قصه الصحابي الجليل بلعام بن باعوراء
انت في الصفحة 2 من صفحتين
فأُخبر رجل اسمه فنحاص بن العِزار بن هارون وكان رجلًا له بسطة فى الخلق وقوة فى البطش ، وكان غائبًا حين صنع زمرى بن شلوم ما صنع
فجاء والطَّاعون ينتشر فيهم ولمَّا علِم الخبر أخذ حربَته وكانت من حديدٍ كلِّها فدخل عليهما القبة وهما يأتيان ما حرم الله فضربهما ضړبة واحدة فقټلهما بها
ثم خرج بهما على الناس والحړبة في يده ورفعهما نحو السماء وجعل يقول : اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك فرُفع الطاعون
قال الله تعالى : {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} قال ابن عباس رضي الله عنهما : هو بَلْعَمُ بْنُ باعُوراءَ
وفي لَفْظٍ : بَلْعامُ بْنُ باعِرٍ.
{فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}
أي : الهالكين بعد أن كان من الراشدين المرشدين.
{وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا}
قال ابن عباس : لرفعه الله تعالى بعلمه {وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ}
{فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث} سواء وعظ أو لم يوعظ فإنه لا يترك ما هو عليه من خلافة أمر ربّه
كما سواءٌ حُمل على الكلب وطُرِد أو ترك فلم يطرد فإنه لا يدَع اللهث في كلتا حالتيه.
قال القتيبي : كل شيء يلهث إنما يلهث من إعياء أو عطش إلا الكلب فإنه يلهث في حال الكلال (التعب) وفي حال الراحة وفي حال العطش ، فضربه الله مثلًا لمن كڈب بآياته فقال : إن وعظته فهو ضال وإن تركته فهو ضال كالكلب إن طردته لهث وإن تركته على حاله لهث.
قال سالم أبي النضر يعني : بني إسرائيل إذ قد جئتهم بخبر ما كان فيهم ممّا يخفُون عليك "لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" فيعرفون أنه لم يأتِ بهذا الخبر عمَّا مضى فيهم إلا نبيٌّ يأتيه خبرُ السماء.
صلي علي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم