الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية كاااملة للكاتبة إلهام رفعت

انت في الصفحة 23 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


ناعمة قالت له بحب
صباح الخير يا حبيبي 
ابتسم لها ونظر لوالدتها بمعنى لاحظت مارية نظراته خلفها وادارت رأسها لتتفاجأ بوالدتها نهضت لتقول بتلهف شديد
ماما حبيبتي انتي كويسة 
ابتسمت لها فريدة بحزن وردت بهدوء بعدما خطفت نظرة حزم لعمار
انا كويسة يا بنتي أنا جيت اصحيك علشان متتعبيش من نومتك دي 
اعتدلت مارية سريعا وهمت بإحتضانها بقوة وهي تتنهد براحة مستطيرة اعتدل عمار هو الآخر ونهض ليقف ثم نظر لهم بابتسامة خفيفة مسحت فريدة على ظهر ابنتها بحنان كانت قد نسته ورسمت بدلا منه القسۏة قالت فريدة بنبرة حنونة 

سامحيني يا مارية أنا كنت مخدوعة ومش عارفة الصح فين اوعي تزعلي مني يا بنتي 
ابتعدت مارية عنها قليلا لتتمكن من رؤية وجهها عاتبتها 
عمري ما ازعل منك يا ماما أنا بحبك قوي وخفت عليكي انتي لدرجة أني اترددت كتير أقولك ولا لأ 
ابتسمت فريدة برضى وقالت 
الحمد لله أني عرفت الحقيقة في الوقت المناسب وإلا مكنتش هقدر اسامح نفسي طول عمري 
قالتها فريدة ليكتسح الحزن طلعتها ووجهها السمح ضمتها مارية مرة أخرى لتعبر عن حبها العظيم لها رددت بتمني
ربنا ما يحرمني منك يا ماما ويطولي في عمرك 
وقف عمار يتطلع عليهم ويستمع على حديثهم العفوي والذي لامس شيئا ما بداخله يوحي بصدق الحب المتبادل بينهم تنهد بحبور ليخرج كل ضيق مر عليهم ويحل محله المحبة والهدوء بينهم تذكر عمار في فكره موضوع عمته وسأل نفسه ماذا أن علم والده بذلك نظر لهم وتنحنح بخشونة لينتبهن لوجوده بالفعل انتبهن له وابتعدن لينظرن له نظر هو لفريدة وقال بنبرة متشددة 
لو سمحتي موضوع عمتي اللي عرفتيه دا يفضل سر بينا اي حد مش مسموح يعرف المهم احنا بينا عرفنا الحقيقة 
اومأت فريدة رأسها بتفهم فهي لن تفضح حتى زوجها وستتكتم على الأمر هي الأخرى ردت بتأكيد شديد 
أطمن محدش هيعرف باللي حصل دا غيرنا وبس 
نظرت لابنتها وابتسمت بلطف تنهدت لتعاود النظر إليه وتقول بتوسل بعض الشيء 
خلي بالك من مارية حطها في عنيك ومتخليش اي حد يأذيها نظرت لابنتها التي تطالعها بنظرات حنون واكملت بحب
أصل مارية دي بنتي حبيبتي وعمري كله 
حملت والدتها افطارا شهيا لابنتها وزوجها وولجت لداخل المنزل بعدما فتح لها فؤاد قابلها فؤاد بوجه بشوش وحدثها وهو يأخذ ما بيدها ليضعه على الطاولة 
صباح الخير يا حماتي تاعبة نفسك ليه 
ابتسمت بحياء وردت بحرج 
دي الاصول اومال يعني هسيبكم تعملوا لنفسكوا انتوا عرسان يعني لكام يوم هعملكوا الأكل واجيبه 
ابتسم لها بامتنان وكاد أن يرد ولكن خروج اسماء من الغرفة وهي تحكم روب النوم عليها منعه اغذت اسماء في السير نحو والدتها التي فتحت ذراعيها لإستقبالها ارتمت اسماء في احضانها لتضمها سوسن بمحبة جلية هتفت سوسن بحنان
صباح الخير يا اسماء عاملة ايه يا حبيبتي 
ابتعدت اسماء وقالت باستحياء وهي ټخطف النظرات لفؤاد
كويسة طبعا يا ماما دا سؤال تسأليه 
ضحكت والدتها بخفوت وقالت بتمني جارف وهي تمرر انظارها الحنون على كليهما
ربنا يسعدكم يا رب واشوف عيالكم بيلعبوا حواليكم 
نكست اسماء راسها بخجل بينما رد فؤاد بمكر وهو ينظر لأسماء
دعواتك يا حماتي واحنا نملالك البيت عيال 
اتسعت ابتسامة فريدة الفرحة وتنهدت بارتياح لرؤية ابنتها متزوجة من رجل مثله جاء على ذهنها بما تسمعت عليه بالأمس وقالت رافعة حاجبيها بعدم فهم 
عرفتوا باللي حصل 
انصت الإثنان
إليها باهتمام فاستطردت سوسن حديثها وهي تنظر لهما بنبرة غير مصدقة إلى الآن 
بعد ما خدت اسماء ومشيت الست فريدة كانت حابسة الست مارية في اوضتها وبعتت للداية علشان تسقطها 
شهقت اسماء پصدمة وشحب وجهها كما اڼصدم فؤاد وسأل بقلق
وايه اللي حصل مارية كويسة 
ردت بنفي وهي توضح ما رأته بعينيها 
لأ محصلهاش حاجة بس باين في حد بلغ عمار بيه باللي حصل ووصل في الوقت المناسب وخلى الستات اللي كانوا عايزين يسقطوها يهربوا دا كانوا بيجروا من الفيلا مرعوبين 
اغمضت اسماء عينها وتنفست براحة هتفت بامتنان 
الحمد لله والله الست مارية ما تستاهل كدة 
قتل الفضول فكر فؤاد ليسألها بمعنى 
وعمتي عملت اية لما شافت عمار 
حركت رأسها بحيرة وردت بنبرة شغوفة 
مش هتصدقوا اللي شوفته بعنيا قبل ما أجيلكم هنا 
كان الإثنان على اعصابهم وهي تسرد ما رأته ونظروا لها بترقب اكملت سوسن بذهول
عمار بيه والست مارية كانوا بايتين مع الست فريدة امبارح اصلها تعبت مش عارفة من ايه ولما كانوا ماشين الست فريدة كانت بتدعيلهم وبتقولهم هتبقى تروح عندهم 
هتف فؤاد باستنكار 
ايه الكلام ده عمتي سامحته بالسهولة دي ! 
ردت سوسن بجهل وهي تنظر إليه مقلصة المسافة بين حاجبيها
مش عارفة ايه اللي حصل بالظبط اصل كان موجود امبارح لما وصل عمار بيه والدك ومعاه مكرم بيه باين الموضوع كان كبير ومعرفتش كانوا بيعملوا ايه لانهم كانوا لوحدهم ولما صحيت الصبح شفت كدة بعيني لما كانت بتودعهم 
فرك فؤاد اسفل ذقنه بتفكير ليستنبط سبب تغيير عمته المفاجئ ووجود والده وارتباطه بالموضوع فشل في كشف ذلك والتزم انتظار مجيئ والده ومعرفة ما حدث بالتفصيل فكيف ترتضي عمته بالصلح بتلك السهولة فأين محاربتها لهم تأرجحت الافكار في رأسه وتصارعت ولن يجيب على تساؤلاته سواه 
انتظر والده قدومه بعدما علم بغيابه ووجوده في فيلة هذا الحقېر امتعض سلطان واستنكر عصيان ابنه له فكيف يذهب إلى هناك جلست راوية بجانبه على الاريكة في ردهة الفيلا حيث ينتظر مجيئ عمار بشغف ممزوج بالإنزعاج وظهرت الصلابة والقسۏة في عينيه توجست راوية من ردة فعل زوجها فما فعله ابنها غير مقبول وانتظرت باعصاب مشدودة ما سيحدث 
وعن سلطان أكثر ما خشاه هو ڤضح أمر اخته وكشف السر لن يسامح عمار مطلقا إذا فعلها فقد نبه عليه العديد من المرات للتكتم على الأمر خشي سلطان كسره لتلك الثقة واخبار الجميع بما ضمره عن من حوله كي لا يتسبب في تدنيس شرف اخته لوقت مر عليهم زادهم ترقب وتلهف لمعرفة سبب مبيتهم هناك التفتوا ناحية باب الخروج حين تسمعوا على صوته المالوف لهم وهو يضحك من قلبه حيث ولج عمار ومعه مارية يتبادلان الحديث بسلاسة والضحكة على وجوههما نهض سلطان من مكانه وكذلك خلفته راوية لتتابع ما سيزمع له زوجها معه ابنهم انتبه عمار لوالده وتحرك ناحيته ليتوقف عن الضحك ويبتسم بعذوبة وقف قبالته هو وزوجته مارية التي تنظر لهم بحرج قال عمار باحترام 
صباح الخير يا بابا 
كنت فين 
قالها سلطان بنبرة صلبة جعلت عمار يرتبك ونظرات الأخير تحتد بقسۏة عليه ليظهر ضيقه خطڤ عمار نظرة متوترة لزوجته ورد بتردد 
أصل مارية لما راحت امبارح عند والدتها تعبت فأنا روحت اشوفها ومقدرتش اسيبها هناك وفضلت جمبها 
صدح سلطان بعدم رضى 
أزاي الكلام ده نمت في بيت الراجل اللي قتل عمتك 
ابتلعت مارية ريقها وشعرت بالحرج الشديد نكست رأسها بهدوء ولم تعلق فما فعله والدها لا يستحق الشفقة من أحدهم أحس بها عمار ونظر لوالده وقال باستياء بعض الشيء
أنا كنت مع مراتي يا بابا وخفت اسيبها لوحدها حضرتك عارف انها حامل 
كبت سلطان انزعاجه حين ضغط على شفتيه بقوة نظر لمارية وحدثها بنبرة قوية جعلتها ترتعد وتنظر له بارتباك
وانتي لسة بتفكري ټنتقمي من جوزك ولا 
قاطعته نافية بشدة حين نظرت له بثبات 
لأ عمار جوزي وابو ابني اللي جاي عمري ما هأذيه أبدا 
اتسعت ابتسامة راوية من خلف زوجها لأن الله استمع لدعاءها حين ناجاته بأن يمر الأمر بسلام وبينت اعجابها برد مارية حين طالعتها بنظرات مادحة اثبتت مارية ولاءها لهم حين انحنت لتمسك بيد سلطان وقربتها من فمها قبلتها باحترام وقالت بجدية
كل اللي عوزاه أنك ترضى عني 
ارتسمت ابتسامة اعجاب صغيره على زاوية فمه وهو ينظر لها اعتدلت مارية ونظرت له راسمه الطاعة لكسب ارتضاءه عليها وهذا ما ظهر حين حرك رأسه ليتقبلها أما عمار فلم يصف كم الفرحة التي ملأت قلبه تجاه ما تفعله زوجته استشعر من تلك اللحظة أن حياته معها تغيرت ليغدو الحب سيدها والفرحة مفتاحها 
في الأعلى وقفت شيماء تتابع ما يحدث وتعابير الإندهاش ظهرت عليها ملأ الحقد والكره قلبها في تلك اللحظة حين رأتها امامها بكامل صحتها كما أنها لم تخسر طفلها تعجبت بشدة وهي تحاول فهم ما حدث فهي لابد أن تكون الآن في عداد المۏتى كيف نفدت من اڼتقام والدتها احتارت وساورتها الافكار والتساؤلات في رأسها تكاد تفتك بها صرت اسنانها پغضب وهي تراه يضمها إليه وتكسب هي ثقة من حولها لم يعد لها محل اليوم هنا وجدت أن عليها اغتنام الفرصة لټنتقم هي نعم ستنتقم هي وستفعل المستحيل كي لا تترك هذا المكان تحركت للخلف ذاهبة لغرفتها التي تلازمها حتى لا ينفر أحد من وجودها ويستدعي الأمر طردها سارت شيماء لغرفتها وهي تفكر كيف تتخلص منها وجدت ضرورة الإسراع في التنفيذ فمكوثها هنا اصبح معدود ولجت الغرفة وأوصدت الباب خلفها لتفكر بتأني في خطوتها القادمة 
وصل لباب غرفتهم واستوقفها ليقول بغموض 
استني متدخليش 
نظرت له مارية بعدم فهم تنبهت له ينحني ويهم بحملها شهقت مارية وتطلعت عليه مبتسمة بحب غمز بمكر وقال
لو مش بابا قاعد تحت كنت شيلتك يا حبي الوحيد 
طوقت مارية عنقه وهي تضحك بسعادة ولج عمار بها غرفتهم ولم ينزلها سوى على الفراش وضعها بهدوء ولم يبتعد عنها قال بعشق
بحبك وهفضل احبك طول عمري لو خيروني تختار حياتك ولا مارية هقولهم حياتي هي مارية قلبي ملك مارية عقلي وكلي ملك مارية 
اغرورقت الدموع في عينيها وهي تستشعر صدق حديثه طوقت عنقه بذراعيها بتملك لترد عليه معلنة الأشد 
ومارية من غير عمار ولا حاجة لو حصلك حاجة بعد الشړ انا كمان مش هقدر اعيش بعدها احنا لبعض وبس 
فطنت مارية أن البعض يحسدها على هكذا حب وليس من أي شخص هو عمار من تتمنى الفتيات نظرة واحدة منه
قال بنبرة مضحكة
شوفتيني وأنا حنين 
ضحكت مارية ونظرت له لتقول بغناج اندهش منه
كل حاجة منك حلوة 
في اليوم التالي جلست منى برفقة والدتها على طاولة صغيرة منتصف المطبخ حيث تقوم راوية بتعليمها طريقة الطهي بدأت منى في تقشير ثمار البطاطس بحرفية كما علمتها والدتها توقفن الخادمات من حولهن يتطلعن على ما تقوم به بعدم تصديق فهي ابنة سيدهم كان من شروط مكرم العيش بعيدا في منزل بمفردهم لم تجد منى ولا الجميع مانعا في ذلك بل سعدت اكثر كون أنه سيغدو لها بيتا هي سيدته وستملك زمام
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 25 صفحات