الإثنين 25 نوفمبر 2024

دائرة العشق

انت في الصفحة 24 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز

إلى جناحه الخاص بالطابق الاخير من القصر 
دلفت إلى غرفتها وهي تضع يدها على صدرها حتى تمنع قلبها من الخفقان بتلك القوة وكأن قلبها اعلن التمرد عليها لتغمض عينيها بتوتر حتى لاحت ذكري ما حدث قبل قليلا وهي تتذكر عينيه التي لم تستطيع تحديد لونهم 
بألمانيا بأحد المساجد الكبيرة
اغمض عينيه حتى هبطت تلك الدمعة المريرة ليشعر بتلك اليد الدافئة التي ربتت فوق كتفه بحنان
رفع وجهه حتى رأي امامه رجلا قد تجاوز العقد الخامس من عمره
ليجلس الرجل امامه و اردف قائلا انت عربي مش كده 
نظر له مطولا حتى تبسم الرجل بهدوء وتابع ملامحك شرقية وبتقول انك مصري
لم يتفوه بكلمة واحدة بل صمت وتعب الدنيا بداخله ليتنهد الرجل بهدوء وتابع حديثه اصبر وسيستجيب ويغفر 
تقصد ايه قالها حسن بتساؤل وعدم فهم
بينما تجولت انظار الرجل بالمسجد وقال قليل لم يجي حد المسجد علشان كده هو فاضي بس اي حد بيدخله بيكون تعبان وتايه خاېف من عقاپ ربنا 
ابتلع حسن ريقه وخفض بصره بندم 
كل شيء وان مهما اخطأت ولجائت لربنا بقلب خاشغ نادم اكيد هيغفرلك 
بس معايا انا مستحيل يسامحني قالها الاخر بضعف وعينيه التي غيم عليها الحزن 
وتابع حديثه بۏجع وهو يشتكي بثه وحزنه إلى الله 
ليبدأ في سرد ما حدث معه وكيف كانت فعلته شنيعة
رفع حسن عينيه وهو يطالعه بأنصات بينما قال الرجل بهدوء بسم الله الرحمن الرحيم 
بمعنى ان عقابك هو الجلد انت وهي بس طبعآ هيكون البدأ بها الاول
بس انا وضعي يختلف قالها حسن بتنهيدة وحزن انا كنت مش في وعييي الكامل كنت فاكر انها مراتي ومتأكد انها عملت كده علشان تفرقنا 
انا ذنبي كبير وربنا استحالة يسامحني انا خالفت ديني واذنبت وخنت عهد بيني وبين مراتي ازي ربنا يسامحني 
تبسم الرجل ببشاشة وتابع حديثه في عهد سيدنا موسى
فقال لها موسى عليه السلام إن هذا الفعل الذي فعلته لفعل عظيم أذهبي من هنا قبل أن ينزل الله علينا بسبب ما فعلت ڼار من السماء 
فذهبت المرأة فأنزل الله ملك من السماء على سيدنا موسى عليه السلام فقال له في شأن المرأة التائبة ألا ترى يا موسى أفجر منها فقال ومن يكون أفجر من تلك المرأة 
فقال من ترك صلاة عامدا متعمدا فعمله أعظم وأفجر من تلك المرأة سبحان الله
ربنا غفور رحيم يا ابني هو الي قادر يغفرلك طلما التوبة هي مقصدك
هدأت نظرته وبدأ التفكير في الامر وحديث هذا الرجل 
بمنزل أسيل 
حتى اشتعلت النيران بها بعدم سكبت الكيروسين بكل زوايا الغرفة 
صف حسن سيارته بحديقة المنزل وهو يترجل من السيارة بتعب وقد آلمه ظهره بعدم نال عقاپ اراد التكفير عما فعله بحق نفسه 
سار بهدوء حتى رأي اللهب يخرج من نافذة غرفته 
تسمر بمكانه وهو يطالعه پخوف حتى ركض للداخل وهو يصعد الدرج بقوة رغم ذاك الالم الذي تسلل بداخله ليجدها 
تقف وسط النيران و عينيها تحجرت بالدموع
لېصرخ الاخر بقوة وهو يدلف إلى داخل الغرفة قائلا أسيل
انتبهت إلى صوته وهي تراه امامها لتهتف بهسترية حړقت كل حاجه تربطني بيك كل ذكرياتنا مع بعض مبقاش في حاجة تفكرني بيك 
رأي امرأة اخري غيرها انكسار عينيها حطم رجولته هو يهتف پغضب أيه الي عملتيه ده يا مچنونة انتي اټجننتي يا اسيل
انتبهت إلى صوته و أنفاسه عينيه عشقه و حنانه وهي تنظر إلى عينيه قائلة انت ايه جابك هنا مين عطاك الحق تدخل 
طالعها بذهول من لهجتها المتوحشة وهي تطالعه پغضب ليهتف هو بهدوء أسيل اسمعيني
قلتلك 100 مره اسمي ده تنساه فاهم قالتها پغضب وتحذير لتكمل بعدها بقسۏة مينفعش تنادي اسيادك بأسمهم ولا انت ناسي انك ابن المزارع بتاعنا فلاح ابن فلاح 
حروفها كالخڼجر المسمۏم الذي طعنته به ليطالعها هو پغضب وقلب مشتعل قائلا بلاش تخليني افقد اعصابي انا مراعي الي انتي فيه
من شدة جرحه لها لم تتمني يوما ان تتفوه بتلك الكلمات ولكن كيف وقد اهان قلبها لتبتعد عنه بعدم تذكرت فعلته بالامس قائلة راجع تاني ليه يا حسن عايز مني ايه لسه في چرح جديد ولا خېانة تانية لسه في حاجة مكسرتهاش فيا 
تفحصها مطولا وهو يرى تبدل ملامحها التي اوشكت على الاڼهيار دموعها المتحجرة التي حتما ستقتلها ان لم تذرفها 
وتفرغ ذاك الحزن الكامن بداخلها عايزك انتي يا اسيل قالها برجاء ليكمل بعدها عايز نرجع نفتح صفحة جديدة
صفحة قالتها بسخرية لتتبعه ابتسامة ساخرة دموعها
كانت تأبي الهبوط فتركت لها العنان حتى هبطت

علها تستريح قليلا هي حياتي فيها كام صفحة جديدة
لسه في ۏجع جديد مخفي هفتحله صفحة علشان بعد شوية اقفلها وافتح غيرها انت صفحة وعمار صفحة وصافي صفحة كل حد فيكم خد صفحة جديدة طيب واناا فيا ايه تاني انت كنت حياتي كلها وبأيدك پسكينة غدرك
امنتك على حياتي
وروحي وفي المقابل ايه خڼتني لسه فاكر اني هأمنك تاني 
طالع عينيها التي اشتعلت بمرارة فعلته قائلة انا مبقاش فيا حاجة علشان ادهالك معنديش غير ۏجعي منك يا حسن مبقاش فيا غير ۏجعي منك سبني حرارم عليك بقا وابعد عني ابعد يا حسن لاني بكرهك بكرهك فاهم
وهو يحاول تهدأتها بينما ظلت الاخري تصرخ بحزن وهي تردد انا بكرهك فاهم ابعد عني يا حسن ابعد عني
دموعها لم تجف
في تلك الاثناء وصلت سيارة المطافئ بعدم أبلغهم حراس القصر 
بمحطة القطار 
رمته بنظرة مودعة وقلب مشتعل بلهيب الضعف بينما قال الاخر نفسي افهم ليييه قرارتي تسافري النهاردة احنا كنا هنسافر كلنا بعد يومين 
تنهدت الاخري بحزن وخوف قائلة لازم اسافر انا الاول يا كريم وبما ان النهاردة كان اخر يوم ليا في الامتحانات اظن يبقى مفيش داعي اني استنا هنا
سلمي مالك فيكي ايه قالها كريم برجاء وهو يفترس ملامحها ليتابع حديثه المفروض تكوني مبسوطة اننا خلاص هنكون مع بعض بس انا حاسس بعكس كده شايف خوف وتوتر وقلق في عنيكي حاسس انك مش سلمي الي عرفتها 
قائلة بطمئنينة لا يا حبيبي مفيش حاجه انا بس متوترة بسبب الامتحانات وكده
تفحصها بعدم تصديق وقال متأكدة ان الامتحانات بس 
اغمضت عينيها حتى لا يري تلك الدموع المتحجرة وقالت اه يا كريم 
تابع قسمات
وجهها المتبدلة وقال بشئ من الضيق طيب على الاقل خلينا اوصلك انا مش هسيبك تسافري بالقطر 
هزت رأسها بالنفي وقالت صدقنى مش هينفع
انا لازم اسافر الاول علشان اتكلم مع بابا في موضوعنا مش عارفه رد فعله هيكون ايه 
قائلا بهدوء أطمني انا متأكد من عمي انتي متعرفيش هو ساعد عمار قد ايه علشان يقف على رجليه ويجمعه بمرام 
زاغت عينيها بضعف وخوف قائلة ربنا يسهل يا كريم 
التفتت خلفها حينما رأت القطار لتهتف بعينين حفرت تفاصيل وثنايا وجهه لازم امشى خلي بالك من نفسك يا كريم
لمعت الدموع بعينيها وهي تودعه خائڤة من القادم الذي سيحمل الكثير من الاوجاع لهم قائلة بودع خلي بالك من نفسك 
ودعته وتركت قلبها وهناك غصة مريرة تمنعها من الرحيل رحلت لا تريد الفراق هكذا ولكن لابد من مواجهة المجهول وما تخبئه الايام اعظم 
صعدت القطار وهي تبحث عن العربة التي ستجلس بها حتى وجدتها لم يكن بها سواها لتجلس

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 60 صفحات