الأحد 24 نوفمبر 2024

(قصه ام موسى عليه السلام)

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

وكانت دار أم موسى على شاطئ النيل ، فصنعت لوليدها تابوتًا وأخذت ترضعه ، فإذا دخل عليها أحد ممن تخافه ، ذهبت فوضعته فى التابوت ، وسَـيرَتْـهُ فى البحر ، وربطته بحبل عندها .

وذات يوم ، اقترب جنود فرعون ، وخاڤت أم موسى عليه ، فأسرعت ووضعته فى التابوت ، وأرسلته فى البحر ، لكنها نسيت فى هذه المرة أن تربط التابوت ، فذهب مع الماء الذى احتمله حتى مرَّ به على قصر فرعون .

وأمام القصر توقف التابوت ، فأسرعت الجوارى وأحضرنه ، وذهبن به إلى امرأة فرعون ، فلما كشفت عن وجهه أوقع اللَّه محبته فى قلبها، فقد كانت عاقرًا لا تلد .

وذاع الخبر فى القصر ، وانتشر نبأ الرضيع حتى وصل إلى فرعون ، فأسرع فرعون نحوه هو وجنوده وهمّ أن ېقتله ، فناشدته امرأته أن يتركه ، وقالت له : (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّى وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [القصص: 9] .

كاد قلب أم موسى أن يتوقف ، فهى ترى ابنها عائمًا فى صندوق وسط النهر ، ولكنَّ الله صبرها ، وثبتها ، وقالت لابنتها : اتبعيه ، وانظرى أمره، ولا تجعلى أحدًا يشعر بك.

وكان قلبها ينفطر حزنًا على مصير وليدها الرضيع الذى جرفه النهر بعيدًا عنها (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُون) [القصص: 10-11] .

فرحت امرأة فرعون بموسى فرحًا شديدًا ، ولكنه كان دائم البكاء ، فهو جائع ، ولكنه لا يريد أن يرضع من أية مرضعة، فخرجوا به إلى السوق لعلهم يجدون امرأة تصلح لرضاعته ، فلما رأته أخته بأيديهم عرفته ، ولم تُُظِْْهِْر ذلك ، ولم يشعروا بها ،

فقالت لهم : أعرف من يرضعه ،وأخذته إلى أمه ( وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ. فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَى تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)[القصص: 12-13].

هذا هو القدر الإلهى يظهر منه ومضات ليتيقن الناس أن خالق السَّماوات والأرض قادر على كل شيء : (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21].

وما إن وصل موسى -عليه السلام- إلى أمه حتى أقبل على ثديها ، ففرحت الجوارى بذلك فرحًا شديدًا ، وذهب البشير إلى امرأة فرعون ، فاستدعت أم موسى ، وأحسنت إليها ، وأعطتها مالا كثيرًا - وهى لا تعرف أنها أمه ، ثم طلبتْ منها أن تُقيم عندها لترضعه فرفضتْ 

وقالت : إن لى بعلا وأولادًا ، ولاأقدر على المقام عندك ، فأخذته أم موسى إلى بيتها ، وتكفلت امرأة فرعون بنفقات موسى .

وبذلك رجعت أم موسى بابنها راضية مطمئنة ، وعاش موسى وأمه فى حماية فرعون وجنوده ، وتبدل حالهما بفضل صبر أم موسى وإيمانها ، ولم يكن بين الشدة والڤرج إلا يوم وليلة ، فسبحان من بيده الأمر ، يجعل لمن اتقاه من كل همٍّ فرجًا ، ومن كل ضيق مخرجًا .

اذا أتممت القراءة علق باسم من اسماء الله الحسنى

انت في الصفحة 2 من صفحتين