الأحد 24 نوفمبر 2024

(قصه الصندوق الطائر)

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

وبعد أيام من التحضيرات أقيم حفل الزّفاف وأعدّت موائد الطعام وأطلقت الألعاب الڼارية في كل أرجاء المدينة، ذهب الشاب أثناءها ليتفقد صندوقه السّحري وإذا بقتيل مشتعلٍ يسقط على مكانه فاشټعل بسرعة مذهلةٍ، وامتدّت النّار إلى الصّندوق فأحړقته وأحرقت معه آمال الشاب. يا لها من صدمة! الوسيلة الوحيدة التي كان يعتمد عليها صارت رماداً! فغادر القصر هارباً متخفياً حتى لا يكشف الناس زيفه. ألم يورّط نفسه بالكذب؟ ألم يكن مختالاً فخوراً؟ وبينما كانت الأميرة تعاني من إخفاق مشروع الزواج صار الفتى يهيم من مكان لآخر جائعاً متشرداً حافي القدمين وبملابس رثة وممزقة .

وفي هذه المحڼة بدأ يعرف نفسه، ويراجع مواقفه؛ فالكذبُ لا ينفع والصّدق هو الأصحّ وأنّ الأفيِخار غرور وأن العمل هو الشّرف وأن المال الذي لا يكسب بعرق الجبين يذهب سدی.. وبعد أن عمل في المزارع والورشات، ها هو الآن يشتغل عند حدّاد، وقد حوّله عمله الشاق إلى فتى جدّي ومخلص ومسرور.

وذات مرة وهو يجمع الحديد الخام من منجم خارج المدينة، عثر على سامة ذهب، فاستخرج كثيرا منه ووضعه في العربة وغطاه بالمعادن الأخرى، ثم أوصله إلى الحداد الذي استطاع بمهارته أن يجعل من التبر ذهباً خالصاً.. ومنذ ذلك اليوم تخصّص الاثنان في الصّياغة؛ يصنعان كل أنواع الحلي، فازدهرت صناعتهما وصارا أثرياء.

وذات يوم أخبر الشاب الحداد بقصّته مع السلطان، فشجّعه هذا الأخير على العودة إلى القصر. وبعد أن صنعا تاجاً للسلطان وآخر للأميرة وجمعا الهدايا وجهّزا قافلة اتّجها نحو المملكة فاستقبلهما الملك بحفاوة، وفرح بالهدايا والتّاجين، ولما علمت الأميرة التي مرضت من صدمة فشل الزواج في السنة الماضية استعادت عافيتها وصحتها وفرحت برجوع الفتى الهارب الذي صار صالحاً مخلصاً ومحترفاً بارعاً. جدد الحداد الخطبة فقبل الملك وتم الزواج وفرح الناس وسعد الشّاب والأميرة.

انت في الصفحة 2 من صفحتين