رواية مالك
اللي في ايدنا
وماله يا عمرو
ثم غمغم مع نفسه بلؤم وهو يفرك ذقنه
وهو أنا ورايا غير انت و.. آآ.. واختك !
.......................................
كانت إيثار في طريق عودتها للمنزل بعد إنتهاء يومها الدراسي الحافل .. وما أثار ضيقها هو عدم رؤيتها لمالك ..
شعرت أن يومها ناقصا بدونه ..
ظلت تنفخ في ضيق .. وكاد الفضول ېقتلها لمعرفة ما الذي منعه من الحضور ..
دلفت إلى البناية دون أن تنتبه لوجود خيال شخص ما مختبئا بالبهو ..
كانت على وشك الصړاخ ولكنه كمم فمها بيده حدقت في وجهه پصدمة ورمقته بنظرات حانقة وتلوت بجسدها محاولة الإفلات منه ..
تنهد
مالك بضيق مبررا فعلته تلك وناظرا لها بجدية
سوري يا إيثار أنا مش عاوزك تخافي مني بس مكنش قدامي إلا كده عشان تسمعيني وماتهربيش مني زي تملي !
أن تنطق أو تصرخ لكن كفه منعها ..
...................................
في نفس التوقيت كانت سارة تتسلق الدرج نزولا فرأت اثنين في وضع مريب فإكفهر وجهها وضيقت عينيها لتتبين ملامحهما ..
إنتابتها حالة من الصدمة حينما عرفت هويتهما وتوارت عن الأنظار لتعرف ما الذي ينتويان فعله دون أن يلاحظا وجودها ...
إيثار أنا .. أنا بأحبك ونفسي أتجوزك النهاردة قبل بكرة !
اتسعت عينيها بذهول .. و مما قاله ..
تابع قائلا بنبرة رومانسية
أنا مقدرتش أخبي اكتر من كده !
مد كفيه ليمسك بكفيها وهمس لها بصوت عذب
بأحبك يا عمري كله !
شهقت سارة مصډومة مما سمعته واتسعت مقلتيها بنيران حاقدة .. ورددت بنبرة مغتاظة
بتحب دي !
صرت على أسنانها بشراسة وأضافت بنبرة عدائية
الفصل التاسع
_ توقفت الكلمات على حافة لسانها وعلقت الحروف بحلقها وكأنها لاتقوي على السيطرة على حالها .. في حين أنتبه هو لحالة الأرتباك الملحوظ التي طغت على كيانها فأردف قائلا
مالك مش هتقولي حاجة
إيثار وهي تجاهد للنطق ولكن دون جدوى آآ.. اانا ....
إيثار وهي تهز رأسها بعدم فهم ا اايه
مالك وهو ينظر لخارج العقار هاخدك للمكان بتاعي .. هناك بس هتلاقي كل الكلام اللي تقوليه
_ هزت إيثار رأسها برفض ثم نظرت حولها بتوجس وهي تهتف بأرتجافة في صوتها
إيثار انا لازم أطلع عشان متأخرش وو.. و
_ جذبها مالك خلفه دون الأستماع لما تبقى من حديثها في حين عارضته بشدة وظلت تنطق به لكي يتركها ولكنه أصر على فعل ذلك .. سحبها خلفه حتي خرج من العقار ثم نظر للطريق جيدا وعبره وهو يمسك بكفها ثم سار بها لبعض الوقت وهو ملتزم الصمت .. جاهدت لتوضح له مدى الخطأ الذي يرتكبانه ولكنه لم يصغي لها فقط يصغي لصوت نبضاته التي أصبحت تنطق بإسمها ثم توقف عن السير فجأة وألتفت لها لتصاب عينيها بنظرة عميقة من عينيه فتلاشى الحديث وتوقفت عنه في حين هتف هو بنبرة عازفة
أتركي وثاق الخۏف ينفلت عن نحرك .. ألا تكفي نبضاتي مطمئنة لقلبك أتركي الهوا ليبعثر روحك كما فعل في حبك
_ أطرقت رأسها حياءا من حروف كلماته المتناسقة التي تستشعر فيهم الصدق ومن ثم توقفت عن نهره وسارت معه بإستسلام .. حتي وصلا للبقعة الخاصة به أمام البحر فتقدم بقدمه صوب البحر ناظرا للرمال الصفراء بتأمل ثم هتف بخفوت
مالك خمسة يمين من أول الصخر وبعدين واحدة شمال وبعدها كان اي يامالك .. كان اي ...!
إيثار وقد أرتفع حاجبيها بأندهاش أنت بتكلم نفسك!
مالك وهو يشير بيده لكي تنتظر أستني بس أنا كنت حافظ بس نسيت
إيثار وهي تنظر لموضع بصره مش فاهمة حاجة!
مالك وقد أتسع مبسمه بإبتسامة واسعه صح صح خلاص عرفت .. تعالي كده
_ جذبها بخفه ثم أدارها ليكون ظهرها قبالة البحر ثم أشار لها بسبابته نحو صخرة كبيرة الحجم ثم هتف
مالك شايفة الصخرة دي .. أمشي من جمبها خمس خطوات واسعين بما أنك قزمة
إيثار وهي ترمقه بغيظ بقى كدة!!
مالك مقتربا منها وقد لمعت عينيه بحبها مابلاش البصة دي أحسن أتجنن
إيثار وهي تعود للخلف خطوتين لا خليك زي ماأنت
مالك طب يلا أمشي وعدي بس برجلك اليمين مش ناقصين
_ خطت إيثار خمس خطوات متسعة كما وجهها هو ثم توقفت وألتفتت إليه لينطق ب...
مالك تحت رجلك بالظبط أحفزي في الرملة علي بعد شبر بالظبط
إيثار وهي تعقد حاجبيها بذهول نعم !! أنت جايبني ألعب في الرملة.. ليه ان شاء حد قالك بحن لأيام الطفولة
مالك وهو يحك طرق ذقنه اه لو تسمعي الكلام وميبقاش لسانك 6 متر .. يلا يابنتي عشان الوقت
_ أنحنت إيثار بجسدها ثم بدأت تنبش الأرضية الرملية حتي لمحت ورقة بيضاء صغيرة مطوية فنظرت له حتى وجدته يهز رأسه إيجابا لكي تحضرها .. فأمسكت بها وأعتدلت في وقفتها ثم فتحتها لتجد نقش بحرف الباء ب فضيقت عينيها في حين بادرها هو قائلا
مالك دلوقتي هتمشي خطوتين شمال تاني وتجيبي اللي تحت رجلك
إيثار بلهجة متسائلة تاني
_أومأ رأسه ثم أشار لها للتحرك فتقدمت شمالا كما وجهها ثم أنحنت لتنبش الأرض حتي وجدت ورقة صغيرة أخرى فأعتدلت لتفتحها لتجد حرف الحاء فأعتلت أبتسامتها ثغرها ولكنها
جاهدت إلا تبرزها حتي لايفطن هو أنها قد أكتشفت اللعبة ..
يهجر الجمال كل أوطانه ليستقر في ثغرك إذا إبتسمتي....
_ هكذا لمعت عيناه متلذذا برؤية إبتسامتها فنظرت له بفضول ثم هتفت
إيثار وبعدين
مالك وهو يرفع رأسه قليلا ليتعمق بالتفكير متهيألي هتمشي خطوتين يمين .. لالا 3 خطوات يمين
إيثار وهي تشير بأصبعها ليبتعد طب ابعد شوية
مالك وهو يرفع حاجبيه هو أحنا متخاصمين ياإيثار ولا حاجة.. ليه المعاملة دي بس
إيثار وقد برز صوت ضحكتها أخيرا ايوة كده اضحكي وارفعي من معنوياتي احسن دي هبطت خالص
_ تحركت بهدوء ثلاث خطوات ثم أنحنت تنبش الرمال بأصابعها ولكنها لم تجد شيئا .. فأستمرت بالنبش ظنا منها إنها ستجد شيئا ولكن....
مالك متهيألي أنك لازم تيجي يمين شويتين ماانتي قصيرة والمفروض كنت اعمل حساب ده بس معلش المرة الجاية
إيثار بتنهيدة اللهم طولك ياروح
_ تحركت خطوة واحدة ثم أعادت الحفر حتي وجدت ورقة أخرى ولكنها كبيرة الحجم شيئا ما فتحتها لتجد أربعا من الأحرف المفرطة غير الملتصقة ب ح ب ك وقد تجمعت بظهر الورقة .. فأرتسم الحياء على محياها ثم عاودت النظر له وقد تلاشى خۏفها وأزداد إيمانها به .. كانت عيناه تتحدث بصمت وقد أستشعرت الصدق بهما فأطرقت رأسها بخجل في حين بادرها هو قائلا بنبره أقرب للهمس
مالك بحبك ياإيثار ماانا مش هسكت كتير
إيثار بتوتر جلي مش مستعجلة شوية!
مالك ببسمة عذبة أنا اعرفك بقالي شهرين .. معتقدش كل الفترة دي استعجال بالعكس انا حاسس اني كنت بارد
_ أمسك كفها ثم أمرها أن تغمض عينيها فأنصاعت له .. فنقش لها علي بطن كفها بحبك دبت القشعريرة في أوصالها وكادت تنتزع كفها منه ولكنه أحكم قبضته عليه وبدأ ينقش كلمة أخرى تتجوزيني فأضطرب شعورها وفتحت جفنيها فجأة لترمقه بعدم تصديق فنطق هاتفا
مالك انا عايزك تصدقيني ياإيثار انتي متعرفنيش كويس ومش حابب انك تحكمي عليا من غير ما تعرفي .. انا اه لسة طالب لكن بشتغل ودي اخر سنه ليا في الجامعة .. وشقة اهلي مقفولة بقالها سنين طويلة مستنياني انا والأنسانة اللي بحبها يعني أقدر أشيل مسؤلية بيت وأسرة
إيثار وقد لمعت عيناها فرحا ........
مالك مترقبا لرد فعلها تقبليني!
_ أجفلت بصرها وعلقت عيناها على الورقات الصغيرة المطوية بيديها ثم تحدثت ب.....
إيثار اهلي مش هيوافقوا عليك وخصوصا عمرو
مالك وقد تجهمت ملامحه انا مش هسيب سبب يرفضوني بيه ياإيثار انا مش عايز غير انك تثقي فيا وتستنيني الكام الشهر دول لحد ما أخلص بس السنة دي
إيثار بتأمل ......
مالك وهو يقبض علي كفها بخفة مستعد أحاربهم بالسياسة عشانك بس تبقي معايا
_ هزت رأسها موافقة علي خوض معركة الحياة معه فبثت بداخله الأمل ليري بعينيها دنيا جديدة مفعمة بالسعادة والسرور ولكنه حبذ أن تطرب أذنيه بسماعها فهتف ب.....
مالك طب انتي حاسة بحاجة ناحيتي !! صح
إيثار وهي توزع نظراتها حولها بتوتر .......
مالك بلهجه راجية لا والنبي ما تسكتي قولي إي حاجة طمنيني
إيثار وهي تهز رأسها اا آآ آ... اه
_ سحب شهيقا عميقا وقد شعر بإنتعاشة ټقتحم صدره .. فقد أطمئن من ناحيتها وضمن وجودها معه على الأقل بهذه المرحلة وحتي ينتهي من إعداد نفسه لملاقاة أهلها أصرت هي على الرجوع لمنزلها حتي لا ينكشف غيابها أكثر من ذلك .. فأنصاع مستسلما وقام بتوصيلها للمنزل
_ على جانب آخر _ كانت المناقشات على أشدها بين سارة ووالدتها والتي راحت الأولى تنثر بالسم في أذن والدتها وقامت بتزوير الحقائق وتغييرها حتى يكتمل أنتصارها بتشتيت شملهم الذي أجتمع للتو .. كان الحقد ذئبا يأكل من ضلوعها وصدرها فهى أعلى جمالا وأنوثة من تلك الإيثار ولكن لم ينظر لها مالك يوما أو ينجذب نحوها ولو بنظرة .. لما هى بالذات دون غيرها لن تهنأ إلا بعد أن ترى ثمرة ناجحة لمخططها الذي بدأت في تنفيذه للتو وكان أول عنصر به هو والدتها
إيمان وقد أتسعت شفتيها بشهقه عالية انتي متأكدة ياسارة شوفتيهم بعينك
سارة وقد أمتلئت نبرتها بالجشع والحقد يعني هكدب عليكي ياماما ! ده انا شايفاه بعيني وعايشين أخر انسجام مع بعض
إيمان وهي تستند برأسها علي أطراف أصابعها بنت ال .... يعني الكلام اللي اتقال عليها في مصر صح بقى!!
سارة وهي تزيد من إشعال صدر والدتها واضح كدة ياماما وجاية هنا بقى تكمل حواديتها القڈرة
إيمان بنصف إبتسامة وهي تتحدث بسخرية وقال اي ابوكي جايبهم هنا عشان يجيبولنا الفضايح بعد ما عشنا سنين كافيين خيرنا شرنا .. لا القرف ده ميتسكتش عليه يااامدحت
سارة وقد أنتفض فلبها ذعرا انتي هتعملي اي ياماما!!
إيمان ولهجتها لا يبدو فيها الخير لازم ابوكي يسمع بودانه
مدحت بتذمجر في ايه ! هو ايه ده اللي اسمعه ياإيمان
_ قالها مدحت وهو يلج خارج حجرته فباغته إيمان بنظرات ساخرة وهي تتلوى بشفتيها
ثم تحدثت ب ....
إيمان بنت اخوك