قصه القبيحه
انت في الصفحة 2 من صفحتين
أعرفه بدأت أشعر بالانكسار والهدوء ثم الانعزال
كنت أجلس في آخر الصف بالكاد أعرف أحدا من زميلات الفصل وبالكاد تعرفني إحداهن
متجنبة أن أسبب أي أذى لأحد أو أن أتعرض أنا بدوري لأذى من أي شخص
في تلك الفترة بدأت أهتم بالقراءة لأقضي بها الوقت الطويل الذي أمضيه وحدي سواء في البيت أو المدرسة وبهذا أجد بعض السلوى عن انعزالي عن الناس
وكنت كلما ڠرقت في هذا التفكير أكثر كلما شعرت بالأسى والحزن أكثر فأكثر على نفسي وشعرت أني إنسانة ناقصة غير قادرة على تبادل الحب كغيري وبالتالي غير قادرة على تحقيق هدف الحياة
حتى صحتي بدأت تتأثر أيضا فكثرت أمراضي وساءت تغذيتي فازداد وجهي نحولا وشحوبا مما زاد اكتئابي أكثر فأكثر
وذات مرة أصرت أمي أن أذهب معها إلى حفل زواج كنت أرفض المبدأ تماما وهي تعلم أني لم أحضر أي حفل زواج منذ كنت في الصف السادس لأني لست بحاجة لمزيد من نظرات الاستغراب أو همسات الشفقة
شعرت أني في مأزق لكني أجبرت نفسي على ارتداء فستان قديم بدا واسعا علي حاولت وضع بعض المكياج لكني لم أعرف كيف وحين جربت وضع ظل أزرق بدوت كمهرج مضحك غسلت وجهي ومعه دموعي ثم ذهبت للحفل كما أنا وبقيت صامتة طوال الوقت أجاهد دموعي حين أرى البعض يتهامس وينظر إلي
كانت تريد مني أن أساعدها في إعداد النشرات وترتيب المكتبة وتجهيز اللوح وغيرها لوهلة فرحت
ثم فكرت ربما كانت مشفقة فقد رأتني أكثر من مرة أجلس لوحدي في الفسحة لكن حسنا لا بأس لأجرب
الحب المادي البسيط الذي نجمع في بوتقته كل معاني الحياة هناك الحب الأعظم حب الحليم الرحيم
الله الذي خلقني ووهبني النعم الكثيرة وهبني العقل والسمع والبصر وسخر لي السماء والأرض وكل شيء
الله الذي
اختارني من بين الملايين لأكون مسلمة جعلني أسير وأتكلم وأسمع وأفهم منحني آلاف الآلاف من النعم العظيمة واختارني للابتلاء حتى يمحو ذنبي نعم حين خلقني بجمال بسيط كان يريد ابتلائي فهل أصبر أم سأكون من الكافرين بنعمه
وبدأت أذوق طعم السعادة التي لم أذقها في حياتي وشعرت بالرضا عن نفسي بل بدأت أحبها وأحترمها وشيئا فشيئا بدأت ثقتي بنفسي تزداد حتى استطعت أن ألقي كلمة على الطالبات في المصلى عدة مرات كنت أشعر أنهن لا ينظرن إلى أسناني أو عيني الجاحظتين بقدر ما ينظرن إلى الكلمات التي تخرج من قلبي
أصبح جدولي مليئا بالأنشطة وأصبحت أواظب على حفظ أجزاء من القرآن مع جماعة المصلى أصبح لدي صديقات يضحكن ويمزحن معي دون أن أشعر بأي نقص عنهن لأن ما يجمع بيننا لم يكن علاقة دنيوية بسيطة تعتمد على المادة والمظهر والشكل العلاقة بيننا كانت أسمى من ذلك كانت علاقة أرواح علاقة حب في الله حب لأجل الروح التي حلقت وسمت في فضاء الحمد والشكر لله
أصبحت أنظر لكل شيء بحب وجمال حتى انعكس ذلك على حديثي وملابسي واهتمامي بنفسي التي أصبحت أحبها
وذات مرة طلبت مني والدتي مرافقتها لحفل زواج كدت أرفض في البداية لكني برا بها وحبا لها أجبتها يومها اخترت فستانا بلون السماء يظهر من أطرافه الدانتيل الأبيض وارتديت طقما لؤلؤيا ناعما سرحت شعري القصير بعناية فقد أصبحت أحبه وأعتني به برفق حولت خشونته لتموج جميل مع استخدام كريم للشعر ثم وضعت شريطا حريريا أبيض تتدلى أطرافه على كتفي وضعت شيئا من كريم الأساس تحت عيني الجاحظتين
وشعرت بنفسي لأول مرة كفتاة نظرت جيدا في المرآة يا إلهي لا أصدق إنها أنا
كان وجهي قد تغير وأصبح أكثر إشراقا وعيني أكثر لمعانا
ماذا حصل يا ترى كنت أعلم أنه لم يكن الفستان ولا المكياج ولا رائحة الفل
لقد كانت السعادة التي حين تنبع من روح الإنسان فإنها تنعكس جمالا على وجهه ومن عينيه
وفي الحفل كنت أسير مع أمي بثقة وسعادة واستطعت لأول مرة أن أشاهد الآخرين بمنظار الحب لا منظار الحقد والكره فلم أر أي نظرة شفقة أو سخرية فهذا كله لم يكن سوى في مخيلتي المړيضة
لقد عرفت أخيرا كيف تكون الفتاة جميلة حين تريد