قال صاحب الشرطه كنت ذات يوم مع المأمور
انت في الصفحة 2 من صفحتين
قال: والله لن افعلها!
قلت: لماذا ؟
قال: ذنبي عند المأمون عظيم و هو قاټلي لا محالة فإن ذهبت قټلك مكاني فلا أبرح !
و ألححت عليه فلم يفعل قلت: إذا تبقى هنا و أنا أذهب الى المأمون ألتمسها فإن أجابني فبها و إلا أرسلت أليك ليقطع رأسك.
قال: هذه قبلت بها
و ذهبت إلى البزاز و اشتريت منه كفنا و أبقيت الكفن معي إلى الصباح و الصباح صليت الصبح و جاءني رسول المأمون يطلب الرجل فأخذت الكفن و ذهبت.
قال: علي عهد الله إن قلت فر لقطعت رأسك مكانه.
قلت: اسمع مني يا أمير المؤمنين و لك أن تفعل بعدها ما تشاء.
قال: قل!
فقصصت قصتي من أولها إلى آخرها ..فلما سمع المأمون القصة بكى ! قال: والله لا أعلم أيكما أكرم ..أهو الذي آواك و كرمك دون معرفة ؟
و أنا لا اريد أن أكون ألأمكما فقد عفوت عن الرجل أحضره ..
و الآن طمعت فيه قلت يا أمير المؤمنين ذلك لا يكفي
قال: بل ! ..قلت صله ..قال وصلناه بخمسين ألف درهم ..قلت ذلك لا يكفي.
قال: لم ؟!
قلت: لأن ذنب الشخص كبير و هدايا الملوك على قدر ذنب الرعية فأجزل له العطاء.
فلما حضر الرجل قبل العفو و صفح عن المال و الولاية قال المال عندي ما يكفيني منه و الولاية يكفيني ما صرت إليه وعاد لبلده وأهله سالمًا.