الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية لهيب الروح ((كامله جميع الاجزاء))بقلم هدير دودو

انت في الصفحة 36 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

بتعقل وهدوء لم يرضي تلك الماكرة التي كانت تنتظر رد اقوى
دي مراته يا مديحة ومينفعش أنك تعملي معاها كدة ولا أنك تمدي ايدك عليها وتقللي منها هي معملتش حاجه لحد ومش مسموح لأي حد أنه يضايقها هي زيها زي الكل.
ضحكت مديحة بصوت مرتفع بعدما أستمعت إلى ردها وباغتتها بحديثها الغير جيد
لا بقولك إيه مش انتي اللي هتقوليلي اعمل ايه ومعملش ايه انتي ملكيش دعوة خليكي زي ما انتي ياجليلة احسن عشان نفضل حبايب.
رمقتها بعدم فهم من جزء حديثها الأخير لكنها غمغمت مبدية رفضها لحديثها الملئ بالغرور والتقليل من ابنها وزوجته
الموضوع مبقاش كدة وجواد معاه حق الصراحة انتي مينفعش انك تمدي ايدك عليها لا انتي ولا غيرك أنا مش واقفة معاه لأ انا واقفة مع الحق.
أجابتها مغمغمة بتهكم ساخرا وخبث
دة انتي اكتر واحدة واقفة معاه بس مش عليا ياجليلة فوقي لنفسك لما يجي فاروق الموضوع مش هيعدي وهتشوفي انتي وابنك اللي بتأيديه ومرات ابنك اللي صعبانة عليكي.
تركتها وسارت متوجهة نحو غرفتها بعصبية مفرطة كأن عقلها سينفجر من ضراوة الڠضب الشاعرة به تود أن تجعله يندم على فعلته ويترك رنيم لتستطع تحقيق
ماتريد لكنها تتوعد لرنيم مقررة عدم الصمت بل ستحاول الأنتقام منها ايضا..
اقتربت جليلة من رنيم مربتة فوق ظهرها بحنان وغمغمت بهدوء
معلش ياحبيبتي حقك عليا بس والله كنت في مشوار مهم واللي حصل دة عمره ما هيتكرر تاني اطلعي ارتاحي روح ياجواد معاها وشوية وابقى انزل عشان محتاجة اتكلم معاك.
ابتسمت رنيم بخفوت لاجل حنان جليلة الدائم وسارت بصحبة جواد بصمت وخطوات متعثرة مجهدة مما حدث لها اليوم لا تعلم متى سترتاح وتيتعد عن الاذى المعرضة له! لمتى ستظل تستمع إلى إھانتها لم تنكر فرحتها برد جواد على كل كلمة تزعجها لكن لما...! لما لم ترد هي وتجعلها تصمت! لما تنتظر جواد لتحتمي به! والأهم لمتى ستظل هكذا كانت دموعها تسيل بصمت حزينة عما يحدث لها تود الفرار من ذلك المنزل سريعا.
ظلت جالسة في الغرفة بصمت ودموعها لازالت تسيل فوق وجنتيها تجلس بعقل شارد حزينة تود الفرار من تلك العيشة المرهقة لقلبها ولها.
اقترب جواد يحتضنها بحنان يربت فوق شعرها عالما ما تشعر به جيدا لكنه لت يصمت ويدعها تبكي هكذا أسرع مغمغما بحنان هادئ
خلاص عشان خاطري بلاش عياط وربنا ماهسيبهم هجيبلك حقك بس متعيطيش.
التقطت أنفاسها بصعداء وتطلعت نحوه بضعف مقررة عدم بقائها هنا
جواد أنا عاوزة امشي من هنا شوف أي مكان أنا موافقة بيه بس مش عاوزة افضل هنا.
صمت لوهلة مفكرا في حديثها واومأ برأسه أماما بجدية
حاضر يا رنيم هشوف وهنمشي اديني شوية وقت.
أكدت عليه طلبها مرة أخرى بهدوء ليسرع في تنفيذه
بس بسرعة يا جواد بالفعل وضعت رأسها فوق صدره بهدوء تود أن تنعم بالاطمئنان الذي يصيبها دوما بوجوده.
ابتسم هو الآخر عندما تطلع نحوها بملامحها الهادئة المتيم بها عينيها البنية كالقهوة الذي يعشقها وخصلات شعرها المتناثرة فوقه نتيجة لاقترابها كم تمنى اقترابها هكذا من قبل لسنوات طويلة حتى أصبح لا يطيق الانتظار لقد احترق قلبه بلهيب الاشتياق ولازالت لم تهدأ الي الآن بالرغم من وجودها معه وزواجه منها الذي تم بالرغم من استحالته.
ابتعدت عنه بتوتر رافضة فعلته وغمغمت بتوتر بعدما تذكرت فعلة مديحة التي اخترقت غرفتها فجاة بطريقة مهينة
ل.... لأ ياجواد مش قادرة انهاردة ممكن وكمان بصراحة أنا مش هبقى متطمنة وأنا هنا.
لم يود أن يضغط عليها بل ابتسم أمامها بحنان محتضن أياها بضراوة عاشق متيم بحبها يهوى جميع تفاصيلها يرى حقا انها نادرة لم يوجد مثلها في العالم حاول أن يجيبها بثقة هادئة ليجعلها تطمئن
مش عاوزك تقلقي طول منا معاكي يارنيم وانا هفضل معاكي دايما عمري اصلا ما اقدر ابعد عنك لحظة واحدة.
ابتسمت بهدوء هي الأخرى لحديثه الذي يداوي چروحها يشفي روحها من كل اذى ويمحي الحزن من قلبها يعيد لها كل شئ كما تتمنى دوما أجابته بخجل ونبرة خاڤتة
ش... شكرا ياجواد.
كانت جليلة تطالع مديحة بعدم رضا وتحدثت بامتعاض وضيق
مينفعش كدة يامديحة دي دلوقتي مرات جواد وجواد عمره ماهيسمح لحد يزعلها والصراحة معاه حق مراته كرامتها من كرامته مينفعش تقللي منها.
رمقتها الاخرى پغضب وملامح وجه متوعدة غير راضية عن حديثها صائحة پغضب
انتي مالك ياجليلة بتدافعيلها أوي كدة ليه وبعدين مش انتي اللي هتعرفيني اعمل وايه ومعملش ايه انتي شكلك ناسية انا مين.
تنهدت بضيق من حديثها ولأول مرة تتخلى عن صمتها وترد عليها بحدة مشددة
بدافع لمرات ابني انتي اللي شكلك ناسية انها مرات ابني وزي بنتي فملكيش حق انك تتكلمي معاها كدة انا من حقي أعرفك طول ما انتي غلطانة.
ظلت تطالعها پغضب متوعدة لها واجابتها بحدة والغيظ يملأها من حديث جليلة الصارم
لما يجي فاروق بقى نشوف ليا حق اتكلم ولا مليش عشان شكلك خلاص مش واعية لكلامك.
لم تدعها تتحدث

بل دفعتها بقوة الي الخلف وسارت نحو غرفتها بخطى واسعة غاضبة والډماء تغلي داخل عروقها وحديث جليلة يرن داخل اذنيها غمغمت بتوعد غاضب
ماشي ياجليلة أنا هوريكي هعرفك مقامك قسما بالله لاندمك على كل كلمة قولتيها.
أسرعت تهاتف فاروق ونيرانها متأهبة بقوة ټحرقها من ضراوة ڠضبها المشتعل ظلت تكرر اتصالاتها عليه فرد عليها بضيق حاد
ايوة يامديحة في إيه أنا في الشغل مش فاضي دلوقتي الدنيا كلها فوق دماغي.
لم ترد على حديثه بل صاحت به بضيق هي الأخرى
أنت تسيب كل حاجة وتيجي دلوقتي حالا عشان تشوف جليلة مراتك.
انهلع قلبه خوفا من أن يكون قد أصابها شئ وأسرع متسائلا بقلق وخوف عليها
مالها جليلة
تعبانة ولا فيها حاجة.
لم ينتظر ردها بل استكمل حديثه بعصبية
ماتقولي يامديحة مالها جليلة فيها إيه اخلصي.
شعرت بالغيرة والحقد عليها تعلم جيدا بحبه الكبير لها بالرغم من كل ماحدث وفعلت هي تستمع إلى نبرة صوته الخائڤة القلقة التي لم تظهر كثيرا تحقد عليها بشدة لما هي تنال كل ذلك الحب والأهتمام منه! قادرة على الحفاظ على عائلتها بالرغم من كثرة الصعاب والمشاكل التي تحدث بينهم!
غمغمت تجيبه بحدة مشددة فوق كل حرف تتفوهه بخبث
لا هي كويسة والسنيورة اللي أنت خاېف عليها اوي دي هزقتني واتكلمت معايا بقلة ذوق وزعقتلي انسانة قليلة الذوق
قطب جبينه بعدم تصديق لذلك الحديث الأبله التي تتفوه به عالما جيدا مدى صبر جليلة وكيفية تعاملها في جميع الأمور بصبر وهدوء فغمغم بذهول حاد متعجبا
انتي بتقولي ايه جليلة واعدلي كلامك عنها يامديحة هي مين دي اللي قليلة الذوق أنا عارف مراتي كويس وواثق ان عمرها ماتعمل كدة.
ازداد ڠضبها عن السابق كثيرا وأجابته بتهكم وسخرية
واهي عملت كدة مراتك اللي أنت عارفها عملت كدة وهزقتني وكل دة عشان المحروس ابنك و اللي جوزتهاله زي ماهو عاوز.
لازالت تتحدث بحديث مشفر لم يفهمه فسأل بحدة 
وجدية
انا مش فاهم حاجة يامديحة قولي اللي حصل على طول بدل كلامك دة.
سردت له كل ماحدث على طريقتها الخاصة الماكرة التي ضمنت من خلالها وقوفه معها كما تريد..
في المساء...
عاد فاروق بعد يوم منهك في العمل توجه نحو غرفته مباشرة بخطى واثقة وشموخ كعادته وجد جليلة تجلس في انتظاره ابتسمت بهدوء عندما ظلف الغرفة ونهضت مقتربة منه
حمدلله على سلامتك انا قاعدة مستنياك لما ترجع.
اومأ برأسه أماما من دون أن يرد عليها فسألته بقلق
في حاجة معاك في الشغل شكلك متضايق
اجابها نافيا بجدية لهجة مشددة حازمة ولازال غاضب من حديث مديحة الذي يرن داخل عقله بشدة
لا مفيش ولو فيه هتعملي ايه انتي المهم تريحي جواد والباقي مش مهم عندك ماهو لو كان شغال معايا كان شال من عليا كتير بس انتي روحتي عملتيله اللي يعجبه هو بس وأنا مش مهم.
التقطت أنفاسها بصعداء محاولة اكتساب بعض الهدوء للرد على حديثه الدائم الذي تستمع إليه يوميا منه وأجابته بضيق وملل
فاروق خلاص هو اتخرج واشتغل وخلاص واعتقد كلامك دة دلوقتي ملوش لازمة ومش هيفيد بحاجة غير أنك بتزعق معايا كل يوم بسببه.
لم يعجبه ردها وعدم صمتها تلك المرة مثلما تفعل دوما فصاح بها پغضب عارم
انتي كمان مش عاجبك كلامي انا بقيت مضغوط في الشغل جبت واد زي مجيبتش مش مطالعاه خاېف عليا ولا عاوز مصلحة العيلة مطلعاه عاوز مصلحة نفسه بس لا وفوق دة كله بتردي عليا ومش عاجبك مش كفاية جوزتيه للبت دي ولا هنعرف نشوف عيل ليه طول ماهو ماسك فيها وكمان واقفة معاها وبتدافعي عنها انهاردة هو في ايه ياجليلة ماتتعدلي.
غمغم بكل الڠضب الذي كان يشعر به من دون النظر لها ولتأثيره عليها طال صمتها لعدة لحظات محاولة استيعاب حديثه وردت عليه بعدها بعدم رضا
أنا اللي اتعدل يافاروق أنا زي مانا أنت بقى مالك وبعدين أنا مغلطتش لما دافعت عن رنيم لو حد غلط فهي مديحة اللي مش محترمة مرات جواد وكمان بتهزقها ومدت ايدها عليها وكمان كلمتها بهدوء واحترام عرفتها أن ميصحش تعمل كدة لو هي راحت اشتكت ليك كان المفروض تقولها انها فعلا غلطانة مهما كنت مش راضي عن الجوازة دي بس رنيم دلوقتي مرات ابنك وأنا بحبها وبعتبرها زي بنتي سما هي معملتش حاجة غلط.
لم يعجبه حديثها وردها عليه الذي يزداد تلك المرة بل ضړب فوق سطح المنضدة بقوة ضارية وصاح بحدة مشددة لتصمت عما تتفوهه
واحدة زي دي عمرها ما تبقى زي بنتك فوقي ياجليلة لو مش فاهمة تعالي افهمك وايه مرات ابني اللي بتقوليها جواد هيطلقها ڠصب عنه مش بمزاجه وهيتجوز اروى فاهمة ولا لأ
خشيت من حدته معها الشديدة فلم تستطع الرد عليه خوفا من أن يزداد من غضبه عليها فصمتت بعدم رضا لكنها وجدته لازال ينتظر منها رد وكرر جملته الأخيرة بحزم مشدد
فاهمة اللي قولته ولا لأ
حاولت أن تسيطر على ذاتها وتهدأ قليلا حتى لا تجعله يصمم في تنفيذ مايقوله

وأجابته بهدوء مصطنع على عكس ما بداخلها
نتكلم بعدين يافاروق مش دلوقتي.
تركها وسار نحو المرحاض مبرطما بعصبية بعدة كلمات لم تصل إلى مسامعها بينما هي الأخرى جلست تلتقط أنفاسها باضطراب وقلق خوفا من تنفيذ ما قاله لها الآن عالمة مدى تأثيره على ابنها وكيف سيستقبل ذلك الحديث..
في الخارج كانت مديحة تقف تستمع إلى ذلك الحديث والمشاجرة التي تمت بينهما مثلما كانت تتمنى تستمع بقلب يتراقص من الفرحة لتحقيقها ما تريده الان مقررة ألا تترك جليلة تشعر بالسعادة ستظل تعكر صفو حياتها بحيلها الماكرة.
في الصباح..
استيقظت رنيم
على يد تضمها بقوة ابتسمت بسعادة شاعرة بالأرتياح والأمان من وجوده بجانبها قابلت ذلم بابتسامة رائعة ټخطف قلب من ينظر إليها
35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 57 صفحات