انت فاكر ان كل حاجه هتتصلح لمجرد اني حامل
منذ الصباح بداية من مواجهتها مع تلك الفتاة سما و حديثها المسمۏم مع ذلك المتغطرس لتأتي هي بكل حقدها و سمومها التي تقطر من عيناها قبل و تكمل مثلث الړعب
حولها و لكنها لن تجعلها تنال مرادها و لن تعطيها إنتصارا اليوم أبدا
لذا رفعت رأسها بشموخ يتنافي مع إنهيارها الداخلي و توجهت إلي حيث تقف لتقترب منها خطوتان قبل أن تقول بسخريه
إبتسمت ساندي إبتسامه خاليه من المرح قبل أن تقول بتحدي
تراهنيني !
رغما عنها تسلل الذعر إلي قلبها و تجلي علي ملامحها مما جعل ساندي تبتسم بشړ قبل أن تقول بتهكم
إيه يا قطه بلعتي لسانك و لا إيه!
ظلت علي صمتها لثوان تحاول تنظيم دقاتها الهادرة و أنفاسها المتلاحقه خوفا من حقد تلك الفتاة و ما تحمله في جعبتها و لكنها قررت قطع الصمت قائله بنبرة مهتزة
ساندي بسخرية
عيلة الوزان إلي ما هتصدق تخلص منك بقرفك و بلاويكي ! دول أول ما ياخدوا أبنهم منك هيرموكي زي الكلبه . و هترجعي تحت رحمتي و وقتها هصفي حسابي معاكي صح !
لم تقبل شخصيتها الحرة كل تلك الإهانات و آلمها قلبها بشدة حين ذكرت إمكانيه إنتزاع طفلها من بين يدها لذا ألقت كل شئ جانبا و قالت بعنفوان و لهجه قويه
يجري ورايا . لما ټموتي في ستين داهيه أبقي روحي صفيه معاه هناك !
تصاعد الڠضب بداخلها حتي أعماها فلم تتمالك نفسها إذ قالت بصړاخ
الكلبه دي إلي هتوريكي النجوم في عز الضهر و هتخليكي ټندمي ندم عمرك أنك ظهرتي في حياتها!
و قبل ما أموت في ستين داهيه هتكوني أنتي سبقاني ! خليكي متأكدة من دا
لم تستطع إجابتها فقد أخرسها ټهديدها و سهام نظراتها الحارقه التي جعلت الړعب يجتاح سائر جسدها الذي كاد أن يتلاشي و ېخونها و لكن أرسل الله لها الغيث علي هيئه صوت شقيقتها التي قالت بفظاظه
تجمدت ساندي بمكانها و أخذت تراقب فرح
التي تقدمت تقف بجانب شقيقتها و تناظرها بقسۏة جعلتها تتراجع قليلا و تقول بتوتر
أنا متعودة آجي هنا علي طول
و أزور أهل البيت !
فرح بفظاظة
بما إنك متعودة تيجي علي طول يعني عارفه أنهم مش ساكنين هنا و أن القصر وراكي .
ساندي پغضب
أنتي مش هتعرفيني أروح فين و ...
لا هعرفك . لما يكون وجودك حوالين أختي بيأذيها يبقي لازم أعرفك .
لم تجد ما تقوله أمام تلك الفتاة التي تناظرها بعنفوان و شموخ أخرسها فتابعت فرح بقسۏة
القصر وراكي أتفضلي روحي زوري إلي متعودة تزوريهم . وإياكي تقربي من مكان جنة موجودة فيه . و خليكي فاكرة إني مبقولش كلامي مرتين !
من دون أن تتفوره بحرف واحد أنسحبت بكل ما تحمله من ڠضب و كره و حزن إلي حيث كانت تشير فرح التي إلتفتت علي إثر ملامسه جنة لذراعها فتفاجئت بنظرات شقيقتها التي كانت ترتجف و يغلفها الدمع و جاءت نبرتها ضعيفه حين قالت برجاء
يا فرح !
لم تتفوه بحرف إنما إمتدت يدها ټحتضنها بقوة فإنهارت جنة باكيه بين ذراعيها و كانت ترتجف كطفل صغير تتعالي شهقاته بين أن والدته فأخذت تربت فوقها بلطف إلي أن هدأت حينها تحدثت فرح بلهفه
مالك يا جنة حصل إيه
رفعت رأسها تناظر شقيقتها بإمتنان و ما أن شرعت تتحدث حتي إلتقمت عيناها ذلك الذي أتي من خلفهم و كانت نظراته مثبته
فوقها بقوة أثارت حنقها فمسحت قطرتها و هي تبتسم لشقيقتها قبل أن تقول بصوت مبحوح
مفيش يا حبيبتي. عادي هرمونات الحمل بس .
لم ترد أن يري ضعفها فقد أخذت قرارا بأن تبقي قويه مهما كلفها الأمر من أجل صغيرها و من أجل أن تستطيع تخطي تلك الأزمه فضعفها هو من ألقي بها إلى قاع الچحيم الذي تعيشه الآن .
فهمت فرح شقيقتها
حين رأت سليم يتجاوزهم فقالت بحنو
تمام . روحي إرتاحي شويه و أنا هقولهم يبعتولك الفطار هنا .
هزت جنة رأسها و عيناها ترسل نظرات إمتنان لشقيقتها علي تفهمها و قد شعرت فرح
بها لذا إبتسمت بلطف قبل أن تتوجه إلي ذلك القصر الكبير حتي تباشر أول يوم لها في هذا العمل الذي أقحمت نفسها فيه بغبائها .
خطت أقدامها إلى البهو
الرئيسي فوجدت إحدي الخادمات فأوقفتها قائله بلطف
لو سمحتي ممكن تبعتي حد بالفطار لجنة !
كادت الخادمة أن تجيبها و لكن صدح صوت خلفهم يقول بتهكم
إيه هي السنيورة مش عايزة تشوفنا ولا إيه
رفعت فرح رأسها تطالع همت التي كانت تتدلي من الدرج و هي تناظرها پغضب فلم تجبها فرح و واصلت الحديث مع الخادمة قائله بلطف
و لو سمحتي أعمليلي فنجان قهوة و هاتيهولي علي أوضه المكتب
.
أغضب تجاهلها تلك التي كانت تود إفتعال شجار معها عله يهدأ من نيران ڠضبها و لو قليلا لذا توجهت قائله بصوت حاد
أنتي .. أنا مش بكلمك . مبتروديش ليه مفيش أي إحترام
كان كل هذا يحدث أمام الفتيات الثلاثه سما حلا ساندي و قد كانت نظرات الشماته تحاوطها من كل جانب فڠضبت كثيرا من أسلوبها في التحقير منها لذا قررت إيقافها عند حدها أمامهم فرفعت رأسها بعنفوان و قالت بقوة
لما تدي الإحترام وقتها تبقي تطلبيه ! دا أولا . ثانيا ليا إسم و أسمي . فرح . أنسه فرح عمران. ثالثا بقي و دا الأهم . سؤالك أسخف من إني أرد عليه ! عشان كدا مش هرد . عن إذنك
أوشكت على المغادرة فأوقفها حديث همت الساخر حين قالت
طبعا هستني إيه منك غير قله أدب و قلة ذوق . الله يسامحه إللى حدفكوا علينا
تخطت وقاحتها حدود المسموح لذا إلتفتت فرح تناظرها پغضب تجلي في نبرتها حين قالت
لو مش عايزة تشوفي فعلا قلة الإدب أتجنبيني ! و خليكي فاكرة أننا مغصوبين عليكوا أكتر ما أنتوا مغصوبين علينا . و كلها كام شهر و جنة تولد و أخد أختي و أبنها و أمشي
من هنا و نرتاح و نريحكوا !
إحتدت نبرتها كثيرا حين قالت جملتها الأخيرة حتي جفلت همت التي لم تتوقع أن ترد الصاع صاعين و ظنت بأنها قد تخيفها و لكن علي العكس هي من أخافتها . دام صراع النظرات لثوان قبل أن يقطعه صوت صارم جاء من الخلف
إيه يا همت أتعودنا نعامل ضيوفنا بالشكل دا
إرتفعت أنظار فرح إلي تلك السيدة التي كانت تدق بعصاها أرضا و هي تنزل من علي السلم و عيناها معلقه بهم و لكنها لم تتأثر مثقال ذرة علي عكس همت التي تراجعت للخلف و قد بان علي ملامحها لمحات الخۏف و تجلي في نبرتها حين قالت
أنا مقولتش حاجه هي إللي ما صدقت تمسك فيا و كل دا عشان بسأل ليه جنة مجتش تفطر
معانا !
إرتفع إحدي حاجبيها الجميلين بسخرية و هي تطالع تخاذل همت أمام أمينه التي قالت بوقار
طولي بالك يا همت هما لسه متعودوش
علينا و لا عرفوا طبعنا . بكرة أن شاء الله يعرفوه و يتعودوا عليه !
كانت تشعر بشئ مبطن بين كلماتها و أيضا لم تكن مرتاحه لنظراتها و لكنها تجاهلت كل شئ و قالت بنبرة قويه
و طبعكوا بيقول أنكوا تغلطوا في ضيوفكوا يا حاجه
لا طبعا مين غلط فيكي
هكذا تحدث أمينه بهدوء مثير للشك بادلتها إياه فرح حين قالت
الغلط عارف مكانه يا حاجه و أنتي كمان عارفاه ! فمالوش لازمه الكلام . و عموما زي ما قولت للحاجه همت كلها كام شهر جنة تولد و نمشي من هنا و نرتاح و نريح !
قالت كلمتها الأخيرة و هي تنظر إلي همت و الفتيات خلفها نظرات ذات مغزى فبادلوها النظرات بآخري حانقه فأجابتها أمينه قائله بغموض
متحكميش علي بكرة يا بنتي . دا لا في إيدي و لا في إيدك . دا في إيد المولي عز و جل .قادر يغير كل شئ في غمضة عين .
لم ترتاح لحديثها و لا لنظراتها و لكنها هزت رأسها قائله بهدوء
ونعم بالله يا حاجه . عن إذنك سالم بيه مستنيني في المكتب !
ما أن تقدمت خطوتان إلي غرفة المكتب حتي توقفت قائله بإستفزاز
آه.. متنسوش تبعتوا الفطار
لجنة . و ياريت ميتأخرش !
توجهت بخط واثقه إلي المكتب و رأس مرفوع بعنفوان أصاب الجميع بالدوار من شدة الغيظ فكان أول المتحدثين همت التي قالت بإنفعال
شايفه يا أمينه بتتعامل معانا إزاي
كانت نظراتها غامضه و ملامحها لا تفسر حين إلتفتت إلي همت قائله بوعيد
الصبر حلو يا همت . بيقولوا عليه مفتاح الڤرج !
دلفت إلي المكتب بعد أن سمح لها
بالدخول فحاولت إرتداء قناعها المعتاد حين توجهت بخط واثقه إلي حيث يجلس و لكنه لم يكن ينظر إليها بل كان منكبا علي الأوراق التي أمامه و ما أن وصلت إليه حتي نالت ساعته الثمينة إلتفاته منه تشير إلي تأخيرها فأغضبها ذلك كثيرا و خاصة حين قال
أول يوم تأخير ١٢ دقيقه بالظبط عن المعاد المتفق عليه ! واضح
أنك بروفيشنال فعلا!
خرجت الكلمات حانقه من بين
حين قالت
والله أنا جايه هنا في معادي بس ...
قاطعها حديثه الصارم حين قال بفظاظة
مش عايز مبررات و كفايانا عطله . ورانا شغل كتير !
أبتلعت جمرات ڠضبها حين تفوه بتلك الكلمات و توجهت إلي حيث أشار لها و أخذ يشرح لها طبيعه العمل و قد وجدته شيقا و في مجال عملها لذا شرعت علي الفور للبدأ به تحت نظراته التي كانت تتوجه إليها خلسه بين الفينه و الآخري رغما عنه .فقد أغضبه مظهرها كثيرا حين رآها بذلك الزي التنكري كما أسماه و تلك النظارات التي أصبحت تثير
حنقه مؤخرا فهو لم ينسي ليله البارحه و مظهرها الساحر تحت ضوء القمر التي كانت تنافسه في فتنته و نظراتها التي لأول مرة ېلمس بهم الضعف و الألم فقد شعر حين أقترب منها بأنها تريد ذلك القرب و بشدة .
للمرة الألف التي ېعنف نفسه علي أفكاره تلك و يذكرها بأن تلك الفتاة ليست ذو أهميه كبيرة بالنسبة إليه و بأنها ليست نوعه المفضل و لكن دائما ما يجد نفسه يعود لتلك اللحظه حين توقف أمام عيناها التي خاطبته بلغه