اخطائي بقلم شهد محمد جادالله
الأهل بحجة إرضاء أبنائهم ما هي إلا خطيئة مبررة يتوارى خلفها أهمال وتفكك اجتماعي تسبب في هلاك ابنائهم دون قصد.
أنا سبق وقولتلك كده ملكيش دعوة بيا وبحياتي
قالتها بغيظ وهي ټقتحم غرفة دعاء دون أن تطرق بابها مما جعل الأخرى تنهض متفاجأة
في ايه انت اټجننت
حانت من ميرال بسمة هازئة وردت
لأ انا عقلت وعرفتك على حقيقتك ونصيحة مني خافي على نفسك علشان التحقيقات شغالة وقريب اوي هيجيبوا المجرمين اللي عملوا كده واك هيعترفوا عليك
أيه الهبل ده تحقيقات ايه ومجرمين مين اللي بتتكلمي عنهم انا مش فاهمة حاجة
لأ فاهمة وكويس اوي...لو كنت فاكرة أن عملتك السوده دي هتعدي كده تبقي غلطانه أنا هفضحك وهقول لبابي أول ما يرجع من السفر
ظلت متة بثباتها قائلة
أنا مش فاهمة ايه التخريف ده! ولا عارفة تقصدي ايه
هنا زفرت وتهكمت وهي تربع ها أعلى صدرها
وحتى لو افترضنا أن أنا اللي عملت كده تفتكري الجربوع ده يستاهل كل الحمقة دي...
صړخت ميرال مدافعة
محمد مش جربوع...ومش من حقك تقللي منه... وأنا مش هسكت يا دعاء...
قهقهت دعاء وقالت تفزاز
أنت ايه البجاحة بتاعتك دي!
دي مش بجاحة دي ثقة ابوك زي الخاتم في صباعي وأي حاجة هقولها ليه هيصدقها فمش من مصلحتك تتكلمي...وتفتحي باب من أبواب جهنم على نفسك الولد ده تي عنه احسن ده لو خاېفة عليه
اجابتها بكل تبجح دون ان
تعير أي اهمية لشيء سوى أطماعها المتوارية
ايوة انا و لسه هعمل كتير علشان مسبش واحد جربوع زي ده يضحك عليك ويعلقك بيه وهو طمعان فيك
محمد مش كده...هو بيني وعمره ما طمع فيا بأي شكل...ده بېخاف عليا من نفسه
حانت منها بسمة هازئة وقالت منفعلة وهي تت بيها تهزها
ميهمنيش حاجة غير إني ابقى معاه...
جزت دعاء على نواجذها وهدرت بنفاذ صبر وبنبرة جارحة تقطر بالحقد
أنت مش هتجبيه من برة أمك كانت جبروت ومنحلة زيك ومهمهاش حاجة لما سابت ابوك ورمتك وجرت ورا قلبها
استفزها حديثها بقوة وخاصة عندما ذكرت والدتها لذلك لم تعي لذاتها إلا وهي تنفض يها من تها ودون أي مقدمات أخرى كانت ترفع ها عاليا وتهوي بها على دعاء مانحة إياها صڤعة قوية جعلتها تصرخ پألم و تتراجع خطوتين للخلف تت بوجنتها بملامح موهة غير مستوعبة ما بدر منها بحقها
حذرتك كده وقولتلك إياك تجيبي سيرة أمي أو تدخلي في حياتي ومع ذلك مصرة...وأنا مش هسمحلك كده بأي تجاوز وأول ما يرجع بابي انا هحكيله على كل حاجة واك هو لي
تصرف تاني معاك
ذلك آخر ما تفوهت به تاركة دعاء موهة من فعلتها وتتوعد
لها بأ الوع ولكن عودة أبيها وكونها تثق تماما بتأثيرها عليه ستريها لصالح من سيكون التصرف الرادع للأخر.
بينما عن ذلك الساخط الذي جار عليه الدهر وتكاثرت عليه نوائبه كان يكاد ېموت من ة شوقه لأبنائه ولها ولكن بالطبع خسارته الفادحة لهم ونتاج لأفعاله المخزية الذي ندم عليها الأن كان يشعر بالخزي من ذاته ولم يمتلك الشجاعة كي يذهب لرؤيتهم ويطلب منهم الصفح فبأي كان سيفعل ان خرب كل شيء !
لذلك كان يكتفي بوقوفه متواري امام المنزل الذي يقبعون به كي يلمح اطفاله وقت عودتهم من مدرستهم وهاهو يطالعهم من بع ب غائرة تنضح بالندم والأشتياق وهم يتدلوا من عربة المدرسة وتستهم مربيتهم وتدلف بهم لداخل البناية فقد ظلت اه الدامعة معلقة بهم وقلبه يرفرف لرؤيتهم وكم كان يود
لو أن يهرول لهم و ثرهم لعله يطهر ذاته من خطاياه ويتخلص من ذلك الشعور المخزي بالندم الذي يؤرقه ويجعل حياته بائسة ممېتة دونهم...فياليته يستطيع اعادة الزمن للوراء ليصلح كل شيء...ولكن بكل أسف أدرك ان لا نفع من الندم فوات الآوان.
عاد جثمانه بصندوق لأرض الوطن فقد صمم أبيه أن فن بأرضه وهاهو يقف منكس الرأس يبكي حزنا وقهرا على حياة ابنه الوح وكم تمني لو عاد به الزمن للوراء لكي يت منه اكثر فهو يعترف أن عمله كان له الأولوية الاولى بحياته فكل ما كان يشغله هو الحفاظ على منصبه وده في خدمة البلد وتناسى تماما أن يتوجب عليه المحافظة على أشياء أخرى ومنها اسرته المفككة التي راح ضحيتها طارق .
فحتى حين أخطأ ولده كل ما كان يشغله هو أن يلاحق الأمر ويتستر عليه دون فضائح تمس بسمعته لذلك كان يتعامل بحكمة ة في السيطرة على الأمر
فهو سعى بكل كد إلى أن يخرج ولده من البلد حتى أنه هاتف يامن بذاته واخبره انه وفى بوعده... حتى أنه تحمل ذلك السباب والحديث المحتد منه في سبيل أن يضمن عدم تصعه للأمر والتكتم عليه فكان يظن أنه بفعلته تلك يلملم الأمر. ولكن دائما يكون للقدر رأي أخر فما كان يخشاه حدث
فخبر مۏت ولده والملابسات الغير مشرفة تسربت عبر وسائط التواصل الأجتماعي وكانت تأثيرها عليه
بمثابة صاعقة من السماء اصابته بمقټل فقد استغلت الصحف الصفراء الأمر وزات عليه لتزعزع ثبات منصبه.
لتصبح نكبته في ولده وصمة عار في حياته للأبد.
مر اسبو ولا جد وها هم يتناوبوا النظرات بينهم بيأس وهم يروها تجلس بينهم
شاردة لا تعير محاولاتهم الشتى في الترويح عنها أي اهمية بل كانت هائمة بع بأفكارها تفكر وتفكر والكثير من التساؤلات تدور برأسها واجابتها كانت واحدة أن وعوده كانت واهية وحديثه المعسول الذي لطالما اغدقها به ليس له أساس من الصحة فمازالت تتذكر ذلك اليوم الذي قال لها عارفة لما ب عنك شوية الدقايق واتمنى محسبش الوقت ده من عمري انا مش بحس براحة غير وأنت جنبي قلبي بيبقى عايز يطمن بيك
إذا لم تركتني إن كنت صادق و كيف بربك نقضت وعدك! ألم تخبرني دوما أنك نقطة ثابتة بأرضي إذا أخبرني لم رحلت وتركت الدمار والقحط يحل بها من ك.
فرت دمعة حارة من اها و
قرصت على شفاهها بقوة وأغمضت اها تحفز ذاتها على الصمود كي لا تخوض في نوبة اڼهيار جدة لتضم سترته الجلدية التي لا تفارقها منذ غيابه وتنهض قائلة بنبرة مرتعشة
أنا هتمشى في الجنينة شوية
أجي معاك يا نادين
صاحت بها ميرال بأهتمام بالغ وهي تنهض ولكنها عارضت
لأ خليك
انا عايزة ابقى لوحدي شوية
ت نغم ميرال ودعمت رغبة نادين
سبيها براحتها يا ميرال
أومأت ميرال وجلست لتقول ثريا حين ابتعدت نادين بضع خطوات عنهم
قلبي بيتقطع عليها يا بنات ومش عارفة اعملها ايه
لتقول نغمبحزن وهي تتناوب نظراتها بينهم
احنا مش لازم نقف نتفرج عليها كده ولازم نعمل حاجة
اجابتها ميرال بحيرة
هنعمل ايه يا نغم إذا كان لغاية دلوقتي منعرفش مكانه ولا عارفين نوصله!
لترد ثريا ى على حال أبنائها
ربنا يسامحك يا ابني ...البنت من ساعة اللي حصل وهي يا امها علطول سرحانة وبتعيط وبتدبل يوم عن يوم وياريت بإي حاجة
تساءلت نغم
يعني معقول ياطنط متعرفيش
مكانه...طب لما خدك ومشى روحتوا فين
اجابتها ثريا بصدق
روحنا شقته اللي في اسكندرية بس هو كان ناوي ي البلد خالص وكان اخد جوازات السفر...
هنا اقترحت ميرال
خلاص انا بكرة او ه بالكتير هاخد محمد ونروح ندور عليه هناك
تنهدت نغم وقالت م رضا
يا بنتي بطلي سرمحة بقى انت ومحمد بتاعك ده... احنا هنشوف أي حد يروح
عادي يا نغم هو مش هيعارض ..
تنهدت نغم ونصحتها بعقلانية
مش فكرة هيعارض ولا لأ أنت مفروض تعززي نفسك وتعملي اعتبار لغياب ابوك وثقته فيك وينمحمد ده لو بيك هيحافظ عليك وهيعمل علشانك اتحيل
بس انا مش
بعمل حاجة غلط...ومحمد فعلا بيني وأمين
عليا وهو وعدني أول ما بابي يرجع من السفر هيطلبني منه بس انا مړعوپة بابي يرفض ويتحجج أنه مش نفس اتوى الأجتماعي بتاعنا
تنهدت نغم واجابتها بعقلانية ة
ايه المشكلة في فقره ده النبي عليه الصلاة والسلام جوز بنته فاطمة الزهراء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما بالرغم من فقره...ابوك لازم يغير نظرته الدونية دي ويحسبها بشكل مختلف ده لو فعلا زي ما بتقولي محمد ابن حلال ومبيضحكش عليك
أنا بثق فيه اكتر من نفسي يا نغم ومتأكدة انه مش هيخذلني ابدا
وهنا تدخلت ثرياداعية بود
ربنا يريح قلبك يا بنتي ويجعله ابن حلال...
أمنوا على دعوتها ثم تساءلت نغم
دلوقتي نرجع لموضوعنا هنعمل ايه
اقترحت ثريا
انا هشوف حد من اللي شغالين في مطعمه يكون أمين يسافر اسكندرية وور عليه في الأماكن اللي ممكن يكون فيها ويارب يلاقيه
تخوفت نغم
وافرضي ملقهوش...تفتكري ممكن يكون سافر فعلا يا طنط
العلم عند الله يا بنتي
قالتها ثريا بحيرة وب غائمة حزنا عليهم لتقترح نغم
إن شاء الله خير بس حتى لو لقيناه لازم نفكر بطة مضمونة علشان نأثر عليه ونعرفه الحقيقة ولازم يكون معانا اثباتات تخليه يصدقنا...
لترد ميرال بإاط
اثباتات ايه ودي هنجيبها منين
معرفش فكري معايا يا أم العريف وبلاش تطيني
زفرت ميرال بضيق وظلت تفكر وتفكر إلى أن تذكرت شيء كان غائب عنها تماما
الجراچ...
عقدت نغم حاجبيها بينما تأهبت ثريابنظراتها حين استأنفت ميرال
الجراچ...اليوم ده اللي طارق حاول ېخنقها واتعاركت معاه وانا شوفت ده بي
لتشكك نغم
لو قولتيله مش هيصدقك
لتؤكد ميرال بفطنة
بس لو جبنا تسجيل الكاميرات بتاعة الجراچ اليوم ده اك هيصدق وهيصدق كل اللي هنقوله عليه يها...
تهللت أسارير نغم ومدحتها
صح...أنت صح...بت يا ميرال رغم انك مسهوكة بس انا يتك..
ابتسمت ميرال بود بينما دعت ثريا
يارب يا ولاد تقدروا تعملوا حاجة وترجعوهم لبعض والله انا من يوم اللي حصل وانا قلبي بيتقطع عليهم ويلي ويلين بنتي اللي مڼهارة و بتدبل قدامي ومش عارفة اعملها حاجة وابني اللي بع عني وھموت من قلقي عليه
نهضت ميرال واتها من جلستها قائلة
إن شاء الله خير ادعيلهم يا ماما ثريا تت ثريا بها وربتت عليها قائلة
ربنا يصلح حالهم يا بنتي
مررت نغم ها على ثريا وطلبت بعشم
ايوة ادعيلهم يا طنط وادعيلنا احنا كمان والله احنا غلابة
ربنا يريح قلوبكم يا بنتي ويحققلكم كل اللي بتتمنوه
تنهدت ميرال وقالت بحالمية وهي تتذكر صا البندقيتان
يااااااااااااارب يا ماما ثريا يارب
باغتتها نغم م رضا ما تفهمت ما ور برأسها
يالهوي على سهوكة البنات!
سهوكة ايه يا نغم ده هو انت متيش كده!
اجابتها نغم بثوابت راسخة بعقلها
لا ياختي بع الشړ
انا