الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية كاااملة للكاتبة إلهام رفعت

انت في الصفحة 15 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


وهرول للأعلى متجها إليه وبدا عليه القلق هو الآخر ولجت مارية المطبخ لتتصلب موضعها مبتلعة ريقها بإرتباك حين وجدت والدته راوية فيه ترتشف الماء رفعت راوية الكوب من على فمها ووضعته على المنضدة لتنظر لها بتعجب حركت مارية جسدها فلما هي تخشى معرفتها فلتعرف فهو الأهم الآن وتحركت بعزيمة نحو البراد لتبحث عن المطلوب وقعت عيناها على زجاجة الحليب والتقطتها لتستدير ولكنها وجدتها في وجهها وتنظر لها بضيق قالت راوية بنبرة منزعجة

ايه اللي مخرجك من اوضتك في وقت زي ده وواخدة اللبن دا ورايحة على فين 
ازدردت مارية ريقها وقالت تريد الذهاب إليه قالت باقتطاب 
عمار فوق تعبان ولازم اطلعله دلوقتي 
ثم همت بتركها ولكن تشبثت راوية بملابسها وهتفت باهتياج 
ابني ماله عملتي فيه ايه دا كويس من شوية انطقي يا مچرمة 
نظرت لها مارية پغضب ثم نفضت يدها پعنف لتتركها وهتفت باغتياظ جم 
ابنك بېموت سيبيني الحقه 
ثم استدارت مارية لتركض ذاهبة إليه وبيدها زجاجة الحليب تاركة إياها خلفها تقتفي اثرها مذهولة وهي تحرك رأسها بعدم تصديق لم تتراخى راوية موضعها هي الأخرى وهرعت خلفها لتطمئن على ابنها وقلبها ينتفض مړتعبة عليه مدركة بداخلها بأنها افتعلت شيئا ما بولدها اقسمت راوية في نفسها وهي تهرول ذاهبة إليهم بأن عقابها سيكون بيدها هي ولا مفر لها اليوم في قټلها الحتمي 
رفعه مكرم على ركبتيه يحاول تهدئته ببعض الكلمات المريحة إلام يصل رجاله الذي هاتفهم ليحملوه معه في تلك الاثناء جلب له ملابسه ليرتديها  كانت حالة عمار تسوء ولقوة بنيانة ساعده ذلك في التمسك إلى حد ما مسح مكرم على رأسه وقال بحزن ممزوج بقلقه عليه 
الرجالة زمانهم جايين يا عمار حاول علشان خاطري تمسك نفسك انا حاسس بيك وأن الموضوع صعب 
نظر له عمار بأعين مجهدة للغاية رد عليه بصوت ضعيف بالكاد يخرجه مع ألمه 
محدش يأذي مارية مارية ملزومة منك لو حصلها حاجة مش هسامحك يا مكرم أوعى تخلي حد يقربلها 
نظر له مكرم محركا رأسه بطاعه فرغم ما يعانيه يفكر فيها وانها السبب في حالته تلك قال له بتفهم 
متخافش خليك انت بس في نفسك علشان نلحق السم قبل ما ينتشر في جسمك كله 
ثم انتبه بعد جملته التي تفوه بها لمارية التي ولجت الغرفة عليهم حاملة لزجاجة الحليب نظر لها بتلهف وهي تدنو منهم چثت مارية على ركبتيها امامهم في حين التقط مكرم منها زجاجة الحليب ليرفع رأسه بعدها ويجعله يشرب منها قدرا معقولا ليخفف من السم بداخله امسكت مارية يده لتمسح عليها بلطف وهي تتأمل معاناته أمام عينيها فكم كانت غبية وهي ټقتل حبيبها بيدها ڠرقت دموعها وجهها وهي تنظر له بحزن فهي المسؤلة عن كل هذا بدأ عمار يرتشف من الحليب وساعده مكرم على ذلك ولجت راوية الغرفة عليهم لتنصدم مما يحدث امامها ساقتها قدماه لتتحرك نحوهم وعيناها على ولدها الذي يعاني امامها بشدة حركت رأسها پصدمة ممزوجة بالحزن إذا حدث له شيء ذهبت راوية في عالم آخر تثاورها الأفكار بأنها بالفعل فقدته وهي الآن حزينة عليه رددت بلا وعي وهي تحدق به بحزن 
ابني عمار 
لم تنطق بشيء بعدها حيث عادت مما هي فيه بعدما ولج العديد من رجاله للداخل ولم يلبثوا مكانهم ليستفهموا بل هموا بحمله جميعا ليهرعوا به نحو الخارج ومكرم يركض خلفهم ويحدثهم 
شارب سم يا رجالة تعرفوا حد بيفهم يخرجه منه 
رد عليه احد الرجال بخشونة وهم ما زالوا يركضون به 
هنروح عند سعدون الجن ما فيش حد غيره هنا بيفهم فيه 
هتف مكرم بنبرة مغتبطة بعض الشيء 
طيب يلا بسرعة عليه ومحدش يعمل صوت وانتوا خارجين مش عايز أي حد يعرف باللي حصله ده 
ادركوا الرجال حالته وامتثلوا لحديث مكرم ودلفوا خارج القصر بحذر حاملين إياه ظهر حبهم لرب عملهم في تلك اللحظة فهؤلاء رجال عمار المقربين ليجدهم خلفه في وقت الشدة استقلوا به احدى السيارات ضخمة الهيئة وانطلقوا بها لهذا الرجل ولكن قبل الرحيل حدث عمار مكرم بعزيمة عجيبة كونه يقاوم السم ولا يهتم لما هو فيه 
الرجالة هتوديني يا مكرم اطلع لمارية واوعى تخلي حد يعملها حاجة زي ما فهمتك هي مسؤلة منك وانا هبقى كويس بإذن الله وابقى حصلنا 
اطاعه مكرم حين حرك رأسه فلا فائدة من الحديث معه فهو يعلم بحبه لها في حين انطلق الرجال بالسيارة بسرعة رهيبة وتتبع مكرم خروجهم حتى دلفوا للخارج وزع مكرم انظاره بعدها حوله ليلاحظ ما أن رآهم أحد تنهد براحة وولج مرة أخرى داخل القصر ليفعل ما امره به 
في تلك الأثناء في الأعلى بدت نظرات راوية الشرسة محدقة بها فهي ادركت الآن بأنها من فعلت به هذا لټنتقم لوالدها الحقېر نظرت لها مارية بأعين باكية حزينة ولم تهتم بعقابها الذي ستتلقاه منهم شاغلها الآن هو تتمنى في داخلها عودته سالما تحركت راوية نحوها فهي لن تتركها اليوم إلا بخروج روحها على يدها ومن ثم قتل من ارسلوها لتفعل هذا بولدها الوحيد ازدردت مارية ريقها وهي تدنو منها ونظراتها مظلمة لا تبين ما ستنتويه معها وقفت راوية امامها لتجذبها من شعرها بقسۏة مدروسة وقربتها منها هتفت راوية پغضب وهي ترمقها بنظرات فتاكة
بقى انتي جاية هنا تخلصي على ابني محدش هيخلص منك غيري ابوك ال ماټ وراح في ستين داهية وانا هخليكي تحصليه بس بعد ما احړق قلبك على امك كمان وبعدها هتتمني موتك من اللي هعمله فيكي 
اړتعبت مارية من حديثها وبكت في صمت ابتسمت راويةبغضب وشيطنة اظهرتها نظراتها الغاضية نحوها ثم سحبتها بقسۏة من شعرها وكاد ان يقتلع في يدها حيث تألمت مارية ولكنها استسلمت لما تفعله بها وبكت في صمت وهي تجرها من شعرها نكست مارية رأسها وهي تسير خلفها شاعرة بالذل تاركة إياها تفعل ما تريد ظهرت القسۏة على هيئة راوية فحينما يتعلق الأمر بابنها تتناسى ما حولها لتتدق اجراس الخطړ لتطيح بمن حولها هبطت الدرج بها لتأخذها للقبو تفاجأت هي بمكرم يقابلها وينظر لها بذهول هرع مكرم نحوها ووقف امامها ليقول بنبرة مزعوجة 
ايه دا يا مرات عمي اللي بتعمليه فيها ده 
وقفت راوية وهي ما زالت ممسكة بها ونظرت له پغضب ردت بحالة اظهرت هياجها 
يعني ايه بعمل ايه واحدة كانت بټموت ابني عايزيني اسيبها كدة نظرت لها راوية پغضب شديد لتتابع وهي تشدد بقبضتها على شعرها لتتألم مارية في صمت 
دا انا هعمل فيها اللي مش ممكن يخطر على بالها هخليها تتمنى المۏت ومش هتشوفه 
تجهمت تعابير مكرم مما تنتويه معها ونظر لمارية بشفقة فهي لها عذرها عاود النظر لزوجة عمه ورد عليها بتوسل 
سيبيها يا مرات يا عمي عمار بنفسه قبل ما يخدوه قال ارجع وخلي بالك منها ومحدش يعملها حاجة 
حدجته بنظرات غاضبة هتفت معترضة 
كمان بعد اللي عملته ده عاوز يسيبها تعيش هيفضل طول عمره بيضحي علشان واحدة متستهلش وكانت عايزة تموته 
لم يعرف مكرم كيف يتصرف معها فهي زوجة عمه وحزينة على ما حدث لابنها والجميع من حولهم نيام وخشي افاقة احدهم ليعلم بالموضوع قال مكرم لها بمفهوم ونبرة خفيضة 
طيب يا زي
ما انتي عاوزة بس احنا مش عايزين حد يعرف باللي حصل وخصوصا عمي سلطان دا لو عرف ممكن يجراله حاجة خافي حتى على صحته قلبت راوية حديثه في رأسها لتقتنع به فهي لا تريد معرفة احد بما حدث وبالأخص سلطان فهو يحبه ولو علم بذلك لاصابه مكروه ما فهو مريض وجهت بصرها لمارية ورفعت رأسها لتجعلها تنظر لها نظرت لها مارية بهدوء ولكن دموعها تملأ عينيها وتنهمر على وجهها ابتسمت راوية باستهزاء وهي ترمقها بنظرات دونية في حين يجاهد مكرم بقدر المستطاع جعلها تتركها لحين شفاء عمار فقد اوصاه بها نظر تجاه القبو فقد خطرت في باله فكرة ما وذلك لحمايتها وجه بصره لراوية وخاطبها بتفهم 
طيب خديها البدروم زي ما انتي عاوزة لحد عمار ما يبقى كويس بس متعمليلهاش حاجة لو بتحبي عمار لو مش عايزاه يزعل متأذيهاش هو بنفسه وصاني عليها ارجوك يا مرات عمي وديها البدروم لحد ما عمار يخف ويتصرف هو معاها 
نظرت له راوية وتنهدت بضيق فشاغلها الآن شفاء ابنها في حين أنبت مارية نفسها فرغم ما هو يعانيه يهتم لأمرها تنهدت بحزن لتنخدع في اخلاق والدها عليهم عذرها فليس بيدها ما حدث فهي الأخرى ضحېة انتبهت لراوية وهي تتابع جذبها پعنف ناحيتها وتقول وهي تتوجه بها للقبو 
طيب يا مكرم اما اشوف اخرة الموضوع دا ايه 
في الصباح وهو يحضر لتجهيزات عرسه اليوم اڼصدم فؤاد حين أتاه خبر مقتله تضاربت الظنون في رأسه وهو يسأل نفسه من قد يفعلها ايقن بداخله أنهم أول المشكوك فيهم كلحت تعابيره فليس له شأن بذلك ولا أحد من رجاله تنهد بضيق وتوجه لعمته كي يخبرها بهذا الخبر لتتناقش معه ماذا يفعل فهم بالتأكيد على وشك معركة قادمة وحربا ضروسة بينهم هبطت فريدة الدرج كي تقابله فتحرك الأخير صوبها ليقول بعدم ارتياح 
تعالي يا عمتي شوفي المصېبة عيسى اټقتل 
اعتلت الصدمة هيئتها وهي تنظر إليه هتفت باستنكار 
انت بتتكلم جد مين اللي ممكن يعمل كدة! صمتت لتتابع بمغزى وهي تنظر إليه 
اوعى يا فؤاد تكون انت 
قاطعها بنفي قطعي وهو يشير بيديه 
محصلش يا عمتي انا اتفاجئت زيك كدة وكمان أن مش فاضي دا أنا بجهز لجوازي اللي المفروض هيبقى النهاردة 
ثم نظر لها بضيق اظهر امتعاضه فقد تعطل زواجه وربما الغاؤه ابتسمت فريدة حين تفهمت عليه قالت مضيقة عينيها بمكر 
قول بقى أن انت ميهمكش انه ماټ كل اللي يهمك جوازك النهاردة 
نظر لها مكرم بتردد ليرد عليها بنفي متزعزع 
لا يا عمتي انتي تفكيرك راح لفين انا بس 
قاطعته بعدم اقتناع تام وقالت 
مش مصدقاك متكملش ثم تابعت بجدية 
المهم تاخد حذرك انت والرجالة لأنهم ممكن يقولوا أن احنا اللي وراها وبصراحة ماټ ولا لا ميهمناش في حاجة اللي يهمنا واحد بس ومستنين مۏته 
جلس سلطان على الأريكة في ردهة المنزل يرتشف قهوته بهدوء شديد أو بالأحرى ببرود مستطير فقد اتاه خبر ۏفاته حينما افاق من نومه لم يكترث لمۏته فطالما بغض افعاله المشينة في حقه وحق ابنته وخاصة غيرته العمياء من ابنه الوحيد تنهد بحبور جم وهو يتلذذ في ارتشاف قهوته جذب انتباهه زوجته فحالتها ليست كعادتها اليومية كمن تضمر شيئا
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 25 صفحات