الخميس 12 ديسمبر 2024

اخطائي بقلم شهد محمد جادالله

انت في الصفحة 84 من 94 صفحات

موقع أيام نيوز


معاه بس رد فعله واتهامه صدمني
هزت رأسها ف وقالت ببسمة ممزقة تعتلي ثغرها
حسن طول عمره مندفع تخيل وصل بيه انه فاكر أن في حاجة بينا...لتهز رأسها ساخرة وتضيف
غبي...
جمدت نظراته عليها لثوان يحاول أن يستنبط أي شيء من معالم ه ولكنه لم يجد غير بسمة ساخرة تدل على استبعادها للأمر...ليتنهد مطا فيبدو أن تلك الأمنية البعة سيستحيل تحقيقها...فقد صب كافة تركيزه من جد على الط وظلت العد من الأفكار تعصف به لحين اجفلته هي و شهقت متفاجئة ما لاحظت ذلك الح من السيارات في الجهة الأخرى من الط

يا خبر ده في حاډثة يبقى علشان كده أوبر اتأخر
ابتسم بهدوء رغم ضجيج رأسه
حظك حلو إنك ركبتي معايا كان زمانك واقفة مستنية
هزت رأسها تؤ حديثه ثم قالت بعرفان صدر منها بكل عفوية
انت ابن حلال يا دكتور وديما بتظهر في وقتك
تهللت اساريره من مدحها وتسائل بحاجب مرفوع مترقبا
طب دي حاجة كويسة مش كده!
اجابته دون ذرة تفكير واحدة
اك طبعا بصراحة مواقفك معايا كلها جدعة اوي ولما بفتكر إني كنت قليلة الذوق معاك ببقى مضايقة جدا..
مط فمه عي الأسف دون أن ينظر لها
بصراحة اه انت كنت قليلة الذوق اوي
لمحها من طرف ه ترشقه بنظرة حانقة جعلته ينفجر ضاحكا ويلاحق الأمر تثور وتعود لهجومها
اه بس خلاص انا نسيت علشان قلبي ابيض وسامحتك وكمان ت بمعاهدة السلام
شبح بسمة عابرة نمت على ثغرها من طته التي لم تعد ثير حنقها كالسابق بل بالعكس بدأت ان تعتادها وتجعل
البسمة تتسلل لثغرها... لتتنهد ثم تقترح بعملية كي تغير سير الحديث
طب بمناسبة معاهدة السلام فكرتني ايه رأيك تطلع معايا الشركة علشان تشوف المخطط مرة تانية علشان لو محتاج تعديل ما اشتغل
انكمشت معالمه ف وهو يجيبها
مش هينفع عندي عمليه كمان ساعة ولازم اكون في اتشفى ها...وين ملوش لزوم يا بشمهندسة انا بثق في ذوقك وعارف ومتأكد انك هتبهريني
ثقته بها وبعملها راقتها كثيرا ودفعت بسمة واثقة تتسلل لثغرها وجعلتها تتحفز كي تبذل أفضل ما عندها. 
بينما هو فكان يحاول أن يتروى ولا يتسرع كي لا يفسد الأمر و بينه وبين ذاته يقاوم ذلك الشعور القديم الذي طالما راوده نحوها وجاهد كي يتستر عليه للآن.
وقفوا جميعهم أمام الحائل الزجاجي يطالعون الطبيب المنتدب أثناء معاينته له تلك الجراحة الحرجة التي خضع لها.
وها هي ثريا تهرول إليه ما أن خرج من غرفة العناية متلهفة 
طمني الله يخليك يا دكتور 
تنهد الطبيب قائلا
ابنك حظه حلو يا ست ثريا 
الړصاصة كانت قريبة جدا من قلبه بس بفضل ربنا نجا
الحمد والشكر لله 
يعني هيفوق وهيبقى كويس
إن شاء الله... هو هيفضل تحت الملاحظة لأن حالته لسه مش مستقرة ادعيله وخلي املك في ربنا كبير
هزت رأسها بحزن العالم أجمع وبقلب منفطر على فلذة قلبها 
ثم سارت إلى أ مقعد تبتهل لله راجية
يارب متحرقش قلبي عليه ومتحرمنيش منه يارب ياشافي يامعافي اشفي ابني وارفع عنه اللهم
اني استودعتك عافيته فعافيه واعفو عنه واحرسه بك اللي لا بتغفل ولا بتنام.
بينما هو كان يقف بجوار نادين يرتكز على الحائل الزجاجي بجبهته يطالع حالة ابن خالته بملامح متهدلة من ة حزنه عليه حتى انه لم يستطيع تماسك اعصابه و صړخ بها يسخر من بكائها التي صمت أذنه به منذ لحظة حضوره
ليك ټعيطي وانت السبب... صحيح تقتلي القتيل وتمشي في جنازته
تقلصت معالم ها من
هجومه الضاري عليها وغمغمت بخزي من بين دمعاتها
أنا عمري ما اتمنيت أذيته يا حسن
صدر من فمه ذلك الصوت اتخف الذي يشتهر به وعقب متهكما
ده بأمارة ايه إن شاء الله ده انت عمرك ما ريحتيه وطول عمره غرقان في مصايبك وأدي اخرتها راقد بين الحيا والمۏت بسبب غبائك
تعالت وتيرة
بكائها وتوسلته وهي تخفي ها بكفوف ها وتواليه ظهرها
كفاية حرام عليك...كفاية وبلاش تزود عڈاب ضميري
وهنا هرولت ثريا مدافعة ما وصلها صوت صراخه
ملكش دعوة بيها يا حسن وانت اخر واحد تتكلم عن الغباء
وإياك ت ليها إتهام اللي بتتكلم عنها دي مراته ومستحيل هت تضره هو خالها اللي الطمع عمى بصيرته
لسة بتدافعي عنها وهو ايه اللي جابه هنا لقضاه غيرها
ده قضاء ربنا وهي ملهاش دخل فيه...وإياك تفتح بؤك يا حسن بكلمة وإلا قسم بالله لتكون ابن اختي ولا عايزة اعرفك
لوح به متأفف من دفاعها ثم سار لخارج المشفى لكي لتنظر ثريا لأثاره وهي على يقين أن اندفاعه وما صدر منه نابع من حزنه على ولدها ولكن رغم قهرها إلا أنها لن تدعه يتحامل على تلك الباكية التي ات منها 
وحينها غمغمت نادين بخزي من ذاتها
أنا السبب ياماما ثريا هو عنده حق... يارتني انا كنت مكانه
ربتت ثرياعلى ظهرها واخبرتها بإيمان قوي ورضا تام بمشيئته واها تفيض بعبراتها
متأنبيش نفسك يا بنتي ده قدر وبتاع ربنا
لتغمغم نادين بړعب من بين نحيبها 
بس أنا خاېفة اوي
تنهدت ثريا وهي تجفف دمعها ثم حاولت طمئنتها رغم ة ذعرها على فلذة قلبها
إن شاء الله هيقوم منها بالسلامة وهيرجع لينا وهيفرح بأبنه او بنته... مټخافيش ربنا كريم
يارب ياماما...يارب
أمنت بحړقة على دعائها واها تد على بطنها وكأنها تود أن تطمئن ساكنها عوضا عن نفسها.
حاولت اكلمها كتير يا نغم ومعرفتش اوصلها وحتى تليفون يامن مقفول... هو انت معاك رقم ماما ثريا
قالتها ميرال ل نغم عبر الهاتف ما يأست
أن تتوصل ل نادين وقد قصت عليها كل ما فاتهالترد نغم من الطرف الأخر بقلق
هو انا اغيب يومين عنكم يحصل كل ده... على العموم مبروك يا ميرال ربنا يتمملك بخير
كان نفسي تبقوا معايا وتشاركوني فرحتي
معلش تتعوض وبإذن الله هرجع الفرح علشان نحضرله سوا بس يارب نطمن على نادين وتبقى معانا
إن شاء الله... ويارب تكون بخير
انا هكلم طنط ثريا معايا رقمها ولو في جد هقولك
ابقي طمنيني...
تمام
اغلقت ميرال معها وشردت تفكر في صديقتها وقد قررت أنها لن تتمم شيء من دونها.
جلست على المقعد بجواره تسند جانب ها بتها ما غلبها النوم من ة تعبها فمنذ ما حدث له وهي لم تذق طعم للراحة أما عنه فقد استعاد وعيه وأول شيء سقطت ه عليه كان هي بها الصبوح الذي يتلخص في طلته أعظم امنياته
واه هو أني موتت و في الچنة ولا إيه
بع الشړ عن جلبك يا حامد
ايه اللي حوصل يا جمر
تسأل وهو يتحامل على ذاته ويستسلم لرقدته 
ربنا ستر والحمد لله ربنا نچاك يا حامد
ابتسم بسمة رغم وهنها إلا
أنها كانت تحمل الكثير من فيض قلبه
ة جلب حامد جربي اتوحشتك خليني اطل في ك
قالها وهو يؤشر به لها كي ت اكثر وبالفعل انصاعت له ليستأنف وهو يتمعن بها الصبوح بنظرات والهة
خابرة يا جمر مكنتش هايب المۏت غير علشان هيحرمني منيك
واني كنت ھموت من جهرتي عليك ودعيت ربنا ليل نهار ينچيك
طب تعالي جاري عاوز اشبع من الدنيا ونعيمها بجربك
اكتسى ها بالحمرة تحت نظراته المتيمة بها ثم تت أكثر من رقدته ومالت برأسها عليه هامسة بسعادة طفرت على كافة حواسها
جربت منيك بس يكون في معلومك اني مبجتش لحالي
كيف يعني يا جمري! 
قطمت شفاهها و رفعت نظراتها له تطالعه عن بنظرة عاشقة أن تبشره
ربنا كرمنا وعوض صبرنا خير وهيزنا واحد...أني لة يا حامد
اتسعت ه وهمس بوه متسائلا
لة...لة...صوح ولا هتهزري معايا
لع صوح والحكيمة هي اللي جالتلي أني مكنتش واعية للي وكنت مفوضة أمري لله ومهرضاش اعشمك واعشم حالي من تاني بس ربنا كريم 
دمعت ه فرحا ثم اتسعت بسمته
شيء فشيء وكأن عقله يستوعب تدريجا ما أخبرته به ثم صاح مهلل بسعادة عارمة وبرضا لا مثيل له وهو يكوب ها ويطالع اها الآسرة
يا فرچ الله... يا فرچ الله أني مش مصدج ان ربنا هيعوض صبرنا واحتسابنا خير..خابرة أني جلبي مزجطط من الفرحة وكن حظ الدنيا كلاته ألتجيته واتكتب على اسمي
ربنا يفرح جلبك كمان وكمان يا جلب جمر
أنت سبب هناي وفرحتي يا جمري وحامد ملوش ايوتها عازة من غيرك
ربنا يخليك ليا يا حامد وميحرمنيش منيك واصل
أمن على دعائها وتسائل ها
ولا منيك يا ة جلبي جوليلي
فين ابوي وامي علشان افرحهم
خرجت من بين ه وهي تتحسر على فرحته التي ستعكر صفوها حين تخبره ثم تلعثمت مترددة 
هجولك الحج ...ابوك الحكومة جبضت عليه عشان طخ جوز نادين اللي صابك
وابوي هيعمل إكده ليه!
لتشجع ذاتها كي تقص عليه ما حدث وما شهدت به ضد أبيه ورغم ثقتها به ومعرفتها أنه لاي بتضليل الحق إلا أنها كادت ټموت ړعبة من ردة فعله 
هجولك...
اسبوع مر على الجميع بصعوبة بالغة فمازال هو على حالة السكون التي عليها مما انفذ آخر ذرة تعقل بها فكل يوم تتسلل لغرفته وتجثو
بجوار فراشه تخبره بالكثير والكثير كي تخفف حمولة قلبها
فكانت تسترجع ذكرياتها معه وتلك المواقف التي لاتنسى بينهم تتوسله أن يعود لها وتبتهل لله بدعواتها وتخشع في صلاتها وبالأخير تغفى ودمعتها على خدها.
وها هي تجلس بين أصدقائها الذين حضروا خصيصا كي يؤازروها في محنتها وقد اصط محمد ميرال إلى هناك ورافقتهم نغم وابيها الذي لم يرضى أن تذهب لحالها.
فكانوا يجلسون في تلك الغرفة التي أصرت البقاء بها داخل المشفى كي تجاوره. و كثيرا من الاحاديث المطولة بينهم و أن أفضت كل واحدة ما بجعبتها للأخرى كانت هي تسند رأسها على كتف نغم من جهة ومن الجهة الأخرى تت ميرال بها وتميل عليها بمؤازرة وكأن كل منهم تميل عل الأخرى كي تستمد القوة منها.
قد باشرت العمل بعيادته وطلبت منه أن يحضر كي تعرض عليه بعض الأمور وبالفعل اتى وعرضت عليه الأمر وقد نال استحسانه كثيرا...وها هو يقف في منتصف احد الغرف قائلا
هايل مكنتش فاكر أنك هتقدري تنجزي كل ده في اسبوع بصراحة فاجأتيني
ردت وهي تمسد جبهتها منهكة
انت وثقت فيا وانا مكنتش حابة اعطلك اكتر من كده العمال كانوا بيشتغلوا ورديتين وبيسلموا بعض علشان ننجز
ابتسم بسمة واسعة واخبرها بامتنان
مش عارف اقولك ايه
متقولش حاجة يا دكتور غير لما تكمل واسلمهالك
تهادت بسمتة وخضراويتاه اخذت تشملها بنظرة نافذة لم تلحظها هي وكانت تعبث بحقيبتها حين صدح صوت أحد العمال قائلا
تأمري بأي حاجة يا بشمهندسة ما نمشي
خلصتوا يا توفيق
اه احنا شغلنا خلص بس النقاش لسه شغال هو والصنايعي بتاعه قدامه شوية
ردت وهي ملتهيه في حقيبتها
خلاص ماشي يا توفيق تقدروا تمشوا
طيب عن اذنك يا بشمهندسة
اتفضل
قالتها وهي تزفر يائسة ما لم تجد شيء يجدي بحقيبتها ليقول هو
طيب هنمشي ولا في حاجة تانية
لم تلتفت لصيغة الجمع الذي قصدها وردت
لأ خلاص تقدر تتفضل يا دكتور
انا هنزل اجيب حاجة من تحت و هستنى الفرش هيوصل كمان ساعة
تسأل باهتمام 
هتجيبي ايه 
مطت فمها بحرج واخبرته وهي تتهرب بنظراتها
ابدا بصراحة جعانة وكنت هجيب بسكوت من
 

83  84  85 

انت في الصفحة 84 من 94 صفحات