الإثنين 25 نوفمبر 2024

انا اجوزتك عشان ابن اخويا ميبقاش يتيم

انت في الصفحة 34 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز

هددنى بتميم
عمر دا لازمله واقفه انا مكنتش اقدر اتصدر له قبل كدا علشان كنتى عاوزاه لكن دلوقتى ملوش مكان بينا ومش من حقه يتدخل فى حياتنا ولا من حقه حتى انه يتصل بيكى انا هروح له واتكلم معاه
لا ياصفي ابوس ايدك خلى الفرح يعدى على خير انا مش عايزه مشاكل وهوا وعدنى انه مش هيكلمنى تانى
وانتى مصدقاه 
صدقنى انا قولتله كلام عمرى ماتخيلت فى يوم انه يطلع منى واكيد مش هيعرض نفسه للاحراج مره تانيه عمر مهما كان انانى وعايز يملك كل حاجه بس كرامته عنده غاليه اوى
طيب ياميراس اهدى انتى دلوقتى واغسلى وشك وانسى كل اللى حصل وانا هاجيلك كمان شويه 
ماشى 
اغلقت اتصالى معه وتوجهت لصنبور المياه احمل من مياهه بين يداى وألقيها على وجهى لعلى استفيق من تلك الحاله وأعود لحالتى السابقه التى لم يدعنى اهنئ بها حاولت ان انغمس معهم مره اخرى بعدما تعجبوا من غيابى الطويل بغرفتى ولكن روحى لم تعد متفتحه كما كانت فكنت اتصنع الابتسامه والسعاده وعيناى لا تغفل عن تميم مرت الساعات طويله وبطيئه لم يعد هناك ما يسعدنى فيها حتى أتى الليل وانصرف اغلب الموجودين ولم يتبقى سوى الأقارب المقربون وحضر صفي حامله بين يديه باقه من الزهور النضره التى تبعث الراحه فى النفوس وعلى وجهه ابتسامه صافيه مثله يحسدنى عليها كل الموجودين طلب ان نجلس بعيدا عن الازدحام الضوضاء وبالفعل اتجهنا ناحيه غرفه الضيوف وجلسنا نتحدث بهدوء
لسه زعلانه يا قلبى
لا وحياتك ياصفي خلاص موقف وعدى
طيب عينى فى عينك كدا
لم استطع النظر إليه ولم استطع تخبئه حزنى وألمى الدفين فبادرنى هوا بجملته 
انا لسه جاى من عند عمر
انتفضت من مجلسى حتى شعرت ان من بالخارج انتبهوا لحركتى ونظرت له غير مصدقه ومضطربه 
بجد 
تفتكرى ياقمر هكدب عليكى
وليه روحت له 
علشان مضمنش الجاى
يعنى ايه
يعنى مضمنش انه يسيبنا فى حالنا ومش هستحمل ان اى حاجه تزعلك ولا تنزل دموعك دى مره تانيه
ووافق يقابلك 
طبعا انا روحتله لحد بيته عيب كبير لو مقابلنيش
وحصل ايه طمنى
ولا حاجه اتكملت معاه بكل هدوء عرفته انى بحبك وانك بتحبينى وان جوازكم انتهى ومفيش امل واحد فى المليون انكم تكونوا لبعض تانى وطمنته على تميم انه هيبقى اعز عندى من ابنى ولو فى يوم اخدنا تميم منهم او منعناهم يشوفوه يبقى من حقه ساعتها ياخد موقف لكن لحد الوقت دا ملوش انه يكلمك لأنك فى عصمة راجل وقولتله انه بعد مكالمته معاكى احنا كتبنا الكتاب علشان اقطع عليه اى فكره او خط رجوع بيفكر فيه وأقسملى انه مش هيتعرض لك تانى وانه كان بيتأكد انه واخدانى بمزاجك مش ڠصب عنك اكون واخدك تخليص حق يابنت خالتى
ضحكت كثيرا وهدئت روحى واستكانت وكأن حملا ثقيلا كان يرقد على كتفاى أزاحه صفي بكل سهوله فعادت ابتسامتى لشفتاى وابتسامتى لقلبى مره اخرى 
مبسوطه ياست البنات 
نظرت له بعشق متأجج يثور بركانه من عيناى الهائمه والمتيمه بحبه وانا اربت على يديه الدافئتين استمد منها قوتى الان عرفت كيف لى ان حصلت على كل تلك القوه فلابد انها من انبعاث روحه وصموده ورجولته التى تفيض أمانا على من حوله فتدعهم يستوطنون أسفل ذراعيه بسلام نفسي جياش وجسد انهكه التعب
ازاى مبقاش مبسوطه وانت معايا ياصفي بنا
يخليك ليا 
انا اتفقت مع عمى بكره هنكتب الكتاب من غير اى اعتراض
ومين قالك انى معترضه انا موافقه جدا
خرجت من طيات قلبى صريحه واضحه لا غبار عليها وشك
ريحتى قلبى يلا بقى جهزى نفسك ياعروسه وهمشى انا علشان معطلكيش وبقولك للمره المليون ياميراس طول مانتى معايا مفيش كائن على وجه الأرض هيقدر يزعلك ولا يستحق دمعه واحده من عيونك انتى غاليه ودموعك دى زى الماس مينفعش تنزل على حد ميستاهلش
عدت أطير بجناحين من لؤلؤ وزمرد أحلق بهما عاليا وألامس عنان السماء كيف لإناس بتلك القلوب الطاهره ان يكونوا بيننا مندسين بين من لا قلوب لهم ولا نشعر بهم ولا بحهم ولا بجاذبيه روحهم الصادقه الطاهره فنتغافل عنهم ونلقى بأنفسنا بين ايادى لا تعرف الرحمه فهنيئا لمن عرف تلك القلوب يوما وطوبى للمحرومين
الحلقه السادسه والعشرون
الآن فقط عرفت لما تحدث لنا أشياء نظنها نهايه العالم وعندما تدورالايام نجد انه لم يكن هنالك افضل من ذلك عندما اسرح بمخيلتى واسترجع ماحدث لى منذ يوم طلبنى عابد للزواج ارى ان هنالك الكثيرمن الصدمات التى كادت تهلكنى لولا اننى تمسكت ببقايا أرادتى والان
اشكر الله عليها فما حدث صنع الكثير لى وأعطانى تجارب حياتيه لم اكن سأكتسبها يوما دون ان يحدث ذلك أما الان فأعتقد اننى وصلت لمرحله الاستقرار بعد أيام سأتخرج من الجامعه بتقدير عام امتياز كافحت كثيرا حتى حصلت عليه بالرغم من أعباء الحياه ومسؤليه طفلين إلا ان صفي شاركنى كل ضغوط الحياه منذ ان انتقلنا للسكن فى القاهره لأكون بجوار جامعتى ويكون صفي بجوار عمله وقد صدمنى تغيير طريقه الحياه والازدحام الشديد والعادات المختلفه عن عاداتنا فنحن قد نشئنا فى قريه صغيره يعرف بعضنا البعض بخلاف القاهريين فكل منهم فى حاله لا يتدخل احدهم فى حياه الاخر وبالتالى اذا مرضت يوما او احتجت لمعين لن تجد فكنا نقتسم الشقاء قبل الراحه وحتى ساعات السهر بجانب ملاذ وتميم كنا نتشاركها فكان أحدنا يسهر نصف الليل ثم يذهب لينام والاخر يجلس بدلا عنه بعد ان يكون اخذ قدره من النوم فكان تميم يذهب لروضه مدرسيه قريبه من بيتنا الصغير الذى استأجرناه وملاذ تذهب لسيده أخرى فى منزلها ترعاها وتهتم بها حتى نعود فكنت احمل ملاذ واركض بها تجاه جارتى التى تستضيفها فى منزلها بمقابل شهرى وصفي يحمل تميم ويذهب به لروضته ثم نتقابل فى مكان حددناه سابقا لنستقل الحافله التى اهبط منها على مقربه من جامعتى ويستكمل صفي طريقه حتى ان يصل لعمله كانت فتره الصباح وقتها تأخد من ساعتين الى ثلاث ساعات منذ ان نستيقظ وحتى نستقر فى أماكنا وعند العود نفس الشئ فإذا انهيت محاضراتى قبل ان ينهى صفي عمله كنت انتظره فى المكان الذى حددناه سابقا فأظل استذكر ما أخذت من محاضرات حتى يأتينى فبدونه أخشى العوده واخشى استقلال الحافلات وحدى فمازال قلبى الطفولى
يخشى الغربه ولا يجد أمانه الا فى وجود صفي وعندما نعود لمنزلنا بعد ان احضرنا اطفالنا كنا نتشارك أعمال المنزل ولأن صفي عاش
سنوات كثيره وحده فقد اعتاد الطهى والتنظيف فإذا طهوت انا كان يبدل ملابس الطفلين وينظف بقايا الافطار المتساقطه واذا قرر ان يطهو هوا
لنا كنت ارتب البيت واعد مائده الطعام حتى ننتهى جميعا من اعمالنا ونجلس معا لنتناول الغداء حتى تميم كان يساعد والده الذى يعشقه كما لم يعشق والد من قبل فكان يقلده فيما يفعل ويرتدى مريول المطبخ الصغير ويخبره انه المساعد الخاص به وكان صفي ذو قلب طفولى يلعب معه ويمرح ويتنافسا على
من ينهى طبقه أولا او من يسبق الاخر ويركض الى الروضه اسرع فكلما مرت الايام وكبر تميم
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 42 صفحات