الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه اوتار الفؤاد

انت في الصفحة 9 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

عن ذراعها المشوه رفعته ڼصب عينيها مكملة صړاخها الحاد
واديني دفعت التمن مش برضوه إنتي بعتيني للبلطجي رد السجون منسي ودي كانت النتيجة ها شوفتيها
حملق يامن مصډوما في ندوبها الواضحة انفرجت شفتاه عن ذهول غاضب في حين تقلص وجه أم بطة بارتباك قلق كانت تخشى ردة فعل الضيف أكثر من حالة ابنتها المتعصبة رفعت هالة حجابها قليلا لتكشف عن عنقها دون أن تنزعه عن رأسها اقتربت من أمها لتقول وهي تنهج
بصي كويس ده برضوه من منسي ليه بتداري عينيكي مش دي الحقيقة وكان ممكن أتشوه بالكامل لولا ستر ربنا
أرخت حجابها وتهدل كتفيها في انكسار مؤلم لتضيف ببحة
وبدل ما تاخديني في حضنك حرمتيني من حنيتك وعطفك وبرضوه عشان الفلوس لأنها أهم عندك مننا!
أطبقت والدتها بقوة على شفتيها عاجزة عن إيجاد المبرر لما تسببت به من أذى لابنتها هدر يامن متسائلا وهو لا يزال غارقا في صډمته
إيه اللي بأسمعه ده
حانت من هالة التفاتة صغيرة نحوه قرأ في عينيها الباكيتين الكثير ألمه أن يجدها على تلك الحالة الهزيلة المنكسرة أشاحت بوجهها بعيدا عن عينيه المسلطة بالكامل عليها لتنسحب عائدة للداخل وهي مغلوبة على أمرها وشهقاتها المتحسرة تسبقها تسمرت قدما أمها في مكانها وقد زاغت نظراتها الحائرة لم تعرف بماذا تبرر الموقف برمته رمشت بعينيها وارتجفت شفتيها وهي تدعي كڈبا علها تنجح في خداعه
متأخذناش يا بيه أصل.. ال .. بت .. هي
صاح بها يامن
مقاطعا إياها بنبرة أجفلت بدنها وجعلتها ترتعش مهابة منه
اخرسي ولا كلمة
هزت رأسها بهزات مستسلمة له وهي تبتلع أكاذيبها في جوفها طالعته بنظرات مرتعدة وتراجعت خطوتين للخلف مشكلة مسافة آمنة بينه وبينها لوح بذراعه في وجهها متابعا صياحه الهادر
إنتي إيه غولة فلوس في حد يعمل في بناته كده
ارتعدت وهي ترد
أنا مظلومة يا بيه احنا فقرا وعلى أد حلنا
أخرج من جيبه حفنة من النقود ألقاها في وجهها كرد حقېر على لغوها الفارغ وهو يسألها بغيظ محتقن
هما دول اللي هيملوا عينك خديهم!
ألقت نظرة مترددة للنقود الملقاة أسفل قدميها ومع ذلك لم تجرؤ على الانحناء وجمعهم واصلت تراجعها للخلف كما ازداد جفاف حلقها من فرط رعبها لأسلوبه العدائي الصريح اقترب يامن منها يهددها علنا وهو يشير بسبابته
بس قبل ما تعملي ده هتدفعي تمن اللي عملتيه في بناتك
دافعت عن نفسها قائلة بدموع زائفة
يا بيه أنا ست غلبانة وعايشة لوحدي مع كوم لحم ما أذنبتش لما حبيت أسترهم في الحلال هما مالهومش حد غيري ومافيش أم مش هتخاف على بناتها أنا عايزاهم يعيشوا
رد بتهكم
واضح فعلا
ادعت الانتحاب مكملة دفاعها عما تفعله
احنا في غابة يا بيه وعايشين وسط ناس ما بترحمش ولو مكنش لينا ضهر هنتاخد في الرجلين وأنا معنديش الضهر ولا السند عاوزني أعمل إيه وأنا ولية مکسورة الجناح
صړخ في وجهها منفعلا
ده مش مبرر أفقر منك ومحافظين على ولادهم وبيحاولوا يخلوهم أحسن منهم
كفكفت عبراتها بيدها لتظهر حقيقتها القاسېة من خلف قناع الحنون الزائف ثم ردت عليه بمنطقها الراسخ بداخلها بفعل تأثير بيئتها المتدنية عليها
الكلام سهل بس ساعة الجد هتلاقي الكل بيدور على مصلحته وبيقول يالا نفسي وده اللي أنا عملته مع بناتي دورت على اللي فيه الصالح ليهم مش چريمة يعني لما جوزتهم للي يقدر يصرف عليهم وأي واحدة في مكاني وعندها نفس ظروفي هتعمل كده وأكتر!
كز على أسنانه صائحا پغضب فيها
إنتي واحدة آ.....
سألها بإصرار
ليه بس دول جايبين ناس محترفين ومستواهم معروف
بدت وكأنها تبذل مجهودا كبيرا للحديث وهي ترد عليه
وقت تاني يا عدي خلينا نتمشى شوية
اكتفى بالإيماء برأسه معقبا عليها
أوكي
صعدا كلاهما الدرجات الرخامية الثلاثة المؤدية للمسبح واتجها إلى مقعدين مفرودين للتمدد والاسترخاء عليهما بحث عدي بعينيه عن النادل المسئول عن ذلك المكان فلم يجده اعتدل في جلسته قائلا
أنا هاطلب عصير فريش تحبي أجيبلك إيه يا ليو
ردت متصنعة الابتسام
أي حاجة
تمام
قالها وهو ينهض عن مقعده متجها نحو الاستقبال القريب تبعته ليان بنظراتها الفاترة إلى أن اختفى فوجهت بصرها نحو المسبح ومن فيه جابت بأنظار عادية المكان برمته لمحت أحد الأشخاص المكلفين بمراقبة المسبح وإنقاذ من على وشك الڠرق بانصرافه ومعلقا لحقيبة ما على ظهره كما رأت فتاة ممددة على المقعد الطويل وواضعة لسماعات الأذن على رأسها تحركت حدقتاها نحو ذلك الطفل الصغير الذي قفز لتوه في المياه وصوت ضحكاته المستمتعة تلفت الانتباه تجمدت عيناها عليه وبدأت في مراقبته بابتسامة باهتة كان مرتديا لعوامتين صغيرتين حول عضديه لتبقياه أعلى المياه ابتسمت أكثر لضحكاته البريئة التي انتشرت في المكان بحثت بعينيها عن ذويه فوجدت والدته مشغولة بالحديث في الهاتف للحظة توترت حينما رأت إحدى العوامتين يتقلص حجمها أيقنت أن بها خطب ما خاصة حينما اختفت الضحكات وبدا وجه الطفل غريبا اعتدلت في رقدتها وشعرت بخفقة قوية تعصف بقلبها وكأن مشاعر الأمومة تحثها على النهوض ومتابعته هبت واقفة على قدميها واضعة يدها على جبينها محاولة البحث بعينين مذعورتين عن أمه التي كانت متواجدة قبل قليل على مقربة منه جزعت حينما لم تلمحها في المكان فجأة تعالت صرخات الصغير وبدا كما لو كان يستنجد بمن ينقذه وجوفه يبتلع المزيد من الماء هللت ليان بفزع
يا جماعة في طفل بيغرق حد يلحقه
التفتت كالملسوعة باحثة عمن يلبي استغاثتها
مافيش حد هنا ينقذه
بدا المكان كما لو كان مهجورا من رواده بالرغم من كونه وقت الظهيرة ولم يكن بمقدور الصغير الانتظار ريثما يتواجد أحدهم لنجدته أحست بمسئولية كبيرة تلقى على عاتقها نحوه لا وقت للتردد أو الخۏف أو حتى إعادة التفكير فحياة أحدهم على المحك الآن استجمعت جأشها واستدعت شجاعتها لتقضي على خۏفها سحبت نفسا عميقا تشد به
من أزر نفسها ولفظته بعدها دفعة واحدة تقدمت ليان للأمام نازعة خفيها عن قدميها ثم وقفت عند حافة المسبح ووثبت دون إضاعة المزيد من الوقت فيه سبحت بمهارة نحوه وأمسكت به من أسفل ذراعيه لترفع رأسه أعلى المياه نظرت له پخوف وقد ظنت أنه فارق الحياة هزته برفق منادية إياه
حبيبي إنت كويس
وحينما سعل بحشرجة طفيفة عادت روحها إليها مددت جسده أعلى صفحة المياه وواصلت السباحة به للطرف الآخر من المسبح رفعته بحذر شديد للأعلى ثم خرجت منه لتجد والدته تركض مسرعة من على بعد وعلامات الفزع مرسومة على قسماتها تساءلت بأنفاس لاهثة
مودي ابني ماله
نظرت لها ليان شزرا وقطرات الماء تنساب من عليها لترد بتهكم حاد
كان بس هايغرق
كتمت الأم شهقتها بعد أن رددت
ابني!
سوري يا حبيبي دي غلطتي أنا انشغلت عنك حقك عليا مش هايحصل ده تاني
سعل الطفل قائلا
مامي!
أبعدته قليلا عن صدرها لتنظر إلى وجهه بندم مسحت براحتيها وجهه لتشعره بالأمان وانهالت عليه بالقبلات الأمومية مكررة اعتذارها له حملته بين ذراعيها ونهضت واقفة على قدميها التفتت إلى ليان تشكرها
أنا مش عارفة أقولك إيه إنتي أنقذتي ابني كان ممكن يروح مني وأنا مش حاسة بده
ردت الأخيرة محذرة إياها
يا ريت المرة الجاية تاخدي بالك
أكدت لها دون تفكير
طبعا مش هاسيبه يغيب عني ثانية وميرسي على اللي عملتيه مع مودي
ثم هزت صغيرها تأمره
قول يا مودي ميرسي لأنطي
فرك الطفل عينيه هاتفا بارتجافة محسوسة
ثانكس أنطي
بادلته ليان ابتسامة رقيقة وداعبت شعره المبتل بأناملها قبل أن تتركه بصحبة والدته اتجهت عائدة إلى مقعدها وهي تنفض ذراعيها في الهواء لتزيح الماء المنهمر منها صفق عدي بكفيه في إعجاب كبير لتتفاجأ هي من وجوده شاهدا على ما حدث سألته بوجه جاد في تعبيراته
إنت شوفت اللي حصل
رد مبتسما بسرور لم يخفه
أنا ماصدقتش أصلا عينيا إنتي يا ليو مش معقول!
قالت من زاوية فمها بفتور
عادي يعني
ودون أي مقدمات احتضنها بقوة متابعا مدحها
أنا فخور بيكي يا ليوتقول على مضض
خلاص يا بيبي
تراجع عدي عنها ليتأمل ملامحها اللامعة بعينين تشعان حبا ثم أردف متغزلا بها
واو أنا معايا سوبر هيرو زي القمر
بلاش أفورة وحاسب عشان أشوف فوطة أنشف بيها نفسي
رد بغموض ونظراته تنم عن عبثية صريحة
مش هنحتاجها دلوقت!
رفعت حاجبها للأعلى متسائلة وقد وضعت يدها أعلى منتصف خصرها
ليه
رد مبتسما ابتسامة عريضة عكست حماسه الكبير
عشان هننزل البسين سوا
وقبل أن تعترض وجدت نفسها محمولة على كتفه صړخت عاليا ليكف عن مزاحه السخيف وهي تركل بساقيها في الهواء لكنه كان جادا فيما يقول وقفز بها إلى المسبح ليستمتع معها بالمياه المنعشة ضړبته في كتفيه وهي توبخه بعد أن أفاقت من الصدمة
إيه اللي عملته ده
لم يكترث بضيقها أو حتى عدم رضائها عن جنونه وطيشه اقترب سابحا منها ليقول لها بتنهيدة العاشقين
بأموت فيكي يا ليو إيه رأيك في المياه منعشة صح
اغتاظت من ابتسامته الباردة فضړبت بيديها المياه پعنف قاصدة إغراق وجهه حذرها مازحا
بلاش كده يا ليو أنا مش بأسيب حقي
لم تعبأ بتحذيره وواصلت قذفه بالمياه بأقصى ما تستطيع كتم عدي أنفاسه ثم غطس للأسفل ليدنو منها شعرت ليان بيديه تمسكان بها من خصرها صړخت ضاحكة من دغدغته لها ثم رفعها أعلاه ليلقيها بغتة على جانبها فتغمر المياه كامل جسدها امتزج صوتها الغاضب مع صوت ضحكاته رمقته بنظرة جادة وتحدته قائلة
ماشي إنت اللي بدأت
اتجهت إليه تنوي إغراقه وهو يحاول الفرار منها مدعيا الجبن والخۏف وما هي إلا لحظات وتحول الأمر بينهما لمعركة قتالية بالمياه تناسيا فيها من حولهما واستمتعا كالأطفال
باللهو والضحك.
.....................................................
يا نصيبتي!
انفرجت شفتاها عن شهقة صاړخة بعد أن ولولت لاطمة على صدرها لتندفع ركضا في اتجاه غرفة ابنتها كي تلحقها قبل فوات الأوان شخصت أبصارها حينما رأت هالة تحاول إلقاء نفسها من أعلى الشرفة وأختها الصغرى تجاهد للإمساك بها بصعوبة وسط صرخات الجيران الفزعة ممن يتابعون المشهد كادت الاثنتان تنزلقا معا بسبب فارق الحجم والوزن في أقل من لحظة كانت يدها قد امتدت لتلتقط معصم ابنتها لتثبتها صړخت بها هالة پجنون
سيبيني أموت مش عاوزة اعيش تاني
وتلوت أكثر بجسدها متعمدة الإفلات من قبضتها هتفت والدتها مستغيثة
يا ناس حد يلحقني
بدأت مقاومتها العكسية تضعف وساعد التعرق الزائد على انزلاقها أكثر وقبل أن يحدث ما تخشاه امتدت قبضة أخرى أكثر قوة للإمساك برسغها التفتت ناظرة إلى جانبها فوجدته يامن صاح بها الأخير بخشونة
ماتبصيش كتير ارفعي معايا
ردت دون تفكير
حاضر يا بيه
ودفعها نحوه حتى أصبحت في متناول قبضتيه ووالدتها تهلل في أذنيه مستجدية
يباركلك ربنا يا بيه امسكها كويس
يادي الفضايح والجرس الناس هتقول عننا إيه أل كنا ناقصين
رفع يامن وجهه نحو أم بطة ليأمرها بخشونة
اخرسي خالص مش عاوز أسمع صوتك!
لوت ثغرها معترضة بحذر
هو أنا قولت حاجة ده...
قاطعها بنبرة أشد بأسا
اسكتي إيه مابتفهميش
وضعت يدها على فمها مرددة بصوت خفيض
هاتكتم أهوو
انتظر يامن لدقائق ريثما بدأت انفعالات هالة تخبو وتشنجاتها
10 

انت في الصفحة 9 من 26 صفحات