الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

يعني ايه ما طلعتش هي

انت في الصفحة 31 من 86 صفحات

موقع أيام نيوز

سحبت يدها من بين قبضتها ورحلت بكل برود مما أشعل غيظ أسمهان أكثر وازدادت حقدا وغل لها متوعدة لها بالقريب العاجل أن تكون خارج حياتهم تماما للأبد 
داخل شركة الشافعي تحديدا بمكتب عدنان في الطابق الثالث 
بينما كان يجلس على مقعده أمام المكتب ويقوم بإنهاء أعماله كانت هنا تجلس على الأريكة وتمسك بهاتف والدها تشاهد أحد أفلام الاطفال المشهور القط والفأر وبين آن والآخر تنطلق منها ضحكة طفولية وعفوية عندما تشاهد مشهدا مضحكا فيلتفت لها برأسه ويبتسم بدفء ويعود ويكمل عمله 
طرق الباب عدة طرقات خفيفة قبل أن ينفتح
وتدخل ليلى وهي تمسك بيدها إحدى الملفات الخاصة بالعمل وتقترب من عدنان تقف بجواره وتقول برسمية 
الأوراق دي محتاجة توقيع حضرتك يافندم 
التقط من يدها الملفات وتفقدها متمتما دون أن ينظر لها 
عملتي إيه في موضوع نادر ياليلى 
ليلى بعبوس 
للأسف مفيش أي حاجة في مكتبه وتصرفاته كلها طبيعية حتى الآن ! 
رفع نظره عن الأوراق ونظر لها وهو يهز رأسه بإيجاب وعينان شاردة تفكر بشيء آخر فطرحت ليلى سؤالها وقالت بتساءل واهتمام 
طيب حضرتك هتعمل إيه ياعدنان بيه الملفات دي مهمة جدا وفيها صفقة بملايين ! 
ابتسم عدنان بنظرات غريبة ثم قال بثقة وصوت خشن 
إنتي لسا جديدة معايا ومتعرفنيش اصبري واتفرجي ياليلى هعمل إيه 
لاحت ابتسامة على ثغر الأخرى نظرة كلها ثقة وتشوق بينما هو فقال وهو ينظر لابنته 
اطلبي ليا ولهنا يا ليلى غدا من المطعم 
نظرت إلى هنا المنشغلة بالمشاهدة على الهاتف وابتسمت ثم رجعت برأسها ناحيته وقالت بود 
تحت امر حضرتك 
عدنان بنظرة محبة 
هنون تعالى ياملاكي 
تركت
الهاتف من يدها فور سماعها لصوت أبيها وهو يطلب منها القدوم إليه توقفت وتحركت إليه حتى وقفت أمامه فحملها واجلسها على سطح المكتب أمامه وغمغم بحنو أبوي 
دلوقتي وقت الغدا جه وطنط ليلى هتجبلنا الأكل عشان نتغدا تحبي بقى ناكل إيه ياحياتي 
انحنت ليلى عليه وقالت بمداعبة بسيطة شبه ضاحكة 
مش كبيرة عليا شوية طنط دي ياعدنان بيه 
انطلقت منه ضحكة بسيطة ثم أجابها من بين
ضحكته 
خلاص يا ليلي هخليها تقولك ليلى من غير أي حاجة حلو كدا
ليلى كاتمة ضحكتها 
حلو هااا ياسكرة تحبي تاكلي إيه النهارده ده بابي أول مرة يعملها ويتغدا في المكتب هنا وده عشان إنتي موجودة بس يعني استغلي الفرصة
تطلعت هنا إليها بخجل دون أن تجيب عليها وطال صمتها للحظات حتى انحنت على أذن أبيها وهمست في خفوت وخجل طفولي لطيف بنوع الطعام الذي تريده وكان صوتها واضحا رغم محاولتها لإخفاضه حتى لا يصل لأذن ليلى التي سمعت ما همست به في أذن والدها جيدا بينما عدنان فنظر لليلى وغمز لها باسما دون أن
يتكلم لمعرفته بأنها سمعت كل شيء أماءت له بالموافقة الأخرى بابتسامة عذبة قبل أن تستدير وتنصرف 
فور انصراف ليلى نظر هو لصغيرته وقال 
هااا قوليلي كنت بتتفرجي إيه بقى 
هتفت هنا بلطافة لا تقاوم وقد عادت لطبيعتها على عكس الخجل الذي
كان يهيمن عليها للتو 
Tom and jerry القط والفأر توم وجيري 
طيب إيه رأيك أول ما يجي الأكل نطلع وناكل فوق على الروف هيعجبك أوي 
هزت رأسها بإيجاب في وجه مشرق بإبتسامتها الرائعة ثم عبست وقالت بحزن 
بابي ماما كانت زعلانة الصبح 
ليه !!! 
عشان أنا سبتها وحدها وجيت معاك 
قهقه بقوة وأجاب على ابنته 
بجد !! طيب تعالي هنكلمها ونشوفها لسا زعلانة ولا لا
أمسك بهاتفه وأجرى مكالمة فديو بها وبعد لحظات من الرن المستمر انفتح الاتصال أخيرا وثواني حتى ظهر وجهها بشاشة الهاتف كانت قاطبة حاجبيها من اتصاله حتى وجدته يهتف وهو يوجه الهاتف عليه هو وهنا ويقول باسما 
هنون بتقول إنك كنتي زعلانة ياماما الصبح عشان سابتك وجات معايا فقولنا نتصل ونشوف ماما لسا زعلانة ولا إيه بظبط
كتمت جلنار ضحكة عالية كانت ستنطلق منها ورسمت العبوس والضيق على وجهها بمهارة لتجيبه بتأكيد 
أيوة زعلانة يهون عليها تسيب مامي وحدها في البيت كدا ! 
ردت هنا على أمها بوجه حزين لعبوس والدتها 
خلاص مش تزعلي هنجبلك شيكولاته احنا وجايين 
هتجبيلي قد إيه ! 
فتحت ذراعيها على أخرهم وقالت برقة 
كتييييير أوي قد كدا مش صح يابابي 
أجابها عدنان ضاحكا 
صح ياروح بابي تحبي نجبلك حاجة تاني ياماما واحنا جايين 
لا
كفاية الشيكولاته 
تفوهت به جلنار وهي شبه ضاحكة حتى قالت بتذكر وجدية 
أكلتوا ولا لسا 
ردت هنا مسرعة وحماس 
لسا طنط ليلى راحت تجيب الأكل 
هتفت جلنار باهتمام وحزم 
خلي بالك ياعدنان ومتجبوش أكل مش healthy وأهم حاجة تخليها تغسل إيدها كويس أوي قبل الأكل وكمان 
خلاص ياجلنار أنا عارف كل ده أكيد متقلقيش كل حاجة زي الفل الحمدلله يلا سلام هقفل عشان ورايا كام حاجة عايز اخلصها 
ثم وجه الهاتف على وجه صغيرته وهتف 
يلا قولي باي لماما 
لوحت هنا بيدها لأمها ثم كتمت بكفها الصغير على فمها ترسل لها قبلة في الهواء من خلف شاشة الهاتف ففعلت جلنار بالمثل وهي تضحك بحب ودفء
دوى صوت رنين باب المنزل فور انتهائها من حديثها مع ابنتها وزوجها في الهاتف ضيقت عيناها باستغراب وظنته في باديء الأمر أنه حامد فاتجهت نحو الباب وفتحت في وجه معالمه عادية تماما حتى رأت أبيها أمامها فتحولت لنظرات الدهشة الممتزجة بالاستياء 
هتف نشأت بخفوت 
عاملة إيه يابنتي 
جلنار بجفاء وصرامة 
جاي ليه !! ياترى هتسلمني لمين المرة دي كمان !! 
أنا عملت كدا لمصلحتك ياجلنار 
صاحت به منفعلة 
مصلحتي في إني أبعد عن عدنان وأطلق منه لكن إنت مش شايف كدا عشان طبعا مصلحتك إنت إني أفضل متجوزاه 
هم بالاقتراب منها وهو يتمتم بتأثر وضيق 
يابنتي والله مبقيش يهمني حاجة أنا عايز ترجعي تاني لحضني كرهك ليا ده بېقتلني ولولا إني حسيت إن عدنان عايزك بجد مكنتش هسيبك في أمريكا معاه وأرجع
تقهقهرت للخلف حتى لا يلمسها ويقترب منها وقالت ضاحكة بسخرية 
عايزني !! هو فعلا عايزني بس مش بيحبني عايزني عشان السبب اللي أنت أجبرتني اتجوزه عشانه
نشأت بصدق ونظرات مشتاقة لابنته 
لا المرة دي مختلفة صدقيني هو عايزك إنتي وبنته بجد اديله فرصة وكمان ارجعيلي يابنتي ابوس إيدك 
اطالت النظر إليه واحست بأنها ستضعف أمامه رغم كل ما فعله بها سيظل أبيها ولن تتمكن من حمل الضغينة والكره له في قلبها ولته ظهرها وقالت بقسۏة وصوت مبحوح 
امشي
يابابا لو سمحت مش عايزة اشوفك وياريت متجيش تاني كمان أنت بعتني من الأول وتخليت عني فمتحاولش تمثل قدامي دلوقتي مشاعر الأبوة اللي ممكن تكون مش حقيقية أساسا
تحرك خطوة نحوها حتى وقف خلفها مباشرة وبمجرد ما لمس كتفها بيده نفرت منه بتلقائية وقالت وهي تبتعد عنه أكثر
قولتلك امشي من فضلك
توقف بأرضه للحظات طويلة يحدق بها بأسى وعجز ووجه يائس حتى أصدر تنهيدة حارة واستدار مغادرا المنزل التفتت برأسها نحو الباب بعد رحيله وانهمرت على وجنتيها دموعها بحړقة وألم قلبها يؤلمها على كل شيء تريد مسامحته لكنها لا تستطيع نفسها الثائرة والمنكسرة لا تسمح لها بالصفاء وربما لن تصفو ! 
في مساء ذلك اليوم وداخل معرض آدم بعد رحيل جميع الزوار 
انتهت جميع اللوحات المعروضة للبيع بالمعرض معادا واحدة 
كان يقف آدم أمامها يتأملها بسكون متذكرا محادثته مع تلك الفتاة جميع اللوحات تم بيعها معادا هذه اللوحة لا يذكر أن أحد توقف أمامها وأعجبته سواها رغم أنها لم تعجبها وسخرت منها لكنها الوحيدة التي توقفت أمامها رأتها لوحة متزاحمة ومعقدة ولم تخطأ حين ربطت اللوحة به هي تشبه تعقيدات نفسه المتداخلة والتي لا يجد لها تفسير فأخرج تلك المشاحنات التي تعصف بروحه في هذه اللوحة التي لم ينتبه لها أحدا سواها 
انتشله من شروده صوت صديقه زياد الذي هتف بسعادة وعين تلمع بوميض النصر 
مبروووك يافنان اللوح كلها اتباعت مفضلش غير اللوحة دي 
مش هبيعها 
رد زياد بتعجب 
هي إيه دي اللي مش هتبيعها 
تمتم آدم وهو معلق نظره على اللوحة 
اللوحة دي 
هتحتفظ بيها لنفسك يعني ولا إيه ! 
لوى آدم فمه ورد بإيجاب وهو يهز رأسه ببساطة 
حاجة زي كدا 
هتف زياد بمرح ضاحكا 
مش مهم ياعم المهم هو نجاح المعرض مبروووك ياصاحبي 
الله يبارك
فيك 
طيب أنا هسبقك واستناك برا بقى تمام 
اماء له آدم بالموافقة وظل واقفا كما هو يتطلع للوحة بتمعن حتى مرت دقيقة أو أكثر تقريبا وهم بالاستدارة والانصراف لكنه لمح عقدا فضي اللون به فصوص بيضاء لامعة على طول العقد كله انحنى على الأرض والتقطته ينظر إليه بتدقيق ظنه في باديء الأمر أنه سقط من إحدى الفتيات الذين مروا من أمام اللوحة لكن عندما عصفت بذهنه صورتها تذكر أنه لمح برقبتها نفس هذا العقد كانت ترتديه ويظهر بوضوح حول رقبتها البيضاء بقى للحظات وهو يحدق بالعقد حتى تأكد أنه لها فلاحت ابتسامة جانبية على شفتيه واعتدل في وقفته ثم وضع العقد في جيبه واتجه لخارج المعرض بأكمله بعد أن أطفأ جميع الأضواء ووقف أمامه من الخارج ثم أمسك بالباب واغلقه بالمفتاح جيدا وسار باتجاه صديقه الذي كان بانتظاره في السيارة 
بعد مرور ساعات بسيطة 
مجتمع هو ووالدته وأخيه على المائدة ويتناول الطعام بصمت عدم وجودها على المائدة معهم يثير جنونه ويحاول تجاهل الأمر لكن ثورانه الداخلي منعه من الصمود كثيرا حيث فجأة القى بالشوكة التي بيده على سطح الطاولة وقال بعصبية 
منزلتش تاكل ليه دي كمان !! 
زمت أسمهان شفتيها وقالت بعدم اكتراث 
معرفش سيبها ياحبيبي هي لو عايز كنت نزلت واكلت
عض على
شفاه السفلية في غيظ متمالكا أعصابه بصعوبة استقام واقفا واندفع إلى الأعلى باتجاه غرفته تابعته أسمهان بأعين ڼارية وناقمة على فريدة أما آدم فتأفف بخنق وقرف ! 
فتح الباب على مصراعيه پعنف ودخل فوجدها تجلس على الأريكة وتمسك بهاتفها تعبث به اندفع نحوها وجذب الهاتف من يدها هاتفا بزمجرة 
قاعدة هنا ليه !! الأكل لما يتحط ياهانم الكل يكون على السفرة 
تعمدت عدم النظر إليه وقالت بتمرد 
مش عايزة اكل ياعدنان 
ليه بقى إن شاء الله 
ردت عليه بحنق دون أن تنظر له 
وإنت مهتم بيا كدا ليه كفاية شكك فيا وكأننا متجوزين إمبارح ولا قعدتك عندها تلات أيام مبتجيش البيت هنا وسايبني
انحنى بنصف جسده عليها وهمس في نظرة ممېتة وڼارية 
أنا مشكتش فيكي من فراغ 
هبت واقفة وصاحت به پغضب ودموع حقيقية انهمرت
على وجنتيها 
إنت بتعاملني بطريقة عمرك ما عاملتني بيها قبل كدا بعدت عني أنا مشوفتكش ليا تلات أيام غير امبارح في المعرض متخيل حتى مش بتتصل بيا ياعدنان وبتحاسبني دلوقتي على تغيري معاك طيب ما أنا اتغيرت بسببك شايفاك إزاي اتغيرت من وقت ما رجعت الهانم وأنت قاعد عندها علطول تفكيرك فيها علطول وخۏفك عليها وكنت بتحجج وتقولي إنك خاېف على بنتك بس الحقيقة كانت إنك زي ما خاېف
على بنتك خاېف عليها كمان لما اتجوزتها وعدتني وقولتلي مستحيل يكون في قلبك واحدة غيري وإنك متجوزها عشان الطفل اللي نفسك فيه مش اكتر وبعدها هتطلقها
30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 86 صفحات