السبت 23 نوفمبر 2024

الموضوع مش سهل ارمله اخويا لسه حزينه عليه

انت في الصفحة 1 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
بزاوية هادئة من الغرفة التي غمرتها شمس الصباح المتسللة من بين شقوق النافذة الكبيرة خلفه جلس إبراهيم على أريكته وأمامه مصحفه المشرع على آيات سورة الكهف عيناه تتحرك فوق الكلمات القرآنية بخشوع يرتلها بخفوت محافظا علي قواعد تشكيل الحروف كما يجب ليختم قراءته طاويا المصحف هامسا بدعواته سرا ثم بسط سجادة صلاته ليقضي صلاة الشروق.
_ابراهيم هو الساعة كام
نظر لزوجته الراقدة فوق  ليبتسم بمسحة حنان وهو يراها تحاول فصل جفنيها فتوصدها قبضة النوم فأخبرها لسه بدري ياحور يدوب صليت الشروق. 
غمغمت بصوت ناعس وايه صحاك بدري كده يا هيما

انهاردة الجمعة قلت اصلي الفجر واقرأ سورة الكهف واستني اصلي الشروق.. وواصل وهو يتثائب أنا هنام شوية وانتي صحيني قبل صلاة الجمعة. 
همهمت بشيء غير مفهوم ليهتف حور ماتقومي تعمليلي لقمة صغيرة مع كوباية شاي. 
تذمرت بوهن أبوس ايدك سبني انام يا ابراهيم عيالك طلعوا عيني على ما ناموا وانا لازم ارتاح عشان معركة كل يوم. 
أعترض بقوله خليكي كده ظالمة عيالي ومحسساني انهم شياطين. 
_ طب بس ما تغلطش في الشياطين. 
رفع عاجبيه بدهشةاياكي تقولي علي ولادنا كده تاني.. آل شياطين آل..دول نعمة ربنا رزقنا بيها ربنا يحفظهم.
قاطعهم طرق الصغيران قبل دفعهما باب الغرفة واكبرهم يقول ماما انا جعان.
شهقت وهي تعتدل بنومتها كأنها ستبكي ألحقني يا ابراهيم.. وربنا ما قادرة افتح عيني.. يا ناس حرام عليكم ده انا بني آدمة.
ضحك وهو يهز رأسه ساخرا خلاص ياختي نامي انا هتصرف.. ثم شاكسها والله كتر خيرها شروق مرات اخويا هتفطرنا بعد الصلاة فطار ملوكي على السطح.
رفعت إحدى حاجبيها ورمقته بتحذير فغادر بعد أن شاغبها بحركات وجهه الضاحكة ثم تلحفت بالغطاء مستسلمة لنومها العزيز.
فوق سطح مسيج لبناية لا تزيد عن ثلاث طوابق أنتهت شروق بنشاط يميزها من تنظيفه حيث تقطن هي وزوجها وأطفالهما بالطابق الثاني وبالأسفل تسكن الحماة وبالأعلى إبراهيم شقيق زوجها الأصغر أعدت جلسة متواضعة وبسطت سجادة مناسبة فوق الأرض ثم هبطت تتفقد الصغار حيث يمكثون قبل أن تتوجه لمطبخها تعد للجميع إفطار صباحي شهي حتى يأتي تيمور بما أملته عليه. 
أتى وسكب مشترياته فوق الطاولة القريبة وقال أهو يا ستي خلصت صلاة الجمعة وجبتلك عجينة الطعمية والفول وكرتونة بيض وحاجات سلطة ظبطينا بقى في فطار الأجازة المتين.
ابتسمت بوهج حاني لا يفارق محياها 
عيوني بس شكلك نسيت البتنجان اللي طلبته حماتي بتحب البابا غنوج من إيدي.
_ لا جبته اهو مانسيتش حاجة. 
هتفت وهي تلتقط الأكياس بهمة 
طب روح للعيال واطلعوا للسطوح أنا خليته فلة. 
_ لوحدك يا شروق حور مرات اخويا مش ساعدتك فيه
_ أنت عارفها بتصحي متأخر شوية وانا صاحية من بدري ده غير فطار السطوح ده اقتراحي بصراحة ومش فارقة مين يعمله يا تيمور..ما عيالي هيلعبو فيه. 
هز رأسه بتفهم معتمدا أن الأمر لن يسوء زوجته وفعلته بطيب خاطر..فربت على ظهرها ربنا يديكي الصحة ياحبيبتي.
_ تسلملي يارب روح بقا خليك مع الولاد احسن كانوا بيتخانقوا زي عوايدهم من شوية وانا هخلص وارن عليك تنزل تاخد مني الأكل. 
_ ماشي. 
ضحكت بطيف خجل أشعل وجنتاها رغم مرور عشر سنوات على زواجهما وقالت يا راجل لم نفسك ما انت عارف ازاي كنت مهدودة مع اختي في فرش شقتها وجيت مش شايفة قدامي.
دفعته بقوة مزيفة وعبوس حاجبيها المنمقة جعلهما أكثر جمالا تيمور بلاش دلع ومسخرة على الصبح روح للعيال صوتهم طالع وخاېفة يأذوا بعض ونادي على مامتك و اخوك ومراته وعياله عشان الفطار يحلى في اللمة انا هعمل الطعمية المحشية اللي بيحبوها..
وواصلت بسخاء كرمها وياريت كمان تنادي عم علي يفطر معانا ينوبك ثواب.. يمكن ننسيه حزنه شوية بعد مۏت مراته الحاجة زينب الله يرحمها.
حدجها بتقدير شديد وبريق إعجاب وحب ثم انحني ولثم قمة رأسها أنتي ازاي جواكي الحنان ده كله يا شروق قلبك بيساع الغريب والقريب مابتتحمليش

تشوفي حد زعلان أو وحيد حتى جارنا عم علي مش سايباه وبتراعيه وعيونك عليه.. نفسي اعرف عملت ايه في دنيتي عشان يرزقني بيكي يا ست الناس. 
تفتحت براعم الزهور بقلبها وهو يسكب عليها مشاعره وإطراءه الذي لمسها لكنها غمغمت بمزاح تخفي به تأثرها شكل غزالتك رايقة وراضي عني انهاردة يا ابو العيال.
أجابها دون تردد دايما راضي عنك ربنا خليكي ليا يا شروق انتي اللي بتجمعينا ومخلية حياتنا دافية ومليانة ود..
تقسم انها لا تريد أكثر من هذا الآلق الراضي بعين زوجها تفعل كل شيء ولا تغيب تلك النظرة عنه تحبه وتعشق كل ما ينتمي إليه..ولن تقصر يوما معه ومع
من يحب. 
استدار الجميع حول
أطباق الإفطار المتراصة أرضا عدا العم علي الذي أعرض عن الصعود معهم رغبة في النوم قليلا ووالدتهما التي تقضي مشوار هام مع إحدي جيرانها في الحي ولم تأتي بعد.
أما البقية بدؤا التهام الطعام بشهية واضحة و راحت الأيادي تتخطف أقراص الطعمية المحشية وقطع الطماطم المتبلة بخليط من الفلفل الأحمر المالح وإبراهيم يهتف بثناء واضح شروق أشطر واحدة تعمل فطار ملوكي زي ده يفتح النفس.
تيمور بفخر لزوجته وحياتك يا ابراهيم يا اخويا مراتي لو مسكت حبة مية بحسهم بقوا شهد من ايدها.
ضحكت بخجل بينما شعرت الزوجة الأخرى بغيرة طفيفة وفطرية لا تملك صدها وهي تشهد هذا الدلال لها..الجميع يقدرها..تعرف كيف تجتذبهم حولها وللحقيقة التي لا تنكرها هي تمتاز بتلك الروح التي تعطي دون حساب ونشاط بدني تحسدها عليه كأنها فراشة لا تكل أو تمل التحليق فتنال استحواذ الكل دون منازع..عكسها هي مجهودها فقط محصور بين جدران بيتها وطفليها الأشقياء بشدة وزوجها.
_ لأ بس أوعي وشك بقا ياعم الحج.. حور مراتي محدش يقدر ينافسها في الأكلات البحرية.
قالها ابرهيم ليدعم زوجته حين لاحظ غزو وجهها بغيرة مبررة ليهتف تيمور يبقا انت اللي جبته لنفسك الاسبوع الجاي هندبسك في عزومة فسفور عندك مانع يا مرات أخويا
شروق بصراحة انا نفسي فيها من ايدك.
ابتسمت بوميض فخر امتزج بالرضا لنيل الأهتمام منهم أخيرا بس كده عنية الخميس الجاي هتاكلوا من ايدي تشكيلة أسماك هتخليكم تنورا كده.
مازحها تيمور طبعا هننور مش فسفور..وأهم حاجة انك اختارتي الخميس وتبع قوله بغمزة مشاكسة لزوجته التي حدجته بعتاب ووئدت ضحكتها خوفا أن يلاحظ أحد مقصد زوجها العابث.
_ هتنزل الورشة انهاردة يا هيما 
ابتلع لقيمة خبز بشربة ماء وقال أه والله.. في زبون لازم اسلمه انهاردة شباكين لمناور شقته واقفل حسابي معاه..أصله عريس وهيدخل قريب.
تدخلت باعتراض يرضيك كده ياتيمور يشتغل يوم الجمعة كمان أمال هيقعد معايا انا وعياله أمتى أنا نفسي نخرج لاي حتة بدال قعدة البيت دي.. ثم استشهدت بالأخرى صح ولا لأ يا شروق 
ابتسمت الأخيرة عندك حق طبعا بس حرام لو في مصلحة يسيبها.. لو عايزين رأيي.. ابراهيم يسلم الزبون ده حاجته ويقفل الورشة ويكمل بقيت اليوم معاكي.
_ مراتي كلامها مظبوط يعني تشتغل نص يوم وترجع تخرج مراتك وعيالك يا هيما.
رد ااأخير والله أنا اصلا كنت هعمل كده.. 
تبع قوله وهو ينهض شكرا يا مرات اخويا علي الفطار المتين ده ثم نظر لأخيه يدوم عزك يا اخويا. 
ربت علي طهره بقوة حانية تعيش ياهيما..روح الله يفتحها في وشك ويرزقك. 
بتوقيت متأخر من الليل عاد بإحدى أيام عمله مر منهكا بشقة والدته التي عرج عليها أولا ليطمئن قبل صعوده منزله.
_ يا مساء العسل يا ديجا.
ضوت عين أمه خديجة متشبعة بطلته وخفة ظله التي تأسرها وهي ترحب بقدومه مساء الشربات يا ضي عيني..ثم تدللت عليه زعلانة منك يا واد يا ابراهيم. 
_ ليه بس يا ست الكل
معدتش عليا امبارح زي عوايدك ونمت من غير ما تشوف امك طبعا حضڼ مراتك بينسيك الدنيا.
قهقهة متفهما غيرتها وهو يضم كتفيها بود وبعدين في الغيرة بتاعتك دي يا ديجا ثم تحدث بجدية موضحا والله يا ماما امبارح كنت تعبان اوي من شغلي وماصدقت شوفت سريري قدامي ونمت لدرجة مارضيتش اتعشى مع حور والعيال. 
ومع كده حقك عليا
هصالحك باللي تطلبيه.
ابتسمت بفيض حنان يخصه أكثر من غيره مش عايزة اكتر من انك تطل عليا دايما يا ابراهيم.. انت عارف غلاوتك عندي حاجة تانية.
ربت على كتفيها عارف
 

انت في الصفحة 1 من 26 صفحات