كان بيدور في المكتب حول نفسه پغضب
في حياتي لااااا علشان تحسي إنك كل حياتي وبردو مدرياناش
وحاجات وحاجات كتييير عايزة لها مووايل تتحكى فيهم عن أيامي ولياليا اللي عشتها اتمناكي ولما ياجي اليوم اللي اعترف لك فيه بحبي ليكي ألاقي منك وجيعة تق طم ضهري يابت عمي .
كانت تستمع إليه ودموع عيناها تنهمر بغزارة على وجهها لم تتخيل يوما
أن جاسر الذي كان بمثابة أخيها الأكبر يكن لها ذاك الشعور وتلك المشاعر بتلك الدرجة
ثم أكمل بنفس الۏجع عندما رأى الذهول والحزن من دموع عيناها
_ كيف موصلكيش احساسي بيكي يابت عمي قد اكده كنت متداري
أجابته بلوم
_ ليه مقلتليش يابن عمي ليه استنيت السنين داي كلها وجاي دلوك تلومني على حاجة مليش ذنب فيها
_ حال العاشق بيبان من كل تصرفاته وكنت فاكرك حاسة بيا وبقلبي وبشعوري ناحيتك .
حركت يداها بتعجب ورددت
_ مانت عارف أني من صغري وياك وأنت كمان وإحساس الحب اللي بتتكلم عنيه محستهوش غير إنك اخوي .
ضغط على شفتيه بع نف ولم يعد يقدر على التحكم في حاله وهتف
_ أمال حستيه إزاي مع ماهر وهو أصلا ميعرفش يحب
_ كيف مايعرفش يحب مش بني ادم ده وعنديه إحساس وقلب ود م إزاي مايحبش
توالت الصڤعات على قلبه المسكين منها لم يهمها وجعه منها ولم يهمها كسرة قلبه بسببها ولكن كل ما يشغل بالها هو ذهولها عن ذاك الماهر ووجد لسانه ينطق
_ للدرجة دي لحقتي تحبيه ولحقتي تعلقي قلبك بيه في تلت شهور بسس !
نظرت للأسفل بسبب حماقتها وخذلانها له وعدم اهتمامها لأمر قلبه
لم تعرف بما تجيبه ولكنها مثله ونفس موقفه هو يعشقها دون أن يعلمها بذاك وهي تعشق ذاك الماهر دون أن تشعر بأي مشاعر يكنها لها إذا ماذنبها في تخبئته عنها كل تلك السنين !
لما ينظر إليها نظرة الاتهام تلك وهي لم تكن تعرف
_ انت بتلومني على حاجة معرفهاش منك ولا عمرك لمحت لي حتي بيها وبتتهمني على حاجة مليش يد فيها ليه ياواد عمي
كنت المفروض اضرب الودع مثلا وانجم عن حبك ليا ولا ايه !
ربع ساعديه أمام صدره وهتف
_ له خلاص ننسي اللي فات وأديكي عرفتي وأنا أولى بيكي من اي حد .
تشعب الڠضب برأسها وتكاثر وهاجمتها نوبات من الذهول والحيرة وهدرت به لأول مرة
ولا أمر القلوب أصلا بإيدينا نبدل شخص مكان شخص بالسهولة داي عاد
ولا هو اؤمر يطاع وينسي ويمهد نفسه لحاجة عمره ماكان يتخيلها ولا حتى اتمهدت له قبل اكده ولا هي بيعة وشروة وخلاص
حزن داخله كثير وان شق ذاك النابض بين ضلوعه وأصبح ين زف چرحا وألما وهتف
_ بتسمي عشقي ليكي بيعة وشروة يارحمة
قد اكده طلعت رخيص عندك
كادت أن تجيبه بنفي وهي تحرك راسها ولكنه أشار إليها بيديها أن تصمت وأكمل هو
_ عارفة أني اتأخرت ليه
اتأخرت علشان اكون حاجة تليق بيكي وتفتخري بيا يابت عمي
اتأخرت علشان اجي لك كبير وحاجة تفرح قلبك وتخليكي طايرة من السعادة
كنت جاي لك النهاردة علشان أقول لك اني خلصت إجراءات مكتبي اللي هفتحه واطلب منك تسيبي ماهر ونبدأوا رحلتنا مع بعض ننجح مع بعض ونكبر مع بعض ونبني مكتبنا طوبة طوبة مع بعض
وأكمل بنبرة ولهة مغلفة بالعشق الجارف
_ كنت جاي اقول لك إني عاشقك وباني لك في قلبي قصور سكنتها ضحكتك وملامحك وحزنك وفرحك وكل حاجة حلوة أو وحشة تخصك وعملت لك جدران قلبي حيطان تبقى قصر عشقك يابت عمي
ياترى يابت عمي فات الأوان ولا لسه
أنهى اعترافه المكتوم في قلبه وياليته لم يكتم وانتظر منها حكم الإفراج عن سنين العشق والتعويض عنهما ولكنه انتظر وانتظر وهو ينظر إليها بعيناي راجية ووجدها لاتنطق وليس لقلبه شفاعة عندها ولا لعشقه مأوى لديها أصيب بالخذلان اللامتناهي وتحطمت جدران قصرها بين ثنايا قلبه وأصبح مهشما
ثم قام من مكانه وهتف بحزن شديد
_ خلاص يابت عمي جوابك بان من عنوانك بس أحب أعرفك ان طريق عشقك واعر أوووي وأوعر من طريق عشقي ليكي بكتيير وياريت متندميش ولا على قلبك اللي لسه بادئ ينبض لساته قلب خضار ولا على عمرك اللي هتضيعيه مع إنسان ميعرفش الحب ولا عمره دق له باب ولا هيدق أينعم راجل محترم وعمر الغلط مايعرف طريقه لكن راجل عملي فوق ماخيالك يصور لك هنيالك شقاء قلبك يابت عمي وربنا يوفقك .
أنهى كلمات وجعه وصار بين طرقات الحديقة مجروحا تسوقه ډم اء قلبه الموجوع كل خطوة يخطوها كأنه يمشي على الأشواك ولم يجبر قلبه شعوران مختلفان إحداهما السعادة الغامرة لقلبه قبل أن يتحدث معها وتسبقه خطوات الفرحة والآخر شعور التضاد وهو الحزن الشديد لقلبه بعد أن تحدث معها وتسبقه خطوات الحزن
ولكن هاهي الحياة تلقي صفعاتها المکبلة بالأشواك لدي الجميع .
في منزل مجدي زوج مها كانت جالسة مع أبنائها تلاعبهم فهي تعشقهم بشدة وهم لها بمثابة الحياة والروح والكيان
تقوم بجميع واجباتها كأم لديهم بكل حب وحنان دون شكوى أو كلل أو ملل
تعشق رائحتهم وتواجدهم معها في المكان واقترابهم منها هي أم بدرجة امتياز والجميع يشيد لها بذلك من هيئة أبنائها التوأم ذو السبعة أعوام تحدث أحد الأطفال لأمه بتلقائية
_ عارفة ياماما مازن صاحبي باباه بيوديه كل الدروس وبياجي ياخده كمان منيها وبيقول لي كمان أنه بيوديه تدريب للكورة في النادي وبيحكي لي كتييير عن المدرب اللي بيدربهم وعارفة ياماما المدرب قال له إنه هيوديه نادي المحترفين علشان هو بيلعب حلو
وتابع الصغير حكواه وهو ينظر إلى والدته بتمني
_ هو ليه بابا مش بيقعد معانا ولا بيوديني الدرس ولا التدريب زي بابا مازن هو أني وحش اني وأخوي ياماما وبابا مش بيحبنا .
دب القلق في صدرها مع تنهيدة حارة خرجت من ثغرها مع انفطار قلبها وكأنه يريد أن ېصرخ ألما من ذاك المتحجر ثم جذبتهم لأحضانها وهي تربت على ظهرهم بحنو وهي تردد بنفي
_ له ياحبايبي باباكم بيحبكم قووي وميقدرش يستغنى عنيكم هو بس بيشتغل كتييير علشان يوفر لكم عيشة زينة وأظن اهه مش حارمكم من حاجة واصل ياحبابيي.
تفهما الصغيران كلامها بعقل الأطفال الذي لم يعرف الخبث يوما وردد الآخر
_ تعرفي ياماما إن عمي عامر حنين قووي علينا وبياجي علطول يطمن علينا ويلعب ويانا أني بحس أنه بيحبنا اكتر من بابا .
فور أن نطق اسمه أمامها علت أصوات ذاك النابض بين ضلوعها وتناوبت غرفه عليها وتبادلا الدقات پعنف شديد فولداها محقين بكل شعور وإحساس لدي أبيهم التارك لهم ولم يعيرهم أدنى اعتبار لقد ملت من المطالبة بحقها معه وشعرت الآن بمدى الخزي لأجل أولادها فهم يشعرون بالأبوة تجاه رجل ثاني
دقت الذكريات تلج في عقلها كالمطارق من
ذاك العامر الذي تتمناه سرا ولم تنساه يوما
ومن أين لها أن تنسى ومن ينسيها
لقد تعبت وطفح الكيل وقررت أن تواجه ذاك المتبلد المشاعر الذي تعيش معه
قضت ساعاتها المحببة من المرح واللهو مع أبنائها ثم أدخلتهم غرفتهم كي يستعدو للنوم فقد تأخر الوقت
بعد مرور وقت قصير شعرت بالصداع يداهم عقلها فقامت وصنعت فنجانا من
القهوة وتناولت حبة للصداع معتادة على أخذه ولم تنزعه من حقيبتها الخاصة أي وقت ثم جلست تنتظر زوجها والذي دوما يتأخر في مجيئه وتكون قد غلبها النوم ولكنها صممت تلك المرة على انتظاره
مرت ساعات ليست بالقليلة الي أن دقت الساعة الثانية صباحا بعد منتصف الليل وجدته دالفا بإرهاق بين على جسده
ألقى مفاتيحه بإهمال ثم لاحظ وجودها في المكان فردد مندهشا
_ مها ! إيه اللي مصحيكي لحد دلوك عاد ايه في مصېبة حوصلت ولا ايه
تأففت في جلستها ثم استندت بجزعيها على ركبتيها ووطأت قليلا وأردفت وهي تشعر منه بالخيبة
_ الناس بتدخل تلاقي مراتاتها مستنياها وسهرانين مخصوص علشانهم بيفرحوا وبيحسو إن ليهم قيمة عند ستاتهم وأول شي بيقولوه في الحاجات داي شكر وكلمة حلوة
وتابعت كلماتها وهي تشير بامتعاض
_ مش يقولوا في مصېبة حوصلت ! مهتتغيرش يامجدي مهتتغيرش واصل لحد مانموت .
انزعج الآخر من ثرثرتها كما ينعتها دوما ثم تحدث باستنكار وهو يضرب كفا بكف
_ وه ياصباح ياعليم يافتاح ياكريم هو إنتي عاكرة تخانقي دبان وشك عمال على بطال يابت الناس ولا ايه
حركت رأسها بغل وأجابته بموافقة
_ ايه ...
اتسعت عيناه واردف
_ طيب ليه اكده إنتي معرفاش الساعة كام هو داي وقت خناق ونقار ونكد
قامت من مكانها ووقفت أمامه وهي تردد بقلة صبر من بروده
_ اني زهقت لاا مش بس اكده طهقت منك ومن برودك معاي ومن حياتي اللي بتنتهي وسط حيطان البيت ده وأني لحالي يامجدي
وتابعت حديثها وهي تطبق على ملابسها من أمام صدرها
_ مبقتش طايقة نفسي ياناس ولا حتى خلجاتي داي وإنت ولا انت اهنه ومش بس اني دول عيالك كمان مهيحسوش إن ليهم أب بيحبهم وبيخاف عليهم وبيتمنى قعدتهم وشوفتهم وحضنهم
واستطردت باستفسار وهي تقترب منه
_ إلا قول لي يامجدي هو إنت مبتشتاقش لحضن ولادك زي أي أب !
ولا بتشتاق لريحتهم وقعدتهم وكلامهم !
ولا بتحس احساس الأبوة ناحيتهم وتهتم لأمورهم ومشاكلهم وتعليمهم
إنت أصلا عارف هما شكلهم ايه دلوك وتعرف تفرق بينهم ولا لسه بتلخبط ما بينهم زي زمان
احتدم ڠضبا من طريقتها وتحرك من أمامها وهو يردد بنبرة استيائية
_ أبو الجواز على الخلفة على الحريم ده إنتي راضعة النكد وشبيتي وهتشيبي عليه يابو إنتي.
لم تعير صراخه ولا استيائه أدنى اهتمام وجرت ورائه ودلفت الى غرفته التي ينام بها دائما ويتركها وأغلقت الباب خلفها كي لا يسمع صوتهما أبنائهم وهدرت به بروح منهكة
_ هو انت ايه انت مش بني ادم زينا من لحم ود م ! معندكش شعور أبوة ولا شعور بمرتك ولا شعور ألفة بالناس اللي عايشين وياك !
أني خلاص جبت أخرى منك ومن البرود اللي أنت فيه ومن الخنقة اهنه وسط حيطان البيت ده.
اعتلى صوته عليها واشتعلت عيناه ڠضبا وهدر بها
_ متغلطيش ياحرمة إنتي والزمي حدك واتعلمي الأدب وانتي بتتكلمي مع جوزك ابو ولادك وإلا لو ناقصة رباية هعرف أربيكي على كيفي اهه.
كأنه هواء يتحدث بالنسبة لها ولم تهتز لغضبه وصوته العالي شعرة واحدة ورددت بنبرة مماثلة يملؤها