الأحد 24 نوفمبر 2024

في يوم كنت راجع بالليل من الشغل

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

اللي حصل معايا كان من فترة قصيرة..
لما في يوم كنت راجع بالليل من الشغل الجو برد جدا خصوصا إننا كنا في أواخر شهر يناير.
الساعة وقتها كانت بتقرب على ١٢ بعد منتصف الليل كان يوم صعب من أوله وكنت محتاج أروح أودي العربية الجراچ وأرجع البيت أنام ساعتين علشان شغل الصبح.
والمشكلة إني كنت في مكان بعيد عن بيتي بحاول ساعة الا ربع في الوقت ده كنت بوصل ناس لمنطقة ما بعيدة شوية أخروني بسبب شوية مشاكل حصلت معاهم بس المهم وصلتهم.. وطريق الرجوع كانت شبه مستحيل بسبب الإرهاق الشديد اللي تملك مني وبسبب حالة الطقس البارد

كنت سايق وعيني بتسقط وشايف الطريق بالعافية خۏفت أكمل سواقه بعد ما لقيت عربيات كتير رايحين وجايين والمطر بدأ ينزل بغزارة غير كده كنت على طريق صحراوي اضطريت إني أركن على جنب الطريق وأنا بدعك في عيني بسبب الزغللة وده في العادي بيحصل معايا لما بكون مرهق وعايز انام بس اليوم ده كان غير أي يوم.
جيت علشان أتحرك بالعربية مقدرتش.. لبست الچاكيت وكلفت نفسي بيه بصيت في الموبايل لقيته قرب يفصل سيبت لرضوى مراتي رسالة على الواتس وعرفتها اني ممكن تأخر علشان ماتقلقش عليا وفردت الكرسي لورا وحطيت ايدي على عيني ونمت.
يا دوب غفلت كام ثانية وفيهم بدأت سيل من الأصوات المتداخلة الكتير جدا تسيطر على عقلي ده الإرهاق.. أنا عارفه كويس بييجي وراه تفكير عشوائي وذكريات من الماضي وسط الأصوات دي صوت أبني يحيي وهو بينادي عليا بيقولي قبل ما بنزل الشغل 
_ ماتنساش الحاجة الحلوة بتاعتي يا بابا لما تيجي.
شايف رضوى مراتي وهي بتجيب لي فنجان القهوة سامع صوت مديري وهو بيزعق في علشان اتأخرت سامع أصوات الموظفين اللي في الشركة بيضحكوا أصوات الناس اللي بنزل ليهم مخصوص أعرض لهم المفروشات سامعني وانا بقول لهم نفس ديباجة البيع بتاعت كل يوم ستارة كتان.. ملاية سرير دبل.. دي بكذا.. مافيش فصال.. لا.. ماينفعش.. يلا يا أحمد نروح البيت اللي هناك ده.. احمد ده الشاب اللي بينزل معايا بيشيل البضاعة.. يا حاجة ده سعر المصنع.. هات ستارتين يا احمد من عندك
مناهدة.. رغي.. كلام كتير
الحاجة الحلوة يا بابا..
استنى يا عاطف القهوة بتاعتك..
انت كل يوم تتأخر عن مواعيد العمل الرسمية يا استاذ..
وفي وسط كل الصداع ده صوت خبطات متتالية وصوت رخيم جاي من بعيييييد
_ عزبة وحيش يا ابني.. يا ابني رد عليا.. بقولك عزبة وحيش.
فجأة كل الدوشة اللي في دماغي تلاشت زي الدخان بمجرد ما فتحت عيني في الوقت اللي قرر فيه البرق أنه يضرب ضړبته الأولى أتخضيت من قوة الضړبة بصيت حواليا لقيت العربيات بتقل وشبه مافيش غيري على الطريق و اااااا
_ عزبة وحيش يا ابني لو سمحت.
فيه راجل شايفه بيلف حوالين العربية عدلت نفسي والكرسي وانا بفرك عيني لما شافني جيه جري عليا كان واضح إنه لابس جلابية قرب أكتر مني.. ومن شدة الظلام والجو اللي قلب فجأة ده مكنتش شايف ملامح الراجل بوضوح حتى لما قرب مني.
بس اللي لاحظته فيه أنه بيترعش واتأكدت من ده لما سمعت هزة في صوته لما قالي 
_ أرجوك يا ابني.. ممكن توصلني أنا وعيالي.. انت شايف الجو عامل ازاي.. ومافيش غيرك ممكن تساعدنا.. وهديك اللي انت تقول عليه.
حاولت أعتذر له لكن مقدرتش كنت مرهق لسه وكنت خاېف اسوق بيهم ويحصل لا قدر الله حاډثة بسبب قلة تركيزي اللي لفت نظري كمان
 

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات