رد الجميل
الشخص السمج دة!!
رفعت حاجبها و هي تنظر له ببلاهة قائلة
في شغل!!
صاح بها و بين لحظة و الأخري وجدت حالها محاصرة بين ذراعيه... قائلا
انتي بتستعبطي لآخر مرة يا ليلي هسألك فيه اية بينك و بينه!
نفضت يديه عنها و دفعته پغضب و صاحت هي الآخر قائلا
اسمي دكتور ليلي و ملكش دعوة يا فارس بيا.. زي ما انت عشت حياتك و نسيت اللي بينا في يوم و ليله.. انا كمان هعيش حياتي و هبطل سذاجة
يعني فيه حاجة بينكم اهو طيب بصي يا ليلي خليكي عارفة ان انتي مش هتبقي غير ليا.. و اي حد هيفكر يقربلك هتكون نهايته علي إيدي صدقيني!!
دفعها بعيدا عنه و نظر لها باستخفاف نظرة أخيرة ثم تركها و انطلق كالعاصفة الهوجاء!!!
سمعت صوت المفتاح و هو يوضع بالباب فنهضت و هي تتهادي في سيرها حتي وصلت ليبعدها هو عنه برفق و قد ظهر الانزعاج جاليا علي وجهه لتقول هي
شو بك حبيبي!!
زفر بضيق و هو يسير ليجلس علي الاريكة لتسير هي خلفه و تجلس
مفيش يا لينا يا ريت تسيبيني لوحدي!!
خلاص.. رح امشي!!
تركته و دخلت إلي غرفة بحجة تغيير ملابسها للذهاب و أمسكت بهاتفها و قامت بعمل اتصال
يلا بلشوا!!
بعد الانتهاء من تغيير ملابسها خرجت لتقف أمامه و قالت
حبيبي.. رح اجي بكرة بدك شي!!
لا
رد عليها باقتضاب فسارت هي نحو الباب و فتحته لتجد عدة رجال ملثمين أشارت لهم بالتقدم و تصنعت الصړاخ قائلة
فتح لها باب السيارة و هو يمسك يدها برفق.. بينما كانت الأخري تتابعهما پحقد باد خرج محسن مرحبا و كأنه ينتظر تلك العودة بشغف
دخلوا نحو
الفيلا فقال محسن
يلا يا ولاد اطلعوا استريحوا و لما الأكل يجهز هناديكم
ابتسمت له نور عندما غمز لها بعينه.. دائما ما كان منبع للحنان دائما ما كان سندها بعد ۏفاة والدها حتي بعد زواجها من حسام كان يعاملها كأنها هي ابنته و ليس حسام
حسام حبيبي عايزاك!
نور حبيبي ادخلي و انا هاجي وراكي!!
اغمضت عينيها بحزن علي تلك اللحظات المختطفة من الزمن و قالت
ماشي
سار حسام باتجاه غرفة سما و دلف قائلا
في أية يا سما!
قائلة
ما وحشتكش يا حبيبي و لا إية!
ابعدها عنه برفق فهو الآن لا يتقبل سوي لمسة نور اعترف بسيادتها علي قلبه.. كانت محقة عندما قالت ان الفراق سيوضح لكلا منهما مكانة الآخر في القلب
ما هو واضح له أنها أطلقت سحرها الأبدي علي قلبه فمنعته من رؤية أحد سواها
سما انا سايب نور لوحدها مش وقته
كدة برضو.. دة انا قاعدة مستنياك من بدري
معلش وقت تاني أكون فاضي فيه
تركها و خرج و كأنها تشحذ منه الحب استطاعت أن تفرض سيطرتها علي المنزل بأكمله بمجرد أن خطته قدميها.. لابد أن تجد حل سريع للتخلص منها و الاستحواذ مرة أخري علي حسام !!
أما في الغرفة المجاورة عندما دلف وجدها منشغلة بترتيب الحقائب و نظر لها بحب قائلا
عارفة يا نور.. يمكن طول السنين اللي فاتت دي عمري ما قولتلك بحبك.. و لا حتي قولتلك كلمة حلوة بس بعدنا عن بعض دة وراني قيمة وجودك في حياتي ربنا يخليكي ليا و ميحرمنيش منك
ابتسمت و أغمضت عينيها قائلة
يا حسام انت غيرت حياتي في يوم و ليلة.. انا بحبك
خرجت من غرفتها بعد أن كانت حبيستها لمدة الثلاث أيام السابقة كشفها أمام حالها.. اعترفت أن الأنانية تمثل الجزء الأكبر من شخصيتها!!
نزلت الي بهو الفيلا لتجد والدتها جالسة تتلو القرآن الكريم لأول مرة تلاحظ التعب البادي علي وجهها.. اقتربت منها و چثت علي ركبتيه أمامها و هي تضع رأسها علي قدميها لتقول والدتها
مالك يا فاطمة بقالك تلات ايام مش بتخرجي من اوضتك.. انتي زعلانة انتي و احمد و لا إية!
احم.. لا يا ماما بس كنت واخدة برد و كنت تعبانة انا
و احمد كويسين.. المهم انتي مالك يا حبيبتي شكلك تعبان!!
تلعثمت مرفت و هي ترد قائلة
انا كويسة متشغليش بالك بيا المهم انتي يا عروسة!!
ابتسمت بمرارة و قالت
ماما انا بحبك اووي!!
احتضنها والدتها و هي تربت علي شعرها و تمنع دموعها بالكاد فقريبا ستودع حياتهن و تترك صغارها يعتمدن علي أنفسهن!!
يا له من ألم كونك تعلم أنك ستفارق أحبابك خلال أيام معدودة.. يمثل قمة الألم!!
فاطمة حبيبتي انا كمان بحبك!.. بس عايزة اطلب منك طلب..
اتفضلي يا ماما
حبي اخواتك انا مش هعيشلكم طول العمر خليكي قريبة منهم هما سندك في الدنيا دي يا حبيبتي.. مهما يحصل بينكم هتفضلوا اخوات!!
نظرت لها بحزن علي علاقتها المتدهورة بشقيقاتها ليسوا فقط شقيقات.. بل هن توأم!!
حاضر يا أمي!!
سمعت صوت هاتفها يعلن عن قدوم اتصال ابتعدت عن والدتها و هي تري اسم المتصل و قالت
دة أحمد هقوم ارد عليه
ماشي يا حبيبتي
سارت بعيدا حتي لا تستمع والدتها الي ذلك الحوار و قالت
ألو يا احمد
ألو يا فاطمة انا عايز أقابلك
ماشي بس انا كنت عايز اقولك يا احمد متزعلش مني آخر مرة أنا كنت مضغوطة و...
مفيش داعي للكلام دة يا فاطمة.. النهاردة في كافية اللي في الزمالك سلام
أغلق الهاتف و هي تنظر لهاتفها غير مصدقة تلك الطريقة الجافة التي تحدث بها معها لأول مرة
لم يرد الاستماع لمبرراتها.. يبدو أنه سئم هذه العلاقة غريبة الأطوار!!
نظرت نحوه بابتسامة غير مصدقة و هتفت قائلة
دكتور يوسف بذات نفسه عندنا دة اية الهنا اللي انا فيه دة!!
ضحك و هو يتقدم منها مقبلا يديها و قال
انا قولت آجي أطمن عليكي و بالمرة أشوف اية اخبار
شغلك
كله تمام المهم انت عامل اية!
جلس علي الاريكة المقابلة لمكتبها فسارت هي
لتجلس بجانبه و كأنها تستمد طمأنينتها من وجودها بجانبه... كاد أن يتحدث حينما سمع صوت دقات متسارعة علي باب الغرفة لتهتف هنا
أدخل!!
دلفت السكرتيرة و علامات الفزع مرتسمة علي
وجهها و قالت
الحقيني يا بشمهندسة!!
ابتلعت هنا ريقها بصعوبة و قالت بقلق ممزوج پخوف
في أية يا مروة!
التقطت مروة أنفاسها و قالت بتوتر
في واحد من العمال و هو في الموقع بتاع شركة الدمنهوري وقع من الدور السادس و العمال مش عارفين يعملوا اية!
انتفضت هنا عند سماع تلك الكلمات و قالت صائحة
يا نهار اسود اتصلي بيهم بسرعة و قوليلهم يتصلوا بالاسعاف علي ما آجيلهم.. بسرعة
قال يوسف مهدئا إياها
اهدي بس يا هنا اصبري انا هاجي معاكي!!
لا لا خليك انت.. انا هروح!!
قالتها و هي تلتقط حقيبتها لتخرج مسرعة فامسك ذراعها قبل أن تخرج و قال
انتي مش هتتحركي في حتة غير و انا معاكي يلا!!
لم يتأخر دائما هي من تأتي متأخرة... في كل شيء تكن متأخرة حتي في اعترافها لحالها بأنانيتها كانت متأخرة... و أمنيتها الوحيدة الآن هي أن تستطع اللحاق بحالها قبل أن تفقده