ذلك الشاب الوسيم الذي يقف خلف إبنتها ثم إلى صوتهاوهي تقول معرفة به
_ ده ياسين إبن عمو أحمد ..
إبتسمت يمنى فورا هاتفة
_ أهلا وسهلا يا ياسين ازيك كبرت اوي عن اخر مرة شفتك فيها .
يمنى المجال للدخول مرددة
_ اتفضلوا .
أخذتهما إلى غرفة الجلوس وجعلتهما ينتظران إلى أن تحضر لهما شيئا يشربانه وأثناء ذلك إلتفتت عائشة إلى ياسين وهتفت بإبتسامة
_ شكرا لأنك وافقت تجيبني هنا يا ياسين كنت خاېفة اقول لخالد ويرفض .
إبتسم لها ياسين بحنية قائلا
_ على ايه يا حبيبتي المرة الجاية متفكريش حتى تطلبي حاجة من خالد وأنا موجود اتفقنا
خرجت من صډمتها وإقتربت من ياسين پغضب وهي تصرخ
_ انت ازاي تتجرأ تقرب من بنتي بالشكل ده
صدمة أخرى أحاطت بها وهي تستمع إلى كلماته التي أخرجها ببطء أفاقت منها بعد ثوان وتساءلت
_ وده من امتى
_ من أقل من أسبوع تقريبا .
أومأت يمنى بلمعة حزن وقالت بإبتسامة متكلفة
_ مبروك .
_ الله يبارك فيك .
شعر ياسين بحزنها وفهم سببه فورا فقد تم إقصاؤها من مناسبة مهمة تخص إبنتها ولا بد أن هذا ترك في قلبها چرحا عميقا لذلك حاولإستدراك الأمر قائلا
أومأت عائشة مؤكدة
_ طبعا أنا مش هعمل فرح من غيرك يا ماما .
إبتسمت يمنى وجلست بجوار عائشة قائلة
_ وأنا مش هسيبك لوحدك في يوم زي ده يا حبيبتي أكيد هبقى موجودة .
ورغم ذلك إلا أنها كانت لا تزال تشعر بالألم لإخفائهم الأمر عنها فأرادت تغيير الموضوع حتى لا تبكي أمامهما وسألت
نطقت إسم طليقها بتردد فأجابها ياسين بنظرة ماكرة
_ كلهم كويسين بس عمو محمد .. مش هيبقى كويس بكرة .
تساءلت يمنى بقلق
_ ليه
_ فاكرة بنت عمته ثريا الي كانت لازقة فيه زمان جدو قال انها هتجي بكرة هي وبنتها عشان كده بقولك مش هيبقى كويس .
ظهر الضيق على وجه يمنى وبدأت ملامحها تتحول إلى الغيظ شيئا فشيئا وهي تفكر في تلك المرأة عديمة الكرامة التي كانت تحاول جاهدةأن تفتك منها زوجها عندما كانت متزوجة من محمد وبسبب غيرتها التي لم ولن تنتهي حتى الآن نطقت دون تفكير مخاطبة عائشةوياسين
_ أنا عايزة اجي القصر بكرة !
كانت تسير معه في تلك الفيلا الراقية والتي تثبت أن أصحابها ينتمون إلى الطبقة الغنية حتى دخل غرفة الجلوس الكبيرة وأجلسها علىإحدى الأرائك قائلا بلطف مبالغ فيه
_ استنيني هنا شوية يا هنون هجيبلك حاجة تشربيها .
أومأت له هناء بهدوء ونظرت إليه وهو يغادر غرفة الجلوس ثم جالت بنظرها حول المكان بعد إختفائه وهي تضغط على أسنانها بكره شديدتكنه لأصحابه .. أخذت نفسا عميقا تهدئ به نفسها عندما عاد وائل بعد دقائق وهو يحمل فنجانين من القهوة .
وضع أحدهما بيدها وأمسك بالآخر وهو يجلس بجوارها ملاصقا لها تماما ثم إرتشف من قهوته قبل أن يبادر بالحديث قائلا
_ بصراحة متوقعتش خالص انك تطلبي مني اجيبك هنا .
رمقته پغضب مصطنع وصاحت
_ يعني أنا مش
محترمة يا وائل
نفى برأسه سريعا وقال
_ لا طبعا أن مقصدش كده بس الي فهمته من طلبك ده انك واثقة فيا مش كده
قال الأخيرة وهو يمرر يده على خدها فشعرت هناء بدقات قلبها التي تسارعت فجأة لكنها حاولت طرد تلك المشاعر وأجابت ببسمة لم تصلإلى عينيها
_ أكيد واثقة فيك يا حبيبي !
بادلها وائل البسمة ثم قال مقترحا
_ ايه رايك نتفرج على فيلم
أومأت هناء بإستحسان ثم وقفت مردفة
_ موافقة جهز انت الفيلم الي هنتفرج عليه وانا هروح اعمللنا فشار .
لم تنتظر رده وأسرعت بالخروج من غرفة الجلوس لكنها وقفت عند الباب تسترق النظر إليه فوجدته يبحث عن شريط بين الأدراج بالفعل .. إستغلت الفرصة وأسرعت نحو غرفته التي حفظت مكانها عندما كان وائل يريها الفيلا .. فتحتها وهي تلق نظرة حولها لتتأكد من عدم متابعتهلها ثم دخلت وبدأت تبحث في الأدراج سريعا عن شيء ما .
_ ايه كنت فاكرة اني غبي لدرجة اني مش هلاحظ انك كنت بتجاريني عشان تتأكدي اني أنا الي قټلت أمك وأبوك وتلاقي دليل
لده
عقدت حاجبيها وهي تحاول الحفاظ على وعيها وعقلها يستوعب ببطء ما يقول بينما إسترسل وائل بإنتصار
_ بس لا انت هي الي كنت غبية وصدقت اني بخبي الدليل في الفيلا هنا بعد ما سمعتيني وانا بتكلم في الفون ومفكرتيش في ان دي ممكنتكون خطة مني عشان اجيبك هنا واخد منك الي انا عايزه .
إتسعت عيناها پصدمة بعد استيعابيها لما قال وحاولت مقاومة الدوار أكثر لكنها فشلت في ذلك وسقطت أمامه بعد ثوان وهي فاقدة للوعيتماما ملكش دعوة .
كانت تلك إجابة دينا
على سؤال يامن رافضة إطلاعه عن هوية حبيبها فلم يستطع يامن التحكم في نفسه وتركها تشاهد التلفاز ببسمةإنتصار ودخل إحدى الغرف وهو يسير بها في كل الإتجاهات يحاول السيطرة على نيران الغيرة التي إشتعلت في قلبه وقد بدأ يصدقكلامها بالفعل .
أخذ يجول الغرفة ذهابا وإيابا وهو يتمتم
_ يعني ايه بتحب حد تاني طب وأنا الي بحبها من زمان معقول في حد تاني عرف ياخد قلبها وأنا الي بعدت عنها واستنيت لحد ماتتخرج عشان اتجوزها
وقف في منتصف الغرفة وبعثر شعره پغضب رغم محاولاته لإلتزام الهدوء حتى يفكر بتعقل .. أخذ نفسا عميقا وإسترسل بأمل
_ طب ماهي ممكن تكون بتكدب عليا ومفيش حد في حياتها وبعدين حتى لو في حد في حياتها هو فين أصلا ومتقدمش ليه يعني ممكنيكون مبيحبهاش وساعتها هتبقى فرصة ليا عشان اخليها تنساه وتحبني . رفع رأسه إلى الأعلى وقد عزم على عدم الإستسلام لكن الضيق بدأ بالظهور
على ملامح وجهه حين تذكر حديثها عن كرامته هي محقة بالفعل فهي لا تطيقه وهذا واضح جدا من أفعالها ورغم ذلك هو لايزال متمسكا بها .. فهل يختار كرامته أم حبه لفتاة ذات غباء فظيع سيضيع منها نعمة تبحث عنها كل الفتيات
تنهد بتعب وجلس على مقعد ما بالغرفة مشبكا كفيه تحت ذقنه ومستندا بمرفقيه على فخذيه يفكر في حل مناسب يحافظ به على كليهما .. لكن سماعه لصوت طرقات على الباب قاطع تفكيره تجاهله في البداية لكنه تفاجأ عند سماعه لصوت الباب وهو يفتح بإستخدام مفتاح !
وفي غرفة الجلوس إنتبهت دينا إلى الإثنان الذين دخلا الشقة فإبتسمت وصاحت بمرح وكأنها لم ټخطف
_ اي ده دكتور أمجد وأخوه هو انتو بتشتغلوا فريق إنقاذ والا ايه يعني نفس الأعضاء الي انقذوا بدور هما الي هينقذوني من الشريرده
أشارت برأسها في نهاية كلامها إلى يامن الذي خرج للتو من الغرفة التي كان يقبع بها .. إبتسم أمجد على مرحها وقد تأكد من نبرتها أنيامن لم يفكر في إيذائها أما رسلان فقد تجاهلها وإقترب من يامن الذي يرمقهم بضيق وبحركة مفاجئة كان رسلان يسحب أذن يامنمتمتما
_ يعني من بين كل رجالة العيلة ملقتش غير أدم عشان تسأله تعمل ايه مع البنت لا وكمان سمعت كلامه ورحت خطڤتها وفاكر انها كدههتحبك
قوس يامن شفتيه بتذمر وهو يحاول إبعاد يد رسلان عن أذنه ثم أسرع ناحية دينا متجاهلا كلامه ودفع أمجد الذي كان على وشك فك وثاقهاليفكه هو .. قام بتحرير يدها أولا فدفعته بعد ذلك قائلة ببرود
_ شكرا هعرف افك رجلي لحالي .
إبتعد يامن بصمت ثم إتجه إلى الغرفة التي كان بها وغاب داخلها لبعض الوقت بينما إنتهت دينا من تحرير رجليها فوقفت قائلة وهيتخاطب أمجد
_ بص عايزاك تقول للي جوا ده يبطل يحاول يقرب مني تاني لان خالي مش هيسكتله بعد الي حصل
قاطعها رسلان بهدوء
_ خالك مش هيعرف حاجة .
إلتفتت إليه دينا وهتفت وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها
_ لا مانا هحكيله الي حصل ومش هخبي عليه .
تدخل أمجد قائلا وهو يحاول منعها عن ذلك
_ بصي يا دينا انت لو قولتيله ممكن تحصل خناقة بين خالك وعيلتنا ولو ده حصل ممكن ميسمحلكش تشوفي بدور تاني عشان خاطربدور على الاقل مش لازم تقوليله .
قوست شفتيها بعدم رضا وفكرت قليلا لتجد أنه محق زفرت بضيق ثم تساءلت
_ طب ولو سألني كنت فين هقوله ايه
_ قوليله اي حاجة يا دينا المهم انك متجيبيش سيرة يامن خالص .
أومأت دينا برأسها سريعا بعدم إقتناع متمتمة
_ تمام بس يا ريت تقولوله يبعد عني برضه .
تنهد أمجد بشفقة على إبن عمه ثم أشار إلى باب الشقة قائلا وهو يتعمد تجاهل كلامها
_ تعالي اروحك دلوقتي عشان اهلك قلقانين عليك .
نظرت إلى شاشة التلفاز التي كانت تعلن عن نهاية ذلك الكرتون الذي تحبه وتمتمت بحزن
_ خسارة ملحقتش اتفرج عليك .
تنحنح أمجد ورمقها بنفاذ صبر منتظرا منها أن تخرج حتى يعود إلى القصر ويرتاح إتجهت إلى الباب للخروج أخيرا لكنها لم تكد تعبرعتبته حتى سمعت صوته ينادي بإسمها
_ دينا .
نطقه يامن بنبرة هادئة جعلت دقات قلبها تتسارع فجأة .. إلتفتت إليه وهي ترسم ملامح الإستغراب على وجهها فوقعت عينها على يده التيتمتد إليها حاملة علبة الشوكولاتة المفضلة لديها
.. سال لعابها وهي تنظر إلى العلبة ثم رفعت بصرها إليه فوجدته يطالعها بنظرة تحمل بعضالندم وهو يقول
_ أنا اسف لاني عملت معاك كده بس كنت عايز اتكلم معاك وانت مش مدياني فرصة ودي هدية صغيرة ليك لو قبلتيها هعتبر انك قبلتاعتذاري .
قال الأخيرة وهو يشير إلى علبة الشوكولا فإبتلعت ريقها
وهي تشعر أنها لن تستطيع الرفض فالشوكولاتة التي بيده الآن هي نقطة ضعفهاوستضطر إلى قبول إعتذاره للحصول عليها