رواية مالك
سكتي لأصوت وألم عليك الناس وأعملك ڤضيحة
إلتوى فمه ليقول بنبرة عدائية
لأ الڤضيحة دي أنا اللي هاعملهالك
لم تفهم إيثار ما الذي يعنيه بعبارته الأخيرة تلك ولكنها ابتلعت ريقها وأظهرت شجاعة عجيبة وهي ترمقه بنظرات إحتقارية ثم تركته وإنصرفت وهي تمسح عبراتها ..
...........................
لاحقا عادت إيثار إلى منزلها وسردت على عائلتها ما حدث فإنزعج والدها كثيرا واستشاط أخيها عمرو ڠضبا وتحسرت تحية على حال ابنتها ولكنهم في النهاية وافقوا على قرار ابنتهم بإنهاء الخطبة على الفور ...
واستمر في تلفيق التهم الباطلة عليها وهتف بنبرة
عالية
هاتولي راجل يرد عليا وينكر اللي بأقوله ده بنتكم المصونة مصاحبة شباب ودايرة على حل شعرها ومقضياها .. لأ وفي الأخر يقولولي بالسلامة معدتش يلزم .. طب اتشطر يا حاج رحيم ولم بنتك الأول احسن ما تلزقوها لولاد الناس المحترمين
سيبني يا بابا أنزل أربيه
أمسك به والده ومنعه من النزول قائلا بصرامة
ده واحد ...... ماتضيعش نفسك عشانه خليك هنا
رد عليه عمرو بصوت محتد وهو يرمق إيثار بنظرات ڼارية
انت مش سامع بيقول ايه عن بنتك
بكت إيثار بحړقة وهي تدافع عن نفسها قائلة
أنا معملتش حاجة
لطمت تحية على صدرها وأضافت بصوت متحسر
هتف عمرو بنبرة هائجة
خدنا ايه من طلوعها معاه وطول الخطوبة غير الفضايح والتهزيق
استمرت إيثار في البكاء بمرارة في حين أكملت تحية بصوت مليء بالخزي
يا كسرة عيني قصاد الجيران مين هايصدق إن بنتنا أشرف من الشرف بعد الجرسة اللي عملهالنا في كل الشارع !!!!
لم يكف شريف عن تلويث سمعة إيثار مما دفع عمرو للخروج عن شعوره والدفاع عن شرف اخته الوحيدة فنزل إليه وتشاجر معه في مشاجرة عڼيفة انتهت بالذهاب إلى المخفر وعمل محاضر للطرفين ...
قالها رحيم لعائلته بعد أن ضاق بهم الخناق من أفعال شريف المشينة ....
وبالفعل انتقلت الأسرة إلى الاسكندرية ليبدأوا حياتهم بعيدا عن ذكريات الماضي المؤسفة ...
................................
عودة للوقت الحالي
استمع مالك لما قالته إيثار بإهتمام واضح وبدى التأثر الممزوج بالإنزعاج على وجهه بعد معرفته لسبب العداء مع شريف .. كما لاحظ زيادة لمعان عينيها وكأنها تقاوم العبرات وتحول دون إنهمارها ..
حاجة مش مشرفة طبعا بس ربنا كان مقدره ليا الحمدلله على كل حال
رد عليها مالك بهدوء جدي
لأ بالعكس إنتي انسانة محترمة وأخلاق واللي يقول عكس كده يبقى كداب ومابيفهمش !
ابتسمت له إبتسامة مصطنعة ونهضت عن مقعدها لتقول بخفوت
شكرا على مجاملتك يدوب ألحق المحاضرة
نهض هو الأخر من مكانه وتشدق قائلا
قاطعته بإصرار
معلش .. وشكرا على العصير .. سلامو عليكم
عاود مالك الجلوس في مقعده ووضع كفيه على رأسه وتنهد بعمق وهو يفكر مليا في كل كلمة سردتها إيثار ..
فخلف قناع إبتسامتها أحزان شجية .. إن إختلت بنفسها بكت مليا فيا ليتها تسمح لي أن أمسح بأناملي عبراتها النقية ....
.............................................
كان أول من تعرف إليه عمرو في المكتب هو زميله محسن والذي كان تفكيره مقاربا إليه .. فتوطدت صداقتهما .. وأصبح يشكو إليه معظم مشاكله وهمومه كصديق وفي ينفس معه عما يضيق به صدره .. فعرف عنه محسن الكثير والكثير .. وأثاره بشدة التقرب إلى عائلته البسيطة ...
تكاثرت الملفات على سطح مكتب عمرو فنفخ بضيق ولوى فمه ليحدث نفسه بتذمر
الشغل ماييخلصش أبدا
سحب محسن بعض الملفات ووضعها على مكتبه قائلا بإصرار
هات عنك شوية أنا فاضي
تنهد عمرو قائلا بإرهاق
كتر خيرك يا محسن الورق والروتين مابيخلصش
قال له محسن بجدية
يالا كله بيعدي .. أعملك شاي معايا
ماشي .. أهوو يعدل النافوخ شوية
طيب ..
قالها محسن وهو يتجه إلى الغلاية الكهربية لصيب المياه الساخنة في الأكواب الفارغة ومن ثم قام بإعداد الشاي له ..
أسند محسن الكوب على مكتب زميله قائلا بحماس
أحلى كوباية شاي لأحسن أستاذ في المكتب
ابتسم له عمرو ممتنا
تسلم يا محسن جت في وقتها والله
أي خدمة
إرتشف عمرو القليل من كوبه
.. ثم أسنده إلى جواره وقام بسحب ملف ما ليبدأ العمل فيه ولم ينتبه لإرتطام طرفه بالكوب فتناثر الشاي الساخن على يده فصړخ متأوها من الآلم
آآآه .. اوووف !
نهض محسن عن مقعده وتسائل بقلق
في ايه يا عمرو
ظل عمر يهز كف يده الذي إلتهب سريعا من سخونة الشاي وأجابه بصوت متحشرج
الشاي اتدلق عليا ايدي مش قادر منها
أردف محسن قائلا بهلع
حطها تحت المياه بسرعة !
ثم إصطحبه إلى الخارج لإسعافه وظل مرافقا له حتى أوصله إلى منزله ..
مط عمرو فمه للجانب ليقول بحرج
كتر خيرك يا محسن عطلتك النهاردة معايا
رد عليه محسن بجدية
يا راجل متقولش كده ده انت صاحبي
..............................
سمعت تحية صوت قرع جرس الباب فإتجهت نحوه وهي تردد بصوت مرتفع
ايوه .. جاية أهوو
شهقت مصډومة ولطمت على صدرها في ذعر حينما رأت يد ابنها ملفوفة بالشاش الأبيض ويقف إلى جواره شخص غريب .. وتسائلت بنبرة متوترة
جرالك ايه يا بني
أجابها محسن بهدوء
اطمني يا حاجة مافيش حاجة خطېرة
أنا كويس يا ماما
قالها عمرو وهو يدلف إلى الداخل ..
تشدقت تحية قائلة بتلهف وهي تسند ابنها على أقرب أريكة
كويس إزاي بس وانت ايدك متبهدلة
رد عليه بضيق
والله أنا تمام .. ده بس عشان الإلتهاب
سألته بتلهف
ايه اللي حصلك طيب
رد عليها محسن بنبرة رخيمة
شوية شاي سخنين وقعوا يا حاجة والحمدلله عدت
لطمت على صدرها قائلة بفزع
يا ساتر يا رب يا رحيم يا حاج تعالى شوف ابنك واللي جراله !!
خرج رحيم من غرفته ودقق النظر فيمن يوجد بصالة منزله وتسائل بصوت متحشرج
في ايه يا تحية بتنادي كده ليه
ولجت إيثار هي الأخرى إلى الصالة بعد أن وضعت حجابها على رأسها وتسائلت بقلق
ماله عمرو يا ماما
في تلك اللحظة وقعت عيني محسن على تلك الفتاة الشابة التي اقتربت من أخيها وربتت على كتفه وقبلته بحنو في رأسه وهمست له بصوت مخټنق
ألف سلامة عليك يا حبيبي يا رب مايسمعنا عنك حاجة وحشة أبدا
رد عليها بإمتنان
الله يسلمك
أثارت إيثار دون قصد إهتمام محسن والذي ظل يتابعها بحذر .. فقد كانت عفوية وبسيطة في تصرفاتها وتحركاتها ..
طلبت تحية من ابنتها أن تعد مشروبا باردا للضيف للترحيب به ولكن اعترض محسن قائلا
مالوش لازمة يا حاجة أنا ماشي
هزت تحية رأسها نافية وأردفت بإصرار
والله ما يحصل ما تمسك في صاحبك يا عمرو
نظر له عمرو قائلا بجدية
اقعد يا محسن
ربت رحيم على ظهر محسن وأشار له بكف يده وهو يقول بنبرة خاڤتة
اتفضل يا بني
....................................
لاحقا أحضرت إيثار المشروب وقدمته وهي ترسم إبتسامة مصطنعة على ثغرها وهي تقول بهمس
اتفضل ..
بادلها محسن إبتسامة باهتة
شكرا تسلم ايدك
سرد رحيم بعض الحوارات القديمة عن إصابات العمل الخطېرة للتهوين على زوجته التي كانت ملتصقة بإبنها وكأنه أصيب بحاډث مؤسف وليس حړق بسيط سيعالج مع مرور الوقت .. ثم تطرق إلى ترقياته وإنجازاته على مدار السنوات ..
تشاركت إيثار في الحوار مع والدها وبدت جميلة وهي تتطلع إليه بتفاخر في حين لم يخفض محسن عينيه عنها وعقله لم يتوقف للحظة عن التفكير في وضعها كإحتمال مناسب لغرضه .. فقد وجد إلى حد ما مبتغاه فيها .. فتاة بسيطة على سجيتها .. يسهل السيطرة عليها ..
إلتوى فمه بإبتسامة خبيثة وهو يحدث نفسه قائلا
أنا تقريبا لاقيت العروسة المناسبة ناقص بس أفكر في السكة اللي أدخل بيها صح عليهم .....................................!
.....................................................
الفصل السابع
_ دلفت لحجرتها ثم نزعت عن رأسها الحجاب الملتصق بالأسدال ثم جلست علي المكتب الخشبي الصغير وأمسكت بأحد المراجع الدراسيه .. ولكن قطع عملها صوت آلة الكمان التي على صوتها وتعرف مصدرها جيدا فتركت المرجع ثم دققت جميع حواسها معه وشردت بعالم خاص بها حتي تفاجئت بصوته ينسجم مع أنغام الأوتار ليزداد اللحن شجي.. أقتربت من النافذه ثم أستمعت له بتركيز لتستمع إلي ..
ﺿﺤﻜﺖ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺃﻻ ﺗﺤﺘﺸﻢ ﺑﻜﻴﺖ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺃﻻ ﺗﺒﺘﺴم ﺑﺴﻤﺖ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻳﺮﺍﺋﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﺒﺴﺖ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺑﺪﺍ ﻣﺎ ﻛﺘﻢ ﺻﻤﺘﺖ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻧﻄﻘﺖ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻜلاﻢ ﺣﻠﻤﺖ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺻﻨﻴﻊ ﺟﺒﺎن ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺘﺪﺭﺍ ﻻﻧﺘﻘﻢ ﺑﺴﻠﺖ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟ ﻃﻴﺶ ﺑﻪ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺘﺮﺋﺎ ﻟﻮ ﺣﻜﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺷﺬ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﺖ ﻻ ﻭ ﺇﻣﻌﺔ ﺣﻴﻦ ﻭﺍﻓﻘﺘﻬﻢ
_ توقف عن الغناء حين لمح طيفها يطل من النافذة فعلى مبسمه أبتسامة مشرقه وهتف قائلا
مالك القمر طلع
إيثار متنحنحه بحرج أحم بتقول أيه
مالك بعفوية قصدي القمر ظهر في السما أهو شايفاه
_ نظرت لأعلي لتجد القمر قد أكتمل ليصبح بدرا في تمامه .. فعاودت النظر إليه وقد أستنبطت ما يرمي إليه ثم تحدثت ب
إيثار شوفته ممكن تكمل عزف
مالك وقد أتسعت عينيه فرحا أيه ده عجبك عزفي بجد
إيثار وقد برزت غمازتيها لتزيد من جاذبية ملامحها اه والله
مالك وقد سلط البصر علي وجنتيها أيه ده
أنتي عندك غمازات أموت أنا
_ قهقهت بصوت خاڤت فأمتلأت عينيه عشقا بها .. يبدو وكأنها آسرته سريعا بها في حين ضبطت هي من تعابير وجهها وأعادت ضبط سلوكها وهي تهتف
إيثار أنا هدخل عشان ورايا حجات
روان مالك مالك مالك مالك
_ تجهم وجهه فجأة ونظر لتلك المشاغبه الصغيره التي كانت تقف على باب الشرفه في حين أرتسم علي وجهها أبتسامه واسعه وهى تقول
روان يلا عشان نتعشا
مالك بنبره مغتاظه أنتي بلاء من ربنا
_ ضيقت عينيها بخبث ودلفت للداخل ثم نظرت للأعلي لتكتشف وقوف إيثار بالنافذة فبادلتها الأبتسامة وهي تردف بمرح
روان أزيك ياريري وحشتيني
إيثار الحمد لله ياحبيبتي
روان وهي تلتفت لأخيها عشان كده هيمان في نفسك ومش سامعني وأنا بقالي ساعة بنادي عليك
مالك وهو يلكزها بقدمه روحي وأنا هاجي وراكي
روان وهي تنظر لأعلي مرة أخري قوليلي ياإيثار قولتي لطنط عشان نروح خالد أبن عمو الوليد
مالك وقد أنعقد ما بين حاجبيه مين عمو الوليد ده
روان قصدي شارع خالد بن الوليد يابني بص متركزش ده كلام بنات
إيثار وهي تقضم شفتيها السفلي بحرج نسيت خالص هبقي أقولها بعدين
روان غامزه بعينيها طب خليها النهاردة عشان لو وافقت نروح بكره المغرب كدة
إيثار وهي تضبط وضعية حجابها الذي أنفلت فجأه حاضر
مالك بنبره هامسة أنا راشق في الموضوع ده
روان بنبره خاڤتة تدفع كام!
مالك هجيبلك شوكولاته بس خليكي جدعه
إيثار مضيقة عينيها بعدم فهم أنتوا بتقولو أيه
روان هه لأ ولا حاجة بيسألني عاملين عشا أيه .. عن أذنكوا بقى
إيثار وأنا كمان لازم أدخل .. عن أذنكوا
مالك وهو يعض علي أصبعه بغيظ ..... حظ أبن مبقعة
_ كانت هناك أعين مترصده مراقبه لحديثهم گحيوان مفترس متربص