((روايه ورد الجناين))
أن شاء الله بس دلوقتى لازم نفكر هتعمل ايه فى نوارة وقت ماتنزلى الجامعة انا مستعدة تماما أنى اتولى رعايتها وقت ما اكون موجودة برة الجامعة لكن فى اوقات انا وانتى بنبقى فى الجامعة فى نفس الوقت ولازم نفكر من دلوقتى هنعمل ايه
ورد الحل الوحيد انى اشوفلها جليسة بالساعة
وبعد فترة من الصمت صفقت نور بيدها قائلة بس لقيتها
نور فى بنات عرب كتير فى الجامعة لو شفنا اى بنت فيهم فى اوقات انشغالنا هتبقى اوفر بكتير من انك تجيبى حد متخصص من أهل البلد
ورد بقلق بس ممكن مايعرفوش يتعاملوا مع البنت او تتبهدل منهم
نور لا ماتقلقيش مااكيد هيبقى فى فترة اختبار أثناء وجود حد فينا فى الاول
ورد طب ودى هنجيبها ازاى
نور عادى هنعمل اعلان فى المنتدى اللى بيتجمع فيه العرب كل اسبوع
نور بابتسامة حبيبتى انتى اختى اللى كان نفسى يبقى لى زيها ربنا يطمننى عليكى
فى اليوم التالى تهاتف حكمت ورد للاطمئنان عليها وأثناء حديثهما سويا تقول حكمت كنت عاوزة اقولك حاجة ياورد
ورد انا سمعاكى ياماما اتفضلى
حكمت بتردد انتى طبعا عرفتى امبارح من حكيم أنه ساب مها
لتقاطعها حكمت قائلة اسمعى بس انا عاوزة اقوللك ايه واللى خبيته عنك من يوم ماسافرتى لحد النهاردة
ورد باستغراب وايه اللى خبيتيه عنى ياماما طول الفترة دى
حكمت أن حكيم ساب مها يوم ما انتى سافرتى
ورد باستغراب ايه !
حكمت زى مابقوللك كده بس هو ماكانش بيحب حد يفتح السيرة دى وانا وعمك مارضيناش نقوللك وقتها عشان مانقلبش عليكى المواجع
لتشعر حكمت أن الفرصة قد واتتها لتقول كل اللى اعرفه واللى قاله أنه كان اعمى وان طول عمره بيحبك انتى وبس بس ماكانش فاهم ده ولا قدر يفهم غير لما بعدتى عنه
لتترقرق الدموع بعينى ورد ليظهر اثر البكاء على صوتها وهى تقول خلاص ياماما اللى حصل حصل وكل شئ قسمة ونصيب ربنا يسعده ويهنيه
انتى عارفة انى طول عمرى وانا بعاملك زى صفية بالظبط وعمرى ما فرقت بينكم وعشان كده انا دلوقتى بنصح ورد بنتى مش ورد مرآة ابنى
حكمت كنتى ومازلتى فى نظرى وعمرى ابدا ماهتخيلك مرآة حد تانى غير حكيم فكرى فى كلامى كويس واستخيرى ربنا يابنتى وان شاء الله ربنا ييسر لكم الأمور
احتفل حكيم فى مكتب المحاماة بخبر وصول نوارة الذى كان مفاجأة للجميع وقام بتوزيع الحلوى والمشروبات على كل العاملين
وكانت المفاجأة لها وقع خاص على مها التى كانت تعلم بطبيعة العلاقة بين حكيم وورد وأنه كان يعتبرها شقيقته فكيف لها أن تنجب هكذا بكل بساطة
وعندما انفض كل المهنئين من حول حكيم ظلت مها تقف بمكانها وهى تنظر لحكيم بتمعن ليستغرب حكيم من نظرتها وقال ايه مالك بتبصيلى كده ليه
مها الحقيقة مستغرباك
حكيم وليه بقى
مها وهى تقترب منه وترسم على وجهها معالم الڠضب اصلك يعنى ماتزعلش منى ياكداب يا مغفل
لينظر لها حكيم پغضب ويبدو على معالم وجهه أنه قد فهم مغذى حديثها فقال احترمى نفسك يامها وماتنسيش انك بتشتغلى عندى بس انا عشان خاطر العيش والملح هريحك رغم أنه مايخصكيش
انا مش كداب انا فعلا كنت عايش مع ورد زى الاخوات لحد ليلة طلاقنا دى كانت أول واخر مرة المسها فيها وربنا أراد أن بذرتى تنبت جواها وتطرح ودلوقتى اتكلى على الله وشوقى اللى وراكى وتانى مرة ماتدخليش فى اى حاجة تخصنى
مها بفضول انت ايه اللى غيرك من ناحيتى بالشكل ده ياحكيم
حكيم بتنهيدة بكل بساطة اكتشفت اننا مش هننفع مع بعض يامها
مها وحبنا
حكيم مزيف
مها ايه اللى خلاك تحكم عليه بكده
حكيم وهو يتنهد بشدة اسمعى يامها لما بتحبى بنى ادم بتحاولى تعملى كل اللى يسعده حتى ولو على حساب نفسك ولو أنتى وقفتى مع نفسك بصدق هتلاقى انك ماحاولتيش تتنازلى عن اى حاجة عشان خاطرى ولا حتى قدرتى تتنازلى عن شوية هدوم ومظاهر فارغة ولو حتى من باب أنه يبقى إرضاء ليا
مها بس انا حسيت بحبك ليا
حكيم اهتمامى اهتمامى يامها مش حبى تفرق كتير صدقينى انا اول ماشوفتك انبهرت بجرأتك ونشاطك وطريقة كلامك حتى تحررك انبهرت بيه لكن انبهارى بيكى كان كزميلة عمل مش كحبيبة والدليل انى اول حاجة فكرت فيها انى اغيرك وكنت فاكر انى هقدر ماكنتش حابب كلامك مع الكل بدون حواجز ولا كنت حابب مظهرك اللى الكل كان مستبيحه لانك كنتى بكل بساطة عرضاه باستفاضة للجميع
بس لو كنت بحبك بجد زى ماكنت فاكر الاول كنت هعمل حاجة من اتنين يا أما هرضى بيكى زى مانتى بكل عيوبك يا أما ماكنتش هيأس بسرعة كدة وهفضل احاول طول عمرى انى اغيرك
لكن اتفاجئت لما لقيتنى بشيل ايدى بسرعة ويفقد اى رغبة انى ابذل اى مجهود فى تغييرك واكتشفت أن احساسى بيكى ما كانش اكتر من انبهار أو تحدى واكتشفت انى عمرى ماحبيتك سامحيني لانى اكتشفت ان قلبى كان مشغول من سنين وانا مش دريان
مها ببعض الحزن ورد
حكيم أيوة
مها ورجعتوا لبعض
حكيم لسه بحاول ادعيلى توافق
مها سامحنى ياحكيم لو كنت اتسببت انكم بعدتم عن بعض بس صدقنى انا بكنلك كل احترام وتقدير
حكيم بابتسامة كل اللى اقدر اقوله لك انك يمكن تكونى سبب قوى فى انى عرفت الحقيقة
مها بابتسامة أن شاء الله الامور ترجع لمجاريها
حكيم بأمل أن شاء الله تبقى احسن
مها بس نصيحة منى ماتتاخرش عليها
لتخرج مها مغلقة الباب من ورائها ليرفع حكيم هاتفه بيده ويقوم بالاتصال بوالده قائلا أيوة ياحاج انا عاوز عنوان ورد فى انجلترا انا لازم اسافرلها
كانت ورد قد انتهت من استذكارها واطمئنت أن نوارة تنام بعمق شديد وكانت تشعر باضطراب بداخلها لا تعلم سببه فدلفت إلى الشرفة لعلها تستطيع أن تبدد حالة القلق التى استبد بها ولكنها بعد قليل وجدت سيارة أجرة تقف أمام بنايتها ويهبط منها شخص ما جعل قلبها كالعصفور الذى يرفرف بجناحيه فى صدرها وماهى إلا لحظات وسمعت صوت الاستدعاء من جهاز الانتركوم لتجد أن نور قد سبقتها للإجابة
نور هاللو
حكيم السلام عليكم
نور وعليكم السلام مين
حكيم انا حكيم جوز احممم والد نوارة
لتلتفت نور الى ورد التى تقف كألتمثال لا يتحرك منها سوى عينيها لتقول لها نور انتى واقفة كده ليه اتحركى غيرى هدومك على مايطلع
لتهرع ورد إلى غرفتها فى حين اتجهت نور إلى الباب بعد أن أرتدت اسدالها وقامت باستقبال حكيم واجلسته بغرفة المعيشة حيث كانت الشقة عبارة عن غرفتين للنوم فقط وغرفة معيشة متوسطة الحال ليشكرها حكيم ويجلس فى انتظار رؤية ورد وابنته
بعد مضى خمسة عشر دقيقة تعود إليه نور حاملة إليه قدحا من القهوة وتعتذر عن تأخر ورد