الأربعاء 27 نوفمبر 2024

الملاك والقاسې بقلم فرح طارق

انت في الصفحة 17 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


يوم أخون ثقة شخص فيا.
وضع فهد يديه بجيوب بنطاله واردف بنبرة هادئة
دي مش خېانة يا سيف أنت بتعمل الحق الحق والصح وبتعصي الغلط اللي هيأذي ويضر مجتمع بحاله!
اقترب منه سيف وهتف پغضب وعينيه تكشف عن شيئا يعصف بداخله
ونفس المجتمع ده مضرنيش.. المجتمع اللي عايزني أنقذه هو هو نفسه اللي رماني ف اللي أنا فيه دلوقت.

وقف سيف وهو يرجع خصلات شعره للخلف ويحاول تهدئة نفسه وصوت أنفاسه يعلو واستدار لفهد مرة أخرى قائلا بتحذير
اسمعني كويس أوي مساعدة ليك تنساها وكلمة تانية منك ليا صدقني هبلغ مايكل عنك ولو عرف هترجع بلدك على نقالة!
تركه سيف واستدار وهو يقوم بفتح الباب ولكن استوقفه فهد قائلا
وأنت دلوقت مش بتخون ثقة شخص تاني فكرك مراتك متستاهلش بأنك تضحي وتتنازل عن اللي أنت فيه وترجع مصر عشانها..
توقف سيف مكانه وشعر يتجمد هل سيقوم باستغلاله بتلك الطريقة..! هل هي معه الآن مئات الاسئلة باتت تدور داخله..
طالعه فهد وارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه وهو يوقن أنه قد وصل لمبتغاه بينما التف له سيف وعقد حاجبيه وهتف في تسأل
عرفت منين ومراتي فين
وضع فهد يديه بجيوب بنطاله واردف بصوت رجولي خشن
مش فهد الحديدي اللي يدخل حريم ف لعبته! مراتك مكان ما أنت سيبتها وسافرت واللي يلوي دراع راجل بحريم يبقى مش راجل ولا ايه..
اقترب من سيف و وقف مقابلا له و وضع يده على كتفه وهتف بنبرة ذات مغزى
أنا بس بعرفك لو مراتك عرفت بأنك عارف مكان أختها فين وساكت ولا إنك جه ف ايدك تساعدها ومعملتش هتقف قصادها إزاي وتحاول تكسب ثقتها فيك
شعر بأنفاسه تسلب منه ف تلك الحقائق هو يعلمها بالتأكيد! حقائق دائما كلما وضع رأسه على الوسادة ليستعد للنوم تجول تلك الأفكار داخل رأسه ويفكر بما سيحدث!
طالعه فهد بثقة وابتسامة جانبية ترتسم على شفتيه وهو يشعر بتوقوع كلماته بموقعها عليه وأكمل في محاولة منه لعدم وجود مفر للتبرير بداخله
هتحبك كدة ف الآخر تفتكر..
عرفت منين..
فاكر الشخص اللي كلمك وقت ما ليان كانت معاك الشخص ده كان أنا..! وقتها فضلت متابع لحد ما رجعت ليان وأنت رجعت عند مايكل من وأنا ف مصر وأنا عارف إن حور ف أيد مايكل وعارف كل شيء داير ف القصة وصدقني يا سيف فكرة إني جيتلك دي إني مش هقدر أرجع حور مثلا. ! أو أخد الجهاز..! أنا جيتلك لشيء واحد هو إني اديك فرصتك ترجع لمراتك غير كدة لأ.
رأى فهد نظرة التفكير والتردد بداخل أعين سيف ف أكمل حديثه بمراوغة
هسيبك تفكر وترد عليا.
تركه فهد ورحل عنه ولكن أوقفه سيف بتساؤل
وأنت عايز تساعدني ليه..
لم يجيبه فهد بل تركه واقفا مكانه وغادر بينما جلس سيف وهو يفكر هل يعرف الحقيقة بينهم أم لا.. هل يعرف من هو بالأساس..
زفر سيف بضيق وأخذ هاتفه ليحادث معذبة قلبه ليطمئن عليها ويتاكد من حديث فهد وأنه لم يتقرب منها..
بينما على الجانب الآخر في مصر كانت تجلس في غرفتها تفكر بشرود بمصيرها الذي لا ترى له أي وجه! هل يحبها حقا أم ماذا.. مصيرهم معا كيف ستكن نهايته.. بل متى سيعود من الأساس! هل اشتاقت له..
نهضت من مكانها واحضرت النوت الخاص بها وبدأت بتدوين ما يدور بعقلها داخله..
أعلم تفكيري المتهور طوال الوقت ولكنه ليس تهور! كل ما اتخذته بحياتي من قرارات كانت نابعة من التشتت!
عندما بدأت على استيعاب من يحدث حولي وجدت ابا يحب الجميع سوى أبنائه وزوجته! والتي اتضح لي أن أبي قد ټوفي ومن اذاقنا المرار طوال حياتنا لم يكن اب لنا..!
خرجت من بيتي كل يوم وأنا أهرب منه أروح للجامعة أجلس بداخلها هربا من البيت رغم كرهي للدراسة ولكني كنت أذهب ! لم أجد الحنان يوما بي حياتي سوى من امي فقط! أردت السند ليس إلا..! أردت الاحتواء من أحدهم! أردت أن أشعر بأن هناك كتفا خلفي حينما اهوى سأستند عليه..!
الفرق بيني وبين شقيقتي هو أنها نجحت باخفاء رغباتها وأنا لا..! هي سدت أذنيها وقلبها ولكني لم استطع! وجدت مازن أمامي يحاول التقرب مني بالشكل الذي تمنيته في حياتي! كان يحتوي قلبي بشكل دائم..! لم احب مازن ولكني أحببت الشعور بأن هناك شخصا معي يستمع إلي ويحتوي قلبي بشكل دائم!
أعترف بأنني لم أشعر بالأمان يوما ولازلت أبحث عنه! واعترف أيضا بأنني لأول مرة أشعر بالأمان في حياتي وأنا بجانب سيف! رغم قساوة الدنيا بالتقاءنا ولكني لم أشعر بالأمان مع أحد سواه! وذاك الأمان افتقدته مرة أخرى منذ رحيله!
قطع حديثها صوت رنين هاتفها و نظرت للشاشة المضيئة وجدت سيف هو المتصل..
شعرت بخفقان قلبها بشدة وامسكت بالهاتف وهي ترفع زر الإجابة على الإتصال وأخذت نفسا بداخلها وهي تضع الهاتف على أذنها..
سيف ازيك
خرج صوته بخفوت قائلا بتساؤل
كنت بټعيطي..
توسعت مقليتها في دهشة من سؤاله كيف عرف إنها كانت تبكي.. ف صوتها يبدوا طبيعيا للغاية! 
ا.. لأ آه هو أصل
كنت بټعيطي.. وليه
انهمرت دموعها مرة أخرى وإجابته بصوتها الباكي
حور وحشتني أوي يا سيف وحشتني عمري ما بعدت عنها ف يوم متخيل نقعد شهرين منسمعش حتى صوت بعض شهر كنت أنا مخطۏفة فيه ودلوقت هي مخطۏفة! خاېفة مشوفهاش تاني والله لو حصل مش عارفة هي عايشة ولا هي فيها ايه قلبي واجعني أوي عليها.
بتثقي فيا..
آه.
اوعدك هترجعلك وف أقرب وقت.
التمعت عينيها بسعادة وهي تمسح دموعها
بجد يا سيف..
أغمض عينيه پألم داخله وهو يبتلع غصة مريرة داخل حلقه
بجد يا روح سيف.
خفق قلبها بشدة فور نطقه لتلك الكلمة وهللت في سعادة بينما هتف سيف في تساؤل ولازال يغمض عينيه
ليه بتثقي فيا يا ليان..
مش عارفة يمكن لأنك وعدتني بكذا حاجة قبل كدة ونفذتها.. أو يمكن عشان قعدت معاك ف نفس البيت وكان قدامك كذا
فرصة تأذيني ومعملتش! أو ممكن عشان رجعتني لأهلي تاني أو عشان انقذتني من مازن! بس اللي متأكدة منه دلوقت..
فتح عينيه وهو يستمع لها بانصات بينما تنهدت ليان وأكملت حديثها وهي تبتسم 
اللي أعرفه بأنك كنت أكبر عدو ليا ودلوقت بقيت الشخص الوحيد اللي بثق فيه كتير أوي قالولي أختك هترجع بس مصدقتش ولا اطمنت غير لما أنت وعدتني دلوقت بأنك هترجعها.
مسح سيف دموعه التي خانته ونزلت على وجنتيه وهتف بصوت متحشرج
حاضر يا ليان اوعدك ف أقرب وقت هترجع ليك تاني.
وأنت هترجع معاها..
عايزاني أرجع..
تسأل في توجس وخشية من إجابتها عليه هل خوف من أن تخبره بأنها لا تريده مرة أخرى.. أم ماذا..
آه.
قالتها بتلقائية منها ولكنها صادقة! هي تريد عودته

إليها..! تريد أن يعود إليها وإلى قلبها ذاك الشعور مرة أخرى شعور الأمان الدائم فور قربه بجانبها.
تهللت اساريره في سعادة وهو يستمع لكلماتها البريئة كلمات بسيطة تتكون من حرفين لا أكثر! ولكنها قادرة على إحياء قلبه وترميم چروحه من جديد.
واجابها في سعادة
حاضر.
حاضر إيه هترجع معاها..
آه يا ليان هنرجع أنا وهي وقريب بإذن الله و حقك عليا بس هقفل دلوقت وهكلمك بكرة بأمر الله.
أكيد ولا هتغيب بالايام كدة
ابتسم في سعادة لا توصف حقا..! لا يصدق ما تسمعه أذنيه ! هل هذه معشوقته ومعذبة قلبها أم شخصا آخر..!
لأ هكلمك بكرة أكيد ولو الشغل خلص بدري هبعتلك مسدج لو صاحية هكلمك بليل.
هستناك مش هنام سلام.
أغلقت معه بينما نظر سيف للهاتف وهو يتأكد من الرقم الذي كان يتحدث معه! يتأكد إن كانت بالحق ليان أم لا..! هل هذه إشارة له للرجوع ومساعدة فهد والعودة معه.
فاق من تفكيره على صوت رنين هاتفه مرة أخرى و وجده إحدى رجال مايكل..
الو.
سيف احم أنا عرفت حاجة كدة.
ضيق سيف عينيه وهتف بتساؤل
حاجة ايه..
حك المتحدث رأسه وهو لا يعرف كيف يخبره بما عرفه! ولكنه شعر بضرورة الحديث وإلا سيحدث ما لا يخمد عقباه
بينما هتف سيف بقلة صبر
أخلص يا مروان إيه اللي حصل..
مايكل هو الحقيقة فيه كذا حاجة حصلت هو مخبيها عنك وأنا عرفتها بالصدفة من أخوه لما سكر ف الحفلة بتاعت النهاردة ومايكل وحور هو عايز يخلف طفل بس يكون ليه أصول مصرية وحور ف الأصل عجبته عشان كدة جابها هي.
يعني عايز تقولي إن اللف ده كلوا عشان ده.. وبعدين حور اشمعنا..! كان ممكن يشتري أي واحدة من مصر وما كانت هتصدق الأمر ده!
بقولك البت دخلت دماغه يا سيف! وأنت عارف مايكل ف الأمور ده مش بيختار والسلام! ودي واحدة هيفضل معاها ع الأقل سنة كاملة!
حيد سيف بتفكيره وهو يتذكر كل ما حدث وبدأ بربط الخيوط مما يحدث حوله وهتف بجدية
تمام يا مروان اياك حد يعرف باللي قولته ليا دلوقت مفهوم..
حاضر يا باشا مع السلامة
أغلق سيف معه وأخذ مفاتيحه وغادر الشقة بينما على الجانب الآخر أغلق مروان معه واستدار لفهد وياسين الواقفين وهتف فهد وهو يصفق له
شك بأنك مش مروان..
عدل مهاب من ياقة قميصه وهتف بفخر
عيب عليك المهم هنعمل ايه ف مروان ده..
أنهى حديثه وأشار للشاب المستلقي على الفراش وينام بعمق شديد ف هو من أحد رجال مايكل واستمع ياسين لحديثهم وفكروا بتلك الخطة.
فهد بتفكير
لما سيف يجي ونتأكد من انضمامه لينا وقتها هنقوله وهو هيعرف يطلعه من هنا.
ولو معرفش.. مش أمان يتساب لوحده!
هو الموضوع مش ف إنه يخرج! هو الموضوع كلوا بأنه يقابل سيف قبل ما احنا نشوفه!
فهد بتأييد لحديث ياسين
أيوة ف هو هيفضل هنا لحد ما سيف يجي ويكلمني بعدها مش هنطلعه أصلا.!
ازاي!
فهد بتهكم
هو ايه اللي ازاي.. إحنا عايزين نقبض عليهم!
اختفاء مروان هيعمل جدل!
نقابل سيف ونقرر بس المهم سيف دلوقت ومروان صدقني مش هياخد غلوة معانا مروان لو فاق دلوقت وخرج من هنا ولا هيفتكر أي حاجة حصلت معاه وهيفكر نفسه سكر وجه مع واحدة!
مهاب بحماس لما جاء بخاطره
أنا عرفت هنعمل ايه وكمان عشان كاميرات المراقبة مروان كان ماشي ساند على ياسين ف هنقول إنه سكر أوي ومكنش حاسس بشيء ف خدناه يريح ف اوضتنا واحنا شابين ومصريين بنقضي عطلة ف عادي وكمان هيكون شيء كويس إننا نتصاحب عليه.
ياسين بإعجاب
حلو ده ومضمون جدا.
نظر فهد لهاتفه وابتسم ونظر للاثنان قائلا
سيف بيتصل.
هو عرف رقمك الدولي منين..
سيبته عنده قبل ما أمشي.
أجابه فهد وطلب منه سيف أن يقابله بمكان وسيرسل له اللوكيشن الخاص بالمكان..
غادر فهد لمقابلة سيف بينما جلس مهاب وياسين بانتظار أن يفيق مروان ليخبروه بتلك الكذبة التي اختلقوها..
في المكان الذي اتفق عليه فهد وسيف..
نزل سيف من سيارته واتجه ناحية فهد الواقف بانتظاره وابتسم له بتهكم واقترب منه وهتف بسخرية
لأ عجبني تفكيرك يا فهد!
نفث فهد سيجارته وألقى بها ارضا وهو يعتدل
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 43 صفحات