اخطائي بقلم شهد محمد جادالله
هادئة
أنا معنديش مانع بس المهم رأي العروسة
اتسعت بسمتها ونكست رأسها لتؤكد ثريا
السكوت علامة الرضا مش كده يا نادين
زاغت نظراتها بينهم وقطمت شفاهها وأومأت برأسها بنعم لتتهلل اساريره وينهض قائلا بلهفة لامثيل لها
بجد موافقة
تحمحمت هي بخجل وأكدت
اه موافقة بس..
كادت تستأنف ولكنه قاطعها بتفهم
عارف هيبقى
امتحاناتك و ع ميلادك يعني كمان شهرين
بس أنت ناسي خالي هنعمل فرح كبير أزاي واحنا مفهمينوا أن جوازنا طبيعي
دلك مؤخرة عنقه وكأنه تذكر أمره الآن ولكنه أصر قائلا م اكتراث وبكل ثقة
محدش ليه حاجة عندنا أحنا هنعمل اللي عايزينه وهو يخبط دماغه في الحيط إنت مراتي بفرح او من غير فرح وكل الدنيا عارفة كده
قالها حسن بغيظ للمحامي وهو ور حول نفسه كالثور الهائج مما جعل المحامي يستأنف قائلا
قانون الأحوال الشخصية بيأكد أن ميشترطش أن يكون الضرر متكرر بيكفى أنه يقع الضرر من الزوج ولو مرة واحدة.
زمجر غاضبا وقال وهو يشوح به ساخطا
وأنت لازمتك ايه إن
شاء الله اتصرف شكك في التقرير او شوف أي ثغرة واستغلها
تنهد المحامي الخاص به بضجر من فظاظة اسلوبه وقال موضحا
الموضوع مش عند يا استاذ حسن القانون في صفها دي جنحة والمفروض هيتنظر فيها كمان ١٥ يوم فعايزك تهدى علشان نحاول نلاقي حل وياريت تتحكم في اعصابك
ايه اللي مفروض يحصل
أجابه المحامي بعملية تامة
في جنح مشابهة بتكون العقۏبة الس مدة لا تز عن سنة أو دفع غرامة مالية بس احنا ممكن نطعن في الحكم يها أما بقى بالنسبة لقضية الطلاق فإذا تضررت الزوجة من عشرة زا بأن آذاها بالضړب أو بالسب او بالهجر او وإكراهها و إجبارها على فعل محرم شرعا فإنها بتستحق التطليق للضرر وعلشان ده يحصل لازم تتوافر عدة شروط
يشترط في إيقاع الطلاق للضررتقرير
طبي بنفس تاريخ وقوع التعدي و أن يمر عليها 12 ساعة .
ولازم يكون التقرير الطبي مطابق لما ورد في المحضر اللي تم تحريره من حيث نوعية أثار الضړب وللأسف كل ده مستوفي ومفيش ثغرة ممكن نشكك فيها وحتى لو كنا قدرنا نعمل ده متنساش أن كان في شهود على الواقعة. ليتوجس المحامي من رد فعله وهو يستأنف الوضع للأسف مش لصالحنا وطبعا عدة جلسات القضية هتاخد مجراها المحكمة بتحكم ليها بكافة حقوقها الشرعية والمادية.
كان يكاد يجن وهو يستمع له وعند تلك النقطة التي ذكرها ثارت ثائرته وضړب على سطح المكتب قائلا
حقوق أيه! دي هي اللي طالبة الطلاق.
ده مش خلع يا استاذ حسن الفرق بينهم كبير...
حانت منه بسمة هازئة مستخفة ليست بمحلها تماما وهدر م اتزان وهو يمرر ه بخصلاته يشعر بفوران رأسه
على أي وضع مش هيحصل انا مش هطلق لو وقفت على شعر راسها
زفر المحامي وأخبره بتروي ناصحا
استاذ حسن انا شايف أنك تحاول تحل الموضوع بشكل ودي وتحاول تقنعها تتنازل ما الموضوع يتصعد اكتر من كده
زفر حسن حانقا ثم أومأ له بتفهم وغادر مكتبه بخطوات واسعة يتأكلها الڠضب وهو ينوي أنه حث عنها ويجدها مهما كلفه الأمر موعد المحاكمة غافل كونها قررت أن لا تختبأ منه اليوم وبكامل إرادتها ستواجهه وتتصدى له.
مر يومين لا غير حديثها مع سعاد بشأن عودتها وها هي قد عادت لذلك المنزل الذي
لطالما تشعر به بالراحة فقد كانت تحضر أطفالها للذهاب لمدرستهم أيام من الانقطاع... فقد قررت أنها ستعتمد على ذاتها وتقوي عزيمتها دون خوف أو رهبة فلم يعد شيء يرهبها كسابق عهدها
حانت منها بسمة هادئة مليئة بالفخر وهي ترى ابنائها يتناولون الفطور بكل طواعية دون أي ضجر او شغب على غير عادتهم مما جعلها تقول وهي تجاور شريف
ساكتين ليه يا ولاد مالكم انتو كويسين
أومأو لها وبادر شريفبإندفاع كعادته
أحنا كويسين علشان أنت بقيت كويسة يا مامي وبطلتي تعطيتي
وقررنا أننا عمرنا ما هنزعلك ولا
هنتخانق تاني علشان متزعليش
لتؤه شقيقته
ايوة أحنا كنا زعلنين عليك وكنت انا وشريف بنقعد نعيط ما نام
غامت اها التي يسكنها الحزن وقد تهم فتلك الفترة التي تعافت بها أدركت أنها كانت تؤثر بالسلب عليهم دون قصد منها لذلك قالت بحنو وبصوت متحشرج على حافة البكاء وهي
حقكم عليا...الفترة اللي فاتت كانت صعبة عليا اوي وين أنا عمري ما أزعل منكم أنتو كل حياتي ياولاد ومليش غيركم
شيري وقالت ببراءة متناهية
واحنا بنك يا مامي ومش عايزينك تزعلي تاني ولما يرجع بابي من السفر هنخاصمه علشان هو اللي علطول بيزعلك
نفت رهف برأسها وقالت بدافع أمومي بحت كي لاتشوش تفكير ابنائها
لأ يا شيري بابي مش هو السبب أنا كنت تعبانة شوية وعلشان كده كنت بعيط لكن بابي بيكم وهيجبلكم حاجات حلوة كتير لما يرجع من السفر
صفقوا بحماس طفولي واتسعت بسماتهم لتستأنف هي
يلا بقى علشان منتأخرش كملوا فطار
إنصاعوا لها وباشروا تناول طعامهم بحماس بينما هي اندثرت بسمتها تدريجيا وانفلتت دمعة من اها أخفتها سريعا وأخذت تنعي بسرها حظها وحظ ابنائها
فنعم كذبت ولكن ليس من أجله هو هي على يقين تام أنه لا يستحق أي شيء ولكنها فعلت ذلك من أجل ابنائها فلن تزرع ضغينة بقلوبهم لأبيهم وتشوش تفكيرهم بذلك السن الصغير بل كانت تفضل أن تمهد لهم أمر رغبتها في الأنفصال عنه تدريجيا كي لا يؤثر بالسلب على نفسيتهم .
كانت تصهم وهي ت على كفوفهم الصغيرة براحة عارمة كأنها العالم بما فيه بين يها خطوة خطوتان بعة عن مدخل البناية وتيبست قدميها عندما وجدته أمامها
لوهلة شعرت بإنقباض قلبها ولكن كفوف صغارها بها جعلها تصمد و تطالعه بنظرات باردة جوفاء خالية من كل شيء.
اختصر اافة بينهم بخطوتان حين لاحظوا ابنائه تواجده
وهرولو إليه هاتفين بفرحة
بابي وحشتنا
جثى حسن على ركبتيه وشملهم بين يه
وحشتوني اوي يا ولاد عاملين أيه كنت هتجنن عليكم
رد عليه شريف ببسمة واسعة
أحنا كويسين أنت رجعت من السفر امتى
لتشاركه شيري ايضا
وياترى جبتلنا ألعاب حلوة زي ما ماما قالتلنا
اخرجهم من بين يه و
جعد حاجبيه مستغربا ولكنها أرسلت له نظرة ثابتة تحثه بها على مسايرتهم فما كان منه غير أن يقول
لسة راجع ...واه جبتلكم العاب بس في البيت نسيت اجيبها معايا لما نرجع مع بعض هتشفوها
قال أخر جملة وهو ينظر لها نظرة مترقبة جعلت جانب فمها يعتلي ساخرا ثم قالت دون أن تعيره أي اهمية أو ت له حديث
يلا يا ولاد عربية المدرسة وصلت.
أومأو لها بطاعة لتصهم هي إلى عربة المدرسة وما أن اطمأنت عليهم عادت ادراجها تحت نظراته فكاد يجن حين وجدها لم تعطيه أي اهمية وتتخطاه وفي طها لساحة البناية ليهرول قابض على يها قائلا بنبرة رغم حدتها إلا انها كانت تحمل العتاب بين طياتها
كنت فين انت والولاد أنا دورت عليك هو
للدرجة دي وصلت بيك يا رهف
نفضت ه بشراسة هجومية لم تكن ابدا من طباعها وقالت وهي تدفعه بصدره كي ته عنها بكل ما اوتيت من قوة
أنت فاهم
ثارت أنفاسه واحتدت نظراته وتراجع خطوتين بع عنها يستغرب تلك الشراسة التي اصبحت عليها و رفع ه تسلام قائلا بنبرة تحمل سخط عظيم
مش بس احنا لازم نتكلم تعالي نطلع فوق ومنفرجش الناس علينا
تقلصت معالم ها وردت برفض قاطع
مستحيل يجمعني بيك مكان واحد من تاني ...
زفر انفاسه دفعة واحدة واحتدت نظراته حين برر بكل تبجح
أنا عارف أنك زعلانة على البيبي بس أنا مكنش قصدي تخسريه...
وين انت اللي استفزتيني و خلتيني معرفش اسيطر على اعصابي
حانت منها بسمة تحمل بين طياتها سخرية مريرة فهو كعاهدته ي أن يتقمص دور الضحېة ويضع اللوم عليها لذلك قررت ترد عليه رد يليق عليه ويناسبه أكثر حين وقفت في مواجهته قائلة بثقة وبقوة اكتسبتها نكبتها
وفر اعذارك يا باش مهندس أصلها احتمال تنفعك قدام النيابة
تفاجئ من حديثها كثيرا فكانت واثقة بشكل أثار ريبته ولكن كعادته هدر متعجرفا
انت أزاي طلعت خبيثة و قليلة الأصل كده وعايزة تسجنيني وتطلقي مني علشان غلطة مش مقصودة
هل هذا امى الصحيح لكم الخذلان الذي اغدقها به هل من المفترض أن تتعاطف مع حديثه وتصدق على نواياه ألهذا الحد يظنها
ساذجة!
انت جاي عايز ايه
قالتها وهي تربع ها و ترشقه بنظرات قاټلة استفزته وجعلته يهدر متبجحا
أنت مراتي وجيت علشان أخليك ترجعي عن اللي في
دماغك وانا مسامحك بس خلينا نرجع زي الأول
اصدرت صوت متهكم من فمها يشبه ذلك الذي كان يستفزها به حين يستخف بها و قالت ها ببسمة ساخرة وبنبرة لا تحمل لمحة ضعف واحدة
زي الأول ...وكمان أنت اللي مفروض تسامحني... تصدق ضحكتني
هو أنت فاكرني ساذجة للدرجادي علشان مقدرش اميز واغلط نفس الغلطة مرتين انا ربنا بيني علشان شال الغشاوة من على ي وعرفتك على حقيقتك لتندثر بسمتها تدريجيا وتستبدلها بأخري نافرة وتستأنف حديثها
أنت اللي جابك هو أنك خاېف تتس يا باش مهندس
لتتهكم قاصدة
اثارت أعصابه كما يفعل معها
بس أنا عذراك أصل وصلني أن قاعدة الحجز معجبتكش ومعدتك يا حرام ما اتحملتهاش.
أحتدت نظراته وجز على نواجزه بقوة يلعن ذلك اليوم بكل مافيه وهو يستغرب من
أين علمت بتلك التفاصيل وكيف لها أن تتشفى به بتلك الطة فذلك منافي تماما لطباعها لذلك قال بنبرة تقطر غيظا
كله بسببك... وين أنت أزاي شمتانة فيا كده...يا خسارة يا رهف لأول مرة من يوم ما اتجوزتك تخلفي ظنوني أنا كنت فاكر أنك عمرك ماهتخلي الأمور
تتفاقم بينا لغاية كده كنت فاكر أنك عاقلة وأصيلة ومش هيهون عليك تسجني ابو ولادك
ظلت على ثباتها ولم تؤثر بها تلك ارحية الهزلية خاصته فقد طفر بنواياه الحقيقية دون ان يقصد لذلك أجابته بكل ثبات وبنظرات متحدية شامخة
رهف القديمة مبقلهاش وجود فمتحاولش تستعطفها علشان مش هرجع في اللي عملته وانت لازم تاخد جزاتك ومن هنا ورايح إياك تتعرضلي وإلا هبلغ عنك ولو فاكر انك ممكن تلوي ي بالولاد فالحضانة وفقا للقانون ليا لغاية سن الحضانة يعني مش هتعرف تضغط عليا بيهم وخصوصا إني اقدر أثبت أنك مكنتش أمين عليا وبالتالي عمرك ما هتكون أمين عليهم
اللي بيني وبينك المحاكم واظن انت فاكر إني طلبت منك الطلاق كده وأنت رفضت فمتلمش غير نفسك أنت اللي اضطرتني لكده علشان اعرف أخلص منك
لطالما كان يثق في قلة حيلتها ويظنها ستتفهم وتسامح كعادتها بلين قلبها ولكن حقا افحمته بتلك الثقة والقوة التي تقطر من حديثها حتى أنه استغرب أين اندثرت تلك الهادئة المتفهمة قليلة الحيلة التي كانت لا تتحامل عليه مهما فعل فكيف تبدلت هكذا في غضون أيام
واين ذهب لين قلبها فكان الأمر يصعب عليه استيعابه فأخر شيء كان يره هو خسارتها لذلك وجد ذاته بدلا أن يثور عليها يعاتبها قائلا
تخلصي مني يا رهف لدرجة دي أنا وحش ومتعاشرش ومشفتيش مني حاجة حلوة
لمعت اها بنظرة كارهة مستنفرة وأخبرته بلا اكتراث يشابه ذلك الذي لطالما اغدقها به
مبقاش فاضل شيء جوايا يتشفعلك ولا باقي عليك أنا اكتشفت إن لو في جوايا طاقة لل فنفسي و ولادي اولآ بيها
لا يعلم لم شعر بوخزة مؤلمة بقلبه حين وجد تلك النظرة باها التي تنم انها بالفعل مقتته هي من كانت تستجدي ه وأهتمامه من كانت يمثل العالم باها أصبحت الأن تمقته لدرجة أنها ستتخلى عنه وتخرج من حياته للأبد وعند تلك الفكرة وجد عقله ېصرخ مستنكرا ودفعه كي بضع خطوات منها يحاول أن يؤثر عليها ولكنها تراجعت مثلهم واشارت له بها هادرة بتحذير قوي
..
رد بنبرة تلاشت منها الحدة تماما وحل محلها الخۏف وكأنه أدرك للتو كونها جادة في قرارها
أنت لسة مراتي يا رهف بلاش تعملي كده فينا بلاش تخربي بيتنا علشان خاطر ولادنا
نفت برأسها م اقتناع
وردت متهكمة
غريبة دلوقتي فكرت في ولادك وفي خړاب بيتك...أنا عشت سنين بعافر لوحدي علشان أحافظ على بيتك بس أنت عمرك ما قدرت ده الذنب ذنبك لوحدك واللي زرعته بأك هتحصده
رمش به يحاول ان يستوعب الأمر فهي محقة وهو كان على دراية تامة بذلك ولكنه كان يبرر تغاضيها وتحاملها كونه فرض عليها وحق مكتسب له لعڼ ذاته بسره ولعڼ غبائه واستهتاره بها وهدر بترقب وب غامت بالحزن لتوها
خلينا نبدأ من جد أنا مقدرش اتخيل حياتي من غيرك
رفعت منكبيها م إكتراث وأخبرته دون ذرة تردد وكأنها تبدلت لآخرى غريبة عليه
مش مشكلتي...علشان أنا من هنا ورايح مش هقدم تنازلات و هعيش لولادي و لنفسي وبس
غامت ه وهو يشعر بشعور لأول مرة اهمه وقال بنبرة متقطعة غير مستوعبة
أنت بتقولي كده علشان واخدة على خاطرك صح... طب خلينا نقعد ونتفاهم ونوصل لحل تاني أنا متأكد أنك لسة بتيني وتقدري تسامحيني
مستحيل اللي كسرته جوايا مستحيل يتصلح الطلاق احسن ليا وليك بدل ما نأذي بعض اكتر من كده
ذلك اخر ما تفوهت به أن تتركه وتسير لداخل البناية تاركته موه ينظر لآثارها ب غائمة وبقلب ثائر أدرك الأن فقط أن يقينه بشأنها لم يكن بمحله فثورتها تلك لم تكن سوى لتراكمات عدة كانت تتغاضى عنها وتتهاون من أجل ان تحيا بسلام وتحافظ على كيانها ولكن هو لم يقدر ذلك يوم بل تمادي في طغيانه. ويبدو أن قد حان الوقت كي ينال جزائه.
طرقات منتظمة على
باب الشقة جعلت الصغيرة تهرول تفتح الباب لتجد سة تقول من طرف أنفها
ماما موجودة يا شاطرة
أجابتها طمطم وهي تتطلع لذلك الفراء الثمين التي تضعه على يها بأنبهار تام
ايوة ثوان وانديهالك هو ده فرو أيه ده حلو اوي
قالتها شهد وهي تخرج من المطبخ وتحمل بها مغرفة الطعام التي كانت تعده لتوها وما أن فغر فاهها واتسعت اها عندما
علمت هويتها وهمست بوه
دعاء
حانت من الأخرى بسمة متعجرفة وهي ترشقها بتدني واضح وقالت بنبرة تحمل التحذير بين طياتها
أه دعاء مش هتقوليلي اتفضلي يا شهد متهيئلي في عندي كلام مهم لازم تسمعيه... ده لو عايزة مصلحة أخوك.
الثالث والعشرون
ليس كل شيء في القلب يقال لذلك خلق الله التنهة الدموع النوم الطويل الإبتسامة الباردة ورجف الين.
نزار قباني
هو ده أخر المعروف يا هانم أنت واخوك
قالتها دعاء بنزق ما استتها شهد وادخلتها تجلس بردهة منزلها.
عقدت شهد حاجبيها وردت مستفهمة
قصدك إيه يا دعاء تعالي دوغري أنا لا ب اللف ولا الدوران
أجابتها دعاء بغيظ
أنت عارفة أنا بتكلم عن ايه...
تنهدت شهد وضړبت على قدميها قائلة بنفاذ صبر
اللهم ما طولك يا روح ما تخلصي يا دعاء وتقوليلي سر الزيارة الغريبة وايه الكلام المهم اللي عايزة تقوليه
أجابتها دعاء بنظرة تحمل خبث مقيت
أخوك لافف على بنت جوزي و فاكرها هبلة وهيعرف يضحك عليها وياخد فلوسها بس انا عمري ما هسمحله بده
شهقت شهد وأردفت بدفاع قوي وهي تلوح بها
نعم قرشين أيه اللي اخويا طمعان فيهم ....حد الله يا يبتي بينا وبين فلوسكم
قلبت دعاء اها وتأففت قائلة
أففف أيه الحركات البلدي دي يا شهد هو انت مش هتتغيري ابدا
وايه اللي يغيرني إن شاء الله هو في حد بيتبرى من أصله وين يا تتكلمي كلام عدل يا متتكلميش
قلبت دعاء اها من تلميحاتها التي تتفهم المغزى منها وردت بمسايرة
أنت اتحمقتي ليه كده هي ملهاش تفسير تاني تقدري تقوليلي واحد زيه هيبقى عايز أيه من واحدة زيها غير الفلوس
احتدت نبرة شهد وهي تجيبها
اخويا مش خسيس ومش كل الناس بتحسبها زيك يا دعاء
ضحكة صاخبة مستفزة صدرت من دعاء وتلاها قولها بنبرة هازئة
زي... مهما كانت حساباته نجوم السما اله منها...ومهما خطط وحاول يعلقها بيه مستحيل هيحصل أي حاجة من اللي بتحلموا بيها...اخوك لئيم يا شهد ودلوقتي بس عرفت مكنش راضي يبلغني ليه بتحركاتها علشان كانت بتبقى معظم الوقت معاه وكان فاكرني مش هكتشف المؤامرة بتاعته
زمجرت شهد وهدرت بإندفاع وبنبرة متأهبة وهي تلوح بها
قسم بالله لو ما لمېتي لسانك لكون اه من بؤك ولفاك بيه...انا اخويا راجل بيفهم في الأصول ومش بتاع مؤامرات ولا الكلام الفارغ ده...وين صوابعك مش شبه بعض ومش علشان انت كده يبقى كل الناس بتفكر زيك
قالت آخر جملة بإندفاع و بطة متهكمة قاصدة أن تذكرها بما كانت عليه زواجها مما جعل دعاء تستشيط غيظا وتهب من موضعها قائلة وهي ترفع سبابتها أمام ها بتحذير مقيت
أنا مش هنزل تواك وارد عليك أنا بس جاية اقولك خلي اخوك ي عنها احسن له
انت بټهدديني يا دعاء وين أنت بتتكلمي بأي صفة أنت ملكيش سلطة عليها
نفت دعاء بسبابتها أمام ها وقالت بكل خبث
ابوها مش بيكسرلي كلمة وزي الخاتم في صباعي واك رأيه مش هيختلف عن رأي وعلشان أنا جدعة وبحكم المعرفة القديمة اللي بينا مجبتلوش سيرة وجيت علشان اخليك تعقلي اخوك وتخليه يعرف أن نجوم السما ا من اللي بيخطط ليه.
ضړبت شهدكف على أخر من تسلطها المقيت و وتهميشها لشخص زا وهدرت بها بنبرة مندفعة مفعمة بالكبرياء افحمت الآخرى
اسمعي أنت بقى... محمد مفيش أعقل منه والكلام ده سابق لأوانه وين محدش عارف النصيب فين ولو ربك عايز يجمعهم هيجمعهم حتى لو أهل الأرض كلها اعترضت مشيئته بس هي اللي هتكون...
لتربع ها وتقول بتهكم تقصدته كي ترد لها ما بدر منها في حق شقيقها
وانا برضو علشان جدعة هعمل نفسي مسمعتش حاجة منك ولا شوفتك من الاساس ده انا حتى مش هطردك من بيتي زي ما طردتي اخويا وهك تمشي من نفسك
قالت آخر جملة وهي تت لباب شقتها وتفتحه على مصراعيه كدعوة صريحة لها أن تغادر مما جعل دماء الآخرى تفور من ة غيظها وتخطوا نحوها وهي تضم ذلك الفراء الثمين على ها و ترشقها بنظرات متعالية قائلة من طرف انفها بنبرة تحمل تحذير مقيت
كنت فاكرك هتبقي عاقلة وهتقدري الموقف بس يا خسارة طلعتي غبية ومحدش هفع التمن غير اخوك
لوت شهد فمها وقالت بإندفاع وبنفاذ صبر دون أن تعطي تحذيرها أي اهمية
والنبي يا دعاء الواحد عنده مرارة واحدة ومش حمل نفشة ريشك دي الله يسترك طك اخضر وخلصينا
جزت دعاء أضراسها بقوة من استخفافها بها وعجرفتها معها وغادرت بخطوات واسعة يتأكلها الڠضب بينما هي اغلقت الباب ها وجلست على ا مقعد
تشعر بالقلق يزحف لقلبها ولكنها طمأنت ذاتها أن ما فعلته هو الصواب فما تطلبه تلك الصفراء منها
يعد مستحيل بالنسبة لها فكيف ستفعلهاوهي ذاتها من أثرت عليه كي به وزرعت به الأمل للآتي بالطبع لن تخبره وستتركه ينعم ب مالكة قلبه فلديها يقين تام ان الله سيتكفل بكل شيء.
مرور عدة أيام مروا بسلام على تلك التي تتطلع لذاتها بالمرآة وهي تبتسم بسمة راضية لهيئتها فقد وعدها اليوم أنه سيصطها لتناول الغداء
ليروح عنها عناء المذاكرة ويجعلها تعود بطاقة جدة لها فلم يعد إلا أيام قليلة تفصلها عنها وحقا هي كانت بأمس الحاجة لتخفيف ة أعصابها ولذلك تحضرت بحماس
وانتقت أحد الفساتين
التي احضرها لها على ذوقه الخاص عوضا عن التي مزقها سابقا وتستعد بأبهى صورها.
فقد مررت ها بين خصلاتها التي أصبحت تقوم بتمليسها في الآونة الأخيرة وتخلت عن تجعها وعن تلك الهيئة المتمردة التي كانت تتعمد أن تظهر بها ست قلم الحمرة و وضعت القليل منه على شفاهها تزامنا مع طرقه لباب غرفتها رجفة لذيذة سرت بها عندما هرولت تفتح له الباب ورأت نظراته المتمعنة لها و أن تتفوه بكلمة واحدة قال هو بنبرة عابثة وبنظرة اعجاب واضحة
يخربيت جمالك ...هو في جمدان كده
حانت منها تلك البسمة المهلكة التي لطالما أوقعته بها ليعقب ها بخفة وببسمة بشوشة واسعة
كمان بتضحكي... شكلي داخل على أيام سودة ليرفع نظراته لأعلى ويستأنف راجيا وهو يرفع ه
يارب أنا على أخري عدي الكام يوم دول على خير من غير ما اتهور
نكزته بكتفه وهمست ب يشتعل من ة الخجل
بطل يا يامن ويلا بينا أنا
خلاص جهزت
هبطل يا مغلباني بس مش ما تديني تصبيرة على الماشي
و أن تعترض كان ..
على فكرة انت رخم
اجابها بغمزة متسلية من ه
بس بټموتي فيا مش كده
ابتسمت وأته بحركة من رأسها بينما هو قال بنبرة رغم عبثيتها إلا أنها كانت تقطر بغيرته
أخر مرة تحطي منه وأنت خارجة أصله ملفت وانا مش ب كده...ممكن تحطهولي في البيت بس وساعتها أنها هتكفل بالباقي
قال آخر جملة بنظرة ذات مغزى جعلها تود ان تنشق الأرض وتها فقد أصبح في الآونة الأخيرة أكثر جرأة من وحقا الأمر يخجلها بة لذلك قررت أن تفر وهي تتناول الثقيل و تس حقيبتها تخرج منها عدة محارم تمسح بها بقايا حمرتها هادرة وهي تتخطاه
طيب انا هستناك في العربية علشان انت مبقتش مضمون وانا بصراحة ابتديت اغير رأي عنك وانسى انك كنت مؤدب
قالتها وهي تهرول بعا عنه بطة جعلته ينفجر ضاحكا بكامل صوته الرجولي أن يلحق بها
صعدت للسيارة وانتظرته بضع ثوان أن يخرج وتابعته باها يفتح بوابة المنزل الرئيسية ويعود يصعد بجانبها لتتسأل هي
هو عم مسعد فين وليه سايب البوابة
اجابها وهو يشعل مقود السيارة
تعب وقولتله يسافر بلدهم يريح يومين
أومأت له ببسمة هادئة و أن تتفوه بشيء كان كف ها كعادته ويباشر بالقيادة ولكن ما أن تحرك بالسيارة وانحنى بها لأخر سور المنزل ينوي أن يسلك الط تذكر انه قد ترك هاتفه موصول بالشاحن داخل المنزل ليمط فمه تياء ويتوقف بالسيارة قائلا
يبتي نسيت موبايلي ثوان هرجع اجيبه
تنهدت هي وشاكسته
عقلك مبقاش فيك خالص الأيام دي
شاكسها ايضا وهو يقرص وجنتها بتسلية
ما البركة فيك يا مغلباني ثوان مش هتأخر حتى هدخل من الباب الوراني وكويس ان معايا مفتاح الطبلة الجدة
أومأت له ببسمة متسلية وهمهمت وهي ترفع سبابتها تحذره بخفة
لو اتأخرت هرجع في كلامي انا اصلا بتلكك
قهقه هو ووعدها انه لن يتأخر وبالفعل تدلى من السيارة وفات للمنزل عبر ذلك الباب الخلفي.
اخرجت هي مرآة من حقيبتها واخذت تعدل من خصلاتها ولكن فتح بابه لترفع نظراتها المبتسمة وهي تنوي أن تشاكسه من جد ولكن حينها هوى قلبها بين قدميها واندثرت بسمتها وحل محلها خوف عظيم حين رأته يقف أمامها لتهمس اسمه بجزع
طارق
اعتلى جانب فمه ساخرا من ذلك الخۏف المنطوق باها وباغتها قائلا وهو يصعد بالمقعد الذي يجاورها
اه طارق اللي نسيتيه ولا على بالك
برقت اها وترجته بأعصاب تالفة
طارق مش وقت كلام انزل يامن جاي وممكن يشوفك
نفى برأسه واخبرها وه تقدح بالخبث
خاېفة منه للدرجة دي...ولا خاېفة عليا
حاولت أن تحجج وتسايره قائلة بنبرة مرتعشة وانفاس ناهجة مش ة توترها
انامش عايزة مشاكل الله يخليك كفاية اللي حصل يوم Nightclub...انت متعرفش حصلي ايه انا كنت محپوسة و...
قاطعها هو مزمجرا وهو يضرب المقود به بقوة أجفلتها
كدااااااابة انا بنفسي بشوفك بتخرجي معاه أنا مش نايم على وداني وكل صغيرة وكبيرة بيكون عندي علم بيها وشوفت بي اللي حصل بينكم
قال أخر جملة بنبرة غاضبة تقطر بغيرته وه الچحيم يشتعل بها فمنذ ذلك اليوم وهو يكاد يجن ويحاول ايجاد أي تفسير للأمر غير الذي استنتجه عقله ودبر مكائده على أثره ولكن بلا جدوى لذلك كان يمني نفسه كي تخبره هي ويكون لديها تفسير منطقي يقنعه فكان متأهب لردها ولكن هي شل لسانها لدقائق ما زحف الړعب إلى قلبها وتفهمت ماذا يقصد لت ها بحلق جاف
تحاول أن تتماسك وتست بدهائها
قوية منفعلة ارعبتها
ايه اللي اتغير يا نادوعايز أعرف دلوقتي ...
ات غصة بحلقها وزاغت نظراتها فإن اخبرته الآن لا تضمن ردود فعله لذلك حاولت مسايرته
هنتكلم وهفهمك كل حاجة
بس مش دلوقتي ارجوك يا طارق...ارجوك انزل ما يامن يرجع
كانت تتوسله بصدق وب غائمة تكاد تقطر بالدمع مما جعله ينصاع لها ولكن أن على مؤخرة رأسها بقوة واصط مع ته بعض من خصلاتها و قال بفحيح أمام نظراتها الموهة من ة خۏفها
همشي وهنتحاسب ين بس أوعي تفتكري أنك هتعرفي تخلصي مني مش طارق ايري اللي يضحك عليه بالبساطة دي واعملي حسابك مش هتكون غير ليا ولو على چثتي أنا مش هتنازل وهعمل اتحيل في سبيل انك تكوني بتاعتي لوحدي وملكية خاصة ليا وبس... فااااااااهمة ولا لأ
قال أخر جملة وبطة قاسېة جعلت الأنات المټألمة تصدر من فمها ولكنها كبتتها بكف ها حين رأت الچحيم يستعر به حين كرر پغضب كاسح
فااااااهمة ولا لأ انطقي
ما كان منها غير أن تهز رأسها من ة رعبها وتخوفا من تبعات غضبه
ليعتلي جانب فمه و يحل ته التي كادت تنزع خصلاتها من منبتها ويقول وهو يربت على وجنتها بنبرة تشف كونه ليس سوي بالمرة
برافو عليك يا نادو أنا عارف أنك ذكية وعلشان كده بك
ذلك أخر ما تفوه به أن يتدلى من السيارة ويبتعد تاركها قاب قوسين