الأحد 24 نوفمبر 2024

فلاحه في الجامعه الامريكيه

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

بتعدى والأولاد بيكبرو بسرعه ماشاء الله اللهم بارك.. النهارده فارس جاتله رسالة القبول فى الحربيه وأوس دخل طب بشرى.. ودانا فى تانيه ثانوى.. عايزه تكمل مسيرتى وتدخل هندسه.. أنا لما قولت البت دى نسخه مصغره عنى ما كدبتش.. أما بقه الثنائي فاكهة البيت ف أنا بقول دول آخرهم معهد مسرح مصر.. لسه كاشفه من قيمة يومين واكتشفت انى عندى کانسر فى الډم بس لسه ف أوله ويتلحق بالعلاج إن شاء الله .. أنا بس بتمنى من ربنا إنى أعيش لما أجوزهم وأطمن عليهم واحد واحد.
يمكن من الحاجات الحلوه إللى ربيت عليها عيالى هى الحنيه من أول فارس ل بحر كلهم حنينين على بعض وعليا وعلى أى حد ولو شافو حد محتاج مساعده بيفدوه بعنيهم.. واللى هو الحمد لله يارب أنا كده ربيت عيالى.
السنين بتفوت والمړض بدأ ياكل فى جسمى وماحدش من الأولاد يعرف حاجه لسه.. إلا أوس علشان لاحظ الأعراض إللى عليا وهو أصلا فى طب بشرى.. كان متابع معايا خطوه بخطوه وكان بيروح معايا الجلسات لأنى فى الآونه الأخيره بقيت باخد جلسات كيماوي.. وف آخر مره اتحجزت فيها فى المستشفى علشان كنت تعبانه قوى طلبت من أوس يجيبلى إخواته وييجو ويجيبلى دفتر المذكرات إللى فى دولابى.. كان لازم أكتب كل حاجه زى عادتى هو ده إللى هيكون فاضل منى. 
جمعت الأولاد واللى اتفاجئو بيا.. وأوس كان مفهمهم من وهما جايين حالتى الصحيه وصلت ل إيه.. جم خدونى بالحضن كلهم.. مش عارفه ليه كنت حاسه انه آخر حضڼ هحضنه ليهم وكنت متبته فيهم قوى.. قعدتهم حواليا.. وقولتلهم إن كل حاجه عايزين يعرفوها هيلاقوها فى الدفتر ده وعرفتهم إن وصيتى مع المحامي.. علشان لو ربنا استرد أمانته أكون عملت إللى عليا وريحت ضميرى.. وقعدنا نضحك شوية ونهزر ده كله وهما قاعدين كنت ماسكه القلم وبكتب وكان المفروض بعدها عندى جلسة كيماوي.. خدت كل واحد فيهم بالحضن ل تانى مره وفارس ودانا بالأخص لأنهم ليهم فى قلبى مكانه خاصه مش عارفه ليه مع إنى بحب ولادى كلهم قوى والله بس دول ليهم معزه خاصه.. حضنتهم وسلمت عليهم وكنت بجهز للجلسه.
دلوقتي يا ولاد أنا حاسه إنى بكتب ليكم آخر كلماتى فى الدنيا عايزه أقولكم إنى بحبكم كلكم بلا استثناء.. وفخوره بيكم كلكم لأنكم أبطال.. وكنتو دايمآ رافعين راسى ومشرفينى قدام
أى حد.. عيزاكم زى ما أنا معاكم بالظبط إيد واحده كلكم وتفضلو حنينين على بعض كده وهونو على بعضكم الحياه يا حبايبى.. وأهم حاجه عيزاكم تسامحونى على السر إللى فضلت مخبياه عنكم سنين.. بس صدقونى أى حاجه كنت بعملها كانت لمصلحتكم قبل أى حاجه.. فى النهايه حابه أقولكم أنا لو موتت ف أنا قلبى لسه حى ف كل واحد فيكم.. إوعو تنسونى وخليكم دايما فاكرينى بالخير ولو جه فى يوم زعلت حد
فيكم يسامحني بحق كل لحظه حلوه عيشناها سوا.. فى النهايه أنا بحبكم كلكم وهتوحشونى قوى.. ابقو زورونى كتير وازرعو ورد التوليب الأبيض على قبرى علشان بحبه.. بس بحبكم انتم أكتر من أى حاجه فى الدنيا .. ماما المخلصه لعيونكم ليلى.
لقيت فارس دخل عليا الأوضه وأنا بعيط.. خدنى بالحضن وقعد يطبطب عليا.. خلاص بقه يا دان علشان خاطرى إدعيلها بالرحمه والجنه أحسن من العياط ده.
ماما اتبهدلت قوى يا فارس وما كانتش بتحسس حد فينا ب حاجه من ده كله.
ادعيلها يا حبيبتى.. وبعدين دى المره ال 10 إللى تقرأى فيها مذكرات ماما وتعيطى بالشكل ده.
بحس إنى بكلمها لما بقراهم.. كانت بتحبه قوى بس هو ما كانش يستاهل الحب ده للأسف.
معلش يا دانا بس احنا لازم ننفذ الوصيه ونروحله.
لو شوفته أنا ممكن أضربه بكل الحزن والكره إللى جوايا بسببه.. لو عايزين تروحو روحو انتو أنا مش رايحه ل الشخص ده.
إنتى ناسيه إن ماما موصيه أنى أروح أنا وانتى وأوس ليه ونحكيله كل حاجه. 
ما يستاهلش.
بس هى تستاهل إننا ننفذ كلامها حتى بعد مماتها.
هى لسه حيه.. ورفعت ف وشه المذكرات.
جوا قلوبنا كلنا.. وبعدين لازم نجمد علشان يونس وبحر.. إنتى مكان ماما دلوقتي يا دانا بالنسبه ليهم. 
عارف دول الإتنين مقطعين قلبى اتولدو ما لقيوش باباهم ولما بدأو يكبرو ويفهمو ماما راحت.
خلاص بقه علشان خاطرى.. ماما لما بابا مشى ما قصرتش معانا ف هى دلوقتي سابت أمانه ف رقبتنا كلنا.. يبقى زى ما أكرمتنا لحد ما كبرنا نكرمهم هما كمان صح ولا إيه.
اترميت فى حضنه وقعدت أعيط وقولتله.. المهمه من غير ماما صعبه قوى يا فارس صعبه قوى.. قعد يعيط معايا وقالى.
عارف يا دان بس لازم نكون أقوى من كده.
تانى يوم سيبنا يونس وبحر فى البيت وروحنا إحنا التلاته ل تيم.. طبعآ لما روحنا عرفنا هو ساب ماما واستغنى عنها وعننا ليه.. بس على قد إللى عنده كانت ماما مشبعانا مش بس فلوس ده حب وحنان وقناعه وكرم وصفات كده واحد زيه ما يسمعش عنها.
روحنا ودخلنا ليه بصعوبه طبعآ لأن الأمن ما كانوش مصدقين إننا أولاده.. ما صدقوش غير لما شافو بطايقنا.. دخلنا ليه وأول ما جه حسيت إنى شايفه فارس أخويا بس كبير فى السن.. ما كانش عارفنا وأول ما دخل فضلنا باصين ليه كلنا من غير كلام.. ولما سأل إحنا مين فارس رد عليه وقال.
أنا الرائد فارس تيم الجندى.. وده الدكتور أوس تيم الجندى.. ودى البشمهندسه دانا تيم الجندى.
أنا هنا عرفت ليه فارس استخدم ألقابنا مع إن ماما معودانا إننا ما نستخدمش ألقابنا غير فى أضيق الحدود علشان فيه ناس بتفكر إنك كده بتتكبرى عليهم يا دانا ف تجنبا للأفكار دى بلاش الألقاب يا حبيبتى .. بس فارس استخدمها وهو بيعرفنا ل بابا علشان يوصله رساله بسيطه واللى هى تعب ليلى ما راحش هدر وبيك ومن غيرك أديك شايف بقينا إيه.
لقيناه فجأه واحده اتجمد مكانه وقعد يبص فينا واحد واحد.. وفجأه جه يسلم علينا وياخدنا بالحضن وهو بيعيط.. بس فارس مدله إيده بس علشان يسلم عليه.. وقاله إحنا جايين هنا ب وصيه من ماما الله يرحمها غير كده ما حدش فينا حابب يكون موجود هنا.
هى ليلى ماټت !
اتفضل حضرتك علشان نقول الكلمتين إللى عندنا علشان ما عندناش وقت.
قعد وفارس حكاله موضوع بحر ويونس وإن ماما كانت مفهمانا لحد قبل ما ټموت مباشرة إنه كان مسافر.. وحكاله إنها كانت لينا الأم والأب سوا.. وما حسستناش ولو للحظه بالنقص ولا إن حد أحسن مننا.. طبعآ كل ده وهو بيعيط.. بس بإيه تفيد دموع التماسيح بعد ما كلو الفريسه. 
فارس خلص كلامه وقاله إحنا كده خلصنا مهمتنا ونفذنا الوصيه.. وده عنوان بيتنا.. ولولا إنها وصية ماما برده ما كنتش سمحتلك إنك تعتب من باب العمارة حتى لأن للأسف وجودك غير مرغوب بيه فى حياتنا نهائيا. 
ده كان كلام فارس قال كده وقام وإحنا قومنا إحنا كمان وقاله.. عن إذنك.. ومشينا كلنا وروحنا ع البيت
خدنا بحر ويونس وروحنا ل ماما قرأنا ليها الفاتحه وقعدنا نتكلم ونهزر معاها وكأنها موجوده وسطنا لسه وكان قپرها
زى ما وصتنا كان مزروع ب ورد التوليب الأبيض.. خلصنا وزقينا الورد ومشينا. 
بعدها ب أسبوع تيم جالنا البيت وكان جايب معاه تورتة أيس كريم بالفراوله والشوكولاته.. واللى ما يعرفهوش إننا كلنا طالعين ل ماما وعندنا حساسيه من الفراوله والشوكولاته.. كان بيحاول يرجع العلاقات بينا بس للأسف ماحدش فينا كان طايق وجوده أصلا.. وكان تقريبا كل يوم بييجى وبحر ويونس بدأو يتجاوبو معاه وأوس بس أنا وفارس على موقفنا منه ومش عارفين نصفى منه نهائيا.
أنا مسكت شركة ماما ولسه شغاله وكأنها لسه عايشه وما غيرتش فيها أى حاجه لأنى حابه أعيش فى المحيط إللى كانت عايشه فيه وأفضل شامه ريحتها ف كل حاجه حواليا.. الأيام بتمر وبابا ما بيبطلش محاولات معانا وأنا دلوقتي مش عارفه أصفاله ولا أفضل على موقفى بس إللى أنا متأكده منه إنى مش متقبلاه فى حياتى أصلا.
كل يوم برجع البيت أروقه وأعمل الأكل وناكل كلنا زى ما ماما كانت بتعمل بالظبط وأدخل أوضة ماما وأقعد فى البلكونه وأقعد أقرأ مذكرات ماما اللى بقيت حفظاهم عن ظهر قلب بس لمجرد إنى بشم ريحتها فى الدفتر وإنها هى اللى كاتبه الكلام ده بإديها بحس إنها هى اللى بتكلمنى مش مجرد كلام على ورق. 
النهايه 

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات