بنت يا فرح ليكي عندي خبر بمليون جنيه
ساقها تتلمسها بحركة بطيئة اصابتها بقشعريرة النفور ترفع نظراتها الى شقيقتها مستنجدة بها فأسرعت سماح تحاول طمئنتها ظنا منها ان سبب رعبها ورفضها هذا خوفا ورهبة من الالم المحتمل لسحب المسمار من قدمها
لكنها لم تستسلم بل اخذت تحاول جذب قدمها بعيدا عن يديه ولمساتها المنفرة رغم كل محاولات جميع من حولها اثناءها عن هذا
حتى تخلى اخيرا عن محاولة التركيز تاركا القلم من يده ثم يهم بالنهوض ليتوقف عن الحركة معاودا الجلوس مرة اخرى حين دلف من الباب صديقه المقرب عادل والذى هتف مبتسما بمرح فور رؤيته له
تراجع صالح فى مقعده يهتف به هو الاخر بمرح
لاا حوش ياض انت اللى مقطع السؤال عليا اووى
اقترب عادل جالسا فوق احدى المقاعد امامه قائلا بتبرم مصطنع
هى اختك سيبالى فرصة اسال عن حد...دى مخليانى ماشى الف حوالين نفسى
ابتسم صالح قائلا بسخرية مرحة
تنهد عادل بطريقة مسرحية قائلا بحزن مصطنع
لااا لو من اولها كده يبقى مش لاعب...دول ياعم ليهم دماغ لوحدهم وبيقلبوا فى ثانية ..ومتعرفش ليه وازاى ولا علشان ايه
تبدلت ملامح صالح فورا للوجوم تمحى عن شفتيه ابتسامته المرحة يكفهر وجهه بشدة فلا يخفى عن صديقه تبدل حاله ليصمت فورا يلعن نفسه لعدم المراعاة فى حديثه لكن شعر بوجود ماهو اكثر من هذا فيسأله بعدها بقلق واهتمام
تطلع اليه صالح بعيون شاردة غير مقرؤة التعبير ليهمس له عادل بصوت متردد قلق
لسه برضه اهلك بيكلموك ترجعها
تحب تحكيلى ونتكلم هنا... ولا تجى نخرج نشم هوا و....
فتح صالح عينيه فجأة يظهر داخلهم القوة والتصميم وقد تبدل حاله فورا قائلا بقسۏة وحدة
لاااهنا...ولا هناك....مفيش حاجة مستاهلة كلام
خلص انت بس وقول كنت جاى ليه...علشان ورايا شغل
تجاهل عادل قسوته وحدته تلك فهو يعلم ان ما يمر به صديقه ويثقل كاهله تحت وطأته ليس بالهين حتى على اعتى الرجال لذا تدارك الامر سريعا هاتفا بمرح ممازحا
براحة ياعم....مش لما تطلبلى حاجة اشربها الاول... ولا اقولك ابعت هات اكل علشان انا جعاان
اخلص يا جدع يلاا بقولك جعااان
ابتسم صالح هازا راسه بالموافقة تنفرج اسارير وجهه استجابة لمزاح صديقه قبل ان يتعال صوته مناديا لاحد العاملين لديه والذى استغرق بعض الوقت قبل يلبى النداء يأتى مهرولا مجيبا اياه بلهاث ليسأله صالح بحدة
ايه يا سيد بيه...كنت فين كل ده
اجابه سيد العامل سريعا
كنت على اول الحارة بشوف اللمة اللى هناك دى ليه
صالح ساخرا وهو يتراجع فى جلسته باسترخاء لظهر مقعده
حلو اوى.... وياترى جنابك عرفت بقى اللمة دى ليه
اقترب سيد يهتف بتأكيد ومعرفة
اااه... دى البت بنت الست لبيبة الله يرحمها الظاهر دخل فى رجليها حاجة وواقفة ټعيط والحارة ملمومة هناك عليها
بت مين فيهم يا سيد اللى اتعورت..الكبيرة ولا الصغيرة
اسرع سيد يجيبه بحزم سعيدا باهتمامهم بمعرفة الاخبار منه
البت الصغيرة...الظاهر جزمتها اتقطعت ودخل فى رجليها مسمار وواقفة هى و .....
قطع حديثه بغتة يتطلع نحو صالح بدهشة واستغراب حين وجده ينهض فورا من مكانه يتجه الى الخارج مغادرا بخطوات سريعة متلهفة يعقبه عادل والذى اخده يناديه محاولا ايقافه او اللحاق به ليهمس سيد بحيرة فور غيابهم
غريبة دى هو ماله كده اتخض عليها زاى ما تكون من باقية اهله ولا تهمه فى حاجة...
ليكمل بعدها هازا راسه بتاكيد وحزم
لاا بس هو كده طول عمره.... جدع وبيخاف على غلابة الحارة... ربنا يديله على اد نيته وطيبته
كان قد وصل الى مكان تجمهر الاهالى فى اقل من دقيقتين ليتسمر مكانه حين رأها تجلس فوق احدى المقاعد وهى تبكى مټألمة تجاورها شقيقتها الباكية هى الاخرى لكن ما جعل الډماء تتأجج بثورة فى شراينه وتثور معاها ثأئرته هو رؤيته لذلك الاحمق الجالس اسفل قدميها ممسك بها بين يديه انامله تتلمسها بتلك الطريقة فلم يدرى بنفسه سوى هو يتحرك ويقوم بدفعه بقسۏة بعيدا عنها ليسقط انور بعدها جالسا ارضا پعنف يرفع وجهه بخشية وړعب نحوه حين هدر صوته به پغضب اعمى
انت بتهبب ايه ياجدع انت...ابعد ايدك عنها
توتر انور يتطلع اليه قائلا بتلعثم واضطراب
ابدا ياصالح باشا دانا...دانا كنت بطلع لها المسما...
انحنى عليه يهتف به بأستنكار غاضب وهو يكاد يفتك به لولا ذراع عادل والذى اسرع بالوقوف حائل بينهم يدفعه بعيد عنه بصعوبة
بتعمل ايه!.... سمعنى كده تانى حلاوة صوتك...مسمار ايه اللى بطلعه فى وسط الشارع ده
اخذ عادل يدفعه الى الخلف بعيدا عن انور الساقط ارضا والمړتعب من رؤية صالح بكل هذا الڠضب امامه تتعال همهمات المتابعين للموقف من حولهم بفضول حتى نجح اخيرا عادل اخيرا فى ابعاده بعد ان همس بعدة كلمات مهدئة له لكنه الټفت بعدها بوجهه الحانق وعينه التى تطلق الشرر ناحية تلك الجالسة تتابع ما يحدث بعيون متسعة بذهول لايخلو من الانبهار وقد توقفت دموعها تماما كانها لم تكن يسألها بحدة وخشونة
وانتى كمان ازاى تسبيه....
صمت عن اكمال كلمات كادت ان تفلت منه رغما عنه يضغط فوق اسنانه بحنق وقد وعى للتجمهر من حولهم يكمل بدلا عنها كلمات لم تكن اقل حدة او ڠضبا ينفث بها عن عما يعتمل بداخله
مش تاخدى بالك انت كمان... ازاى المسمار ده دخل رجلك
تبدل حالها فورا نطقه كلماته بنبرة الاتهام تلك تمحو فورا عنها حالة الانبهار وفرحتها برؤيتها له محتلا مكانها ڠضبها الشديد كأن احدهم قد عبث بأزرار تحكمها تهتف به هى الاخرى بصوت حانق متشدد غير عابئة بمن حولهم
انت بتزعقلى ليه! هو انا كنت قاصدة يعنى ولا كنت قاصدة ادخله فى رجلى علشان تزعقلى كده!
التفتت سماح شقيقتها حولهم تتطلع الى الجمع بتوتر قبل ان تنحنى عليها تنكزها خفية هامسة لها بحرج
اتلمى يخربيتك... انتى هتزعقيله وسط الحارة
لم تعيرها فرح اهتماما تنظر اليه بتحدى وقد التمعت عينيها بشدة تتطاير شرارت ڠضبها كالبرق فى سماء عاصفة نحوه وقد وقف مكانه يتطلع اليها كالمصعوق حتى تعال صوت سماح تهتف بنبرة معتذرة حرجة فى محاولة لتدارك الموقف
معلش ياسى صالح... حقك عليا يا خويا.... هى بس بتهبل من الۏجع اللى فيها...
شيل الكرسى قصادى من الناحية التانية... خلينا نوديها الصيدلية
اسرع عادل لتنفيذ ما قاله بينما هو يقترب منها من الناحية
والله وكبرتى يا فرح...كبرتى وبقيتى تعرفى تردى و تاخدى حقك...
التفتت نحوه وعينيها متسعة ذهولا مما سمعته لكن فوجئت به تراه وقد عادت صفحة وجهه بيضاء خالية من التعبير كأنه لم يهمس لها بشيئ حتى ظنت انها تخيلت كلماته تلك لها وقد انحنى حاملا لمقعدها من ناحيته بوجهه متجمد بعد ان هتف بصوت امر بالجمع الملتف حولهم بأن يذهب كلا الى طريقه ليسرعوا فى التلبية الا شخص واحد وقف ببطء ينفض عن ملابسه الغبار العالق بها وعينيه تتابع ذهابهم وهى تطلق سهام غيرته نحوهم
ېخرب بيتك وېخرب بيت جنانك يافرح يابنت امى وابويا...
نطقت سماح بكلماتها الحانقة تلك موجهة اياها الى شقيقتها الجالسة فوق اريكة داخل شقتهم متواضعة الاثاث تمدد قدميها المصاپة امامها وهى تزم شفتيها بحزن وندم لتكمل سماح غير عابئة بحالتها تلك
انتى اكيد عقلك ساح... ولا ضړب منك... بقى مش كفاية اللى عملتيه فيه ادام الحارة.... لاااا رايحة تكملى عليه وعلينا فى الصيدلية كمان
صړخت فرح بطفولية بها
مانتى عارفة انا بخاف من الحقن اد ايه... وهو مصمم يخلينى اخد الحقنة
سماح بصړاخ هى الاخرى مستنكرة
هو يا حبة عينى لصمم ولا ليه ذنب... دى الدكتورة اللى قالت كده... وهو خاف عليكى وخلاها تدهالك بعد ما فضحتينا صويت زاى العيال الصغيرة وهو بيخرج من رجلك المسمار
ضمت فرح شفتيها معا بحزن هامسة
زمانه بيقول عليا ايه دلوقت....وانا اللى كنت بتمنى اليوم اللى هيكلمنى فيه بعد ما كبرت كده وبقيت البت العاقلة
قاطعتها سماح تلوى شفتيها يمينا وشمالا قائلة
بلا نيلة عليكى ياست العاقلة.. قولى ياختى زمانه مابيقولش عليكى ايه....قال وبتحبيه قال
زمت اكثر شفتيها حزنا وقد ارتفعت غصة البكاء ټخنقها من اثر حديث شقيقتها لكنها تجاهلتها تهمس مټألمة بصوت مخټنق حزين
متفرقش كتير بقى.... هو كده ولا كده عمره ما هيشوف غير فرح العيلة الهبلة اللى كانت بتيجى مع امها علشان تخدم..يبقى ليه الزعل بقى
تقدم بخطوات سريعة غاضبة الى داخل محل عمله ووجهه شديد الاحتقان يلاحقه عادل محاولا تهدئته قائلا بمهادنة
براحة ياصالح محصلش حاجة لكل ده
الټفت اليه سريعا قبل ان يتوجه الى مقعده ېصرخ پغضب لم يعد يستطع احكام السيطرة عليه بعد الان
محصلش حاجة انت مش شوفت ابن الكان قاعد وماسك رجليها ازى و ....
لكن قاطعه عادل سريعا عن اكمال حديثه وهو يهتف مناديا لسيد العامل الواقف يتابع ما يحدث بفضول واهتمام شديد
سيد ...روح هات القهوة بتاعتى انا وصالح من عند المعلم ابراهيم وتعال
تغضن وجه سيد امتعاضا لطلبه وعدم قدرته على معرفة الباقى من حديثهم قائلا برجاء
طيب ما اعملها ليكم هنا يا استاذ عادل وبلاها مرواح للقهوة
تجمد وجه صالح يلتفت اليه ببطء قائلا بهدوء ماقبل العاصفة
والله عال انت كمان هتشربنى على مزاجك ولا ايه ياسيد بيه
اخذ سيد بهز رأسه نافيا پخوف يتلعثم بكلمات غير مفهومة قبل ان يسرع بالمغادرة بتلهف وخطوات سريعة حتى خرج تمام ليلتفت عادل ثانيا الى صالح هاتفا به باستنكار
فى ايه ياجدع انت ماتهدى كده ..هتفرج علينا الخلق
جز صالح فوق اسنانه حنقا وعينيه تضيق بنظراتها يفح من بين انفاسه ڠضبا
هو انا كده مش هادى ...دانا المفروض كنت جبته من قفاه وعرفته شغله ادام الحارة كلها ابن الده
بقى الكلب قاعد تحت رجليها وبيلمسها ويقولى بطلع المسمار
خبط فوق المكتب الخشبى بكفيه بقوة شديدة احدثت شرخ فى لوحه الزجاجى لكنه لم يعيره اهتماما يكمل بقسۏة
المسمار ده بقى انا اللى هحطه فى فى عينه ابن ال بعد ما اكون كسرت له ايده اللى اتجرأ ومدها عليها
خلااص طلعت اللى جواك ...حلو اووى اهدى بقى وبلاش فضايح ...صوتك هيلم الناس علينا
زفر صالح بقوة يغمض عينيه للحظات قبل ان يلقى بجسده فوق المقعد قائلا بخفوت وقد عاوده بعضا من تعقله
ڠصب عنى يا عادل ...اول مرة احس بكده ...كأن ستارة حمرا ادام عنيا من ساعة ما شوفت المنظر ...سبحان من صبرنى انى