الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 32 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


ترتديه وامسكته بحزن و خلعتها عن رقبتها فقد اهداه لها كريم ولم يتبقي معها غيرها خدي يافاطمه بعيه انا مش معايا غيره انا مكنتش عايزه ابيعه عشان كانت ذكري ليا من حد عزيز 
ثم نظرت لطفلها بحب وكأنها تواسي نفسها بأنها لديها ذكري اخري منه تحملها بين يديها وتساوي كل كنوز الدنيا 
صباح سيبك منها يافرح البسي السلسله يابنتي

فرح وتمد يدها لفاطمه امسكي
يافاطمه بيعيهاا انا عارفه انكم استحملتوني الايام الي فاتت والفلوس الي كانت معايا خلصت وانا محتاجه فلوس برضوه بس خدي الاول الي انتي عايزه
فاطمه وهي تأخذ السلسال شكلها غاليه وهتجيب فلوس حلوه سلام انا بقي عشان الحق ابيعهاا 
نظرت لها صباح بأشمئزاز ثم عودت النظر لفرح متزعليش منهاا يافرح معلش ياحبيبتي اظاهر ان الناس بقي ضميرهم معډوم ومعندهومش رحمه والكلمه الطيبه بقيت قليله اوووي في الزمن ده
فرح بحب وهي تنظر لها بس لسا موجوده وانتي اكبر مثال ياصباح بس انا مش زعلانه منها لان ده حقها انتوا الايام الي فاتت رعيتوني وكتر خيركم وانا بقيت كويسه وممكن انزل اشتغل كمان
صباح يابنتي انتي بقالك عشر ايام والده ولسا ضعيفه
فرح ياصباح انا متعوده مټخافيش عليا وهقدر استحمل غير اني بقيت كويسه وياستي لو علي احمد هخده معايا واغطيه كويس ويبقي يقعد جنبك وانا اشتغل
صباح بطيبه وهي تأخذه منها طيب هاتي الواد العسل ده بقي حبيبي 
فرح خديه اه ياستي لاحسن بقي مجنني هقوم اسخنلك الاكل 
ذهبت فرح وظلت تنظر صباح للطفل وتحدثه
امك ديه غابيه فاكره نفسها هتكون قويه وهتستحمل ظلم الناس وجشعهم بس طيبه وهابله وعلي نيتها اووي هي لو مكنتش كده كان حد قدر يعمل فيها كل ده اظاهر يا حماده ان الطيب والغلبان مبقاش ليهم الحق انهم يعيشوا او يحلموا بس لازم امك تعرف ابوك بوجودك لانكم محتاجينه مهما كان وهي اكتر منك محتاجاه بس هو چراحها ياحبيت عيني الظلم وحش اوي كانت تحدث الطفل وكأنه يسمعها نظرت الي وجهه الملائكي وجدته يبتسم وهو نائم نظرت له بحب وضمته إليها
لسا برضوه ياياسمين ملقهاش ياحبيبتي يافرح وكمان كانت حامل البنت ديه استحملت كتير اوي استحملت ظلمي وجبروتي وظلم جوزهاا لو حصلها حاجه مش هسامح نفسي طول حياتي ده انا عايشه علي امل انها ترجع واطلب منها انها تسامحني يارب انا عارفه اني عاملت حاجات كتير غلط بس توبت وندمانه وخجلانه منك ياغفور
نظرت ياسمين لامها بأشفاق وربطت علي كتفها بحنان فرح طيبه ياماما وهتسامحنا ادعي اننا نلاقيها وترجع تاني لحياتنا
تفتكري زمانها ولد ت دلوقتي يا انا هبقي خاله 
كريمه وقد تبدل حالها كثيرا فنعم الصڤعات قد تغيرك لشخص اخر بصوره اجمل او تغيرك لشخص اخر غير نفسك ولكن بصوره اسوء يارب احنا طمعانين في كرمك وعطفك يارب 
مش هتيجي تبص علي احوال المزرعه واتشوف المحصول ياكريم بيه
كريم مش وقته يافهمي هاا مافيش حد من شهر جيه غريب البلد هنا 
فهمي لا يابيه مافيش انا سألت ودورت ومخلي الرجاله يدوره بس لسا مافيش جديد
كريم بضيق ماشي يافهمي روح شوف انت شغلك
مين الطفل ده ياصباح من امتي بنجيب اطفال في الشغل
صباح بأرتباك استاذ فهمي معلش ده بس ابن واحده صاحبتي راحت مشوار وطلبت مني انها تخليه معايا ساعه اصلها تعبانه وراحت المستوصف تكشف
فهمي پحده متتكررش تاني ياصباح وخدوا بالكم ان البيه هنا مفهوم 
صباح بأرتباك حاضر 
فهمي وهي يهم راحلا مش هحذرك تاني ياصباح فاهمه
نظرت له پخوف وهو يحزرها ثم عادت الي الطفل وجدته يبكي من الجوع
ندهت عليها بصوت واطي لكي لا يوبخها احد ثانيه فرح خدي احمد جاع بس روحي في مكان مداري كده ورضعيه ياحبيبتي عشان المشاكل اصل الايام ديه في شويه شد في المزرعه عشان صاحبها هنا
فرح وتركت ما تعمل به حاضر معلشي ياصباح لو بسببلك مشاكل 
صباح ولا يهمك ياحببتي احنا مالناش لغير بعض ولا ايه
فرح ربنا يخليكي ياصباح هروح ارضعه وانيمه واجي اكمل شغل اصلا مش فاضل كتير واخلص واروح بي
كانوا يحتسون الشاي ليلا مع بعضهم ويتحدثون
قولي ياحسن مافيش حد جيه البلد هنا غريب
حسن وهو يرتشف من كوب الشاي مممم تقريبا لاء بس بتسأل ليه
فهمي هو انت متعرفش اصل كريم بيه بيدور علي مراته هناا 
حسن بدهشه وايه الي هيجبها هنا هي من هنا اصلا
فهمي والله انا مش فاهم حاجه اصلا ومرضتش اسأل ديه خصوصيات برضوه وده البيه بتاعناا 
حسن مممممم انا بصراحه فاكر ان في بنت تقريبا من شهر مش فاكر يعني صالح جابها تشتغل هنا بس مدام بتقول مراته فستحاله تكون هي ايه جاب لجاب 
فهمي علي رأيك سيبك خلينا نشرب الشاي ياعم
مقدرش اسيبه ياصباح لوحده مش هاين عليا
صباح بأشفاق هنعمل ايه يافرح مضطرين وممكن يطردوكي وانتي محتاجه الشغل 
فرح وتنظر لطفلها بأشفاق مش هقدر برضوه اسيبه
فاطمه ببرود متخلصينا بقي خلينا نشوف اشغالنا مش عارفه قلبي حاسس اننا هنطرد قريب بسببك انتي وابنك 
نظرت صباح لفاطمه بأشمئزاز ولكن لم تتحدث بصي كل شويه هبعتك تروحي تشوفيه اتفاقناا 
نظرت لطفلها بحزن
وصمتت 
صباح حصلينا ماشي
مش قادره اسيبك ياحبيبي افرض صحيت وجعت بس مش بايدي حاجه اوعا تزعل مني ماشي ڠصب عني والله ثم وضعته علي الفراش وظلت تنظر له ولكن لم تستطع تركه حملته مجددا واخذته 
ذهبت خلفهم وهي تحملوه وتحاول ان لا احد ينتبهه لها وصلت الي مكان عملها ظلت تنظر حولهاا وجدت مكانا خاليا بعيدا عن الانظار وضعته فيه بعد ان احكمت عليه غطاءه واطمئنت ثم ذهبت وهي نظرها عليه
كان يسيرشاردا لعله يجد في الهواء راحه فقد شعر بالاختناق بعد محادثه ادهم فلا يوجد لها اثر في اي مكان هنا 
كان شاردا تماما ولكن صوت اتي بجانبه وهو يسير بجانب الشجره كان صوت طفلا صغيرا ظل يبحث عن مصدر الصوت وجد طفلا يبكي حمله برفق شديد عندما رئه الطفل توقف عن البكاء تماما وكأنه يشعر بأن يد ابيه هي التي تحمله
كانت تحاول ان تنجز عملها قررت ان تذهب لتطمئن علي طفلها الصغير ذهبت اليه ولكن يا لها من صدفه انه هو وجدته يحمل الطفل ويضمه ويتأمله احس ان احد يقف خلفه 
نظر لمن يتابعه ظل ينظر طويلا ولم يصدق عينيهاقترب منها لكي يتأكد هل هي حقا ام اصبح يحلم بسبب اشتياقه لها ياا كما اشتقت لكي ياحبيبتي 
كانت ضعيفه للغايه وجهها شاحب نظر لها بحب وشوق شديد 
بدء صوته يخرج ببطئ فرح
نظرت له بعتاب والم تذكرت كل ما مرت بيه تذكرت ظلمه الذي لم تنساه تذكرت اهانته وكلماته الجارجه ولاول مره تشعر بأن ظلم الايام قد جعلتها قويه
هات ابني ياكريم سيبه متلمسهوش عشان متوسخش ايدك ب أبن الزباله 
كريم وقد انتبهه انها ليست حامل ايعقل ان تكون قد وضعت طفلهم تذكر كلماتها الاخيره ثم نظر الي الطفل الذي يحمله كان يشبهه ايعقل ان يكون هذا الطفل ابني ظل يتأمله بأعين دامعه ابني يافرح صح قولي انه ابني
فرح ايوه ابنك الي طردتني انا وهو ورمتنا في الشارع رمتنا كأنك بترمي زباله من ايدك رمتنا لمجرد انك صدقتهم ومرضتش تسمعني 
اقترب منها بحنان وحب سامحيني يافرح عارف ان غلطتي كبيره ومتتغفرش بس صدقيني انا ندمت انا كنت بمۏت ببعدك عني انتي وابني كنت فقدت الامل بوجودكم تاني في حياتي صدقيني انا دوت عليكي كتيير اووي حتي من قبل ما اعرف الحقيقه 
فرح ياا بسهوله كده عايزني اسامحك مقدرش ياكريم خلاص حياتنا انتهت فرح بتاعت زمان ماټت مع كل لحظه الم عشتها انا مكنتش فارقه مع حد ولا معاك تقريبا لو كنت مۏت مكنتش برضوه هفرق مع حد ولا حد هيسأل عني
سيبني انا وابني في حالنا احنا حياتنا من غيرك كده احسن بس اكتب الطفل بأسمك ومش عايزه حاجه تاني ومتخافش ده ابنك ياكريم مش ابني حد تاني وبعد كده هنريحك مننا خالص انا وابني
كان ينظر لابنه ويتأمله كانت كل كلمه تقولها يعلم انه من جرحها الكبير الذي تسبب فيه ويجب ان يتحمل كل شئ لكي تغفر له سمتيه ايه 
فرح بأسي احمد زي ما اتفقنا زمان فاكر
تذكر ذلك اليوم كما كان يتمني ان اول طفل يرزق به يسميه بهذا الاسم علي اسم والده ثم تنهد بأسي وقال الله يرحمك يا امي لو كنتي لسا عايشه كنتي هتفرحي اووي ب أحمد الصغير
وضعت يدها علي فمها من الصدمه ودموعها تنساب علي وجهها من الخبر ماما امينه ماټت 
نظر لها بأسي ولم يتحدث مد لها يده الاخري بحنان ولكن ظلت واقفه بعيده عنه
كريم يلا يافرح بينا 
فرح بكبرياء وهي تستجمع قواها انا ورايا شغل ومش مستعده اخسره عشانك امشي بقي من هنا قبل ما حد يشوفك وصاحب المزرعه يطردني
كريم بأبتسامه حزينه فهو من اوصلها لذلك جعلها تعمل وتعيش اصعب ايام هي وابنهم وفي النهايه كانت تعمل في مزرعته انا صاحب المزرعه 
لم تصدق انها بعد كل ذلك عادت اليه بل وتعمل في مزرعتها ايعقل ان يكون القدر اراد ان يجمعهم ثانيه بعد ان افترقوا ولكن هو من قرر الفراق هو من ظلمها وطردها من حياته كلها لم يعطي لها فرصه واحده لكي يسمعها كان هو القاضي والسجان بل والجلاد ايضا نظرت لها بأعين تملئها الدموع ولكن تأبي ان تخضع دموع ولاول مره تشعر بأنها قد سالت كثيرا من اجل تلك الصفقه نعم فقد كانت
صفقه في البدايه لم تكن غير ذلك صفقه عانت بهاا كثيراا من تلك الحب بالرغم من كل ماحدث فهي مازالت تحبه ولم تكرهه يوما كانت تحلم دائما بكل لحظاتهم السابقه حتي لو كانت قليله اعاد صوته لهاا كل ذكرياتهاا وقفت تنظر اليهاا بدون ان تتفوهه بكلمه الي ان
فرح القدر جمعنا لما جيت اشتغل عندك واتجوزتني بعرضك واتفرقنا وبرضوه
رجعناا لنفس البدايه اتجمعنا وانا برضوه بشتغل عندك بس المره ديه للاسف جمعك بانسانه مكسوره من كتر الۏجع والظلم مبقتش تقدر تفرح حتي الامل بقي مجرد شعاع بسيط ثم بدأت تتنهد ببطئ رجعت ليه تاني ياكريم رجعت ليه عشان اكتشفت اني مظلومه وندمت ندمت بعد ايه بعد ما نهيت كل حاجه جميله بيناا ثم نظرت لطفلهاا الذي يحمله وقالت بأسي حبك ده كان اسوء شئ حصلي في حياتي كان نقمه عليا كنت فكره ان الحب ده نعمه كبيره بس اكتشفت
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 34 صفحات