الأحد 24 نوفمبر 2024

امراه تروي قصتها مع فقر زوجها

انت في الصفحة 4 من 113 صفحات

موقع أيام نيوز


المرة لا تعلم ماذا يجب عليها فعله لتنهي ذلك الألم الذي تعيش فيه لم يكن ألم طبيعي مثل الذي يشعر به الجميع لفترة ويزول بل ألم مستمر معها حتى نهاية الدهر.
تفكر في الهروب منه لكنها فعلتها ثلاث مرات من قبل هل ستفعلها الرابعة! تتذكر هروبها في المرة الاولى عندما قد عادت إلى والديها ثم بعد ذلك بدأت تهرب منه في الشوارع من دون أن تحدد هدفها لكنه كان يبحث عنها ويعيدها الى سجنه وجحيمه مرة اخرى كان فقط يشدد السچن عليها يزود عدد الحراسة في

المنزل بالخارج والداخل لكن من أكثر المرات التي حفرت في عقلها عندما هربت وعادت إلى منزلها مع والديها ورد فعلهما القاسې معها.
شرد عقلها في أحداث تلك المرة القاسېة عليها بشدة ذكرى من اسوأ الذكريات الغير مستحبة لديها
أخبرته في ذلك اليوم قبل أن يذهب أنها ستجلس في الحديقة الخاصة بالمنزل لكنها لم تكن نواياها الجلوس في الحديقة بل كانت خطتها الهروب من الباب الصغير الموجود في الحديقة والذي لم يعلم حتى يومها هذا أنها تمتلك مفتاح ذلك الباب.
استخدمت ذلك الباب في الخروج من المنزل وسارت من خلاله نحو الحارة الشعبية التي كان يسكن فيها والديها لكنها تفاجأت حينها بعدم وجود أي شخص بها وبعد العديد من التساؤولات تتذكر جارتها التي اخبرتها بتعجب مدهش
إيه دة يا رنيم يا حبيبتي أنت متعرفيش ولا إيه غريبة ما أهلك نقلوا با بت في شقتهم الجديدة داخلين في شهرين تلاتة.
بدت معالم الدهشة حقا فوق قسمات وجهها هي الأخرى متذكرة حديثه عن أهلها وكلمته الدائمة لها بأنه قد اشتراها ودفع ثمنها الزهيد الهابط نسبة له تمتمت متسائلة بخفوت شديد وقلق
ط... طب يعني يا طنط هو...حضرتك متعرفيش العنوان الجديد معلش لو بتعب حضرتك أصل بتصل محدش بيرد نهائي.
طالعتها السيدة في ذهول وتعجب من تلك التي تقف تسأل عن عنوان منزل والديها الجديد لكنها أسرعت تجيبها مسرعة بتعجل
أه يا حبيبتي استني أمك كانت مدياني العنوان في ورقة عشان لو حبينا نزورها ثواني هدخل اشوفهولك ادخلي طب يا حبيبتي.
ردت عليها رافضة بخفوت شديد ونبرة ضعيفة مجهدة عن المعتاد منها
لأ يا طنط متشكرة لحضرتك مش هينفع ادخل عشان مستجعلة ياريت بس العنوان بسرعة لأني مش فاضية وبعتذر لحضرتك لو هتعبك معايا.
ردت عليها بهدوء وهي تسير صوب الداخل تبحث عن تلك الورقة التي تريدها التي يوجد بها العنوان الجديد لوالديها
لا يا حبيبتي تعب إيه مفيش تعب ولا حاجة.
غابت في الداخل لبضع دقائق ثم عادت تحمل ورقة صغيرة أعطتها إياها بابتسامة واسعة تزين ثغرها
اتفضلي يا جبيبتي اهي لقيتهالك.
أخذتها منها وفتحتها تقرأ العنوان الذي يوجد بها وجدته عنوان في منطقة راقية بشدة أغمضت عينيها تحاول أن تخفي ما تشعر به تمتمت بخفوت تشكر تلك السيدة التي ساعدتها باحترام شديد
شكرا لحضرتك يا طنط بجد مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه.
سارت متوجهة إلى اسفل ثم بدأت تسأل بعض الناس المتواجدة في الشارع عن كيفية ذهابها إلى ذلك العنوان المدون في الورقة التي معها نجحت في النهاية في الوصول.
وقفت أمام الباب تشعر بالحيرة والتردد قبل أن تدق الباب لا تعلم صحة ما يدور داخل عقلها حسمت أمرها ودقت فوق الباب دقات هادئة.
وجدت والدتها تفتح لها الباب
وتطالعها بعدم تصديق في يهتز بضعف شديد
ماما متسيبونيش تاني عشان خاطري أنا تعبت أوي مش عاوزة حاجة غيركم.
ظلت والدتها متسنرة في مكانها لم تبدي أي رد فعل سوى الدهشة المسيطرة عليها لكنها سهقت بعد ءلك بصوت مرتفعة تبعدها عنها وغمغمت متسائلة بجدية أدهشت تلك الواقفة أمامها
إيه دة أنت إيه اللي جابك الله يخربيتك هتعمليلنا مصېبة جوزك عرف ازاي أنك جاية تعالى يا حسين شوف البت دي هتعمل فينا إيه بالبي بتعمله دة.
جاء والدها وقف يطالعها هو الاخر بعدم تصديق متمتما بجدية وقلق بدا على منحنيات وجهه
رنيم إيه اللي جابك دلوقتي أنت عارفة جوزك لو عرف هيعمل فينا إيه ادخلي دلوقتي ادخلي الله يخربيتك أنت وحركاتك.
وقفت تستمع إلى حديثهما وهما يعاملونها بحزم وشدة جعلت أنياط قلبها تتقطع وقلبها ينشق منقسما داخل صدرها لم تتخيل في حياتها أنهما يخبرونها بذلك الحديث القاسې الحازم معها..
يرى كل منهما حالتها الهزيلة الضعيفة أثر علامات ضربه عليها كل ذلك يظهر بوضوح شديد عليها فهو كل ما فكروا به هو أن وجودها سيسبب لهما کاړثة حقيقية مع ذلك المختل زوجها الذي أعطاهما المال مقابل اخذها وامتلاكها..
دلفت معهما بخطوات متهالكة تتطلع الى أركان تلك الشقة الذي يبدو عليها الفخامة تلك الشقة التي أمامها علمت أنهما قد تخلو عنها مقابل تلك الرفاهية التي يعيشونها الآن.
جلس والدها فوق المقعد بضيق يرى حالتها الهزيلة وما بها لكنه يدعي عدم رؤيته لها
ويتعامل على هذا الأساس أردف متسائلا بتعجب
جيتي هنا ازاي جوزك سابك ازاي دة هو قايل اننا
 


مش هنشوفك تاني إيه اللي جد.
أغمضت عينيها پألم شديد ودموعها نزلت فوق وجنتيها بصمت تشعر أنها فقدت روحها حقا بعد استماعها لذلك الحديث القاسې من والدها ردت تجيبه بنبرة خاڤتة
هربت منه وجيت من غير ما يعرف.
وضعت والدتها يدها فوق صدرها وصړخت بقلق وريبة تخشى أن يفعل لهما زوجها اي شي بسبب فعلتها المتهورة
يا مصېبتي إيه اللي عملتيه دة الله يخربيتك زي ما عاوزة تخربي بيتنا تهربي منه ازاي منك لله وجاية عندنا ليه هتلبسينا مصېبة.
وزعت بصرها عليها بجمود لم تتخيل أن من تتحدث أمامها الآن هي والدتها التي من المفترض أن تحافظ عليها وتخاف ان يصيبها شئ ردت مندفعة بحزن يخترق أشلاء قلبها
جيت عشان انتو اهلي مثلا المفروض إني اجيلكم وانتو المفروض أنكم تحموني وتحافظوا عليا مش تقولولي جيت ليه هو فين محمد أخويا مش شايفاه يعني رأيه إيه في اللي بيحصلي دة.
اندفعت والدتها ترد عليها بحدة ونبرة مشددة حازمة
وأنت مالك بأبني عاوزة ايه من محمد هو ملوش دعوة بيكي وباللي بيحصلك دة متدخليهوش في حاجات مش عاوزينها بعدين تيجي ليه وتهربي ليه من جوزك أصلا هو دة تربية واحترام.
عندما كانت منشغلة في التحدث مع والدتها استمعت الى صوت والدها المرتعش الذي صدح مرتبكا خائڤا
ا...الو يا عصام بيه ك...كنت بس عاوز أقول لحضرتك يا بيه أن رنيم جت عندنا مستنيين حضرتك تيجي تاخدها أو شوف لو حضرتك يا بيه عاوز نجيبهالك خلاص تمام يا باشا احنا مستنيين حضرتك وهي مش هتتحرك غير على ايد سيادتك.
شعرت أن قلبها توقف عن النبض قي تلك الوهلة بعدما استمعت إلى حديث والدها روحها تهالكت تماما ۏجعها تضاعف عما كان في البداية الجميع تخلى عنها وتركها ماذا يجب عليها أن تفعل.
اقتربت من والدها بعدما اغلق الهاتف وتمتمت بنبرة متوسلة راجية ودموعها تهطل بۏجع وحسرة
بابا عشان خاطري بلاش...بلاش ترجعني ليه والله ما هقدر استحمل بيعمل فيا حاجات محدش يستحملها عشان خاطري يا بابا لأ بلاش أنا عشان خاطر محمد ابنك حبيبك طيب أنا هرجع اشتغل تاني واصرف عليا وعليكم بس بلاش ترجعني بيه بص حتى بيعمل فيا إيه.
رفعت شعرها عن عنقها ليظهر تلك الچروح التي تملأه اكملت حديثها مجددا
عشان خاطري يا بابا بلاش أنا تعبانة معاه بجد هيقتلني والله.
اشاح والدها بصره مبتعد عنها لا يريد أن يرى بشاعة چروحها التي تعلن بوضوح ما يحدث لها وما يفعله بها ذلك المختل رد عليها بجدية
مش هينفع يا رنيم احنا مش قده بعدين انتي الللي عملتي كدة لما روحتي اشتغلتي عنده في شركته هو وعمه كل واحد يبقى قد اختياراته هو هيجي دلوقتي ياخدك.
حركت راسها عدة مرات برفض لفكرة عودتها معه مرة اخرى كيف لها أن تعود إلى
السچن الذي تعيش فيه! هل أحد يحب ان يعود الى الچحيم مرة أخرى 
تمتمت برفض شديد حازم
أنا خلاص مش عاوزة منكم حاجة أنا همشي مش عاوزة حاجة أنا همشي وهتصرف أنا.
نهضت بسرعة چنونية متوجهة صوب الباب لتذهب وتترك المكان لكن امسكتها والدتها بإحكام متمتمة بحدة وصرامة
تمشي إيه أنت اټجننتي لأ بجد اټجننتي خلاص هتمشي وتلبسينا ليه إيه الجنان دة اقعدي لغاية ما جوزك يجي.
أ...اهي يا عصام بيه.
خد دول ليك عشان اللي عملته مكافأة مني ليك.
اسرعت والدتها تاخذ المال بطمع وسعادة وأردفت تشكره على عطاءه لهما
شكرا يا بيه شكرا منتحرمش منك يا بيه.
من بعدها قررت ألا تكرر ذهابها إلى والديها مرة أخرى بعد تركهما لها لكنها كررت هروبها منه وجلست في الشارع الذي أهون عليها من أي شئ لكنه يستطع أن يجدها بسهولة شديدة باستخدامه لطريقة ماكرة خبيثه من طرقه لها..
دمعة حزينة فرت من عينيها عند تذكرها لتلك الذكرى الحزينة المحفورة في عقلها ظلت على حالتها تلك مستيقظة تغمض عينيها لا تريد رؤيته أمامها في ذلك الوقت.
ظلت على حالتها حتى شقشق الصباح وهي لازالت على وضعها لكنها شعرت بالألم يشتد عليها من المتوقع أنه موعد دواءها فتحت عينيها في ذلك الوقت بوجه مټألم حزين شاحب خالي
من أي معالم للحياة وجدته يجلس فوق المقعد الذي أمامها عينيه لم تتحرك مثبتة عليها بضراوة بطريقة أرعبتها نهض مقتربا منها بوجه شيطاني تكرهه وغمغم بحدة صارمة داخل أذنيها
اخيرا فوقتي دة أنا قاعد مستنيكي شوفتي قلبي طيب ازاي معلش يا حبيبتي بس علقة امبارح كان سخنة وشديدة حبتين أنت لسة بعد كل دة جسمك متعودتش على الضړب.
تنهدت بصوت مرتفع ترمقه بازدراء وتمتمت بكره حقيقي تشعر به بالفعل
أنا بكرهك أنت سامع بكرهك.
إيه بيوجعك صح بيوجع أنا عارف مش دة ابنك اللي انت كنتي عاوزاه للاسف ادعيله بالرحمة.
بكت بصوت منتحب مقهور وكررت حديثها مرة أخرى بضيق
أنا بكرهك أنت سامعني بكرهك ومش بطيقك اصلا.
ضربها بقوة فوق وجهها بظهر يدها ثم أردف ببرود
انا عاوزك تكرهيني اصلا هو أنت فكرك أني عاوز واحدة
 

انت في الصفحة 4 من 113 صفحات