الأحد 24 نوفمبر 2024

لا انتي زودتيها قوي لو ابوكي معرفش يربيكي انا موجود

انت في الصفحة 18 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

وهو ينظر للحساء ثم رفع بصره يسأل مهدي 
هو الطباخ اللي هنا بيعرف يعمل مكرونة بشاميل
فأجاب مهدي على الفور 
آه طبعا
وكأنه اشتاق لتناولها مرة أخرى بعدما حفر مذاقها في حواسه ف قال متحمسا
طب خليه يعملي وهاخدها معايا وانا ماشي
من عنيا
تركت ملك الملعقة التي لم تتناول بها حتى الآن ثم أردفت 
أنا عايزة أروح لبابا
توقف يونس عن تناول الطعام ولم ينظر نحوها وهو يجيب 
لأ
ارتفع جاجبيها بذهول متفاجئة من رده كانت تتوقع إنه سيبلبي رغبتها على الفور ولكنها صدمت برأيه وتسائلت حول السبب 
ليه لأ
ف نظر نحوها و 
عشان انا عايز كده
كانت تعابير الإندهاش والذهول تخيم على وجه يزيد الذي لم يصدق رفضه ولكنه التزم الصمت وهو يراها راكدة بلا حيلة هكذا نظرت للطعام كأنها تدبر جملة مفيدة ثم عادت تنظر له وهو يتناول الطعام بدون اهتمام لها وأردفت 
على الأقل أتصل بيه أعرف أنا ليه هنا وهفضل قد إيه!
ف نظر لها بفتور ضايقها و 
تؤ مش هتكلميه هتسأليني ليه وهقولك عشان أنا قررت ده
تشنجت وهي تنهض عن جلستها وقبيل أن تهم للخروج استوقفها مناديا بنبرة حازمة 
ملك!
التفتت برأسها نحوه فسألها بأسلوب فج 
أنتي ليه مبتقوليش لأ
أسبلت ولم ترد ف وقف عن جلسته واستند بذراعيه على المائدة وهو يعيد صياغة سؤاله بشكل أكثر بساطة 
ليه مش بتعترضي وتتمسكي ب اعتراضك!
ليه معتبرة نفسك ديكور جميل يحركه ويشكله صاحبه زي ما هو عايز!! ليه ملكيش رأي
ثم غمز وهو يذكرها 
حتى الدكتور إياه طلعتي منفذة كل خططه بالحذافير
ارتفع حاجبي يزيد ف هو يعرف بأصل الأمر منذ البداية من خلال ما سرده إبراهيم وتحولت نظراته المدهوشة لأخرى متفاجئة حينما قبض يونس بقبضته القوية على ذراعها وهو يجتذبها ويصيح فيها 
أنتي فين شخصيتك فين ولسانك فين!
ثم هزها من جديد بينما هي تنتفض غير متوقعة كل ذلك منه وكأنها ما زالت في صدمة 
قولي لأ هروح وأشوف بابا ڠصب عنك قولي لأ
نهض يزيد ووضع يده على كتف يونس يحاول أن يجعله يتراجع و 
مش كده يايونس إيه اللي جرالك فجأة!!
دفع ذراع أخيه ولم يأبه له وهو يكرر فعلته بصوت هادر ارتعش له صدغه 
بقولك قولي لأ
ف كررت بصوت مرتفع قليلا 
لأ
وكأنه لم يكتفي بها 
بصوت أعلى
فصړخت في وجهه وهي تدفع ذراعه عنه بأقصى قوة لديها 
لأ
تدخل يزيد من جديد محاولا الفكاك بينهم خاصة وأن ملك قد تبكي في أي وقت أو تتابع صياح وصړاخ لن يقوى أيهم على صده 
ما خلاص يايونس الله!
ف الټفت إليه يبرر تصرفه ضدها 
لازم تتعلم لازم تواجه مش تهرب لازم تعترض وتقول لأ هي مش عروسة لعبة في أيد أي حد
وفجأة استمع كلاهما لصوت اصتكاك وتكسير وتهشيم حيث سحبت ملك مفرش المائدة بكل ما عليه من أطباق وصحون وكؤوس ووقع كله أرضا محدثا فوضى وأصوات مرتفعة انتبه كلاهما لها ولنظراتها المغتاظة التي شملت كلاهما قبيل أن تنظر ل يونس تحديدا وتسأله بصوت ممشوج بالصياح 
كده كويس !
تنفس قليلا وأجاب 
مش بطال
ف حدجته بتحد وقالت 
أنا عايزة أروح لبابا
بكرة الصبح ه 
قاطعته كما كان يفعل هو دائما وأردفت برفض قاطع 
لأ النهاردة
وكأنه هكذا انتصر في أن يدرسها أولى دروس الحياة التي ستتعلمها وعلى الفور أجاب 
أطلعي غيري هدومك
ف التفتت لتغادر في حين جلس يونس وهو ينظر لما أفسدته ولم يسلم من توبيخ يزيد له 
إيه اللي عملته ده!! انت اللي بتعلمها التمرد أنا مش مصدق!
وماله خليها تتمرد
ورفع بصره نحو شقيقه و 
أحسن ١٠٠ مرة من إنها تخذل نفسها بنفسها
ثم عاد يرخي كتفيه و 
أنا كده مرتاح
وصول القاهرة استغرق منهم بالضبط ساعتين وبضع دقائق ولكن الوصول إلى منزل إبراهيم كان صعبا في ظل الزحام المروري ولكن في النهاية وصل بها 
ترجل يونس عن السيارة أمام المبنى العتيق نظر حوله قبل أن يفتح لها الباب حيث كانت العيون عليهم لسبب غير معلوم هبطت ملك عن السيارة ورمقته بنظرات ساخطة وهي تقول بتبرم 
انت ليه محسسني إنك البودي جارد بتاعي!
ارتفع أحد حاجبيه قبل أن يقترب منها بوجهه قائلا 
أنا!! يونس ابن حسن الجبالي!! يبقى الحارس بتاعك انتي يابنت إبراهيم الجبالي!
وكأنها تعلمت الدرس جيدا ف لم تتوانى في إثبات إنها تلميذة جيدة تتعلم بسرعة وقالت 
أنت أصلا متطولش توصل للمكانة دي
ف ابتسم وهو يعود لوضعيته الطبيعية و 
لأ شاطرة عجبني الرد الحقيقة
أنتوا هتفضلوا واقفين كده كتير ولا إيه!
قالها يزيد بعدما صف سيارته بالجانب الآخر وهبط عنها ثم استبقهم وصعد وهم من خلفه 
طرق على الباب رغم إن بحوذته نسخة أخرى من المفاتيح ولكنه أراد أن يفتح عمه بنفسه 
فتح إبراهيم الباب وانبعج فمه وهو يستقبله 
أهلا يابني تعالى
يونس معايا ياعمي
وكأنه لم يقدر على إضافة شئ آخر ف فتح إبراهيم الباب على مصرعيه وهو يستقبلهم بحفاوة 
يا ألف أهلا وسهلا تعالو ياولاد أدخلوا نصيبكم تتعشوا معايا
دلف يزيد وهو يحمحم وينظر ل يونس الذي دخل في أعقابه لم ينطق كلاهما دخول ملك من الباب نطق بدلا عنهما ليظل إبراهيم محدقا للحظات حن ورق قلبه كأنه ارتوى بعد ظمأ طويل تعقدت أنفاسه المضطربة وكأن صدره لم يتحمل سعادته برؤيتها بينما كانت هي في حيرة هل تسعد لأنها تراه أن تعابته لما هي به بسببه وبتعليمات مشددة منه!
أحنت بصرها قبيل أن تردف بصوت خاڤت 
أزيك يابابا
فتح ذراعيه لها ف خطت ببطء نحوه حتى انتشلها وضمھا بعطف أبوي مستسلما لمشاعره الأبوية الجارفة التي تتوق لعناقها حتى
لم يأبه ل آلام ضلوعه وصدره الذي ضغط عليه كأنه يشبع مرارة الأيام التي كانت تخلو منها تمسكت به رافضة الترك أو الإبتعاد وبصوت هامس معاتب أردفت 
ليه عملت معايا كده أنا صدقت إنك حسيت بيا!
ابتعد عنها ومسح تلك العبرة قبيل أن تنزلق من عينها ثم قال بقناعة شديدة وبدون أن يتراجع لوهله 
ده كان عشان مصلحتك ياملك بكرة تحسي بيا وتشكريني
هزت رأسها بالنفي و 
أنت أذتني أكتر
دلف يزيد للمطبخ وهو يقول 
مش وقته الكلام ده
خرج وهو يحمل زجاجة مياة باردة و 
ياريت نوفر أي عتاب لبعدين الراجل مش ناقص هم على همه
حدق فيه إبراهيم ف كف عن التحدث بينما تسائلت ملك منتبهه لما قيل 
هم إيه

ف تدخل يونس بعدما جلس تاركا الجميع واقفا 
عمي كمان مضايق من غيابك مش ناقصة تزوديها عليه أقعد ياعمي
جلس إبراهيم بعد أن أجلسها بجواره و 
خلينا في المهم أنتوا إيه اللي رجعكم فجأة كده!
ف أطرقت رأسها لحظة قبل أن ترفعها مجددا وهي تنظر نحو يونس قائلة 
أنا اللي أصريت آجي أشوفك
ف سخر يزيد وهو يعقب 
هي فعلا كانت مصرة إصرار مكلف جدا
قرع أحدهم على الباب وكأنه يطالبهم بدين أو ما شابه ف امتعضت تعابير يزيد وهو يخطو نحو الباب وفتحه فجأة ثم هب منفعلا في ذلك الرجل الذي رآه أمامه بدون حتى أن يسأل عن هويته 
إيه يابني انت!! هي زريبة أبوك عشان تخبط عليها كده!
تخلل محمد ببصره للداخل بكل تبجح وبدون استحياء و بدون أن يهتم بما قاله يزيد 
ملك فين
ف تمسك يزيد بياقته وهو يضم قبضتيه نحو عنقه متعمدا الضغط على أنفاسه وهو يهدر به 
لا ده انت عبيط بقا وعايز حد يعدلك دماغك
نهضت ملك من مكانها مڤزوعة بعدما التقطت صوت زوجها السابق ونهض يونس بعدما اشتبك أخيه مع مجهول الهوية بالنسبة لهم حاول يونس الفض بينهم وهو يزجر محمد بنظرة حادة وعلى الفور لحق بهم إبراهيم وقد صدم برؤية محمد هنا الآن و 
محمد!
قام يونس ب إبعادهم عن بعضهم وفككهم فتسائل يزيد بعصبية وهو يشير نحو محمد ب احتقار 
أنت تعرف المهزأ ده ياعمي!
اقتحم محمد المنزل بوقاحة شديدة وهو يدفع يزيد قائلا 
أنا جوز بنته انتوا اللي مين
وما أن وقعت عيناه على ملك وهي تقف مرتجفة مذعورة حتى انتشى وهو يقول 
بقالي كتير بدور عليكي
صفع يونس الباب كي لا يتسرب صوتهم للخارج وقال بعصبية 
أنت مش طلقتها يابني آدم! بتدور عليها ليه!
وقف أمامه يسد عنه رؤيتها أو تسديد نظراته المحتقنة لها في حين تدخل إبراهيم وقد ضاق ذرعا 
مش فضيناها سيرة وكل واحد راح لحاله يامحمد مراتك إيه وكلام فارغ إيه!! أنا كل ده مراعي العشرة ومش عايز أتصرف معاك بشكل مش هيعجبك
تلوت شفتي محمد وهو ينظر ل إبراهيم تارة ول يزيد تارة أخرى ثم ألقى بالقنبلة الموقوتة بين أحضانهم وهو يردف بسماجة شديدة 
رديتها رديتها غيابي والمحضر راح بيتكم التاني ملقاش حد عشان يبلغه
تحرك محمد خطوتين للجانب كي يتمكن من رصد تعابير وجهها في هذه اللحظة وتابع مضيفا 
يعني ملك دلوقتي مراتي شرعا وقانونا وحقي آخدها حالا
أنفعل إبراهيم ولم يستطيع أيا من الشابين التدخل في الأمر بعدما أصبح حساسا هكذا خاصة وأن يونس تحديدا لا يعلم ما وراء قصتهما 
جأر إبراهيم قائلا 
ده لعب عيال ولا إيه يامحمد!! إزاي تعمل كده من غير ما ترجعلنا!
فأجاب الأخير بغل شديد 
حقي أعمل اللي عايزه محدش ليه حق يلومني بعد ما بنتك رفعت خلع عليا
لن يقو إبراهيم على قول شئ آخر في ظل أن القانون والشرع معه ف خطى محمد نحوها فوجد يونس يسد الطريق عليه مرة أخرى رمقه محمد بنظرة محتقنة و 
وسع ياأخ الله يخليك عايز أصالح الست بتاعتي
رغما عنه اضطر أن يتنحى جانبا وهو ينظر نحو ملك التي شحبت ومر من عمرها عمر آخر من فرط الذعر لمجرد فكرة عودتها زوجة له رأى كم كانت مقهورة مصډومة في هذه اللحظة حينما دنى منها زوجها وسألها ناظرا لشعرها 
أنتي قلعتي الحجاب ياحببتي!
لسانها ثقيل حتى عن الرد عليه ف تجرأ هو وصفعها صڤعة تشنج يزيد وكاد يتدخل وهو يسبه سبابا نابيا 
يابن ال يا 
أمسك به يونس كي لا يتورط معه وكأنه سيتركها الآن وقال بفتور لا يناسب غليان صدره 
ملناش دعوة دي مراته
ف رمقته بنظرة تلوذ لمساعدته و 
يون 
قطعت صوتها مع رؤية نظرة عينه التي تحدثت بالكثير كأن عبارة مفيدة كونتها من نظرة واحدة ف صمتت وهي تنظر لزوجها المزعوم الذي قبض على ذراعها وجرها من خلفه 
هنكمل عتاب في بيتنا ياحببتي
سارت خلفه وهي تنظر لوالدها و 
بابا!!
ف تحرك إبراهيم نحوها وقد تألم ألما أقوى وأعنف و 
بنتي! يامحمد آ 
وضع يونس ذراعه أمامه يمنعه من التدخل 
عمي متدخلش
يايونس آ 
ف نظر الأخير نحوه و 
خلاص ياعمي
صفع محمد الباب بعدما حصل عليها بذلك الشكل الذي ظنه سهلا بل وأسهل مما توقع بينما كانت هي تبكي بحړقة شديدة كأن قلبها سيتوقف الآن من شدة انقباضته 
لم يكن يزيد راضيا عن تخاذل يونس وتركها به بسهولة وعبر عن ذلك بصوت مرتفع 
ملكش حق يايونس! إحنا نعرف منين هو هيعمل معاها إيه!
وقف يونس خلف النافذة ينظر إليهم حتى رآهم وقد خرجوا من المدخل دفعها محمد بهمجية حتى أجلسها في السيارة ثم جلس بمكانه وبدأ يستعد المغادرة 
تراجع يونس عن النظر إليهم

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 29 صفحات