الأربعاء 27 نوفمبر 2024

بنت يا فرح ليكي عندي خبر بمليون جنيه

انت في الصفحة 1 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

بت يا فرح الحقى.. عندى ليكى خبر بمليون جنيه
عاملة نفسك نايمة...بقولك قومى يابت...لو سمعتى الخبر هاا....
سبينى وحياتك ياسماح انا مصدقت ماما تنام علشان انام انا كمان شوية
تراجعت سماح بعيدا عنها قائلة ببطء وبكلمات ممطوطة
طيب.. براحتك.. انا بس حبيت اقولك.. ان صالح ابن الحاج منصور... طلق مراااته
انتى بتقولى ايه!

ابتسمت سماح بسماجة تتحرك بأتجاه الباب قائلة
اللى سمعتيه... نامى بقى... ده لو عرفتى
ثم تحركت تهم بالخروج بعدها من الغرفة لكن فرح اسرعت بالنهوض وهى تتعثر بالاغطية تتجه نحوها بلهفة ممسكة بذراعها ضاغطة فوقه بقوة توقفها وهى تسألها بصوت متحشرج وكلمات متعثرة
مين قالك ....ط...لقها ...ليه...حص..ل.. ايه
هزت سماح كتفيها دلالة عن عدم معرفتها قائلة
معرفش بس مرات خالك لسه جايه من هناك وبتقولى طلقها ومن يومين كمان و متعرفش ليه امه مرضيتش تقول
لكنها لم تكن سوى اوهام اقنعت نفسها بها لأكثر من سنتين محاها فى لحظة خبر طلاقه وانفصاله عن زوجته ...لتجد نفسها فى نهاية الامر ورغما عنها يتوهج قلبها بالامل ويحيى بداخلها مرة اخرى رغم كل ما قالته
بعد انتهاء العزاء وانصراف المعازين تجمع عدد من رجال الحارة المعرفون بعلو بشأنهم وهيبتهم وحكمة قرارتهم داخل صوان العزاء تتركز اعينهم على ذلك الجالس فوق مقعده يحاول رسم الطيبة والمسكنة فوق ملامحه يناقضها طابع ملابسه الغير ملائم لحدث ۏفاة شقيقته واهتمامه الزائد بمظهره حد المبالغة بقميصه الاحمر زاهى وقد ارتدى معه بنطال ناصع البياض وحول عنقه سلسال من الذهب يكمل بها مع الخاتم الموجود فى بنصره هيئته والتى لاتدل على سنوات عمره والتى تجاوزت الاربعين ببضع سنوات وهو يتحدث بصوت خفيض يتصنع الالم به
كلام ايه اللى بتقولوه ده يا ناس...دول بناتى قبل ما يكونوا بناتها وانا اللى مربيهم من يوم ما ابوهم ماټ وجم قعدوا عندى
تبادل الرجال النظرات فيما بينهم ثم استقرت على من يعدونه كبيرهم فى انتظار كلمته ليزفر الحاج منصور الرفاعى بقوة قائلا بصوت جاد وحازم النبرات
يعنى يا مليجى هتتقى الله فيهم...واللى كان بيحصل ايام المرحومة مش هيحصل تانى
رفع مليجى رأسه سريعا يهتف بتأكيد ولهفة
طبعا يا حاج...دول بنات الغالية وفى عنيا...واى حاجة تحصل منى فى حقهم يبقى حسابى معاك..واللى تقوله ساعتها هيبقى سيف على رقبتى
لا يا عايق.....من هنا ورايح حسابك هيبقى معايا انا...وياويلك منى لو فكرت تزعل واحدة منهم
ارتعدت فرائص مليجى هو يحاول ابتلاع غصة الخۏف فى حلقه والتى كادت ان تهلكه حين تعال هذا الصوت الحاد قوى وواضح النبرات من ذلك الجالس منذ بدء الحديث مراقبا اياه بصمت متحفز وعينيه لا تفارقه كعين صقر يستعد لانقضاض على فريسته دون رحمة يصدح صوته محذرا بتلك الكلمات جاعلا من جميع الحضور يهمهم استحسانا بعدها ليدرك مليجى انه وقع بين ايدى من لا يرحم وهالك لا محالة ان اخلف بوعده هذا 
بعد مرور شهر على تلك الاحداث
وقفت سماح على باب غرفتهم تصرخ فى وجه شقيقتها الصغرى بغيظ
ما تخلصى يازفته... خلينا نخرج من هنا قبل ما خالك المعدول مايجى وينفض جيوبنا ونقضيها مشى زاى كل يوم
لم تعيرها فرح اهتماما وهى تقف بقامتها المتوسطة الطول ترتدى جونلة طويلة فوقها قميص بهت لونه من كثرة مرات غسله تتطلع فى المرآة امامها بعينيها دخانية اللون وهى تعدل من وضع حجابها والتى تخفى خلفه خصلات شعرها بلونها العسلى قائلة ببرود وعدم اكتراث
خلصت اهو... وبعدين مستعجلة على الغلب اووى ياختى
اقتربت سماح منها تمضغ علكتها ببطء قائلة
لا مش مستعجلة ولا نيلة... بس ڼار الشغل ولا جنته ياختى عاوزين نخلع قبل ما يجى.... ويلا اخلصى بقى خلينا.....
قطعت حديثها ترهف السمع حين تعالت اصوات رجالية حادة من الخارج لتهتف بحماس وسعادة وهى تسرع ناحية النافذة
الحقى خناقة فى الحارة... يا ترى مين كده على الصبح
فتحت النافذة تتطلع الى خارجها بفضول سرعان ما تحول الى ذهول وهى تهتف
الحقى يابت... ده المنيل خالك هو اللى پيتخانق مع المعلم ابراهيم
نفضت فرح رأسها بعدم اكتراث ثم انحنت تبحث عن حذائها اسفل الاريكة فتعال صوت سماح تهتف بفرحة مستمتعة
يااااختى..... ده صالح كمان دخل فيها... وجايب خالك من قفاه
فوقفت تتابع حديثه وحركاته بعيون منبهرة لامعة تنسى العالم وكل ما يحيط بها حتى نكزتها شقيقتها پعنف فى ذراعها تجز فوق اسنانها هامسة من بينهم بحنق محذرة
اتلمى... الحارة كلها واقفة تحت... حد ياخد باله منك يا حلوة
وانا عملت ايه دلوقت... مانا واقفة اتفرج زيى زيك اهو
الټفت سماح ناحية الخارج

مرة اخرى قائلة بحدة
اتفرجى ياختى.... انا مش عارفة اخرة الڤرجة دى ايه... مش كنا خلصنا منه الموضوع ده...ادينا رجعنا للفرجة اللى لا بتودى ولا بتجيب
شحب وجهها من اثر كلمات شقيقتها حين ذكرتها بحقيقة لطلما حاولت الهروب منها فقد صدقت فلم يتغير شيئ سوى عودة هذا الامل الاحمق مرة اخرى ليزدهر به قلبها دون قدرة او حيلة منها برغم جميع محاولاتها لأيقافه ونهر نفسها عليه
عاودت الالتفات مرة اخرى الى المشهد الدائر فى الحارة لكن هذة المرة بعيون شاردة حزينة لاترى شيئ غافلة عما يجرى فيه حين صړخ خالها مليجى بتوتر
يا صالح باشا... انا قاعد فى حالى... هو اللى مش طايقنى على قهوته
اسرع المعلم ابراهيم موجها حديثه لصالح الواقف لفض الاشتباك بينهم بعد استغاثة المعلم ابراهيم به قائلا استهجان
يا صالح يابنى... ده قاعد رائم الرايحة والجاية بعنيه اللى يندب فيهم رصاصة دول ولما جيت اكلمه فى حسابه... عمل الشويتين بتوعه زاى كل مرة عليا
ابتعد مليجى من اسفل ذراع صالح الموضوعة فوق كتفه ملتفتا اليه يهتف رافعا كفيه بأستهجان وبطريقة مسرحية
شوفت يا صالح باشا... عرفت بقى ان الليلة كلها معمولة ليه .. علشان القرشين اللى عليا لقهوته
زفر صالح بنفاذ صبر ملتفتا الى المعلم ابراهيم قائلا بصوته الاجش ذو النبرة المميزة
خلاص يا معلم ابراهيم.... حساب مليجى عندى المرة دى كمان.... وحقك عليا انا
هز المعلم ابراهيم رأسه قائلا باحترام مربتا فوق كتفه
ولا حق ولا حاجة يابنى.... وكتر خيرك معلش دوشناك معانا
ابتسم صالح له قائلا بهدوء
ولا يهمك يامعلم... حصل خير احنا ولاد حتة واحدة
كرر المعلم ابراهيم عبارات شكره وامتنانه قبل ان يغادر الى قهوته بعد ان رمى مليجى بنظرة احتقار ونفور لترتسم فوق شفتى مليجى ابتسامة سمجة هاتفا بتهكم له
متشكرين اوووى يامعلم ابراهيم... متشكرين اوى ياخويا
مليجى... شوف من الاخر كده... دى اخر مرة هدخلك فى حاجة... فاحسن ليك تمشى عدل... الا وربى يا مليجى محد هيعدلك غيرى.. وانا نبهتك اهو
هم مليجى ان يجيبه لكن قاطعه صالح بخفوت ضاغط فوق حروف كلماته بحنق
شوف انا على اخرى منك ..فحاول متجبش اخر صبرى عليك ...علشان صدقنى مش هيعجبك اللى هيحصل
ثم تحرك مغادرا تاركا مليجى يقف فى وسط الحارة ينظر فى اثره للحظات قبل ان يتحدث قائلا بصوت خاڤت مرتعش 
ماله ده هو حد داس له على طرف...كل ما يشوف خلقتى يقولى امشى عدل.... وهو فى حد ماشى عدل اليومين دول
سارت مع شقيقتها داخل الحارة فى طريق عودتهم من عملهم فى احدى محلات بيع الملابس تستند عليها تسير بصعوبة وقد تمزق حذائها واصبح لايصلح للسير به قائلة بتبرم وهى تتلفت حولها خجلا
عجبك كده قلتلك اصلحه قبل ما نروح قلتى
هيتحمل لحد البيت....افرضى بقى حد شافنى بمنظرى ده دلوقت... هيبقى ايه العمل!
ابتسمت سماح قائلة بسخرية مرحة
حد مين اللى شايلة همه .. ما كل الحارة شافتك... ولايمكن تقصدى حد بعينه
ارتبكت تهتف بها بحدة
تقصدى ايه بكلامك ده بالظبط يا ست سماح
سماح بجدية وهى تربت فوق انامل شقيقتها الممسكة بساعدها ناصحة بهدوء
مقصدش يا قلب اختك...بس انا بقول يعنى كفيانا تعليق فى حبال دايبة...وحب مراهقة اهبل هتضيعى عمرك علشانه وهو ولا حاسس بيكى
التوت شفتى فرح بمرارة قائلة بهمس مؤنب
انا فاكرة ان ده برضه نفس كلامك ليا من سنتين واكتر...وهو مطلعش هبل ولا لعب عيال هنساه زاى ما قلتى ياست سماح
التفتت لها سماح هامسة بحنان تحاول ايصال كلامها باقل قدر ممكن من الم لها
عارفة انك لسه بتحبيه...وعارفة انه مطلعش وهم ولا لعب عيال...بس مش ليكى يا فرح...مش من نصيبك ولا هيكون ياختى...ياريت تفهميها بقى وتعرفى اننا هوا عايش فى الحارة ...لا بنتشاف ولا بنتسمع ولا حتى بتحس بينا
شعرت بحړقة القلب وكسرته تملئها رغم ان حديث شقيقتها ليس بالجديد عليها فطلما سمعته منها طيلة سنتين مروا عليها پألم واوجاع دهر كاملا الا انه فى كل مرة يحدث بها آلام لا قدرة لها على تحملها كأنها تسمعها أول مرة
تنهدت پألم تنحنى برأسها ارضا متظاهرة بالاهتمام بحذائها حتى تدارى تلك الدموع والتى ملئت عينيها حتى حجبت عنها الرؤية تماما فلم ترى تلك القطعة الخشبية القديمة ولا ذاك المسمار الصدأ بها لتطئ بخطواتها فوقها فتدوى صړختها المټألمة حين نفذ المسمار من خلال حذائها المهترى الى قدمها كخط من الڼار اصابها
لتهتف سماح تسألها جزع عما بها فأجبتها بكلمات متقطعة مټألمة لتنحى سماح ارضا حتى تطمئن على ساقها بلهفة وقلق فى تلك الاثناء كان قد اقتربت منهم احدى نساء الحارة تتسأل هى الاخرى عما حدث فاستقامت سماح سريعا ثم تقوم بأسنادها موجهة حديثها للمرأة قائلة بهلع
رجليها دخل فيها مسمار...وحياة عيالك يام رجب تسنديها معايا لحد البيت
لطمت المرأة صدرها مستنكرة تهتف بها
بيت!..بيت ايه اللى تروحه.. دى لازم الاول نطلع المسمار من رجليها قبل اى حاجة
ثم تكمل وهى تتحرك من جوارهم الى الجانب الاخر من الطريق هاتفة بحزم
استنى هنا وخليكى مسنداها وانا هروح اجيب كرسى من محل انور ظاظا نقعدها عليه علشان نطلع من رجليها المسمار
وبالفعل كانت قد ذهبت دون ان تمهل لسماح فرصة للرد ولم تغب سوى ثوانى معدودة كانت فى اثناءها تجمع عدد من اهل الحارة حولهم كلا يتساءل عما حدث حتى اتت ام رجب تهرول ومن خلفها انور يرتسم القلق الشديد على وجهه حاملا لاحدى المقاعد بين يديه يضعه ارضا وهو يهتف موجها الحديث الى فرح بصوت قلق ملهوف
مالك يا ست البنات الف سلامة عليكى ..ايه حصل
تجاهلته فرح وهى تتحرك مټألمة بمساعدة شقيقتها للجلوس فوق المقعد تتساقط دموعها الما رغما عنها ليهتف انور بحدة فى الجمع حولهم
جرى ايه يا خوانا ما كل واحد يروح لحاله....ملهاش لازمة الوقفة دى حوليها
ثم ودون مقدمات انحنى جالسا على عقبيه امام ساقها المصاپة يمسكها بين كفيه ويضعها فوق ساقه
لتصرخ به بصوت حاد رغم الضعف به
انت بتعمل ايه ابعد ايدك عنى..
قاطع انورحديثها قائلا بصوت متحشرج لاهث
متخفيش ياقمر...دانا بس هخرجلك المسمار ومش هتحسى بحاجة
اخذت تحاول الفكاك من قبضته المحكمة حول ساقها وهى تشعر بانامله تتسلل خفية فوق بشړة

انت في الصفحة 1 من 40 صفحات