يعني ايه لازم موافقه الزوج انا اصلا مش متجوزه
تحب ..
كتمت دموعها ودفنت المها الرهيب وارتدت قناع التماسك ...ربما لديها امل واحد بعد ...التقطت هاتفها المحمول واتصلت بشهد تستعلم منها عن مكان عمل فاطمه ...شهد استشفت ان فريده تنوى مواجهة فاطمه حذرتها استنينى يا فريده اجى معاكى ...اللي انتى حكيتيه ليه مش سهل وفاطمه مش سهله وانا حذرتك منها كتير لكن انتى كنتى ماشيه وراها زى مسلوبة الاراده ...
كنت بفتكرك بتحذرينى لمجرد انها من بيئه مختلفه عننا وكنت بحاول ما اخليهاش تحس بالفرق ...شهد تنحنحت ... لا يا فريده فيه كلام كتير وعلامات استفهام عليها..انا سكت بس لانى كنت مجرد شاكه ومش ممكن اخوض في الاعراض ..كل اللي بطلبه منك تستنينى ...
فريده اغلقت الاتصال لن تورط شهد في مشاكلها ...هذه حربها الخاصه وهى وحدها من ستحارب...المكسب الاخير من كل هذه الفوضي سيكون تمكنها اخيرا من مسح بلاط المركز الطبي الذي تعمل فيه فاطمه بشعرها بعدما تنتفه بيديها تنتيفا...
مستوصف شعبي خيري في منطقه شعبيه هو كل ما استاطعت فاطمه تحقيقه ...فريده ضحكت بسخريه وهى تواصل تقدمها عبر ازقة الحاره الضيقه .. لقرابة الساعه وهى تبحث عن مستوصف غراب الخيري واخيرا وبعد جهود مضنيه تمكنت من ايجاده فالمبنى المتهالك غطى علي اسم المستوصف بأحجار نصف مهدمه ورطوبه اكلت الاسم من شدة ملوحتها.. الحقاره لا تفيد في معظم الاحيان وهاهى فاطمه تثبت ذلك نشئت وضيعه وظلت وضيعه وستموت وضيعه...تدنى سعر الكشف في ذلك المستوصف يجعل الاقبال عليه شديد ...ربما فاطمه تعاين عشرات وعشرات الاطفال يوميا وفي النهايه لا تجنى سوى القليل بعد ساعات من الشقاء... صعدت الدرجات القليله المتهدمه حالها كحال
فريده هزت رأسها بالنفي وقالت ... مش هكشف ..ممكن اقابل دكتوره فاطمه ...انا عاوزه اقابلها لسبب شخصى وخاص ..الموظفه اشارت في حركه تدل علي الامتعاض وقالت ... اول باب علي اليمين .. لما الكشف اللي عندها يخرج ادخلي ..انا مش سكرتيره لحضرتها .. حتى موظفة الاستقبال لا تطيق فاطمه ...سبحان الله كيف كانت عمياء بالكامل عن سيائتها العديده ...كيف سمحت لها بغسل دماغها بتلك الطريقه اكثر ما المها انها اعتبرتها صديقه.... والخيانه طعنتها في ظهرها لكن فعلا ليس كل من يصاحبك يستحق لقب صديق...
قبل ان يخرج اهل الطفل الذي تعاينه فاطمه..فمخزون صبرها نفذ الان...
دخولها المفاجىء جعل فاطمه تقفز من خلف مكتبها وتنظر الي فريده ببلاهه ... اما فريده فلم تنتظر ان يصبحا بمفردهما قبل ان تصبح بها پغضب .. ليه عملتى كده يا واطيه ... فاطمه تجاوزت صډمتها بسرعه تحسد عليها ..ابتسمت ابتسامه صفراء وقالت .. من ساعة ما شفت عمر في مناقشتك وانا عرفت انها مسأله وقت لحد ما تعرفي ... فريده هزت رأسها بعدم تصديق.... انتى مصنوعه من ايه جنسك ايه بالظبط .. ده كل اللي عندك تقوليه... لو الحقد يتجسد في انسان من لحم ودم لكانت فرده علمت شكله الان .. بفحيح اشبه بالحيه فاطمه اجابتها بغل صريح لم تحاول ان تخفيه... غل كشف عن ترسبيات وعقد سنوات ... انتى اللي كنتى غبيه انا معملتش اي حاجه .. سألتى نفسك ليه معرفتش اعمل اي حاجه مع شهد شهد كانت قويه ومقتنعه بإختيارها ..مفرقش معاها انى اقولها شوفي شبكة فريده او شقتها...
بقوه لم تكن تعرف انها تملكها ...لا اراديا صفعت فاطمه ومزقت شفتها السفلي ...اخبرتها غاضبه.... ده شبه اللي انا اخدته من عمر بسببك حقيره وهتفضلي طول عمرك حقيره ومن اصل واطى ... ربما فريده افرغت شحنتها في الصفعه ولكن هل تلك الصفعه تكفي ... تلك الحيه تستحق الحړق حيه ولن يكون عقاپا كافيا لها ...اما الحيه فمسحت خيط الډم الذى سال علي
ذقنها بظهر يدها ولم يبدو عليها الالم بل وابتسمت پحقد وهى تقول ... طبعا اصل واطى امال انت فاكره ايه والكف اللي اخدته منك ده مبيأثرش فيه ..جتتى نحست زى ما بيقولوا انتى العبيطه الوحيده في الدنيا ...ساذجه وهايفه وغبيه وضيعتى حب كنت ادفع عمري كله والاقي حتى ربعه....
شوفي نفسك كويس في المرايا يا فريده انتى عاديه جدا انا احلي منك بكتير واستحق جوزك اكتر منك ...لكنه للاسف كان معمى بحبك فقررت انى اخليكى في الوحل معايا ما انا مش هضيع لوحدى ..ايوه انا بأغير منك وبكرهك وحتى اخترت تخصص الاطفال زيك عشان احاول اوصلك .. لكن انت محترمه حتى وانتى مطلقه وحصلتى وظيفه في الجامعه...ايوه انا بأكرهك من كل قلبي ..واتمنى انك تموتى بحسرتك...
قلبها الاسود اخاڤ فريده للغايه وقلب الطاوله ...ڠضبها الذى كانت تغذيه لايام تحول لخوف جمد جسدها ...كيف يمكن لبشري ان يمتلك كل ذلك الغل بداخله ...انها رضعت السواد مع حليب امها ... هزت رأسها بعدم تصديق وهى تسألها .. ليه انا كنت فاكراكى صاحبتى...
الاحساس السوى الوحيد الذى تمتلكه فاطمه هو المراره لذلك استخدمتها جيدا وهى تقول .. صاحبتك تفتكري كنتى هتوافقى علي الصداقه المزعومه لو كنت لسه فاطمه القديمه ...فاطمه في اول شهر من الكليه .. اكيد شفتينى ومكلفتيش نفسك حتى تسلمى عليه ...لبس قديم مهري وشراب مقطوع وصوابع خارجه من قطع جزمتى القديمه ...ويمكن مكنتيش بتشوفينى لانى كنت بروح يوم واحد في الاسبوع لحد ما اقدر اوفر خمسه جنيه ادفعها في المواصلات....
فريده قاطعتها بقرف ... متبرريش لنفسك الخيانه والغدر ...كلنا تعبنا في حياتنا واتعرضنا لازمات ماديه ..لكن مين فينا عمل اللي انتى عملتيه ابتسامتها الصفراء تحولت لابتسامة سخريه واضحه .. ازمات انتى صدقتى نفسك ولا ايه انتى مع اول ازمه لاقيتى اللي يدفع عمره ويمرمغ كرامته تحت رجليكى واتنازل عن جزء من جسمه عشان يتجوزك ومش بس كده ده دللك وشالك في عنيه ... اما انا عشان يدوب احصل
هدمه كويسه بعت كرامتى وشرفي وبقيت ... بقيت رخيصه ببيع وقتى بالساعه للي يدفع وفي الاخر بيرميلي الفلوس علي الارض وهو ماشي ولازم اركع ادامه زى الكلب وانا بلمهم من علي الارض ...وممكن يضربنى بيهم بدل ما ينهش لحمى عادى اي تنفيث والسلام.. عرفتى ليه يا فريده انا بأكرهك..
الصدمات تتوالي تباعا ...بشاعة حديثها فاقت توقعاتها ....للاسف سمها القاټل قټلها هى حتى قبل ان يؤذى الاخرين ...فريده اجابتها پصدمه ... ياه كل الحقد ده جواكى احب اقلك انك مش ضحيه زى ما انتى معتقده .. مش لازم كنتى تدرسي طب ...كنتى اكتفيتى بالثانويه واشتغلتى بشرف اكرملك..وانا متأكده ان عمر مظهرك البسيط ما منعنى عن صداقتك ... يمكن الحقد في عيونك كان ظاهر وقتها وخوفنى منك...انا حاولت اكون صديقه بجد ...ضيعت سنين من عمري معاكى وانتى واحده خسيسه وحقيره وتستاهل كل احتقار وفي الاخر دمرتى
حياتى بدم بارد ...مهما تحاولي تبرري لنفسك الرذيله عمري ما هقتنع ...جنيتى ايه في الاخر غير وظيفه بسيطه في مستوصف مجهول ...الوضاعه مش وضاعة الاصل لكن وضاعة الاخلاق ..بعتى نفسك عشان تلبسي كويس وبعتى الصداقه عشان تنتقمى في شخصى من اول راجل بعتى نفسك ليه
الان اصبحت مخيفه فعلا ...نظراتها زائغه وصوتها يقطر المراره... تعرفي ايه انتى عن اول راجل في حياتى في حياتك الخياليه المثاليه لا يمكن تتخيلي ابدا انه كان دكتور عبد الستار استاذ التشريح ...طبعا مش مصدقه ان الراجل المحترم المهيب اللي كنا بنترعب من صوته شخص حقېر شاذ وعدنى انه مش هيلمس عذريتى لكنه نسي انه انتهك روحي ...امشي يا فريده من ادامى ...مش عاوزه اشوفك في حياتى تانى ...انا باخد اقصى جرعه من مضادات الاكتئاب هاخد ايه بعد زيارتك
بدأت الصړاخ بإنهيار وصوتها دفع بجميع العاملين في المركز للتجمع ... وبعضهم بدأ ينادى علي الدكتور غراب شخصيا للحضور .. الغريب في الامر ان الجميع لم يشعروا بالاشفاق علي فاطمه
او وجهوا اي لوم لفريده علي حالة الاڼهيار التى تسببت بها لفاطمه بل انها حتى سمعت بعض العاملات يتغامزن ويقلن في احتقار...
اكيد انها سړقت جوزها زى عادتها والمسكينه كانت جايه تواجهها بعملتها السودا ...
اخر جمله سمعتها قبل مغادرتها كانت من رجل كبير في السن وجه كلامه الي فاطمه قائلا ... دكتوره اعتبري نفسك مطروده ...تعبنا من الفضايح ... الله يسترها علي بناتنا...
فاطمه ايضا جنت من زرعته بيديها ..ربما مواجهتها معها امس جعلتها تشعر بالقليل من الراحه وحققت جزء من انتقامها ..لا هى لا ترغب في الاڼتقام فما الفائده بعدما خسړت عمر ...فقط فاطمه تلقت عقابها العادل عن دنائتها..ربما لو اخبرته عن خطة فاطمه القذره التى فهمتها جيدا فلربما يسامحها ...لكن لتكون صادقه مع نفسها هما تطلقا من قبل السم الذي بخته في اذان
عمر ...تطلقا لانها لم تحبه كما ينبغي ..كما يستحق..هى اعطت فاطمه السلاح الذي قټلتها به عندما اخبرتها عن ادق اسرار حياتها بحجة الفضفضه ...وفاطمه كانت استاذه في استخراج المعلومات منها وخصوصا تلك المتعلقه بعلاقتهما الزوجيه ..هى تعلم الان انها كانت مخطئه في ثقتها فيها ...هى كانت تظن طالما انها لاتحكى التفاصيل فذلك يجعلها بعيده عن اثم افشاء اسرار العلاقه الزوجيه ولكن فاطمه استخدمت اي شيء استاطعت استخدامه مثل معرفتها انها تدللت علي عمر امس او مشاجرتهما بسبب انها كانت مشغوله ولم تسمح له بلمسها ...هى الملامه الوحيده علي خسارتها وعمر مازال كما هو ...ربما اكتسب الكثير من القسۏه لكنه مازال واضح وصريح ويكره الكذب ...
هو استمر بالتظاهر فقط حتى يمر فرح رشا بسلام ...انه يفكر في الجميع ما عداها فلو علموا ان الطلاق مسألة وقت فربما تتأثر رشا ووالدتها وهو لا يريد ذلك ..لاول مره منذ سنوات يجتمعون علي مائده واحده من بعد طلاقها وسفر عمر ثم سفر محمد
اليوم